الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسلك الأول: الترغيب والتبشير
.
المسلك الثاني: الترهيب والإنذار.
المسلك الأول: الترغيب والتبشير:
من الحكمة القولية في الدعوة إلى الله أن يذكر الداعية إلى الله من هذا المسلك ما يفيد في حمل الناس على التبشير عن ساعد الجد في طاعة الله - تعالى- لنيل السعادة في الدنيا والآخرة.
والترغيب قسمان:
القسم الأول: الترغيب في جنس الطاعات.
القسم الثاني: الترغيب في أنواع الطاعات.
القسم الأول: الترغيب في جنس الطاعات: وهذا القسم له أنواع وصور متعددة، أذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
النوع الأول: الترغيب بالوعد بالخير العاجل في الدنيا: عندما يتحقق الإيمان والاستقامة عليه بطاعة الله- تعالى- وتقواه تحصل السعادة والبركات العاجلة في الدنيا قبل الآخرة، وما في الآخرة أعظم، ومن صور هذه الخيرات ما يأتي:
1 -
الترغيب بالوعد بالحياة الطيبة والسلامة من كل مكروه، قال تعالى ترغيبا في صالح العمل مع الإخلاص فيه والمتابعة:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97](1).
(1) سورة النحل، الآية 97.
2 -
الترغيب بالوعد بالاستخلاف في الأرض والتمكين: قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55](1).
3 -
الترغيب بالوعد بالإمداد بأنواع الخيرات والزيادة مع الشكر، قال تعالى عن نوح صلى الله عليه وسلم:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا - يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا - وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12](2){وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7](3).
4 -
الترغيب بالمد في العمر إلى استيفاء الآجال، وعدم المعاجلة بالعقوبة: قال تعالى: {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [إبراهيم: 10](4) فمن عبد الله واتقاه، وأطاع رسوله صلى الله عليه وسلم، وتاب من جميع المعاصي، غفر الله له ذنوبه، ومد في عمره، ودفع عنه الهلاك إلى حين استيفاء أجله (5).
5 -
الترغيب بالوعد بأنواع التأييد والنصر والتوفيق:
(1) سورة النور، الآية 55.
(2)
سورة نوح، الآيات 10 - 12.
(3)
سورة إبراهيم، الآية 7.
(4)
سورة إبراهيم، الآية 10.
(5)
انظر: تفسير البغوي 3/ 27، 4/ 397، وتفسير ابن كثير 4/ 425، وتفسير السعدي 4/ 127، 7/ 481.
(أ) الوعد بولاية الله- تعالى-: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257](1).
(ب) الوعد بالدفاع عنهم: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38](2).
(جـ) الوعد بالكفاية: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3](3).
(د) الوعد بالنصر: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47](4).
(هـ) الوعد بالعزة والعلو: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8](5){وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139](6).
(و) الوعد بمحبة الله للمؤمنين: وهذا باب واسع، قد ذكر الله فيه أنه يحب التوابين، والمتطهرين، والمتقين، والمحسنين، والصابرين، والمتوكلين، والمقسطين، والذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (7).
(ز) الوعد بمحبة عباد الله للمؤمنين {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96](8).
(1) سورة البقرة، الآية 257.
(2)
سورة الحج، الآية 38.
(3)
سورة الطلاق، الآية 3.
(4)
سورة الروم، آية 47.
(5)
سورة المنافقون، آية 8.
(6)
سورة آل عمران، الآية 139.
(7)
انظر سورة البقرة، الآية 222، وآل عمران، الآيات 76، 116، 134، 148، 159والمائدة، الآية 42، والتوبة، الآيتان 4، 7، والصف، الآية 4.
(8)
سورة مريم، الآية 96. وانظر البخاري مع الفتح 11/ 340، 13/ 461، ومسلم4/ 2030.
(ح) الوعد بالهداية والتوفيق، قال تعالى:{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الحج: 54](1).
(ط) الوعد بعدم تسليط الأعداء عليهم: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141](2).
(ى) الوعد بالأمن، قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82](3).
(ك) الوعد بحفظ سعي المؤمنين: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30](4).
(ل) الوعد بازديادهم من العلم والفهم: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124](5).
النوع الثاني: الترغيب بذكر سنة الله تعالى فيمن مضى من عباده المخلصين: من حكمة القول مع عصاة المؤمنين في دعوتهم إلى الله- عز وجل أن يبين لهم أن سنة الله لا تتخلف في نصرة عباده المؤمنين ورحمته بهم حين يتجهون إليه- سبحانه- بإظهار كمال العبودية له، والافتقار إليه، وهم في حالة من الكرب أو الضيق أو الحاجة، فتدركهم رحمته سبحانه. {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] (6){أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62](7).
