الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس
التوحيد دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام
يجب أن يبلغ كل من أشرك بالله -تعالى- أن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- دَعَوْا أقوامهم إلى عبادة الله وحده دون ما سواه، وأن الحجة قد قامت على جميع الأمم، وما من أمة إلا بعث الله فيهم رسولًا، وكلهم يَدْعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له (1) قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36](2){وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25](3) وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45](4).
فبين سبحانه في هذه الآيات عن طريق العموم أن جميع الرسل دعوا إلى "لا إله إلا الله"، وخلع جميع المعبودات من دون الله (5) وفصَّل ذلك في مواضع أخرى من كتابه، كقوله تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59](6){وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 65](7){وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 73](8)
(1) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 9/ 344، وتفسير ابن كثير 2/ 567، والسعدي 4/ 202، وأضواء البيان للشنقيطي 3/ 268.
(2)
سورة النحل، الآية 36.
(3)
سورة الأنبياء، الآية 25.
(4)
سورة الزخرف، الآية 45.
(5)
انظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 3/ 268.
(6)
سورة الأعراف، الآية 59.
(7)
سورة الأعراف، الآية 65.
(8)
سورة الأعراف، الآية 73.
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 85](1){وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72](2).
وهذا بلاغ مبين من الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فالداعية إلى الله -تعالى- يقوم بإيصال هذه الحكم القولية إلى الناس، ويبين لهم ذلك، فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها، وما ربك بظلام للعبيد.
(1) سورة الأعراف، الآية 85.
(2)
سورة المائدة، الآية 72.