المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب كيفية التثنية وجمعي التصحيح - المساعد على تسهيل الفوائد - جـ ١

[ابن عقيل]

فهرس الكتاب

- ‌1 - باب شرح الكلمة والكلام وما يتعلق به

- ‌2 - باب إعراب الصحيح الآخر

- ‌3 - باب إعراب المعتل الآخر

- ‌4 - باب إعراب المثنى والمجموع على حده

- ‌5 - باب كيفية التثنية وجمعي التصحيح

- ‌6 - باب المعرفة والنكرة

- ‌7 - باب المضمر

- ‌8 - باب الاسم العلم

- ‌9 - باب الموصول

- ‌10 - باب اسم الإشارة

- ‌11 - باب المعرف بالأداة

- ‌12 - باب المبتدأ

- ‌13 - باب الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر

- ‌14 - بابُ أفعال المقاربة

- ‌15 - باب الأحرف الناصبة الاسم الرافعة الخبر

- ‌16 - باب لا العاملة عمل إنَّ

- ‌17 - باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر

- ‌18 - باب الفاعل

- ‌19 - باب النائب عن الفاعل

- ‌20 - باب اشتغال العامل عن الاسم السابق بضميره أو بملابسه

- ‌21 - باب تعدي الفعل ولزومه

- ‌22 - باب تنازع العاملين فصاعداً معمولاً واحداً

- ‌23 - باب الواقع مفعولاً مطلقاً من مصدر وما يجري مجراه

- ‌24 - باب المفعول له

- ‌25 - باب المفعول المسمى ظرفاً ومفعولاً فيه

- ‌26 - باب المفعول معه

- ‌27 - باب المستثنى

الفصل: ‌5 - باب كيفية التثنية وجمعي التصحيح

‌5 - باب كيفية التثنية وجمعي التصحيح

(الاسم) -خرج المضارع نحو: يرضى.

(الذي حرف إعرابه) -احترز من المبني نحو: إذا ومتى، فإن الألف ليست حرف إعراب فيهما، لأن حرف الإعراب هو آخر المعرب كما سبق تقريره.

(ألف) - أخرج المنقوص كالقاضي فإن حرف إعرابه ياء.

(لازمة) - أخرج المثنى في حالة الرفع نحو: الزيدان، فإن ألفه غير لازمة إذ تنقلب ياء في الجرِّ والنصب.

(مقصور) -نحو: عصا ورحى.

(فإن كان) - أي حرف الإعراب في الاسم، فخرج بالاسم نحو: يعطي، وبحرف الإعراب المبني نحو: الذي.

(ياءً) - أخرج المقصور.

(لازمة) -أخرج نحو: الزيدين، فإن حرف إعرابه ياء لازمة.

(تلي كسرة) -أخرج نحو: ظبي ورمي.

(فمنقوص) -نحو: القاضي والمهتدي.

(فإن كان) -أي حرفُ الإعراب في الاسم.

ص: 57

(همزة تلي ألفًا زائدة) -أخرج نحو: داء وماء، فإن الألف فيهما غير زائدة، لأن أقل ما تكون عليه الكلمة المعربة ثلاثة أحرف، فالألف بدل من أصل.

(فممدود) -نحو: كساء وحمراء وقراء وعلياء.

(فإذا ثني غير المقصور والممدود الذي همزته بدلٌ من أصل أو زائدة) - غير هذين يشمل الصحيح كزيد، والمعتل الجاري مجرى الصحيح كمرمى ورمي، والمنقوص كشج، والمهموز غير الممدود كرشأ، وهو ولد الظبية الذي قد تحرك ومشَى، وماء وضَوْء ونَبأ، والممدود الذي همزته أصل كقرَّاء ووضَّاء، وهو الكثير القراءة والكثير الوضوء، والذي همزته للإلحاق نحو: علباء، وهو عصب العنق واسم رجل، ويقال: شيخ علباء للرجل إذ أسن.

(لحقت العلامة) - أي الألف رفعًا، والياء جرًا ونصبًا.

(دون تغيير) - فلا يغير، فتقول: زيدَان ومرميان ورميان وشجيان، ولا يغير إلا بفتح ما قبل العلامة، وكذلك سئار المثل السابقة.

(ما لم تنب عن تثنيته تثنية غيره) - أي فلا تلحقه العلامة المذكورة حينئذ، وذلك نحو: سواء -كما مثل المصنف- فإن اللغة الفصحى أنه لا يثنى استغنوا بتثنية سي عن تثنيته فيقال: هما سيان، ولا يقال: هما

ص: 58

سواءان، على أن أبا زيد وأبا عمرو حكياه.

(وإذا ثنى المقصور قلبت ألفه واوًا إن كانت ثالثة بدلاً منها) -أي من الواو كعصا فتقول: عصوان لقولهم: عصوته أي ضربته بالعصا.

(أو أصلاً) -ككونها في حرف أو شبهه نحو: ألا وإذا علمين فتقول: ألوان وإذوان.

(أو مجهولة) -أي لا يدري عن أي شيء قلبت نحو: خسأ بمعنى فرد فتقول: خسوان، وكذلك الددا، وهو اللهو فتقول: الددوان.

(ولم تمل) -احترز من بلى ومتى، فإن ألفهما أصل أمليت وسيأتي حكمها.

(وياءً إن كانت بخلاف ذلك) -بأن كانت رابعة كملهيان، أو خامسةً كمعتليان، أو سادسة كمستدعيان، أو ثالثة بدلاً من ياء كرحيان، أو أصلاً أميلت كبليان ومتيان في تثنية بلى ومتى علمين.

(لا إن كانت) -أي الألف المقصورة.

(ثالثة واوي مكسور الأول) -كرضا وربا.

(أو مضمومه) -كعلى وضحى.

ص: 59

(خلافاً للكسائي) -في إجازته تثنية هذا النوع بالياء نحو: رضيان وربيان وعليان وضحيان.

(والياء في أري أولى بالأصل والمجهولة مطلقًا) -يعني أن من النحويين من لا يعدل عن الياء في الألف الأصلية والألف المجهولة، سواء أميلتا أم لم تمالا قال المصنف، ومفهوم قول سيبويه عاضد لهذا الرأي.

(وتبدل واوًا همزة الممدود المبدلة من ألف التأنيث) -فتقول في حمراء حمراوان، ولم يذكر سيبويه فيها غيره.

(وربما صححت) -نحو: حمراءان، وهو شاذ حكاه أبو حاتم وابن الأنباري عنهم.

(أو قلبت ياء) -نحو: حمرايان، وهذا لغة فزارة.

(وربما قلبت الأصلية واوًا) -سمع: قراوان ووضاوان في تثنية قراء ووضاء، ولم يذكر سيبويه فيها إلا إقرار الهمزة.

(وفعل ذلك بالملحقة أولى من تصحيحها) -أي قلب الهمزة الملحقة واوًا أولى من إقرارها نحو: علباوان ودرحاوان، ويجوز علباءان ودرحاءان يقال: رجل درحاية أي قصير سمين ضخم البطن، وهو فعلاية ملحق

ص: 60

بجعظارة، قال ابن السكيت يقال للرجل إذا كان غليظًا قصيرًا جعظارة بكسر الجيم.

(والمبدلة من أصل بالعكس) -أي إقرارها أولى من قبلها واوًا، فكساءان أولى من كساوين وسقاوين.

(وقد تقلب ياء) -فيقال: كسايان وسقايان.

(ولا يقاس عليه) -أي على قلبها ياء.

(خلافًا للكسائي) -الحق أنه يقاس عليه، لأنها لغة فزارة حكاها أبو زيد في كتاب الهمزة.

(وصصحوا مذروين) -قال ابن قتيبة: المذروان طرفا كل شيء، وقال غيره: هما طرفا الإلية وطرفا القوس وجانبا الرأس، والمشهور إطلاقه على طرفي الإلية، والقياس أن يقال في تثنيته: مذريان، لأن ألفه رابعة.

(وثنايين) -الثنايان طرفا العقال، قالوا: عقلته بثنايين، والقياس بثناءين بالهمز أو بثناوين بالواو، فإنه مثل كساء.

(تصحيح شقاوة وسقاية للزوم علمي التثنية والتأنيث) -أي إنما صححتا لبناء الكلمة على التثنية كما صحح واو شقاوة وياء سقاية لما بنيت

ص: 61

الكلمة على تاء التأنيث، والقياس لولا التاء إبدال الواو والياء همزة.

(وحكم ما ألحق به علامة جمع التصحيح) -يشمل علامة جمع التصحيح للمذكر والمؤنث.

(القياسية) -احترز مما خالف القياس نحو: بنون ولم يقولوا ابنون كما قالوا في التثنية ابنان.

(حكم ما ألحق به علامة التثنية) -فيكون له مجموعًا بالواو والنون أو بالألف والتاء، من التغيير أو عدمه، ما يكون له إذا ثني، فتقول في حمراء علم مذكر: حمراوون، وعلم مؤنث، حمراوات، وفي قراء: قراءون كما يقال قراءان، وفي زيد زيدون كما تقول: زيدان، وكذلك الباقي، إلا ما استثناه من المنقوص والمقصور.

(إلا إن آخر المنقوص والمقصور يحذف في جمع التذكير) -فيقال في قاض قاضون رفعًا وقاضين جرًا ونصبًا، وفي مصطفى مصطفون رفعًا ومصطفين جرًا ونصبًا، وتحذف ياء المنقوص وألف المقصور، واحترز بقوله:"التذكير" من جمع التأنيث فإن حكمه كحكم المثنى فتقول: غازيات وحبليات كما تقول: غازيان وحبليان.

ص: 62

(وتلي علامتاه) -أي علامتا الجمع المذكور.

(فتحة المقصور مطلقًا) -أي سواء كانت ألفه منقلبة عن أصل كملهى علم مذكر، فتقول: ملهون وملهين، أو زائدة كحلبى علم مذكر فتقول: حبلون وحبلين، بفتح اللام والهاء.

(خلافًا للكوفيين في إلحاق ذي الألف الزائدة بالمنقوص) -فيضمون ما قبل واو الجمع، ويكسرون ما قبل يائه، ويحذفون الألف فيقولون: حبلون وحبلين، كما يفعل في المنقوص نحو: قاضون وقاضين، ولا يفعلون ذلك بغير الزائدة بل يفتحون ما قبل الواو والياء كما سبق نحو: ملهون وملهين.

(وربما حذفت) -أي الألف الزائدة.

(خامسة) -كخوزلى.

(فصاعدًا) -كضبغطرى، وهو الأحمق الذي لا يعجبك.

(في التثنية) -نحو: الخوزلان وضبغطران.

(والجمع بالألف والتاء) -نحو: هراوات بفتح الهاء جمع هراوى جمع هراوة.

(وكذا الألف والهمزة من قاصعاء ونحوه) -فيحذفان كما تحذف.

ص: 63

الألف الزائدة في المقصور، قال بعضهم في خنفساء: خنفسان وفي عاشوراء: عاشوران.

(ولا يقاس على ذلك، خلافًا للكوفيين) -أي على حذف ألف المقصور خامسةً فصاعدًا، وعلى حذف الألف والهمزة من قاصعاء، لقلة ما ورد من ذلك.

(وتحذف تاء التأنيث عند تصحيح ما هي فيه) -بخلاف تثنية ما هي فيه، فإنها لا تحذف منه نحو: فتاتان وفاطمتان.

(فيعامل معاملة مؤنث عار منها) -أي من التاء.

(لو صحح) -فيقال في فتاة: فتيات بقلب الألف ياء، وفي قناة قنوات بقلبها واوًا، وكذا إذا كان ما قبل التاء همزة مبدلة فإنها تعامل بما تعامل به في التثنية، فيقال في سقاءة وباقلاءة: سقاوات وباقلاوات.

(ويقال) -شرع في ذكر ما خالف به المذكر العاقل في جمعه بالواو والنون مثناه، كما ذكر ما خالف فيه المؤنث في جمعه بالألف والتاء مثناه.

(في المراد به من يعقل) -احترز مما أريد به ما لا يعقل، فإنه يجمع بالألف والتاء.

ص: 64

(وأبون وأخون وهنون) -والقياس موافقتها التثنية، فيقال: أبوون وأخوون وهنوون، لكن التصريف أدى إلى حذف الواو.

(وذوو) -لم يخالفوا في جمع "ذو" التثنية، فكان ينبغي ألا يذكر هنا.

(وفي بنت وابنة وأخت وهنت وذات: بنات) -فحذفوا تاء بنت ولم يقولوا: بنوات برد المحذوف كأخوات، بل جمع على لفظ بنت من غير رد المحذوف فليس مخالفًا للتثنية إلا بحذف التاء.

(وأخوات) -فحذفوا التاء وردوا المحذوف.

(وهنات) -جمع على لفظ هنت بلا رد.

(وهنوات)

(وذوات) -جمعوا ذاتا على ذوات فحذوا التاء ولم يردوا اللام المحذوفة فلم يقولوا، ذويات فهو كبنات في بنت.

(وأمهات في الأم من الناس أكثر من أمات) -قياس أم أن لا يجمع بالألف، لأنه من الأجناس المؤنثة بلا علامة كعنز وعناق، وقد جمع الشاعر بين الأمهات والأمات في الأناسي في قوله:

(40)

إذا الأمهات قبحن الوجوه

فرجت الظلام بأماتكا

ص: 65

(وغيرها بالعكس) -أي غير الأم من الناس بعكس ذلك، فأمات فيه أكثر من أمهات.

(والمؤنث بهاء) -نحو: جفنة وغرفة وسدرة.

(أو مجردًا) -نحو: دعد وجمل وهند.

(ثلاثيًا) -كما مثل، وخرج نحو: جيئل علمًا للضيع.

(صحيح العين) -احترز من نحو: دولة وثور علمين لمؤنث، وكذا ثارة وثار وديمة وريم.

(ساكنة) -احترز من شجرة وسمرة ونبقة.

(غير مضعفٍ) -احترز من جَنة وجُنة وجِنة.

(ولا صفة) -احترز من ضخمة وجلفة وحلوة.

(تتبع ينه فاءه في الحركة مطلقًا) -أي سواء كانت حركة الفاء فتحة أو ضمة أو كسرة فتقول: جفنات وغرفات وسدرات.

(وتفتح وتسكن) -أي العين.

(بعد الضمة) -نحو: غرفات وغرفات.

(والكسرة) -نحو: سِدْرات وسدِرات.

ص: 66

(وتمنع الضمة قبل الياء) -فلا يقال في زبية زبيات بضم الباء بل زبيات بالسكون أو زبيات بالفتح، والزبية الرابية التي لا يعلوها الماء، والزبية أيضًا حفرة للأسد، سميت بذلك لأنهم كانوا يحفرونها في موضع عال.

(والكسرة قبل الواو باتفاق) -فلا يقال في رشوة رشوات بل رشوات أو رشوات، والرشوة معروفة، والرشوة بضم الراء مثله، وارتشى أخذ الرشوة.

وقبل الياء بخلف) -فمن البصريين من أجاز أن يقال في لحية لحيات بكسر الحاء ومنهم من منع.

(ومطلقًا عند الفراء فيما لم يسمع) -فلا يجيز الفراء فعلات بكسر الفاء والعين مطلقًا، أي سواء أكان من باب رشوة أو فدية أو كسرة أو هند، فإن فعلات يستلزم فعلا، وفعل أهمل إلا فيما ندر كإبل، فإن سمع فعلات قبله.

(وشذ جروات) -لما فيه من الكسر قبل الواو، وهو ممنوع اتفاقًا كما سبق.

(والتزم فعلات) -أي بفتح العين.

(في لجبة) -وهي صفة، يقال: شاة لجبة إذ قل لبنها.

(وغلب) -أي فتح العين.

ص: 67

(في ربعة) -وهو المعتدل القامة، والقياس في لجبة وربعة التسكين لأنهما من الصفات كضخمة.

(لقول بعضهم، لجبة وربعة) -أي لم يجمع لجبة وربعة بفتح العين إلا لأن بعضهم حرك العين في المفرد، فالتزم التحريك في جمع لجبة وغلب في جمع ربعة.

(ولا يقاس على ما ندر من كهلات، خلافًا لقطرب) -أجاز قطرب في جمع فعلة صفة فتح العين قياسًا على ما سمع من قولهم كلهة وكهلات.

(ويسوغ في لجبة القياس، وفاقًا لأبي العباس) -أي المبرد فيقول: لجبات بكسون الجيم وإن كان المسموع فتحها لأن التسكين هو القياس فيها.

(ولا يقال: فعلات) -أي بتسكين العين.

(اختيارًا) -احترز من الضرورة كقوله:

(41)

وحملت زفرات الضحى فأطقتها

ومالي بزفرات العشي يدان

(فيما استحق فعلات) -أي بفتح العين لكونه اسمًا مفتوح الفاء كدعد وزفرة فلا يقال: دعدات وزفرات بالسكون إلا ضرورة كالبيت.

ص: 68

(إلا لاعتلال اللام) -كظبية فيجوز ظبيات اختيارًا، حكاه ابن جنى، والمشهور الفتح.

(أو شبه الصفة) -نحو: أهل وأهلات، سمع بسكون الهاء وفتحها، والفتح أشهر.

(وتفتح هذيل عين جوزات وبيضات ونحوهما) -وهو كل اسم على فعلة معتل ومن ذلك قراءة بعضهم: "ثلاث عوات لكم" بفتح الواو، وقول الشاعر:

(42)

أخو بيضاتٍ رائح متأوب

رفيق بمسح المنكبين سبوح

فلو كانت فعلة المعتلة العين صفة نحو: جونة وغيلة جرت هذيل مع سائر العرب على القياس في تسكين العين، والجونة السوداء أو البيضاء، والجونة الخابية المطلية بالقار، ويقال لعين الشمس جونة، وإنما سميت جونة عند مغيبها لأنها تسود حين تغيب، والغيلة بالفتح المرأة السمينة.

(واتفق على عيرات شذوذًا) -عيرات جمع عير وهي الإبل التي عليها الأحمال، والشذوذ فيها من جهة فتح العين، والقياس تسكينها، كما قيل ديمات في ديمة.

(فصل: يتم في التثنية من المحذوف اللام ما يتم في الإضافة). فكما

ص: 69

تقول: هذا قاضيك وأخوك وأبوك وهنوك وحموك تقول:

قاضيان وأخوان وأبوان وحموان وهنوان، فيرد في التثنية ما رد في الإضافة.

(لا غير) -فكما لا ترد لام سنة وحر في الإضافة لا ترد في التثنية نحو: سنتان.

(وربما قيل أبان وأخان) -جاء هذا فيهما على لغة من التزم النقص في الإفراد والإضافة.

(ويديان ودميان ودموان وفميان وفموان) -جاء هذا في يد وما بعدها على لغة القصر فيها، وقد تقدم ذلك.

(وقالوا في ذات ذاتا على الفظ) -فلم يردوا المحذوف الذي هو لام الكلمة، ومنه:

(43)

يادار سلمى بين ذاتي العوج

(وذواتا على الأصل) -وهو المستعمل الكثير، ومنه:"ذواتا أفنان"، و"ذواتي أكل خمط"، والألف في "ذواتا" لام الكلمة انقلبت عن الياء.

(ويثنى اسم الجمع) -نحو: "فئتين التقتا".

ص: 70

(والمكسر) -كقولهم في جمال: جمالان.

(بغير زنة منتهاه) -تحرز من نحوه: مساجد ومصابيح، فإنه لا يثنى ولا يجمع.

(ويختار في المضافين لفظًا) -نحو: "فقد صغت قلوبكما".

(أو معنى) -نحو: الكبشين قطعت منهما الرؤوس.

(إلى متضمنيهما) -تحرز من المضافين إلى ما لا يتضمنهما نحو: قضيت درهمي الزيدين، وسيأتي حكم هذه المسألة:

(لفظ الإفراد على لفظ التثنية) -فقولك: قطعت رأس الكبشين مختار على رأسي الكبشين، وكذا، الكبشان قطعت منهما الرأس مختار على الرأسين.

(ولفظ الجمع على لفظ الإفراد) -فرءوس الكبشين، ومنهما الرءوس مختار على الرأس.

(فإن فرق متضمناهما اختير الإفراد) -نحو: قطعت رأس زيد وعمرو.

ص: 71

(وربما جمع المنفصلان إن أمن اللبس) -املراد بالمنفصلين اللذان ليسا جزءين مما أضيفا إليه كالدرهمين، فإن ألبس جمعهما لم يوضع موضع التثنية نحو: قبضت دراهم الزيدين، وإلا فقد يوضع، نحو قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا أويتما إلى مضاجعكما".

(ويقاس عليه، وفاقًا للفراء) -لوروده في أفصح كلام، كما سبق، وكقوله عليه الصلاة والسلام أيضًا، "ما أخرجكما من بيوتكما".

(ومطابقة ما لهذا الجمع لمعناه أو لفظه جائزة) -فالأول كقوله:

(44)

قلوبكما يغشاهما الأمن عادة

إذا منكما الأبطال يغشاهم الذعر

والثاني كقوله:

(45)

خليلي لا تهلك نفوسكما أسى

فإن لها فيما به ذهيت أسا

فقال لها ودهيت ولو طابق المعنى لقال: لهما، ودهيتما.

