الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأنه كان قد اتفق مع القتيل لبيعه زوجته بمبلغ خمسمائة وسبعين جنيهاً استرلينياً وقد دفع منه أربعمائة جنيه ومضت مدة طويلة دون أن يدفع باقي الحساب، ولما طالبه تهرب من الدفع وأقدم على قتله.
…
الملاحق -
في انصاف الاسلام وتقديره للمرأة
قال جورج سال في مقدمة ترجمة القرآن الانجليزية ص 80: ليس صحيحاً ما ينسب الى الاسلام من التهمة الكاذبة التي اتهمه بها بعض الكتاب قولهم أنه لا يعتبر المرأة ذات نفس (الإسلام روح المدنية 267) نقلاً عن كتاب "الهلال والصليب".
وقال فولتير في (مقالة القرآن) في معجم الفلسفة:
ولقد نسبنا الى القرآن كثيرا من السخافات وهو في الحقيقة خال منها. إن مؤلفينا الذين كثروا كثرة الانكشارية يجدون من السهل أن يجعلوا نساءنا من حزبهم بواسطة اقناعهن أن محمداً اعتبرهن حيوانات ذات ذكاء، وأنهن في نظر الشريعة بمثابة الارقاء، لا يملكن شيئاً من دنياهن، ولا نصيب لهن في أخراهن، وبديهي أن هذا الكلام باطل، ومع ذلك فقد كان الناس يصدقونه.
نحن لا نجهل أن القرآن يميز الرجل تلك الميزة المعطاة له من الطبيعة ولكن القرآن يختلف عن التوراة في أنه لا يجعل ضعف المرأة عقاباً إلهياً كما ورد في سفر التكوين الاصحاح الثالث العدد 16.
ومن الخلط أن ينسب إلى شارع عظيم نظير محمد مثل تلك المعاملة المنكرة للنساء. والحقيقة أن القرآن يقول: {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} .
ويقول: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الاسلام روح المدنية ص 267 نقلا عن كتاب الهلال والصليب).
وقالت "أني بيزنت" زعيمة التيوصوفية العالمية في كتابها: الاديان المنتشرة في الهند":
"ما أكبر خطأ العالم في تقدير نظريات النبي فيما يتعلق بالنساء، فقد قيل إنه قرر بأن المرأة لا روح لها! فلماذا هذا التجني على رسول الله! أعيروني أسماعكم أحدثكم عن حقيقة تعاليمه في هذا الشأن.
جاء في القرآن: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً}
وبعد أن سردت كثيراً من الآيات القرآنية التي تحث على رعاية المرأة وإكرامها قالت: ولا تقف تعاليم النبي عند حدود العموميات، فقد وضع قانوناً لوراثة النساء، وهو قانون أكثر عدلاً وأوسع حرية من ناحية الاستقلال الذي يمنحها إياه من القانون المسيحي الانجليزي الذي كان معمولاً به الى ما قبل نحو عشرين سنة، فما وضعه الاسلام للمرأة يعتبر قانوناً نموذجياً فقد تكفل بحمايتهن في كل ما يمكنه، وضمن لهن عدم العدوان على أي حصة مما يرثنه عن أقاربهن واخوانهن وأزواجهن" (مجلة الأزهر، المجلد الثامن ص 290).
ويقول "بول تيتو" كما نقلته عن مجلة الأزهر المجلد العاشر ص 712: "ولا تنسى أن القرآن أصلح حال المرأة في الحياة الاجتماعية اصلاحاً عظيماً".
وقالت جريدة "المونيتور" الفرنسية كما نقلته مجلة الأزهر في المجلد الحادي عشر 315:
"وقد أوجد الاسلام اصلاحاً عظيما في حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية، ومما يجب التنويه به أن الحقوق الشرعية التي منحها الاسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية".
وتقوله "لورافيشيافا غليري" في كتابها "دفاع عن الاسلام"(ص 106):
ولكن إذا كانت المراة قد بلغت من وجهة النظر الاجتماعية في أوروبا مكانة رفيعة، فان مركزها، شرعياً على الأقل، كان حتى سنوات قليلة جداً ولا يزال في بعض البلدان أقل استقلالاً من المرأة المسلمة في العالم الاسلامي".
وفيما يلي فقرات متفرقة من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون:
"ومبادئ المواريث التي نص عليها القرآن على جانب عظيم من العدل والانصاف، ويمكن القارئ أن يدرك ذلك من الآيات التي أنقلها منه، وأن أشير فيه بدرجة الكفاية الى أحكامها العامة، ويظهر من مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والانجليزية أن الشريعة الاسلامية منحت الزوجات، اللاتي
يزعم أن المسلمين لا يعاشرونهن بالمعروف، حقوقا في المواريث لا نجد مثلها في قوانيننا" (ص 474 الطبعة الثانية. ترجمة المرحوم الأستاذ عادل زعيتر).
