الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي بن مصطفى البغدادي الموقت بأموي حلب، بعد صلاة الجمعة، ثامن شوال من شهور سنة 1157 «1» مصليا (164 ب) ومسلما.
وقد التمس مني الشيخ الصالح الحافظ لكتاب الله الشيخ إبراهيم الدمشقي الإمام بمدرسة سليمان باشا أن أسمعه حديث الرحمة مسلسلا، فاسمعته إياه على حسب ما طلب، وأجزته به وبسائر مروياتي، وفقنا الله وإياه صالح العمل. وممن جاء لوداعنا إلى المرجة «2» السيد أحمد بن نقطة، وولدنا الشاب الصالح، ذو الوجه الصبيح والسعد الراجح، الشيخ علي الكرجي الأصل.
[خان ذي النون]
وكان خروجنا من دمشق الشام متوجهين إلى بيت الله الحرام ضحى يوم الأربعاء العشرين من شوال «3» ، فنزلنا خان ذي النون، وبعضهم يقول: خان يونس. وهو خان عنده نهر جار عذب، والمسافة أربعة فراسخ، وكان عديلنا في شق المحمل رجل من أكراد بدليس اسمه حسن بن بابير، وجميع الذين كانوا في الخيمة التي كنت فيها أكراد، ومن طبعي أني أبغض الأكراد لأنهم غلاظ شداد جفاة لا عقل ولا كمال «4» ، فسلمت أمري إلى الله، وتيقنت أن
هذا لأمر خير لي في معادي لما اتحمل من جفوتهم وغلظتهم فيضاعف أجري ويمحى وزري، لما بلغني عنه- صلى الله عليه وسلم أنه قال:(أفضل الأعمال أحمزها)«1» ، اي أشقها وأصعبها على النفس، فصبرت تحصيلا لكثرة (165 أ) الأجر، وتحملت قدر استطاعتي، وكان جمّالنا الرجل الصالح الدين اللين الحاج علي بدور الحلبي، وهذه الصفة لا توجد في أحد من الجمالة التي يكرون الحجاج سواه، لأنهم كلهم لا دين ولا مروءة ولا رحم ولا ديانة ولا أمانة، بل إنهم يؤذون الحجاج، ويسعون في أخذ أموالهم إما سرقة وإما استقراضا ولا يؤدونه، لكن الجمالة الحلبية أهون وأسهل من الجمالة الشامية.
وممن كان في ركب الحاج من عوارفنا سيدنا السيد الحسيب النسيب السيد طالب الرفاعي البصري من أولاد سيدي الشيخ أحمد الرفاعي- قدس سره- والشيخ رفيقنا السيد عبد الوهاب الموصلي الإمام بجامع نبي الله جرجيس- على نبينا وعليه الصلاة والسلام- والسيد الحسيب السيد يونس ابن الشيخ إبراهيم الأدهمي، وصاحبنا الحاج محمد بن هاشم الحديثي ثم البغدادي نزيل حلب، والسيد أبو المواهب مفتي الشافعية بحلب، والشيخ طه الجبريني الحلبي، والشيخ إسماعيل العجلوني الدمشقي شارح البخاري، والسيد يحيى مفتي الموصل «2» ، والحاج محمد بن قاسم البصري، والحاج يوسف مولى الحاج نعسان الحلبي، والسيد علي ابن السيد مراد الدمشقي، والشيخ سليمان الدمشقي شيخ الأحباء في المحيا «3» ، والسيد أحمد جابي (165 ب) الوقف السناني «4» ، وولده النجيب المجد المحصل