الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه (1).
والمسلم المجاهد في سبيل الله - تعالى- إذا رغب فيما عند الله، فإنه لا تبالي بما أصابه رغبة في الفوز العظيم.
فلست أبالي حين أقتل مسلما
…
على أي جنب كان في الله مصرعي
المسلك الثالث عشر: إسناد القيادة لأهل الإيمان:
من أسباب النصر تولية قيادة الجيوش، والسرايا، والأفواج والجبهات لمن عرفوا بالإيمان الكامل والعمل الصالح والشجاعة الحكيمة، ثم الأمثل فالأمثل، لقوله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13](2). والله عز وجل يحب أهل التقوى، ومحبته- سبحانه- للعبد من أعظم الأسباب في توفيق عبده وتسديده ونصره على أعدائه قال تعالى:{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76](3).
المسلك الرابع عشر: التحصن بالدعائم المنجيات:
إن العباد لهم منجيات، ودعائم تنجيهم من المهالك والهزائم إذا حلت بهم، وهذه الأمور هي من أعظم العلاج لمن أصيب بالمهلكات أو الحروب والأوبئة، وهي كذلك وقاية من حلول المصائب قبل نزولها، وتتلخص في اتباع الدعائم المنجيات الآتية:
(1) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب قول الله عز وجل من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، 6/ 21، و 7/ 355، ومسلم، كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، 3/ 1512.
(2)
سورة الحجرات، الآية 13.
(3)
سورة آل عمران، الآية 76.
(أ) التوبة والاستغفار من جميع المعاصي والذنوب كبيرها وصغيرها، ولا تقبل التوبة إلا بشروط:
1 -
الإقلاع عن جميع الذنوب وتركها.
2 -
العزيمة على عدم العودة إليها.
3 -
الندم على فعلها. فإن كانت المعصية في حق آدمي فلها شرط رابع وهو التحلل من صاحب ذلك الحق. ولا تنفع التوبة عند الغرغرة، أو بعد طلوع الشمس من مغربها. ولا شك أن التوبة النصوح والاستغفار من أعظم وسائل النصر {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] (1){وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33](2).
(ب) تقوى الله تعالى وهي أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربه ومن غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك. وهي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
(ج) أداء جميع الفرائض وإتباعها بالنوافل؛ لأن محبة الله لعبده تحصل بذلك.
(د) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم» (3). وقال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165](4).
(1) سورة الرعد، الآية 11.
(2)
سورة الأنفال، الآية 33.
(3)
الترمذي، كتاب الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، 4/ 468، وأحمد واللفظ له، 5/ 388، وانظر: صحيح الترمذي 2/ 233.
(4)
سورة الأعراف الآية 165.
(هـ) الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الاعتقادات، والأقوال والأفعال.
(و) الدعاء والضراعة إلى الله تعالى.