(1) سورة الحج، الآية 54.
(2)
سورة النساء، الآية 141.
(3)
سورة الأنعام، الآية 82.
(4)
سورة الكهف، الآية 30.
(5)
سورة التوبة، الآية 124.
(6)
سورة الأعراف، الآية 56.
(7)
سورة النمل، الآية 62.
وفي ذكر الداعية إلى الله سنة الله فيمن مضى من عباده المؤمنين إطماع لعباد الله في الحصول على أمثالها للمؤمنين إذا اتجهوا إلى الله- تعالى- بقلوب صادقة، وترغيب للمعرضين في انقيادهم لأمر الله- تعالى- حتى يكونوا من المحسنين، فتصيبهم رحمة الله- تعالى- (1) وهذا النوع له أمثلة كثيرة جدا، منها ما يلي:
1 -
إجابة الله لدعوة آدم وحواء بعد أن وقعا في المعصية ثم تابا إلى الله {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23](2){فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 37](3).
2 -
إجابته- تعالى- لنبيه أيوب بعد أن بلغ به الضر منتهاه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83 - 84](4).
3 -
استجابته تعالى ليونس: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88](5){فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143 - 144](6).
(1) انظر: معالم الدعوة للديلمي 1/ 500.
(2)
سورة الأعراف، آية 23.
(3)
سورة البقرة، الآية 37.
(4)
سورة الأنبياء، الآيتان 83، 84.
(5)
سورة الأنبياء، الآيتان 87، 88.
(6)
سورة الصافات، الآيتان 143، 144.
4 -
إنجاؤه تعالى لأنبيائه وعباده المؤمنين عند حلول العذاب بأقوامهم المكذبين، وهذا باب واسع، ومن ذلك إنجاء نوح (1) وهود (2) وصالح (3) وإبراهيم، ولوط (4) وشعيب (5) وموسى وهارون (6) والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من بني إسرائيل (7) وغيرهم، فقد أنجى سبحانه هؤلاء ومن تبعهم وأهلك أعداءهم.
النوع الثالث: الترغيب بالوعد بالخير الآجل الأعظم في الآخرة: جاء في كتاب الله- تعالى-، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الوعد بالخير الآجل، والنعيم المقيم والرضوان، والأمن التام، والرحمة والمغفرة وتكفير السيئات، كل ذلك لمن تحقق فيه شرط الإيمان والعمل الصالح، وهذا باب واسع يزخر به بحر الكتاب والسنة، ولا يتسع المقام لذكر الأمثلة على ذلك.
فعلى الداعية العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يقدم للناس القول الحكيم الذي يرضي الرب الحكيم (8).
النوع الرابع: الترغيب بذكر أحوال المؤمنين في الجنة وما أعد الله لهم: وهذا النوع من الترغيب يزخر به كتاب الله- تعالى- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
(1) انظر: سورة يونس، الآية 73.
(2)
انظر: سورة هود، الآية 58.
(3)
انظر: سورة هود، الآية 66.
(4)
انظر: سورة الأنبياء، الآيتان 70، 71.
(5)
انظر: سورة هود، الآية 94.
(6)
انظر: سورة الصافات، الآية 114 - 116.
(7)
انظر: سورة الأعراف، الآية 164 - 166.
(8)
انظر: سورة الأنعام، الآية 82، وطه، الأيات 80 - 82 والفرقان، الآية 70، والبينة الآيتان7، 8.
ولا يحصر ما أعد الله لعباده المؤمنين في جنات النعيم من النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه- تبارك وتعالى: " قال الله. أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرأوا إن شئتم:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17](1) وهذا مما يجعل العاقل يشمر عن ساعد الجد؛ ليسعد بهذا الفوز العظيم، والسعادة الأبدية، والنعيم الدائم الذي يعجز دونه الوصف، ومن هذا النعيم على سبيل المثال (2).
ما ذكر الله من نعيم أهل الجنة وصفاتهم، ومن ذلك: رضوانه تعالى؛ فإنه أكبر النعيم (3) وأنهار الجنة (4) ومساكن أهلها (5) وزوجاتهم (6) وحليهم (7) وطعامهم (8) وشرابهم (9) وصفاتهم (10) وأطوالهم (11)
(1) البخاري مع الفتح، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة 6/ 318، ومسلم، كتاب الجنة، 4/ 2175 برقم 2825.
