الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[نصيبين]
وتليها مرحلة نصيبين على صيغة جمع المذكر السالم لنصيب. وهي قرية وخمة، وهواؤها ردىء وخم، وماؤها أردأ، وجوه أهلها صفر من كثرة الحمى التي فيها، وهي مشرفة على الخراب «1» ، لا جمعة فيها ولا جماعة، وأهلها مجردون عارون من الفضائل والكمالات، بل وعن جميع الطبائع الإنسانية. واجتمعنا فيها مع صاحبنا محمد أفندي حاكم ماردين، وأعطانا بغلة شهباء. دخلناها يوم الأربعاء السادس من جمادى الأولى «2» ، وأقمنا فيها ثلاثة أيام غير يومي الدخول والخروج. وخرجنا منها يوم الأحد العاشر من الشهر المذكور، فالحمد لله على أن نجانا منها، وفيها أقول:
عرّج ركابك لا تنزل نصيبينا
…
واربح جمالك بل دنياك والدنيا
أرض تصيد بها الحمّى على عجل
…
طير الفلاة وإن سامى السماكينا
أرض بها الدين والإسلام مفتقد
…
والخير عنها بعيد نازح حينا
أرض بها الشر لم يبرح ببقعتها
…
مستوطنا دهره حتما وتمكينا
والمسافة خمسة فراسخ ونصف. ومنها كتبت للولد القلبي حسين كتابا ولم أودعه في الرحلة لضيق الوقت.