الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلام على بقية علائقه السياسية
مع فرنسا
* * *
ثم وجه المترجم بعد هذه السفارة سفارة ثانية لفرنسا يرأسها القائد عبد المالك ابن على السعيدى خليفة باشا طنجة وباشا آصيلا استقلالا أولا ووجدة ثانيا، وكانت سفارته في ربيع الثانى عام اثنين وثلاثمائة وألف، ورئيس الجمهورية إذ ذاك المسيو اكريفى وبتاريخ عشرى شعبان العام، وشفعه بالعلامة المدرس أحد أعيان كتاب الحضرة السلطانية السيد عبد الواحد بن المواز.
وإليك نص بعض ظهائر هذه السفارة ويوجد جميعها بمكتبتنا:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، من عبد الله المتوكل على الله المفوض أمره إلى الله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين وهو: الحسن بن محمد الله وليه ومولاه، أيد الله نصره ووالى سعده الدائم، ونشر على البشر شعاع شموس عزه القائم إلى المودود الحبوب الملحوظ منا بملاحظ الحظوة والإكبار، والملموح لدينا بملامح العناية والاعتبار، المميز بمزيد السبق في ميادين السياسة، الحائز التصدير والتبريز في ديوان الرياسة، الحامل الراية بين أولى التدبير بالأولوية، كبير جمهور الدولة المحبة الفرنساوية، المخصوصة بكل فخامة وضخامة بطريق الأحروية، الأمير الجامع لكل فخار تليدى وطريفى. المعتبر المعتمد المعظم المحترم اكريفى.
أما بعد حمدا لله الذى لا إله إلا هو، فالداعى لتحرير هذا المسطور الكريم إليكم، ولإيفاد خديمنا الأرضى الأصلح الأحظى الأنصح، القائد عبد المالك السعيدى سفيراً لديكم، هو تشييد مبانى المحبة التي لا تزداد بحول الله على طول الآباد، وتعاقب المدة إلا صفاء ونقاء وجدة.
وقد انتقينا الخديم المذكور من أولى الصدق والجدة والنصيحة والنجدة، وأذكى أقرانه، وأمثل أهل زمانه، وحملناه ما يوصله لفكرتكم النقادة، وقريحتكم الوقادة، مما لدينا من التحفظ على ما يديم بين الدولتين العظيمتين حسن المعاملة، وصدق المصارفة والمكارمة، لكونه أعرف بذلك من غيره وباشر أموراً أطلعته على نجوى ذلك وسره، حيث كان واسطه بين الإيالتين مخصصا عندنا هناكم بالكلام في أمور الجهتين، إذ ليس من رأى كمن سمع، وليس الخبر كالعيان كما هو مقرر في الأذهان، وأملينا عليه ما يشافهكم به نيابة عن جانبنا العالى بالله من المجازاة بالسنة الشكر، وثنايا الثناء وأفواه التفويق والتنويه على ما ظهر منكم لجانبنا العالى بالله، من الاعتناء وصدق الوداد، وحسن الحال وجميل الاعتقاد.
وشفعناه بكاتب حضرتنا الشريفة الأرضى الفقيه العالم المدرس الطالب عبد الواحد بن المواز ردءاً لأمره وتحسينا لوجه سفارته وشاداً لأزره، مختارا من كتاب حضرتنا العلية ومن على أركانها السنية.
وإنا لعلى يقين من أنكم تقابلون السفير المذكور ومن معه من الوفد المشكور، بغاية القبول في الورود والصدور، جريا على عادتكم الحسناء المشهودة، وسجاياكم المليحة السليمة المعلومة المعهودة، ومن أنكم تصدقونه في جميع ما يقوله لكم عن مقامنا العالى بالله من خلوص الطوية، وصفاء المصافاة بالنية، وكل ما يزيد في كمال الاتصال تأكيداً وقوة، وفى مواد التواد نتيجة منتظرة وثمرة مرجوة، من كل فائدة تكون سببا لاسترسال خير الإيالتين الكبيرتين، "وعمدة في حصول النفع بين الدولتين العظيمتين، كما كان ذلك مع من تقدم من قبل من الجانبين.
