الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و
التكميل لمهمة المنزل التربوية:
تعتبر المدرسة بحق أداة مكملة؛ لأن تربية الناشئ تبدأ في أحضان أبويه، يلقنانه مبادئ اللغة، ومفاهيم الحياة الاجتماعية، وأساليب التعايش مع البيئة، والتفاعل مع ظروف الحياة، ويغرسان في قلبه مبادئ الإيمان الصحيح.
لذلك لا بد من إقامة تعاون صريح بين المنزل والمدرسة، وأن تخصص المدرسة جهازا لتنسيق الاتصال بالأولياء: آباء الطلاب وأمهات الطالبات، ومعرفة هواتفهم ومناطق سكنهم وأماكن عملهم، ومعرفة ما يمكن معرفته من الظروف التي يربى فيها الناشئون في منازلهم، وأساليب تربيتهم هناك، لتصحيح الخاطئ منها وإكمال الصالح، والتعاون مع الأولياء على إصلاح الناشئين، وحسن تربيتهم ليكمل كل من المنزل، والمدرسة ما بدأ به الآخر، من غرس الإيمان الصحيح والسلوك القويم، ويقوم ما يعرض من انحرافات، ومشكلات في حياة الناشئ، ولئلا يحدث تعارض وتناقض، بين أسلوب المنزل التربوي، وأسلوب المدرسة، فيقع الأطفال، والناشئون ضحية هذا التعارض.
وهذه الوظيفة التربوية للمدرسة، إنما تتحق على الوجه الأكمل حينما تتبنى مبدأ "التواصي بالحق"، وهو من أهم مبادئ التربية الإسلامية الاجتماعية، فتتعاون المدرسة مع المسجد والمنزل والمجتمع، ويكون هدف الجميع تحقيق العبودية لله، وتطبيق شريعته، وتحقيق العزة، والكرامة للأمة الإسلامية وأجيالها، والنصح لأولياء الأمور القائمين على الإذاعة، والصحافة والرائي، وهي من أهم الوسائل المؤثرة في تربية الجيل بأسلوب غير مباشر.
مزالق المدرسة الحديثة، وعلاجها:
على الرغم من العبء الكبير الذي تحملته المدرسة اليوم في تربية الأجيال، فقد وقعت في مزالق رهيبة، كادت معها أن تؤدي بالأمة الإسلامية، وتسلم أجيالها إلى الخذلان والاستسلام، والإباحية والإلحاد في كثير من الأقطار العربية والإسلامية.
ومن أهم هذه المزالق:
*- الانعزالية:
كانت الكتاتيب، وحلقات المساجد من الشعب لتربية الشعب المسلم، وكانت على صلة دائمة بالشعب، فلم تكون طبقة مهنية معزولة عن الشعب، بل بقيت تعالج دائما مشكلات المجتمع الإسلامي، وكان طلاب العلم المخلصون، نقادا لأخطاء الحكام والتجار، والأمراء وأصحاب المهن، ينصحونهم ولا يبالون في الله
لومة لائم، وكانوا يشاركون الشعب أفراحه وآلامه وحروبه، كما فعل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وطلابه عند حروف الفرق الباطنية التي كانت تطعن الأمة في
1 انظر أثر الشريعة في تربية الخلق، من الفصل الثالث "أسس التربية الإسلامية" من هذا الكتاب.
ظهرها أيام الحروب الصليبية، ذلك أن علمهم، وتربيتهم الإسلامية قد هيأتهم لخدمة مجتمعهم وأمتهم.
بيد أن المدرسة الحديثة اليوم أصبحت في معزل عن الحياة الاجتماعية قلما تشعر بحاجات مجتمعها، فتحققها أو بأخطائه فتقومها.
لقد أصبح معظمها يعيش في برجه العاجي، وفي عالمه المغلق على نفسه، همه إنهاء المناهج وتنظيم الطلاب، وتهيئة الجو المدرسي الملائم، والسمعة الطيبة والنتائج المدرسية المرجوة، ونسبة النجاح المرموقة.
