الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلموي وكتابه التلخيصي:
المعيد في أدب المفيد والمستفيد:
1-
النشرة القديمة لكتاب "المعيد في أدب المفيد والمستفيد":
نشر الأستاذ العلامة أمين التراث العربي أحمد عبيد في دمشق سنة 1349هـ "1930م" كتاب "المعيد في أدب المفيد والمستفيد" للشيخ عبد الباسط بن موسى محمد العلموي "ت 981هـ-1573م".
يقول الناشر: إنه عثر على نسخة وحيدة لذلك الكتاب "فألفينا فيه من الحث على العلم وبيان فضيلته وآدابه الظاهرة والخافية ما حبب إلينا نشره؛ ليطلع القراء منه على بعض ما كان للعلم وحملته عند السلف من شأن فيقدروهم حق قدرهم، وتشتد رغبتهم في السير على سنتهم
…
"1.
هدف الناشر كان إذن ما رآه في الكتاب من حث على العلم2، ثم من جهة ثانية، غرس تقدير السلف في نفوس القراء، ومن ثمة السير على السنن القديمة والمحافظة عليها
…
أما هدفنا فمختلف: نحن نهتم بالغرض الأساسي، أي لموضوعه الذي هو التربية والتعليم والتأديب، وعلى ذلك فإن نشرتنا هذه تقصد إظهار القيمة الأساسية للكتاب، والغرض الذي من أجله كُتب؛ وذلك من خلال هذه الدراسة، ومن خلال ما قدمناه من ملاحظات سوف تراها منشورة خلال هذا الكتاب.
1 المعيد في أدب المفيد والمستفيد.
2 العلم بمعناه العام أي العلوم الدينية "الشرعية" والعلوم التي لا تتعارض مع ذلك، وإن العلم بمعناه العام خاصا أو ضيقا هو المنصب على الشرعيات، انظر كتاب: الحث على حفظ العلم لابن الجوزي بتحقيقنا.
وهكذا سيظهر لنا أن الفكر التربوي في تاريخه الطويل عندما حافظ على وحدة واستمرارية، وتميز بشخصية تشابهت أبعادها عبر قرون مديدة وفي أماكن مختلفة، فكتاب المعيد في أدب المفيد والمستفيد، المكتوب في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، قل أن يختلف مع الكتب التي ألفها الغزالي وابن جماعة وزين الدين بن أحمد الزرنوجي وغيرهم.
ذلك أن طرائق التعليم، وبُنى العملية التربوية، وموضوعات الدراسة أو برامجها، والنظرة للمعلم ولغاية التعليم، وهي كلها موضوعات نلقاها عند المفكرين المذكورين أعلاه دون كبير تغيير أو تطور واضح.
يوفر لنا إذن كتاب العلموي فرصة لدراسة الفكر التربوي في القرن العاشر/ السادس عشر، وبذلك نقرأ أيضا فلسفة صنع الإنسان، والمطلوب من المربي، وصورة الرجل الكامل والمجتمع الفاضل بحسب تصور ذلك القرن من الزمان، وتلك القراءة مناسبة صالحة أو حقل خاص يتيح الدراسة التحليلية النقدية، والمنهج المقارن، والغايات الاستيعابية المعروفة في دراسة التاريخ والتطور
…
2-
العلموي ملخصا أو مؤلفا لكتاب "العميد":
عبد الباسط العلموي شيخ دمشقي "907-981" كان أبوه خطيب جامع الحاجب "سوق صاروجا، دمشق" خطب عبد الباسط في ذلك الجامع في الرابعة عشرة من عمره، ترك دمشق إلى القرعون، ثم رجع إلى بلده الأصلي، وتولى رئاسة المؤذنين في جامع دمشق الأموي "938هـ"، وكان يعظ فيه في مناسبات دينية.
العلموي فقيه دمشق الأكبر، وواعظ ذو شهرة وقدرات، ومن المعروف -حتى اليوم- أنه لم يدرس بعد.
ويقول الناشر عبيد: إنه رأى "تعليقات وجيزة" بخط العلموي على "مختصر طبقات الحنابلة الذي اختصره الشمس النابلسي، وكتب في آخره ما يدل على أنه لخص هذا المختصر أيضا، كما رأيت له تعليقات أخرى على ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب"، وقد بينا ذلك خلال ترجمتنا له.
ليس له إذن مؤلفات معروفة، ولا كثيرة، أما كتابه "المعيد" فهو تلخيص، بحسب ما ينبئنا، ثم بمعرفة بحسب ما يقول، ثم وبحسب معرفة صاحب الكتاب الموسع أو الأصلي الذي يحمل اسم: الدر النضيد للبدر الغزي.
3-
البدر الغزي وملخصه العلموي:
كتاب العلموي تلخيص لكتاب الغزي، وهذا الأخير فقيه وأصولي وعالم في الحديث والتفسير، وضع كتبا كثيرة، وله مائة وبضعة عشر كتابا، بحسب قول الزركلي في "الأعلام"، ثم إن بدر الدين الغزي الدمشقي "904-984" هو والد المؤرخ نجم الدين الغزي "صاحب الكواكب السائرة"، وكان قد خصص لتلامذته في دمشق رواتب وأكسية.
كتاب "الدر النضيد" هو إذن أصل الكتاب الذي ندرسه هنا ونقدمه بنصه، وفي رأينا أن العلموي حتى وإن لخص فهو صاحب الآراء التي يقدمها، أو هو الموافق عليها والمتبني لها، سواء أطُبع الأصل أم لم يطبع، فالمهم هو الأفكار أو النظرية الواحدة الشاملة، وفي جميع الأحوال فإننا ننسب الأفكار، في دراستنا هذه إلى الملخص "العلموي" لا الغزي، هذا مع الإقرار للغزي بالفضل، وكثرة التآليف، والصبغة الزهدية الصوفية في أعماله المطبوعة النافعة، وفي الواقع فإن العلموي وإن لم يشر في تضاعيف كتابه إلا قليلا إلى كتاب "الدر النضيد"، فإنه قد جعل من العنوان "الذي هو المعيد" ما يدل على أنه يكرر
ويلخص، وذاك عنوان يذكر بكتاب زين الدين بن علي بن أحمد العاملي "الشهيد الثاني 966هـ" منية المريد في آداب المفيد والمستفيد1.
4-
المخطوط وطبعته القديمة:
قلنا: إن النشرة الأولى لكتاب المعيد قامت على نسخة وحيدة، كانت موجودة في حلب، ومكتوبة بخط العلموي نفسه "بقلم دقيق وكتب على هامش كثير من الصفحات عناوين لبعض المطالب
…
".
ويقول الناشر: إنه اكتفى "في التصحيح بإثبات ما رأيناه صوابا دون الإشارة إلى الخطأ؛ لأننا رجعنا في ذلك إلى الأصول، التي نقل عنها مؤلف الأصل
…
". أما الحواشي فبعضها موجود في المخطوط، وبعضها الآخر والقليل أضافه السيد عبيد
، وهي كلها حواشٍ ذات نفع طفيف.
1 انظر: هدية العارفين 2/ 597، والأعلام 3/ 64.
وقد طبع كتابه مرتين في النجف 1939 و1951م.