الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
24 - باب المفعول له
(وهو المصدرُ المعلل به حدث شاركه في الوقت ظاهراً أو مقدراً، والفاعل تحقيقاً أو تقديراً) - فالمصدر جنس يشمل المفعول له وغيره، والمعلل له أخرج ما ليس كذلك من المصدر نحو: قعدتُ جلوساً، ورجع القهقري، والمشارك فعلاً ظاهراً أي ملفوظاً به نحو: ضرب زيدٌ ابنه تأديباً. والمشارك مقدراً نحو ما جاء ف يحديث محمد بن لبيد الأسهلي: قالوا: "ما جاء بك يا عمر؟ أحدباً على قومك؟ أو رغبة في الإسلام؟ أي: أجئت
…
والمشارك في الفاعل تحقيقاً هو فيما ذكر فيه الفاعلُ ظاهراً أو مضمراً كما سبق تمثيله، وتقديراً هو فيما إذا بُني الفعلُ للمفعول نحو: ضُرب الصبيُّ تأديباً، فيقدر أن الضارب المؤدبُ ليتحد الفاعل.
(وينصبه مفهمُ الحدث) - كالمصدر نحو: يعجبني ضربُك ابنك تأديباً، وفرعه نحو: ضربتُ أو أنا ضاربٌ ابني تأديباً.
(نصب المفعول به المصاحب في الأصل حرف جر) - وهذا مذهب
سيبويه والفارسي وهو الصحيح، إذ هو جوابٌ له، والجواب بحسب السؤال في المختار، فكان ينبغي أن يقال: ضربت ابني للتأديب، لكن حذفت اللام لشبهه بالمصدر.
(لا نصب نوع المصدر، خلافاً لبعضهم) - وهو بعض المتأخرين، وينسب أيضاً إلى الزجاج، ورُد بدخول اللام عليه، ولا تدخل على الأنواع نحو: سار الجمزي.
(وإن تغاير الوقت) - كقول امرئ القيس:
(511)
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
…
لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فنضت ماض، والنوم لم يقع، فجاء باللام لما اختلف الزمان.
وهذا الشرط قال بعض المتأخرين إنه من اشتراط المتأخرين ولم يشترطه سيبويه ولا أحد من المتقدمين، فعلى هذا يجوز: جئتك أمس طمعاً غداً في معروفك.
قال الجوهري: نضا ثوبه أي خلعه، وأنشد البيت ثم قال: ويجوز عندي تشديده للتكثير. ويقال: تفضلت المرأة في بيتها إذا كانت في ثوب واحد كالخيْعَل ونحوه، والخيْعَلُ قميصٌ لا كشيء له، وتقول: خيعلته فتخيعل أي ألبسته الخيعل فلبسه. ويقال لذلك الثوب مفضل بكسر الميم.
والمرأة فضل كجُنب، وكذك الرجل، وإنه لحسن الفضلة كالجلسة عن أبي زيد.
(أو الفاعلُ) - كقوله:
(512)
وإني لتعروني لذكراك هزةٌ
…
كما انتفض العصفور بلله القطرُ
ففاعل تعروني هزة، وفاعل الذكرى الشاعر، أي وإني لتعروني لذكراي إياك. فجُر باللام لاختلاف الفاعل، وسيذكر المصنف الخلاف في هذا الشرط. تقول: عراني هذا الأمر واعتراني إذا غشيك، وهززتُ الشيء هزاً فاهتز أي حركته فتحرك، والهزة بالكسر النشاط والارتياح.
(أو عدمت المصدرية) - كقوله تعالى: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً". ونصوص النحويين على اشتراط المصدرية كما ذكر، وأول يونس قول بعض العرب: أما العبيد فذو عبيد، بالنصب على المفعول له، وقبح ذلك سيبويه، وإنما أجازه على ضعفه إذا لم يُردْ عبيداً بأعيانهم، فلا يجوز في: أما الحارث فلا حارث لك لاختصاصه.
(جُر باللام) - وذلك كما سبق تمثيله.
(أو ما في معناها) - وهو مِنْ السببية نحو: "متصدعاً مِنْ خشية الله"، والباء نحو قوله تعالى:"فبظلم من الذين هادوا"، وفي نحو:
"دخلت امرأة النار في هرة".
(وجر المستوفي لشرط النصب مقروناً بال أكثرُ من نصبه) - فجئتك للإكرام أكثر من جئتك الإكرام؛ ومن النصب قوله:
(513)
لا أقعد الجبن عن الهيجاء
…
ولو توالتْ زمرُ الأعداء
وقوله:
(514)
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا
…
شدوا الإغارة فرساناً وركباناً
أي للجبن وللإغارة، وقوله تعالى:"ونضعُ الموازين القسط" يحتمل هذا، ويحتمل أن يكون صفة للموازين، أي الموازين المقسطة أي العادلة، ورجح هذا بأن الوصف بالمصدر أكثر من نصب المفعول له مقروناً بال، والإغارة مصدر اغار على العدو يغير.
(والمجردُ بالعكس) - فنصبُ ما تجرد من ال والإضافة أكثر من جره وذلك نحو: "وتثبيتاً من أنفسهم"، ونحو:
(515)
وأعرضُ عن شتم اللئيم تكرماً
ويجوز الجر فتقول: جئتُ لإكرامٍ لك. ومنع الجزولي ذلك، قال الشلوبين، إنه غير صحيح، ولا أعرف له سلفاً.
(ويستوي الأمران في المضاف) - فكل من نصبه وجره كثيرٌ. فمن النصب: ابتغاء مرضاة الله".
(516)
وأغفر عوراء الكريم ادخاره.
والجر: "لإيلاف قريش". العوراء الكلمة القبيحة وهي السقطة. والإيلاف مصدر آلفتُ الموضع أي ألفْتُه وألفْتُه الموضع.
(ومنهم مَنْ لا يشترط اتحاد الفاعل).