الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وآخر مختص بفاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكذلك فإن لديهم لكلٍّ من الأئمة الاثني عشر (1) حجابًا مختصًا به، وعُوَذًا وهياكل سبعة، مما لا يتسع المقام لذكره، وقد لا يمكن حصره (2) .
المبحث الثاني: في
التحذير من مصنفات حوت هذه العلوم:
ولنشرع بعدها في ذكر بعض المصنفات المسماة روحانية، ولسان حالها ناطق بأنها إنما جعلت من أجل تعليم ممارسة السحر بطرق متنوعة، ونحن نذكر تلك المصنفات كيما يحذر القارئ من اقتنائها مغترًا بزخرف جمال مظهرها المخالف لقبح مخبرها، ومن هذه الكتب:
1-
شمس المعارف ولطائف العوارف، المشتهر بشمس المعارف الكبرى، لمؤلفه أحمد بن علي البُوْني، وهو من أكثر الكتب المتعلقة بطريق التنجيم، بل والأمرِ بعمله - لكن لمستحقه بزعمه -، فهو يحدد ساعات فلكيةً تصلح لأعمال الشر، ويُصرِّح فيه بمُعتقَده بتقديس الكواكب السبع السيارة، ومن قوله في ذلك:(وقوى هذه السبع الدراري مأخوذة من قوى التقطعيات الباطنة، وهي: لا إله إلا الله؛ فهذه مستمدة من هذه العلويات الأقدسيات)(3) . كما حوى الكتاب أوفاقًا، وقرر أن لها تأثيرًا عظيمًا في كل ما يريده كاتبها، وهو يفعل بها ما يشاء، ووضع شروطًا لصحة كتابة كل وفق
(1) الأئمة الاثني عشر هم الذين يعتقد الرافضة عصمتهم ووجوب اتباعهم، وهم على الترتيب، الأئمة: 1- علي رضي الله عنه. 2- الحسن بن علي. 3- الحسين بن علي. 4- علي بن الحسين (زين العابدين) . 5- محمد بن علي (الباقر) . 6- جعفر بن محمد (الصادق) . 7- موسى بن جعفر (الكاظم) 8- علي بن موسى (الرضا) . 9- محمد بن علي (الجواد) . 10- علي بن محمد (الهادي) . 11- الحسن بن علي (العسكري) ، 12- محمد بن الحسن (المهدي) . وهم أئمة أهل البيت المطهَّرين رحمهم الله تعالى، وكانوا قدوة في التمسك بالحق والتواصي به والدعوة إليه. فانظر - رحمك الله - ما نسب إليهم زورًا وبهتانًا [النُّور: 16] {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} .
(2)
انظر: غياث المستغيثين لمحمد آل طعمه، ص 315، وما بعدها. وانظر: الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف لرضوان فقيه، ص260 وما بعدها.
(3)
انظر: (1/14) من المصنف المذكور.
منها، وحاصل ذلك أن تكون الأعمال مرتبة في أوقات محددة موافقة لسعود الكواكب أو نحوسها، وادعى فيه معرفته بالأسماء التي كان عيسى عليه السلام يحيي بها الموتى بإذن الله! كما ادعى فيه معرفة الاسم الأعظم وجعل أوفاقًا لكلٍّ من الأسماء الحسنى، وأوفاقًا للحروف من فواتح السور، وأوفاقًا تعمل لما يخطر ببالك وما لا يخطر من قضاء حاجات، حتى استنطاق ما في القلوب، وحَجْب الأبصار، وعَقْد الألسنة، ورؤية الأرواح من غير حجاب! وأعمالاً لتفريق المجتمعين، ولتهييج المحبة (التِّوَلة) ، وهذه مما اتُّفِق على كونه من أعمال السحر، كما حوى ذكر أعمال السحر الخاصة بحقائق الموجودات، والعقاقير والتدخينات، وغير ذلك الكثير مما يُنبي عن مَشْرب صاحب الكتاب في تعليم السحر وإيهام القارئ بالقدرة غير المتناهية للأعمال السحرية من استحضار الجن والملائكة والطلب منهم، فينصرف بعدها عن الطلب من الله تعالى، ويفني عمره في تعلم رياضات السحر، وأعماله.
هذا، وإن خطر الكتاب لجسيم، لكونه من أكثر الكتب رواجًا في هذا الباب، ولأن كاتبه يدس في ثنايا كتابه السُّمَّ في الدَّسَم، فبينا يتقبل القارئ مبدأ فضل الأسماء الحسنى ووجوب دعاء الله بها، إذا به يجعل لها أوفاقًا حرفية وعددية، ويصاحب كتابتَها تقربٌّ إلى الكواكب السبع بكتابتها في طالعٍ سعيد، مع استدعاء خادم كل اسم من الملائكة بزعمه، فهيطال مثلاً خادم اسمه تعالى (الحي)(1) ، وتفصيل الأمر فيما حواه هذا المصنف لا يحسن في هذا المقام، لكنِ القصدُ التحذير منه وعدم الاغترار بثناء كثير من الناس عليه، وقد كان أول من أثنى عليه - بما هو ليس أهله - صاحبُه، حيث قال في ختام كتابه ما نصه: [واعلم أن كتابي هذا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
…
فإن كنت تنكره أو تلقيه فللبيت رب يحميه،
…
فيا حسرتا على من كان في نهار غفلته مفرطًا، وعن رفقته ذوي المعارف مثبَّطًا، لقد بان
(1) انظر: (4/95) من المصنف المذكور.