وأرجو الله أن يكون الآن أكثر، وأنمى وأشهر، وقد دلت عليه قرائن وأمارات، ولاحت له آثار وعلامات، إذا خير الخلف من قام مقام السلف وتبع
آثارهم وأحيا مآثرهم، فإن أجل مقصدنا ومناط معتقدنا هو ربط أسباب الخير مع عظماء الدول سيما مع الجوار الذين عليهم في المحبة المعول، وادخار صحبتهم من الأهم الأول.
هذا ودمتم كما تحبون مخصوصين بكل سلامة، مهنئين بكل كرامة، راتعين في أرغد عيشة هنية، ممتعين بكمال الآمال وتمام الأمنية وختم في 20 من شعبان عام 1302".
ووجه للدولة الفرنسية أيضا سفارة أخرى يرأسها القائد المعطى بن عبد الكبير المزمازى معززا بالكتاب السيد أحمد الكردودى والأمين ابن المدنى بنيس.
وإليك نص الكتاب السلطانى للرئيس كارنو بعد الافتتاح:
"إلى المحب سامى الرتب الموقر المنتخب الملحوظ بملامح الاحترام والأثرة والإكرام، الموصوف بين الرؤساء العظام بصميم الثناء والسياسة والذكاء كبير الجمهورية بالدولة الفرنساوية الفخيمة البهية الرئيس المعظم (كارنو).
أما بعد حمد الله الذى لا إله إلا هو العلى العظيم، فلا رائد على المعهود من المحبة والمودة والصحبة، إلا الإعلام بما اقتضاه جميل المعاملة، وجليل المجاملة من توجيه خديمنا الأرضى الأنصح الأنجد الأصلح، القائد المعطى بن عبد الكبير المزمازى سفيراً إليكم مؤديا مشافهة ما يكون بحول الله ناجحا لديكم، بعد أن انتخبناه من سليل الجماهير، خدام أعتابنا الشريفة المشاهير، الذين لهم القدم الراسخ فيها خلفا عن سلف ومن بيوتات المجد الذى ليس فيها مختلف، وحملناه ما يؤديه إليكم من حسن المجازاة، والثناء والمكافأة على ما ظهر من جانبكم الأفخم، من حسن الموالاة التي تكدت بتوجيه سفيركم لحضرتنا الشريفة، تأكيداً للمحبة وزيادة المودة والإعراب عما في النية، وما تضمنته الطوية، مما حرك
نشاطا، وسرورًا وانبساطا. وعززناه بكاتبنا الأرضى الأنجد الطالب أحمد الكردودى، وبخديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد بن المدنى بنيس، ونحن على يقين من أنكم تقابلون الجميع بمزيد المبرة والقبول. وتبلغونهم من الاعتناء غاية المأمول. وتصدقون السفير المذكور فيما حملناه وفى كل ما يذكره لكم عن جانبنا العالى بالله من جميل الاعتقاد، وكامل الوداد، وما يقوى أسباب الاتصال. ويحصل فوائد الاحتفال والاهتبال. مما يزيد بحول الله في الخير بين الإيالتين وتتكد به المحبة بين الدولتين، فإن مقصدنا ومناط معتقدنا هو ربط أسباب الخير بين الدول العظام سيما مع من هو مثلكم من الجوار الذين عليهم في المحبة المعول، وادخار صحبتهم من الأهم الأول، ودمتم مخصوصين بالاعتبار التام، في الافتتاح والاختتام، وحرر في 27 قعدة عام 1306".
وبعث سفارة أخرى لفرنسا برياسة الحاج محمد بن سعيد السلوى.
ولقد أوفدت عليه الدولة الفرنسية في أول ولايته سفيرها الباشادور "طيسو" حاملا لوسام فخم وإليك نص ظهير جواب المترجم لرئيس الجمهورية الفرنسية مسيو تيارس بعد البسملة والحوقلة والافتتاح.
إلى المحب الزعيم، والصاحب الفخيم، كبير جمهورية الدولة الفرنسوية المفخم طيرس.
أما بعد حمد الله تعالى، فقد ورد على حضرتنا العالية بالله تعالى كتابكم صحبة باشادوركم المنيسطر الكبير مسيو طيسو، وعلمنا ما أثنيتم به عليه، وما وصفتموه به من الصدق، وأنكم وجهتموه لتجديد عقد المحبة والعهد بين الدولتين، ولتكيد ما يجب من حقوق الجوار الذى بين الإيالتين، ففد وصل وتلاقى مع جانبنا العالى بالله وأنهى لعلى مقامنا من محبتكم ما هو المعهود منكم، والمعتقد في جانبكم.
[صورة]
وقد تجددت بقدومه فيكم محبة عظيمة زيادة على المحبة القديمة، ودفع النيشان المعتبر الذى أشرتم إليه وقابلناه بما ينبغى أن يقابل به البرور والمراعاة والإكرام، والاعتناء والأنعام، رعيا لجنابكم وهو عندنا ملحوظ بعين الاعتبار، ومحسوب ممن يسعى بين الدول في الخير وتكيد المحبة التي عليها المدار وختم في غاية صفر 1290".
كما أوفدت عليه بعد ذلك باشادورها "الكندى دوبينى" واليك لفظ ما راج بينه وبين المترجم من المطالب وأجوبة الجلالة السلطانية عنها وكان ذلك في خامس ربيع الأول عام 1310.
1 -
دعوى التاجر لاروش الفرنصيصى بالعرآيش على الجمالة إخوان ابن الشليح بالسكر الذى وجهه معهم لفاس وباعوه بزرهون واقتسموا ثمنه وقدره ريال 185 ودعواه أيضا على إخوان القائد أحمد الزرارى الجمالة بالسكر الذى حملوه من العرايش لفاس وباعوه بزرهون أيضا واقتسموا ثمنه وقدره ريال 433 الجميع 618.
أجابت الحضرة الشريفة بأنها أمرت عامليهم ببيع متاع إخوانهم المسجونين في ذلك وتوجيه العدد الذكور ليدفع لكم.
2 -
مطلب بناء هرى بستة في المائة للتاجر سبراك الفرنصيصى برباط الفتح.
أجابت الحضرة الشريفة بانها أصدرت الأمر للأمناء بنظر محل بالرباط في الموضع الذى به سكنى أمثاله وبنائه له فيه بستة في المائة بعد عقد كنطردة بنائه معه على الشروط التي تعقد عليها مع أمثاله.
3 -
دعوى ما نهب للسيد الطاهر جنون الفاسى من الحوائج والبهائم الذى قيمته ريال 2156 بالقنيطرة من بلاد بنى حسن.
أجابت الحضرة الشريفة بأن القبيلة المذكور مروعة الآن بسبب المخاصمة والفتنة الواقعة بينها وبين زمور جيرانها، وحيث يسكن روعها يستخرج ما نهب للمذكور ممن يتعين استخراجه منهم من القبيلة المذكورة.
4 -
المطلب المتعلق بعامل تافلالت.
أجابت الحضرة الشريفة بأنها وجهت عليه وحيث يرد يتوجه بدله.
5 -
دعوى التاجر سنجان الفرنصيصى الساكن بعرصته بالسوانى أن متعلمه محمد من أهل جبل الحبيب سرق له اثنين وتسعين ريالا وفر ورفعت القضية لعامله القائد عبد الرحمن بن عبد الصادق وكلم بإحضاره أو أداء الدراهم المذكورة فلم يظهر منه أثر في ذلك.
أجابت الحضرة الشريفة بأنها أمرت العامل المذكور بأن يوجه الدراهم المذكورة لتدفع لكم.
6 -
دعوى الياه بن يوسف بطون أنه توجه للقصابى مع الحاج محمد بن الصغير فدخل آيت يزدك للقصبة وأخذوا له حوائجه وثلاثة بغال حاملة لسلعة أتى بها من فاس.
أجابت الحضرة الشريفة بأن آيت يزدك غير مستقيم أمرهم الآن لأجل ما كان صدر منهم من قتل عاملهم وحيث تتوجه المحلة لبلادهم لاستخراج الحقوق منهم يستخرج منهم ما نهبوه للمذكور.
7 -
مطلب التاجر حيم بن شمول ناظر البنك الفرنسيسية بطنجة ظهيرا شريفا يتضمن الإذن له في تسمية بانكته بالبانكة المراكشية، وفى جعل كواغد مخزنية يتضمن كل كاغيد منها عدم من الدراهم، بحيث من سافر من الناس من بلد لبلد يصحب معه كاغدا من تلك الكواغد، ولا يصحب معه الدراهم لثقلها وخشية
وقوع السرقة لها بالطريق، وإذا وصل للبلد التي توجه لها يدفع الكاغد لنائبه بها ويدفع له ما تضمنه من الدراهم وتصير مصارفة الناس بها مثل الدراهم.
أجابت الحضرة الشريفة بأن الغير كان طلب ذلك فاستفتى المخزن العلماء فيه فأجابوا بأنه حرام في شرع ديننا.
8 -
مطلب التاجر كف صاحب السكة الشرعية ضرب مليون من الريال سكة نحاسية جبرا لخسارته في ضربه السكة الفضية.
أجابت الحضرة الشريفة بأنها على نية ضرب السكة النحاسية هنا، وصيرت على جلب مكينات ضربها وبناء دار الضرب لها ما يزيد على المائة ألف ريال.
9 -
مطلب مجلس نواب الدول بطنجة المكلفين بأمر السنيدة حيازة فندق الخضرة الجديد بطنجة ليبنوا فيه فندقا جديدا مثل الفنار.
أجابت الحضرة الشريفة بأن الفندق المذكور منفذ بالكراء بظهير شريف لبعض حمايات أسبانيا.
10 -
مطلب التاجر بونط الإذن الشريف له بتقشير أشجار الفرشى الكائنة بقبيلة بنى عروس في آنجرة بين سبتة وتطوان.
أجابت الحضرة الشريفة بأن الغير طلب ذلك ولم يساعد لما فيه من الضرر.
11 -
مطلب التاجر قرنى الفرنصوى الإذن الشريف له بتقشير أشجار الفرشى الكائنة بقبيلة بنى حسن بل بغاية العرايش والمعمورة.
أجابت الحضرة الشريفة بأن الغير طلب ذلك ولم يساعد عليه لما فيه من الضرر.
12 -
مطلب التاجر جل الفرنصيصى بناء دور وأهرية (1) بستة في المائة بالدار البيضاء.
(1) الهُرْى: بيت كبير ضخم يُجمع فيه طعام، البُرّ ونحوه ليوزعه السلطان.
أجابت الحضرة الشريفة باأها أصدرت الأمر للأمناء ببنائها له بستة في المائة.
13 -
مطلب التاجر لا نيل الفرانصيصى بالصريرة بناء دار وأهرية بها كذلك بالجديدة بستة في المائة.
أجابت الحضرة الشريفة بأنها أصدرت الأمر لأمناء الصوبرة وأمناء الجديدة ببنائها له بستة في المائة.
14 -
مطلب تسريح وسق العظام لمدة من عام.
أجابت الحضرة الشريفة بأنها أصدرت الأمر لأمناء المراسى بتسريح وسقها المدة المذكورة على شرط أن من أراد وسق شئ منها يقلبه طبيب السنيدة، وبعد تسليمه أنه لا شئ فيه من عظام الآدمى يسقه".
وكانت مسألة الديون التي لأتباع الدولة الفرنسية على الرعايا المغاربة كثيرا ما تؤدى إلى متاعب ومشاكل ومطالب فوضع لذلك اتفاق يحسم ما ذكر ونصه بعد الحمدلة:
"لما تكررت الشكاية من رعايا دولة الفرنصيص الفخيمة بوقوع المماطلة في فصال ديونهم على رعية الدولة الشريفة، وقع الاتفاق بين الواضعين اسمهما عقب تاريخه، وهما وزير الأمور الخارحية بالحضرة المولوية ومنسطر دولة الفرنصيص الفخيمة نيابة من كل منهما في ذلك عن دولته على حسم مادة تلك الشكايات بما سيذكر وهو:
1 -
أن المخزن يبقى على قبول الرسوم المصفحة بطنجة في تاريخ 1304 على يد المنسطر فيروا ويد الفقيه الكاتب السيد محمد بن سليمان والأمين الحاج قاسم جسوس التي هى الآن بفسينة الفرنصيص بطنجة.
2 -
وأن يلزم المخزن عمال الغرماء الفارين بإحضارهم بعد مضى ستة أشهر من شهر تاريخه وإلا فيؤدوا عنهم ما بذمتهم إن لم يحضروهم.
