الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: التعريف بآل البيت لغة:
إن كلمة آل من الكلمات التي وقع فيها الاختلاف عند علماء اللغة من حيث الاشتقاق، ومن حيث المعنى، أما من حيث الاشتقاق، فقيل إن أصلها أول، وقيل إن أصلها أهل.
فذهب الخليل بن أحمد إلى أن كلمة (آل) مشتقة من الأول، قال:(آل يؤول إليه، إذا رجع إليه)(1).
ووافقه ابن فارس قال: (آل يؤول أي رجع
…
يقال: أول الحكم إلى أهله، أي أرجعه ورده إليهم) (2).
وابن الجوزي حيث قال: (والأصل في ذلك قولنا: آل، وهو بمعنى: رجع)(3).
واختار هذا القول ابن تيمية (4).
وذهب فريق آخر إلى أن أصل كلمة (آل): أهل.
في (المفردات)(5): (الآل مقلوب من الأهل).
وفي (لسان العرب)(6): (أصلها أهل ثم أبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير أأل فلما توالت الهمزتان أبدل الثانية ألفا كما قالوا آدم وآخر).
وبمثل هذا قال الفيروزآبادي (7).
وفي (المصباح)(8) ذكر القولين ولم يرجح.
وضعف ابن القيم القول الثاني لأمور:
أحدهما: عدم الدليل عليه.
الثاني: أنه يلزم منه القلب الشاذ من غير موجب، مع مخالفة الأصل.
الثالث: أن الأهل تضاف إلى العاقل وغيره بخلاف الآل.
الرابع: أن الأهل تضاف إلى العلم والنكرة، والآل لا يضاف إلا إلى معظم من شأنه أن يؤول غيره إليه.
الخامس: أن الأهل تضاف إلى الظاهر والمضمر، أما الآل فإضافتها إلى المضمر قليلة شاذة (9).
وأما من حيث المعنى فقد نص غير واحد على أن آل الرجل هم أهل بيته وقرابته (10)، وأضافت طائفة أخرى الأتباع (11)، واقتصر بعضهم على الأتباع (12).
وقد وفق ابن الجوزي بين القولين فقال: (الآل: اسم لكل من رجع إلى معتمد فيما رجع فيه إليه، فتارة يكون النسب، وتارة بالسبب)(13).
فقوله: (بالنسب) إشارة إلى الأهل والقرابة، وقوله:(بالسبب) إشارة إلى الأتباع، ومن الثاني قوله تعالى: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر: 46].
هذا وقد اختلف علماء اللغة في دخول الشخص من آل نفسه، فذهب بعض المحققين إلى التفصيل في ذلك، وهو إن ذكر الشخص مع آله فلا يدخل فيهم، وإن لم يذكر معهم كأن يقال آل زيد فعند ذلك يدخل فيهم (14).
وأما الأهل فقد اتفق علماء اللغة على إطلاق أهل الرجل على زوجه.
قال الخليل: (أهل الرجل: زوجه)(15).
ونقله ابن فارس مقراً له (16).
وقال الراغب: (وعبر بأهل الرجل عن امرأته)(17).
وفي (لسان العرب): (أهل الرجل: زوجته)(18).
وفي (المصباح المنير): (ويطلق الأهل على الزوجة)(19).
ولهذا الاتفاق ذهب بعضهم إلى أن الأهل تطلق على الزوجة خاصة؛ لأنها المرادة في عرف اللسان (20).
(1)((كتاب العين)) (8/ 395).
(2)
((معجم مقاييس اللغة)) (1/ 159).
(3)
((نزهة الأعين)) (ص: 121).
(4)
((حاشية الروض المربع)) (1/ 40)، ((مجموع الفتاوى)) (22/ 463).
(5)
((مفردات ألفاظ القرآن)) (ص: 98).
(6)
((لسان العرب)) (1/ 186).
(7)
((القاموس المحيط)) (ص: 1245).
(8)
((المصباح المنير)) (ص: 12).
(9)
((جلاء الأفهام)) (ص: 203 - 204).
(10)
كتاب ((العين)) (8/ 395)، ((الصحاح)) (4/ 1627)، ((معجم مقاييس اللغة)) (1/ 160).
(11)
((الصحاح)) (4/ 1627)، ((المصباح المنير)) (ص: 12)، ((القاموس المحيط)) (ص: 1245).
(12)
((الكليات)) (ص: 164).
(13)
((نزهة الأعين)) (ص: 121 - 122).
(14)
((جلاء الأفهام)) (ص: 204)، ((القول البديع)) (ص: 121).
(15)
كتاب ((العين)) (4/ 89).
(16)
((معجم مقاييس اللغة)) (1/ 150).
(17)
((مفردات ألفاظ القرآن)) (ص: 96).
(18)
(1/ 186).
(19)
(ص: 11).
(20)
((الكليات)) (ص: 210).
ومما يدل على الاتفاق في هذا المعنى اتفاقهم على أن التأهل: (التزوج)(1).
وقد أضاف أكثرهم إلى معنى الزوجة العشيرة والقرابة (2)، إلا أن الراغب عد ذلك من المجاز (3).
ومن خلال هذه النقول يتبين أن لفظة الآل والأهل تشتركان في معان كثيرة بل تقتربان من الترادف.
وأما البيت لغة، فيلحظ الناظر أن المتقدمين من علماء اللغة كالجوهري وابن فارس كانوا يقصرون معنى البيت على عيال الرجل كزوجه، وعلى المأوى والسكن.
يقول ابن فارس: (الباء والياء والتاء أصل واحد، وهو المأوى، والمآب، ومجمع الشمل. والبيت: عيال الرجل والذين يبيت عندهم)(4).
أما المتأخرون كصاحب (القاموس) فأضافوا معان قد لا تخرج عن المعنيين السابقين كالشرف، والتزويج، والقبر، وفرش البيت (5).
أما إطلاق أهل البيت مركبة تركيباً إضافياً، فهي عند علماء اللغة بمعنى من يسكن فيه.
قال الخليل: (أهل البيت سكانه)(6).
وتبعه على ذلك من أتى بعده كابن فارس، وابن منظور (7)، والفيروزآبادي (8)، بدون نكير منهم.
إلا أن هذا التركيب صار عرفاً على آل النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الراغب: (وصار أهل البيت متعارفاً في آل النبي صلى الله عليه وسلم (9). آيات آل البيت في القرآن الكريم لمنصور بن حمد العيدي – ص: 17
(1) كتاب ((العين)) (4/ 89)، ((معجم مقاييس اللغة)) (1/ 150)، ((مفردات ألفاظ القرآن)) (ص: 79)، ((النهاية في غريب الحديث)) (1/ 84)، ((لسان العرب)) (1/ 186).
(2)
((نزهة الأعين)) (ص: 163)، ((المصباح المنير)) (ص: 11)، ((لسان العرب)) (1/ 185).
(3)
((مفردات ألفاظ القرآن)) (ص: 96).
(4)
((معجم مقاييس اللغة)) (1/ 324 - 325).
(5)
((القاموس المحيط)) (ص: 190).
(6)
كتاب ((العين)) (4/ 89).
(7)
((لسان العرب)) (1/ 186).
(8)
((القاموس المحيط)) (ص: 1245).
(9)
((مفردات ألفاظ القرآن)) (ص: 151).