والآية من سورة السجدة، الآية 17.
(2)
انظر صفة الجنة ونعيمها وأحوال أهلها، وبعض ما أعد الله لهم، في البخاري مع الفتح، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الحنة وأنها مخلوقة 6/ 317 - 329، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها 4/ 2174 - 2206، وجامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر عشرة أنواع من صفة الجنة ونعيمها 10/ 494 - 512، ثم 10/ 520 - 523، ثم ذكر عشرة أنواع من صفات أهل الجنة ونعيمهم 10/ 523 - 537، ثم 10/ 544 - 556، فكان ذكره لنعيم الجنة وعذاب أهل النار 10/ 494 - 564، وانظر أعظم كتاب ألف في الجنة، هو حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم رحمه الله، ذكر فيه سبعين بابا.
(3)
انظر: سورة التوبة، الآية 72.
(4)
انظر: سورة محمد، الآية 15.
(5)
انظر: سورة التوبة، الآية 23.
(6)
انظر: سورة الصافات، الآيات 40 - 48.
(7)
انظر: سورة الكهف، الآية 31.
(8)
انظر: سورة الطور، الآية 27 - 28، والواقعة الآيات 10 - 40.
(9)
انظر: سورة الإنسان، الآية 5 - 22.
(10)
انظر البخاري مع الفتح 6/ 318، 362، ومسلم 4/ 2180.
(11)
انظر البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء باب خلق آدم وذريته 6/ 362.
وفواكههم (1) ولباسهم (2) وأعظم نعيم أهل الجنة النظر إلى وجه الله الكريم (3) فالداعية إذا استخدم هذا النوع من الترغيب يجذب قلوب الناس إلى الرغبة س في هذا النعيم الدائم.
القسم الثاني: الترغيب في أنواع الطاعات: وهذا القسم مهم جدا لا يقل أهمية عن القسم الأول، والناس يحتاجون إليه، ليشمروا عن ساعد الجد في عمل أنواع الطاعات، فينبغي للداعية إلى الله أن لا يغفل هذا الجانب، ويهتم بترغيب الناس بالأقوال الحكيمة في أنواع البر والإحسان، وجميع أنواع الطاعات: كحثهم على تحقيق كلمة الإخلاص، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد لإعلاء كلمة الله، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، وغير ذلك.
وكذلك ينبغي ترغيب الناس في أنواع الفضائل النفسية: كالشجاعة، والعفة، والصدق، والوفاء، والأمانة، والإخلاص، والحلم، والتواضع، والكرم، والصبر، وطهارة الضمير، وحث الخير للناس، والعدل والإحسان، وغيرذلك مما ينفع الأمة في العاجل والآجل بذكر ما جاء فيها من الترغيب من الكتاب والسمنة الصحيحة والحسنة والآثار الثابتة مع شرح ذلك شرخا وافيا حسبما تدعو إليه الحاجة (4).
ومن أمثلة الترغيب في هذه الأنواع: قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177](5)
(1) انظر: سورة الرحمن، الآيات 52 - 68، والواقعة الآيات 19 - 33.
(2)
انظر: سورة الكهف، الآية 15، وسورة الحج، الآية 23.
(3)
انظر: سورة يونس، الآية 26، وسورة ق، الآية 35، وسورة القيامة، الآيتان 22، 23.
(4)
انظر: هداية المرشدين ص 199.
(5)
سورة البقرة، آية 177.
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ - الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 16 - 17](1). وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ - وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 134 - 135](2) وغير ذلك كثير من كتاب الله تعالى (3).
وكذا قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في أنواع الطاعات من الأحاديث ما لا يحصى، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو:"أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة"(4).
ومن هذا النوع حديث معاذ بن جبل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يدخله
(1) سورة آل عمران، الآيتان 16، 17.
(2)
سورة آل عمران، الآيتان 134، 135.
(3)
انظر: سورة النساء، الآية 114، والتوبة، الآية 71، والمؤمنون، الآيات 1 - 11، والفرقان، الآيات 63 - 77، ولقمان، الآيات 13 - 19، والأحزاب، الآية 35، والصف، الآيات 10 - 13، وغير ذلك من الآيات في الترغيب في أنواع الطاعات.
(4)
أخرجه أحمد في المسند بإسناد جيد 2/ 177، وانظر: صحيح الجامع الصغير 1/ 301 برقم 886.