"كان الاسلام ذا تأثير عظيم في حال المرأة في الشرق. فهو قد رفع حال المرأة الاجتماعي وشأنها رفعا عظيما بدلاً من خفضهما، خلافا للمزاعم المكررة على غير هدى، فالقرآن قد منح المرأة حقوقا إرثية بأحسن مما في قوانيننا الأوروبية".
ثم قارن المؤلف بين حال المرأة العربية قبل الاسلام وبين حالها بعده، وتابع حديثه قائلاً:
"وإذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر النساء وجب علينا أن ننظر اليهن أيام ازدهار حضارة العرب، فقد ظهر مما قصه المؤرخون فنذكره فيما بعد أنه كان لهن من الشأن ما اتفق لاخواتهن حديثاً في أوروبة، وذلك حين انتشار فروسية عرب الأندلس وظرفهم".
"وقد ذكرنا - في فصل سابق - أن الأوروبيين أخذوا عن العرب مبادئ الفروسية وما اقتضاه من احترام المرأة، فالإسلام أذن - لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، وذلك خلافاً للاعتقاد الشائع، فاذا نظرت الى امراء النصارى الاقطاعيين في القرون الوسطى، رأيتهم لم يحملوا شيئاً من الحرمة للنساء".
"وإذا تصفحت كتب تاريخ ذلك الزمن وجدتَ ما يزيل كل شك في هذا الأمر فعلمتَ أن رجال عصر الاقطاع كانوا غلاظاً نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى، فمن ذلك ما جاء في تاريخ "غاران لولوهيران" من معاملة النساء في عصر شارلمان وعن معاملة شارلمان نفسه لهن: "انقض القيصر شارلمان على أخته في أثناء جدال، وأخذ بشعرها وضربها ضرباً مبرحاً وكسر بقفازه الحديدي ثلاثاً من أسنانها"! .. فلو حدث مثل ذلك الجدل مع سائق عربة في الوقت الحاضر لبدا هذا السائق أرحم منه بلا ريب".
"ومن الأدلة على أهمية النساء أيام حضارة العرب كثرة من اشتهر منهن بمعارفهن العلمية والأدبية، فقد ذاع صيت عدد غير قليل منهن في العصر العباسي في المشرق والعصر الأموي في أسبانية".
ثم نقل عن مؤرخي عبد الرحمن الثالث قولهم: "إن ذلك الزمن الذي كان فيه للعلم والأدب شأن عظيم ببلاد الأندلس "كنّ محبات للدرس في خدورهن، وكانت الكثيرات منهن يتميزن بدماثتهن ومعارفهن" ثم أخذ يذكر الأمثلة على ذلك وقال:
"خبت حضارة قدماء الخلفاء الساطعة في عهد وارثي العرب، ولا سيما في عهد الترك - فنقص شأن النساء كثيرا، وسأبين في مكان آخر أن حالتهن الحاضرة أفضل من حالة أخواتهن في أوروبة حتى عند الترك، وما تقدم يثبت أن نقصان شأنهن حدث خلافاً للقرآن لا بسبب القرآن على كل حال".
"وهنا نستطيع أن نكرر إذن قولنا: إن الاسلام الذي رفع المرأة كثيرا بعيد من خفضها، ولم نكن أول من دافع عن هذا الرأي، فقد سبقنا إلى مثله "كوسان دوبر سفال" ثم مسيو "بارتلمي سنت هيلر".
"ولم يقتصر فضل الاسلام على رفع شأن المرأة، بل نضيف الى هذا أنه أول دين فعل ذلك، ويسهل إثبات هذا ببياننا أن جميع الأديان والامم التي جاءت قبل العرب أساءت الى المرأة". ص 488 - 490.
"وحقوق الزوجية التي نص عليها القرآن ومفسروه أفضل كثيرا من حقوق الزوجية الأوروبية" ص (497).
"وتعامل المرأة المسلمة باحترام عظيم فضلاً عن تلك الامتيازات، فتنال بذلك حالاً اجمع الباحثون المنصفون - ومنهم من ناصب بعاطفته مبدأ تعداد الزوجات العداء - على الاعتراف بحسنها. وعلى هؤلاء مسيو "دو أميسبس" الذي قال في معرض الحديث عن المرأة في الشرق، وذلك بعد أن أنحى باللائمة على تعدد الزوجات وفق وجهة نظره الأوروبية: "إن المرأة في الشرق تحترم بنبل وكرم، على العموم، فلا أحد يستطيع أن يرفع يده عليها في الطريق، ولا يجرؤ جندي أن يسيء الى أوقح نساء الشعب حتى في أثناء الشغب، وفي الشرق يشمل البعل زوجته بعين رعايته، وفي الشرق يبلغ الاعتناء بالأم درجة العبادة، وفي الشرق لا تجد رجلاً يقدم على الاستفادة من كسب زوجته (أقول: هذا قبل أن تسري الينا مبادئ الحضارة الغربية) والزوج هو الذي يدفع المهر الى زوجته في الشرق، الخ (ص 497).
وختم "لوبون" كلامه قائلاً: