الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جبلين حجارتها حمراء كالمغرة» . كما وصف قلعة الأخيضر، على طريق تبوك، بأنها «في عقبة تحيط بها الجبال، وفي طرفها مما يلي الشام عقبة ضيقة وعرة ذات جنادل كبار» ، وتكلم على ما يحيط ببلدة المعلى من جبال «عالية» مرتفعة» .
ب- السهول:
ومثلما اهتم السويدي بوصف ظواهر السطح المعقدة، فإنه اهتم أيضا بوصف الأراضي المنبسطة، سعتها، وشكلها، وطبوغرافيتها، من ذلك وصفه منطقة الفرحاتية، من أعمال دجيل، بأنها بر أفيح (أي واسع) ذو حصى دقاق، ووصفه للمناطق التي تحيط بالبلاليق بأنها «بلق بيض» ، والبلقاء بأنها «أرضها خاليه عن النبت والشجر» وأن «حجارتها متلونة بالسواد والبياض» وإشاراته إلى «الجنادل السود» في أرض «مشقوق» وفي «تل عطشان» من نواحي الجزيرة. ووصفه لمجاري الانحسار إن كانت صخرية أو رملية، وقوله عن الكثبان الرملية في جنوبي الأردن إن «الرمل كثير متراكم تسوخ فيه الأقدام، وهذا الرمل يبدو بلون أحمر، ولذا فإن منظر الحصى الأبيض الصغار على الأرض الحمراء يشبه الأرز الأبيض» وملاحظته أن أرض هدية على طريق الحجاز «كثيرة الرمل» ومثل هذه الإشارات يدل على قوة ملاحظة، واهتمام يجعله أقرب إلى اهتمامات عالم الصخور Petrologist منه إلى مجرد عالم ذي ثقافة دينية تقليدية ماض في طريقه إلى الحج.
ج- الأنهار ومصادر المياه:
وجه السويدي عنايته إلى وصف مصادر المياه المختلفة في المدن والقرى والنواحي التي مر بها، حتى إنه يندر أن دخل مدينة أو قرية إلا وتطرق إلى مصادر مياهها، من أنهار وبرك وعيون، ولم ينزل موضعا على الطريق إلا وأتى على ذكر ما يتوفر فيه من ماء وكميته ومذاقه أيضا، وربما أراد من تفصيله في هذا الأمر أن يكون كتاب رحلته دليل سفر للذين سيسلكون الطريق نفسه من بعد، فضلا عن اتساق ذلك مع اهتماماته العامة في رصد الظواهر الطبيعية والطبوغرافية فيما يمر به من بلاد، من ذلك إشارته إلى نهر الحسيني «وهو جدول يخرج من دجيل» ، وإلى نهر الفرحاتية» من أعمال دجيل أيضا، ووصف نهر قويق
بأنه «نهر صاف عذب لأهل تلك الديار» وأنه «يمد قناة حلب» وأن منبعه من عين إبراهيم عليه السلام «وهي من جيلان قرية شمالي حلب» وأنه «نهر ذو فوائد كثيرة ومنافع غزيرة» .
ونوه بما يسقيه من بساتين، وقد أثارت دهشته سعة ما يرويه منها مع صغر مجراه «بحيث لو أراد أدنى الناس قطعه لقطعه، وهو يزيد على كفاية حلب مع [ما] فيها من كثرة البساتين والقساطل والحمامات والخانات والبرك والأحواض، بحيث لو شاهد أحد ذلك لاعتقد أن دجلة تعجز عنه» . واسترعت انتباهه تسمية نهر العاصي، وبعد أن عرض أقوال بعض متقدميه حول هذا الأمر، أعلن أنه لا يرى سببا لتلك التسمية إلا لأن «منبعه نحو الغرب إنما يرى في بعض الأماكن جريانه من الشرق إلى الغرب لتعرج مجاريه في بعض الأراضي فيظن الرائي أنه كذلك من منبعه يجري على خلاف جريان الأنهار» .
كما اهتم أيضا بالمياه الجوفية، من عيون وآبار، وذكرها في مناسبات كثيرة، ونوه بمذاق بعضها، بل عمد إلى المقارنة أحيانا بين عين وأخرى، فقال عن عين زال (عين زالة) مثلا إنها «عيون كثيرة على وجه الأرض، وماؤها عذب إلا أنه دون عين موسى عذوبة وصفاء» ، وقال واصفا عين صفية بعدها» هي عين ماؤها في غاية الصفاء، يجري أولا على أحجار كالصفا.. وماؤها عذب يشبه ماء دجلة» ووصف ماء عين الرميلة بأنه «عذب خفيف، قيل إنه أخف المياه» ، وماء عين حسية بأنه عذب صاف، ولكن ماء عين النبك «أعذب من الأولى» .
وبالمقابل فإنه وصف ماء نصيبين بالرداءة، ومثله ماء قرية العلى. ولاحظ وفرة المياه تحت الكثبان الرملية في جنوب الأردن، فقال «وهذه الأرض إذا حفر فيها نحو ذراع خرج الماء لأنه كامن تحت الرمل، إلّا أنه رديء مسهل لما فيه من ملوحة» ، وحين أخبر بأن ثمّة موضعا يعرف بالغرابي نسبة إلى لون مائه الأسود، لاحظ أن هذا الماء يأخذ لونه من لون مجراه، وإلّا فلا لون له.
وتطرق إلي الآبار الارتوازية، ونوه بالمشاق التي كان يكابدها بعض أهل تلك النواحي في الوصول إلى مياه الشرب، بسبب انخفاضها عن مستوى سطح الأرض. قال مثلا واصفا مورد