الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناظرة بينهما أيضا
1:
روينا أن إسحاق بن راهويه ناظر الشافعي -أحمد بن حنبل حاضر- في جلود الميتة إذا دبغت، فقال الشافعي: دباغها طهورها، فقال إسحاق: ما الدليل؟ فقال الشافعي: حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد2 الله عن ابن عباس عن ميمونة3 أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال: هلا انتفعتم بجلدها؟ قال إسحاق: حديث ابن عكيم4 كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب5 أشبه أن يكون ناسخا لحديث ميمونة؛ لأنه قبل موته بشهر6، فقال الشافعي: هذا كتاب وذاك سماع، قال
1 طبقات الشافعية الكبرى 2/ 91-92.
2 هو أبو عبد الله، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الهذلي: مفتي المدينة، وأحد الفقهاء السبعة فيها، من أعلام التابعين، وهو مؤدب عمر بن عبد العزيز، قال الواقدي: ثقة فقيه، كثير العلم والحديث، شاعر، وقال ابن سعد: كان ثقة عالما فقيها كثير الحديث والعلم بالشعر، له شعر جيد، وقد ذهب بصره، مات بالمدينة سنة 98هـ. وفيات الأعيان 3/ 115، والسير 4/ 475، وطبقات الحفاظ 42.
3 هي أم المؤمنين، ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية: آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر من مات من زوجاته، بايعت بمكة قبل الهجرة، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة 7هـ، وعاشت 80 سنة، وتوفيت في سرف قرب مكة، ودفنت به سنة 61هـ، وكانت صالحة فاضلة. الإصابة ترجمة 1026.
4 هو عبد الله بن عكيم الجهني: قيل: له صحبة، وقد أسلم بلا ريب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلف أبي بكر الصديق، قال البخاري: أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سماع صحيح، وقد حدث عن: عمر، وعلي، وابن مسعود، وكان عثمانيا يحب عثمان بن عفان، وينتصر له، وقد توفي في ولاية الحجاج سنة 88هـ. السير 3/ 510، وتهذيب التهذيب 5/ 323.
5 الإهاب جمعه أُهُب وأهَب وأهِبَة: الجلد، أو ما لم يدبغ منه، والعصب جمعه أعصاب: أطناب منتشرة في الجسم كله، وبها تكون الحركة والحس.
6 أخرجه أبو داود 4127 و4128، والترمذي 1729، والنسائي 7/ 175، وابن سعد 6/ 113، وهو حديث ضعيف لاضطرابه كما ذكر غير واحد من أئمة الحديث، وقد بسط ذلك الزيلعي في نصب الراية 1/ 120، 122، وابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 47-48.