(ويعاقب الإفراد التثنية في كل اثنين لا يغني أحدهما عن الآخر) -وذلك كالعينين والأذنين، فتقول: عيناه حسنة، وعينه حسنتان، وعينه حسنة، والأصل: عيناه حسنتان، وظاهر كلام المصنف أن ذلك مقيس، وزعم بعضهم أنه غير مقيس، وأنه إنما جاء في الشعر، فمن

ص: 72

الأول قوله:

(46)

لمن زحلوفة زل

بها العينان تنهل

ومن الثاني قوله:

(47)

إذا ذكرت عيني الزمان الذي مضى

بصحراء فلج ظلتا تكفان

ومن الثالث:

(48)

ألا إن عينًا لم تجد يوم واسطٍ

عليك بجاري دمعها لجمود

ومن الرابع قوله:

(49)

وعينان قال الله كونا فكانتا

فعولان بالألباب ما يفعل الخمر

(وربما تعاقبا مطلقًا) -أي وإن لم يكونا مما سبق نحو: "فقولا إنا

ص: 73

رسول رب العالمين" وقوله:

(50)

إذا ما الغلام الأحمق الأم شافني

بأطراف أفقيه استمر فأسرعا

(وقد يقع افعلا) -نحو: "ألقيا في جهنم" ونحو قوله:

(51)

فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر

وإن تدعاني أحم عرضأص ممنعا

(وقع افعل ونحوه) - فألقيا واقع موقع ألق، وتزجراني واقع موقع تزجر، ومن الأول:

(52)

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

على ذلك خرجه ابن جنى، ويؤيده قول امرئ القيس بعده:

أجار ترى برقًا أريك وميضه

(وقد تقدر تسمية جزء باسم كل فيقع الجمع موقع واحده) -نحو: شابت مفارقه.

ص: 74

(أو مثناه) -نحو: عظيم المناكب، ولا يقاس على هذين.

(فصل: يجمع بالألف والتاء قياسًا ذو تاء التأنيث مطلقًا) -أي علمًا كان كطلحة وفاطمة أو اسم جنس كسنبلة.

(وعلم المؤنث مطلقًا) -أي عاريًا من علامة التأنيث كزينب أو متلبسًا بها كسلمة وسعدى وعفراء.

(وصفة المذكر الذي لا يعقل) -نحو: جبال راسيات.

(ومصغره) -نحو: دريهمات وفليسات.

(واسم الجنس المؤنث بالألف) -يشمل الاسم نحو: بهمى وبهمات، وصحراء وصحراوات، والصفة نحو: امرأة حبلى ونساء حبليات، وحلة سيراء وحلل سيراوات، واحترز من المؤنث بلا علامة كقدر وشمس فلا يقال، قدرات ولا شمسات، وبهما نبت، قال سيبويه: تكون واحدة وجمعًا، وألفها للتأنيث، وقام قوم: ألفها للإلحاق والواحد بهماة، وقال المبرد: هذا لا يعرف، ولا تكون ألف فعلى بالضم لغير التأنيث، والسيراء بكسر السين وفتح الياء برد فيه خطوط صفر.

(إن لم يكن فعلى فعلان) -كسكرى فلا يقال: سكريات.

(أو فعلاء افعل) -نحو: حمراء فلا يقال: حمراوات، فإن كان فعلاء لا أفعل له لم يمتنع من ذلك نحو: امرأة عجزاء ونساء عجزاوات.

ص: 75

(غير منقولين إلى الاسمية حقيقة) -كما لو سميت بسكرى وحمراء امرأة فتقول حينئذ: سكريات وحمراوات.

(أو حكمًا) -نحو: بطحاء فإنها صفة مقابلة في الأصل لأبطح لكن غلب استعمالها بلا موصوف فأشبهت الأسماء فجمعت جمعها فقيل: بطحاوات، والأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى، والبطحة والبطحاء مثله، ومنه بطحاء مكة.

(وما سوى ذلك) -أي الأنواع الخمسة التي سبق ذكرها.

(مقصور على السماع) -كقولهم في سماء: سماوات، وفي أرض: أرضات، وفي حسام: حسامات، فهذا ونحوه يحفظ ولا يقاس عليه.

ص: 76