الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحصنها البرتقاليون وجددوا بناءها وأقاموا بها إلى أن فتحها صاحب الترجمة سنة ثنتين ومائة وألف، وعمرها أهل الناحية فهى على ذلك لهذا العهد.
وأما
مدينة طَنجة
-بفتح فسكون- فهى بشاطئ البحر المحيط بمدخل الزقاق الفاصل بين قارتى إفريقية وأوروبا مقابلة للجزيرة الخضراء، أسس بناءها القرطاجنيون وكانت من أعظم مدائنهم بإفريقية، حازت من الضخامة وعلو الشأن ما لا يدرك شأوه، ثم طغى عليها البحر وبقى طرف منها لهذا العهد يعرف بطنجة القديمة جاء الفتح الإسلامى وخرائب هذه المدينة العتيقة قائمة للعيان.
قال أبو عبيد البكرى في المسالك عند ذكر طنجة وليلى الحادثة وطنجة البيضاء القديمة المذكورة في التاريخ فيها آثار للأول كثيرة من قصور وأفناء وغيران وماء مجلوب في قناو رخام كثير وصخر منجور وتحتفر خزائنها فيوجد فيها أصناف الجواهر في قبور أولية وغيرها من المواضع وقد غلب على مدينة طنجة القديمة الرمل والعمارة اليوم فوقها انظر تمام كلامه فيه (1).
ثم عندما دخل المسلمون قارة إفريقية فتحت طنجة على يد عقبة بن نافع الفهرى سنة ثنتين وستين من الهجرة، وولى عليها من قبله وعقد الصلح من يوليان صاحب سبتة، وأعمال غمارة على الجزية وبقيت طنجة تعلو وتسفل مع الزمان إلى أن استولى عليها البرتقاليون سنة تسع وستين وثمانمائة، فأقاموا بها إلى أن اندمج البرتقاليون تحت حكم دولة الإصبان، ثم تنازلت عنها لدولة انكلترا وبقيت تحت ولايتهم الى أن كانت سنة خمسى وتسعين وألف، فحاصرها أبو الحسن على بن عبد الله الريفى في جيوش أهل الريف بإذن سيدنا الجد السلطان صاحب الترجمة، ولما اشتد الحصار عليها عمد من بها من الانجليز إلى تخريبها وهدم حصونها وركبوا سفنهم وتركوها، فدخلتها الجنود الإسماعيلية من
(1) المسالك والممالك للبكرى 2/ 781، 782، 788.
غير قتال، وجدد ما تهدم منها، وأسس مسجد قصبتها وغيره وهى على ذلك لهذا العهد.
هذا وقد أفردت ترجمة هذا الإمام المترجم بمؤلف وسميته بـ"المنزع اللطيف، في التلميح لمفاخر مولاى إسماعيل بن الشريف" ورتبته على أربعة وعشرين بابا:
- الباب الأول في التعريف به.
- الثانى في سيرته.
- الثالث في شفقته على الرعية وحضانه.
- الرابع في شغفه بالعلم ورفعه منار أهله.
- الخامس في صدق فراسته.
- السادس في سيره في جيوشه.
- السابع في فتوحاته.
- الثامن في علائقه السياسية مع الدول الإسلامية والأوروبية.
- التاسع في اهتمامه بتحقيق أحساب وأنساب سكان عاصمة ملكه مكناسة الزيتون وأمره بتدوين ذلك.
- العاشر في قضاته.
- الحادى عشر في خلفائه من أولاده.
- الثانى عشر في وزرائه.
- الثالث عشر في نسائه.
- الرابع عشر في عماله وولاة أمره من أمناء ونظار وحجاب.
- الخامس عشر في سفرائه إلى الدول.
- السادس عشر في أطبائه.
- السابع عشر في شعراء دولته.
- الثامن عشر في بناءاته.
- التاسع عشر فيما غرسه من الجنات والبساتين.
- العشرون في عدد ما خلفه من الأولاد.
- الواحد والعشرون فيما خلفه في سجونه من الأسارى وأرباب الجرائم.
- الثانى والعشرون في إخلاص رعيته في محبته.
- الثالث والعشرون فيما قيل فيه من الأمداح.
- الرابع والجشرون في وفاته، وكل باب يحتوى على فصول وفوائد تاريخية مهمة تسر الناظرين.
مشيخته: أخذ عن وزيره اليحمدى حسبما صرح بذلك عن نفسه كما أخذ عن غيره من الأعلام.
ولادته: ولد بالسوس عام ستة وخمسين وألف هكذا في بعض التواريخ والشائع عند جميع أشراف تافيلالت على ما شافهنى به الشريف العدل البركة الضابط مولاى عبد السلام بن محمد بن الشريف بن على بن عبد الرحمن بن الحران بن محمد بن على الصغير دفين باب إِيلان من مراكش قائلا: إنه تلقى من أعيان كبراء الأشراف وأعلامهم الأثبات أن المترجم ولد بتافيلالت بالقصر المعروف بامجار، وأن القبة التي ولد بها لا زالت معروفة محترمة، عند الخاصة والعامة إلى الآن وحتى الآن لا يلحقهم في ذلك أدنى شك ولا تردد وعند الله علم الحقيقة.