وتعالت صيحات بعض المربين مثل "جون ديوي" لجعل المدرسة مجتمعا مصغرا، لكن هذا لم يكن كافيا، فقد سميت المدرسة مجتمعا طلابيا طفوليا، لا يمثل مجتمع الكبار، ولا يتعاطف مع إلا نادرًا، وفي حدود دراسة البيئة، والتربية الوطنية.
والتربية الإسلامية التي تهدف إلى تخريج مصلحين حقيقيين، ورواد اجتماعيين، تدعو المدرسة إلى المشاركة الفعلية في النصح للمجتمع، والمساهمة في إصلاحه، ولترسل من طلابها وعاظا إلى المساجد، ومساهمين في الحض على نظام السير، مثلان أو نظافة المدينة وحدائقها، والحض على جمع التبرعات للجهاد، أو لمساعدة الفقراء، والعمل على محو الأمية، وكل ما يحتاجه المجتمع.
ولتحقق ذلك، يجب على المدرسة أن تستقي مناهجها وكتبها، ومقرراتها ونشاطها من صميم عقيدة الأمة وتاريخها، وأهدافها ومتطلباتها وآمالها وآلامها، حتى تخرج جيلا يحس بمشكلات مجتمعه، ويعمل على حلها، ويحس بآلام أمته ويربى على السعي إلى محوها، يعادي من يعادي أمته، وتحيا في نفسه مثلها العليا، ومصالحها فيعمل على تحقيقها منذ نشأته، ليستمر متعاطفًا مع مجتمعه وقضايا أمته مواليا للأمة الإسلامية مخلصًا لها طيلة حياته.
وتلتقي المدارس كلها على ذلك بالتقاء العاملين فيها على الإخلاص، وصدق الإيمان، والعمل لإعلاء كلمة الله في نفوس الأجيال وقلوبهم، وبتنظيم المشرفين على المدارس، لأمورها ومناهجها ونشاطها على هذه الأسس، وبحسن الإشراف والنصح والتوجيه، والتعاون مع أساتذة المدارس، ومدرائها والعاملين فيها، بوعي
وجد وتفان، وإخلاص للمصلحة العامة، التي لا تتحقق إلا باستهداف مرضاة الله، فهذا هو ما تجتمع عليه قلوب المخلصين ومساعيهم.
*- التبعية لثقافة الغرب، وفلسفتها المبنية على الإلحاد:
لو تأملنا معظم كتبنا المدرسية، والمراجع التي أخذت عنها لوجدناها مترجمة بعضها بالنص، وبعضها بالمعنى عن المراجع والثقافات الغربية، فتاريخنا ينقله المؤلفون عن مراجع لمؤرخين أجانب، وكتب العلوم الطبيعية من فيزياء وكيمياء، وتشريح لجسم الإنسان، مترجمة عن الأبحاث الطبيعية التي قام بها علماء الغرب، وكذلك سائر العلوم الإنسانية من تربية وعلم نفس، وعلم اجتماع، وباقي العلوم الأخرى من جيولوجيا وجغرافيا.
ولقائل أن يقول: ماذا يضير المسلم لو أخذ الحكمة من أعدائه، ما دام بحاجة إليها، وما داموا قد سبقونا إلى اكتشاف هذه العلوم والتوسع فيها، بعد أن وضع أجدادنا أسس البحث العلمي لاكتشافها، وبدءوا فعلًا في التأليف في مبادئ الطب والفيزياء، والكيمياء والجبر وعلم الاجتماع؟
قد يكون هذا صحيحًا لو أمكن أن نأخذ هذه العلوم دون أن تزعزع عقيدة الناشئين، وتفت في كيانهم النفسي وتعيث فسادا، وتخريبا في كيان الأمة الاجتماعي، فقد غير هؤلاء الغربيون كل المبادئ التي بنى عليها أجدادنا بحثهم، وأخذوا بالأساليب المنطقية والتجريبية، دون الأسس الدينية والفكرية.
وهكذا أصبح لهذه العلوم الغربية "منطلقات عقائدية" تعارض عقيدة التوحيد التي تحيا في قلب كل مسلم، ويدافع عنها كل غيور على الإسلام، فهي "أي العلوم الغربية"، تنطلق من تصور خاطئ للوجود كله يغاير الأسس الفكرية الإسلامية التي شرحناها في الفصل الثالث من هذا الكتاب.
