الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقولُ الشيخِ: (وعدَّهُ .. لتسعةٍ) كأنَّهُ ضمَّن ((عدَّ)) معنى ((عَدّي)). فعدَّاهُ باللامِ التي بمعنى ((إلى)). قالَ: ولو قالَ: وعدَّهُ البستِيُّ فيما أوعَى
…
مُستوعباً خمسينَ إلا نَوعَا لكانَ أحسنَ، من جهةِ زوالِ ما في تعدية ((عَدَّه)) بحرفِ الجرِّ من الثقلِ على السمعِ، ومن جهةِ السلامةِ من إمكانِ تصحيفِ تسعةٍ بسبعةٍ - بتقديمِ السِّين ثمَّ موحدةٍ - ومن جهة موافقة عبارةِ ابنِ الصلاحِ، فإنَّهُ قالَ:((وأطنبَ أبو حاتمِ بنِ حبَّانَ البستيُّ في تقسيمهِ فبلغَ بهِ خمسينَ قسماً إلا واحداً)) (1). ويكونُ فيهِ من وُجوه الحسنِ أيضاً موافقةُ القرآنِ العظيمِ في قولهِ تعالى: {أَلْفَ سَنَةٍ إِلَاّ خَمْسِينَ عَاماً} (2)(3).
قولهُ:
المرفوع
(4)
(1) معرفة أنواع علم الحديث: 112.
(2)
العنكبوت: 14.
(3)
جاء في حاشية (أ): ((بلغ على المؤلف)).
(4)
انظر في المرفوع:
الكفاية: (58 ت، 21 هـ)، والتمهيد 1/ 25، ومعرفة أنواع علم الحديث: 116، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 157، والتقريب: 50 - 51، والاقتراح: 210، ورسوم التحديث: 64، والمنهل الروي: 40، والخلاصة: 46، والموقظة: 41، واختصار علوم الحديث 1/ 146 وبتحقيقي: 108، والشذا الفياح 1/ 139، والمقنع 1/ 73، ومحاسن الاصطلاح: 49، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 180، وتنقيح الأنظار: 104، ونزهة النظر: 87، والمختصر: 119، وفتح المغيث 1/ 98، وألفية السيوطي: 21، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 61، وفتح الباقي 1/ 171، وتوضيح الأفكار 1/ 254، وظفر الأماني: 227، وشرح شرح نخبة الفكر: 603، واليواقيت والدرر 2/ 224، وقواعد التحديث: 123، ولمحات في أصول الحديث:211.
95 -
وَسَمِّ مَرْفُوْعاً مُضَافاً لِلنَّبي
…
وَاشتَرَطَ (الخَطِيْبُ) رَفْعَ الصَّاحِبِ
96 -
وَمَنْ يُقَابِلْهُ بِذي الإرْسَالِ
…
فَقَدْ عَنَى بِذَاكَ ذَا اتِّصَالِ
فرضَ ابنُ الصلاحِ سائلاً قالَ لهُ: أنتَ قدْ قلتَ: إنَّ أهلَ هذا الشأنِ قسَّموهُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: صحيحٍ، وحسنٍ، وضعيفٍ، فما هذهِ الأنواع التي تذكرها بعدَ ذلكَ، أهيَ عندَ غيرِ أهلهِ، أم اصطلاحٌ جديدٌ، أم ما ذاكَ؟ / 94 ب / فقالَ:
((الملحوظُ فيما نوردهُ منَ الأنواعِ: عمومُ أنواعِ علومِ الحديثِ، لا خصوصُ أنواعِ التقسيمِ الذي فرغنَا الآنَ من شرحِ أقسامهِ)) (1).
قالَ شيخُنا: ((وقبلَ الخوضِ في ذلكَ نقولُ: الكلامُ في هذهِ الأنواعِ كلها لا يخلو إمّا أنْ يكونَ صفةً للإسنادِ، أو للمتنِ، أو حكماً على أحدهما.
فالأولُ: كالمعلَّقِ، والمنقطعِ، والمعضلِ.
والثاني: كالمرفوعِ، والمقطوعِ.
والثالثُ: كالصحيحِ (2)، والحسنِ، والضعيفِ.
فإذا وصفنا الإسنادَ بصفةٍ تخصُّه كأنْ يُقالَ: منقطعٌ مثلاً، لم يُنظرْ إلى الحديثِ أصلاً، بل تارةً يكونُ صحيحاً، وتارةً يكونُ حسناً، وتارةً يكونُ ضعيفاً. وإذا وصفنا المتنَ بصفةٍ تخصُّه، كأنْ يُقالَ: مرفوعٌ، لمْ يُنظرْ إلى السندِ أصلاً، بلْ سواءٌ كانَ منقطعاً، أم مُعضلاً، أم غيرَ ذلكَ)).
قولُه: (مضافاً للنبيِّ)(3)، أي: سواء أضافهُ الصحابيُّ، أم التابعيُّ، أم منْ بعدهُ إلى اليومِ.
(1) معرفة أنواع علم الحديث: 113.
(2)
في (ف): ((الصحيح)).
(3)
التبصرة والتذكرة (95).
قولُه: (واشترطَ الخطيبُ)(1)، قالَ شيخُنا:((لَمْ يشترطِ الخطيبُ (2) ذلكَ، والذي حملَ الشيخَ على قولهِ هذا عنهُ، هوَ ظاهرُ هذهِ العبارةِ التي ساقها عنهُ. وعندي أنَّ كلامهُ إنَّما خرجَ مخرجَ الغالبِ؛ إذ غالبُ ما يُضافُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم هوَ من إضافةِ الصحابيِّ)).
وقولُه: (ومنْ يقابلهُ)(3)، أي: كأنْ يقول: أرسلهُ فلانٌ، ورفعهُ فلانٌ، فإنَّهُ يريدُ بقولهِ:((ورفعهُ)): وصلَهُ. فالنظرُ حينئذٍ في معنى رفعه إلى المعنى اللغويِّ، لا الاصطلاحي.
قالَ في " القاموسِ "(4): ((فرُشٌ مرفوعةٌ، أي: بعضُها فوقَ (5) بعضٍ، أو مقربةٌ لَهمْ))، وقالَ عبدُ الحقِّ (6) في "الواعي" (7):((رفعتُ فلاناً إلى الحاكمِ، إذا قدّمتهُ إليهِ، ورفعتُ هذا الأمرَ إلى السلطانِ إذا بلّغتهُ إياهُ، ورفعتُ الشيءَ رفعاً قربتُهُ / 95 أ / من غيرهِ، وفي التنزيلِ: {وفُرشٍ مرفوعةٍ} (8)، أي: مُقربةٍ إليهم)). انتهى.
(1) التبصرة والتذكرة (95).
(2)
عبارة الخطيب كما جاءت في الكفاية: 21، هي:((والمرفوع: ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم، أو فعله)).
(3)
التبصرة والتذكرة (96).
(4)
القاموس المحيط مادة: ((رفع)).
(5)
في جميع النسخ الخطية: ((في))، والتصويب من " القاموس المحيط ".
(6)
هو أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمان الإشبيلي، المعروف بابن الخراط، له مصنفات منها: الجمع بين الصحيحين، والرقاق، والمعتل في الحديث، وغيرها، توفي سنة (581 هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء 21/ 198، وشذرات الذهب 4/ 271.
(7)
اسم الكتاب كما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1996، هو:((الواعي في حديث علي رضي الله تعالى عنه)) ولم أقف عليه.
(8)
الواقعة: 34.