ونستطيع أن نلخص هذه الخلفية، أو المنطلقات العقائدية المشتركة بين كل فروع المعرفة، والثقافة الغربية بقولنا: الوجود كله، في زعمهم، منحصر في الطبيعة والإنسان، وهو أي الإنسان جزء منها ونوع من أنواعها، والطبيعة وجدت هكذا بنفسها، وكذلك سننها أو قوانينها، فهي، حسب رأيهم، مقدرة بنفسها من غير
مقدر لها، والعقل، عندهم، وحدة طريق معرفة الحقائق، وليس ثمة طريق آخر، وليست المثل الأخلاقية والقيم، والمفاهيم الحقوقية إلا وقائع أو حوادث كالحوادث الطبيعبة، نشأت وتطورت، فهي ليست ثابته، والإنسان نفسه إنما هو حيوان اجتماعي مفكر فحسب، وليست النفس الإنسانية إلا مجموعة من الغرائز.
وليس في هذه الفلسفة الغربية، أو التصور الوجودي للكون كما نرى مكان للإله، وصلته بالإنسان وبالكون ونظامه السببي، ولا بالوحي والنبوات، ولا للجزاء والحياة الخالدة، ولا لسائر الغيبيات1.
"إن هذه المفاهيم منبثة مفرقة في مختلف العلوم التي تعلم في نظم التعليم السائدة في العالم الإسلامي، ويتكون من مجموعها مركب فكري عقائدي يخالف الإسلام مخالفة جذرية"2.
هذه هي الكارثة التي أدخلتها المدرسة الحديثة على أمتنا، وأجيالنا في طول البلاد الإسلامية وعرضها، كارثة "لم تعرف الأمة الإسلامية في التاريخ كارثة أشد هولا، وأفظع في نتائجها منها، ولا تعدلها كارثة التتار ولا الحروب الصليبية، ولا حروب الاستعمار، بل إن جميع المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتربوية التي تعانيها، فروع لهذه المشكلة الأساسية"3.
"إن حل هذه المشكلة ليس بطرد هذه العلوم، وإيصاد الأبواب أمامها، وإنما الحل الذي نطرحه، وندعو إلى الأخذ به هو صياغة العلوم جميعا صياغة إسلامية، أو بعبارة
1 الأستاذ محمد المبارك -عن مجلة البعث الإسلامي "مجلد 21 - عدد 10 - ص32" تصدر في ندوة العلماء بالهند.
2 ففي كتب العلوم الطبيعية تجد مثل قولهم: إن الطبيعة وهبت الإنسان كذا وكذا من الطاقات والقابليات، وأوجدت في الأكجسين والهيدروجين مثلا خاصة التأليف لتركيب الماء، وهكذا والتاريخ قد قسم إلى القرون الأولى والعصور الوسطى، والحديثة على أساس حوادث أوروبية، فهو يجعل العالم كله تبعا للاعتبارات الأوروبية في تاريخه، وعلم الجغرافيا يقسم الشعوب حسب الاعتبارات الأوروبية المادية، وهكذا سائر العلوم.
3 والفقرة 2 من الصفحة السابقة من مقال للأستاذ بعنوان "نحو صياغة إسلامية لعلم الاجتماع"، مجلة البعث الإسلامي عدد رجب 1397هـ ص34-35.
أدق إقامتها على أسس إسلامية، والسير بها من منطلقات إسلامية، أي بناؤها على التصور العام للوجود كما يقدمه الإسلام"1.
وهذا الكتاب محاولة لحل جانب من جوانب هذه المشكلة في مجال التربية، إنه محاولة لصياغة منهج تربوي إسلامي متكامل، لتربية الأجيال على أساسه معتمد على أسس فكرية إسلامية تصاغ على ضوئه المناهج المدرسية، وتؤلف على هدية الكتب المدرسية، ويقام النشاط المدرسي، وجميع ما تستلزمه المدرسة، وتربية الأجيال.
*- انشطار شخصية الناشئ، وانفصام عرى وحدتها:
وهذا المنزلق نتيجة عقوبة لما قبله، وذلك أن سواد الشعوب الأوروبية لم تستطع الانسلاخ نهائيا من العقيدة الدينية، ومن الاعتقاد بوجود الخالق، وباليوم الآخر على نحو ما، فلم يجد أربابا الفكر والثقافة الغربية بدا من الفصل بين العلم، والدين وبين الكنيسة والحكم، وانتشر المبدأ الخاطئ الذي يقول:"دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، وكان من نتيجة ذلك ترسيخ دعائم الاتجاه الإلحادي الذي قامت عليه الثقافة الغربية كما رأينا في جميع المدارس، والمنشورات العلمية، وميادين العلم المختلفة، بدعوى أنها علوم وضعية "تدرس الواقع"، ولا علاقة لها بالدين، مع أن الاستدلال على عظمة الله جزء من الواقع الذي يعيشه كل عقل سليم يفكر تفكيرا منطقيا، وينطلق من المحسوس الذي حوله إلى الأسباب، كما رأينا في بحث أسس التربية الإسلامية.
ولم تحدد التربية الغربية الحديثة لها موقفا منطقيا من هذا الصراع، مع أنها تؤمن في مجال النفس، والعمل التربوي بوحدة النفس الإنسانية، وبوحدة الخبرة التي يقتبسها الناشئ مهما اختلفت وجوه هذه الخبرة.
ولكنها تنازلت عن هذه الوحدة، واستسلمت لهذه الفلسفة الانشطارية التي تقسم
1 نفس المصدر السابق.
وقد شرحنا هذا التصور في فصل: "أسس التربية الإسلامية"، وخاصة "الأسس الفكرية".
النفس إلى شقين متنازعينن، أحدهما يؤمن بالله المهيمن الخالق، والآخر يؤمن بالطبيعة، التي هي في زعمهم، مصدر الطاقات، والقوى، والقوانين.
تلك هي الفلسفة التي تسود معظم مدارس الأقطار الإسلامية اليوم، من غير أن نشعر، فترى أستاذ الطبيعية أو الجغرافية مثلا إذا سأله طالب عن حكمه الخالق في أمر من أمور العلم الذي يقرره يحوله إلى أستاذ الدين بدعوى أنه لا علاقة له بالأمور الدينية، ويتكرر مثل هذا الموقف، فيعتقد الناشئ أن معاني العقيدة، والتصور الإسلامي للكون لا علاقة لها بالعلوم الكونية، أو الجغرافية أو حتى التاريخية، وأن مكانها هو كتب الدين فقط، وزمانها هو دروس التوحيد، والفقه والحديث، والقرآن والتفسير، وربما ظن أن هذه العلوم الإسلامية لا تفسر وقائع الكون بنفس الوضوح الذي تفسره دروس العلوم، والجغرافيا "تفسيرًا قاصرا على القوانين الوضعية الطبيعية دون نسبتها إلى تنظيم الخالق، وتربيته لسنن الكون وقواه".
إن هذه الفلسفة التي تفصل الدين عن الدولة "في المجتمع الواحد"، والروح عن الجسد في الكائن الواحد، والعلم عن الأخلاق في الكيان الإنساني الواحد، والعقل عن الوجدان، لهي فلسفة مبلبلة تدع الناشئ حيران لا كيان له، ولا يقين عنده ولا ثقة له بشيء، بل تعلمه النفاق والتلون، وانتحال شخصيات متناقضة متعددة.
وعلاج هذه المشكلة، كعلاج سابقتها يقوم على إعادة تأليف مناهج، وكتب لسائر المعارف، والعلوم من منطلق إسلامي، ولكن بشرط القيام بدورات تربوية إسلامية تدرب المعلمين، والمدرسين على تحقيق هذه المنطلق في جميع جوانب التربية، والتعليم المدرسي1
…
*- وثنية الشهادات، والامتحانات، وجعلها غاية في ذاتها:
كانت "الإجازة العلمية" قديما عند أسلافنا شهادة من عالم جليل، يشهد بها لأحد طلابه بالقدرة على تدريس كتاب معين، ويسمح له بذلك، ويكتب ما يفيد هذا
1 هذه الفقرة والفقرتان د وهـ من يجيش للمؤلف أحدهما بعنوان "من حصاد التربية الحديثة في بلادنا" 2/ 83، والآخر بعنوان "نقد التربية الحديثة" ص80 من كتاب "التربية وطرق التدريس"، للمؤلفين عبد الرحمن نحلاوي، عبد الكريم عثمان، محمد خير عرقسوسي ط الكليات والمعاهد بالرياض 1392هـ.
المعنى: "أجزت فلانًا بتدريس الكتاب الفلاني في العلم الفلاني"، ولم تكن "الإجازة" تعطي إلا بعد شعور صحيح بقدرة هذا "المدرس الجديد"، وبعد مرافقته لشيخه مدة كافية، ومناقشته لجميع قضايا الكتاب مع فهم، وإتقان ومعالجة، ويبقى "المجاز" بعد ذلك على صلة بشيخه، وهكذا كانت الشهادة نقطة بداية للدراسة والبحث العلمي، أما اليوم فقد أصبح الطالب يقصر همته على نيل الشهادة، فإذا حصل عليها انتهت حياته العلمية، ونسي كل شيء، وصارت قيمة الشهادة تقدر بمقدار ما تتيح لصاحبها من عمل يدر عليه الأرباح الطائلة بأقل جهد ممكن، حتى كأنها "صك" يحمله المتخرج يطرق به أبواب الشركات، أو الدوائر الحكومية، ليحصل على مركز اجتماعي، ويقبض راتبا شهريا كبيرا.
*- تخريج موظفين آليين:
وهكذا صارت جامعاتنا ومدراسنا تخرج شبابا قليلة ثقافتهم، سطحيا تفكيرهم لا هم لهم إلا الوصول إلى الشهادة، لا يؤمنون بالحقائق العليمة لذاتها، ولا يستمتعون بنتائجها الفكرية والتطبيقية، إنما همهم أن يصبوا حروفا، وعبارات على ورقة الامتحان ثم ينسوها إلا تخرجوا، فإذا تسلموا عملا في دائرة أو شركة، أصبحوا موظفين كالآلة الصماء يتحركون حسب الأوامر المعطاة لهم، فاقدين كل قدرة على المبادهة والأصالة، وابتكار الحلول الشخصية للمشكلات التي تعترضهم، ولا هم لهم إلا أن يعدوا الأيام ليقبضوا رواتبهم، والأشهر أو السنوات لينتظروا علاواتهم وترفيعهم.
وتحل هاتان المشكلتان باتباع، أو تحقيق الأمور الآتية:
- تدريب الشبان في حياتهم الجامعية، أو في المعاهد الفنية أو السلكية، على استعمال معارفهم والعلوم، والفنون التي يتلقونهم في حل مشكلات مجتمعهم، أي الإكثار من البحوث والتجارب العلمية الميدانية والدورات الصيفية، يقضونها في بعض الأعمال من النوع الذي يناسب تخصصهم الفني، أو العلمي الجامعي.
- إيقاظ الوازع الرباني، والوعي التربوي الإسلامي عند الشبان حتى يشعروا بمسئوليتهم عن علمهم، ماذا عملوا به تجاه خالقهم يوم الجزاء، وبهذا يشعرون بأن تعلمهم هو إعدادهم للجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله عن طريق إصلاح مجتمعم، والنهوض بواقع أمتهم الإسلامية.
- غرس الثقة عند الشبان، والإيمان بالكرامة التي كرم الله بها الإنسان، والاعتقاد بأن الذي يشرف الشاب هو علمه، وبحثه وما يتقن من مهارات، وما يقدم من أعمال مخلصًا، وأن الشهادة إنما هي رمز لاجتياز مرحلة، ليست دليلا على التأهيل لعمل، فكم من حامل شهادة أخفق في حياته، وكم من عالم نحرير، شهادته هي مؤلفاته وأبحاثه، وإخلاصه في بث العلم والعمل به.
وكم من خبير طبقت شهرته الآفاق، قبل أن يحمل الشهادات العليا.