3 -
وأن يعرف أرباب الدين بالمجهولين تعريفا كافيا لا يبقى معه إشكال في معرفتهم بحيث يبينون اسم كل واحد منهم واسم أبيه ونسبه، ومحل استقراره، ويدفعون بيانهم بعد مضى ستة أشهر، ليمضى المخزن في فصال ما بذمتهم في مدة قدرها ستة أشهر من حين التعريف به على نسق الفصال الواقع مع غيرهم من الغرماء من الاستيفاء من الأملياء والقبض على المفلسين، حتى يتبين فلسهم ويثبت بموجبه ويسلمه الباشادور أو رب الدين.
4 -
وأن يؤدى كل عامل عن الغرماء من إيالته الذين أخبر بموتهم إذا وجد أحد منهم حيا زجرا له وعقوبة على كذبه.
5 -
وأن يبحث أرباب الدين عن الموتى المفلسين هل خلفوا شيئًا، وإن عثروا عليه يعلمون به المخزن ليأمر ببيعه وتمكينهم من ثمنه لكون المخزن تقصى في البحث فلم يعثر على متخلف لهم.
6 -
وأن يبحث أرباب الدين أيضًا في فلس من ادعى الفلس من الغرماء، وإن وجدوا عنده متاعا يعلموا به المخزن ليبيعه عليه ويؤدى عنه ما بذمته من ثمنه لكون المخزن بالغ في البحث فلم يجد عندهم متاعا.
7 -
وإن تحقق وثبت على أحد من العمال أنه قبض شيئًا من الدين ولم يوجهه فيعاقب على ذلك بما يستحقه، ونائب المخزن يدفع ما وصله بمجرد وصوله لباشدور الدولة الفرنصوية، ورضى كل من النائبين المذكورين بهذا الفصال المشتمل على الفصول السبعة المذكورة أعلاه وقيد في 11 رمضان المعظم من عام 1306".
وهذا مثال مما كان يجرى في قضايا الديون.
بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكريم:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصل جوابك بأن باشدور الفرنصيص استظهر لك بنظير النسخة الموجهة لك من زمام متاع محمد أحم القلعى وما تحصل في ثمنه 4656، وتأسف من أجل هذه الدعوى ومن القدر المشار إليه الذى تحصل فيها، وشافهك في شأنها بما شرحته من عدم عثوره في النسخة المذكورة على ما كان باعه أخو المذكور وحار ثمنه، وعدم ظهور شئ من ماله الناض، ومن ديونه ومما له مودع عند الناس.
وظهر لك أن مخرج هذه الدعوى صعب لعدم تقييد ما ذكر، وجعل رب الدين استرعاء ودفعه للباشدور وتمكين الباشدور له من خط يده به ومن نسخ المكاتيب الموجهة له من حضرتنا الشريفة وتوجهه للشكاية بباريز، ولا يدرى ما يكتبون للباشدور في شأنه.
وأعلمت جانبنا العالى بالله بهذا لنكون على بصيرة فيه فنحن على بال منه فأما متاعه فقد بيع على يد أمناء مليلية وعمال كلعية، وخديمنا حميدة، ولم يتحصل فيه إلا العدد المثار إليه، وأما ما باعه أخوه من متاعه فقد أمرنا المذكورين ببيانه ليحاز ممن اشتراه منه، ولازال لم يرد جوابهم عنه.
وأما ماله من الناض فقد بلغنا أنه مودع عند أناس من كلعية فأمرنا عاملهم بالقبض عليهم، وأمرنا خديمنا حميدة بشد عضده على قبضهم واستخراج ذلك منهم، ولا زال لم يرد جوابهما عن ذلك.
وأما ماله من الديون فقد وقع البحث عمن هى عليهم حتى عرفوا، وأمرنا الخديم المذكور باستيفائها منهم على يد عمالهم، وأمرنا عمالهم بذلك كذلك، ولا
زال لم يرد جوابهم عنه، ولا زال البحث والطلب في ذلك، ومن ظهر عليه شئ منه غير أولئك يجرون مجراهم وهكذا حتى يقف الأمر فيه عند حده ومنتهاه بحول الله وقوته. وهذا غايه ما يجب على المخزن في دعوى فاسد قبض عليه لأجل الفساد والإفساد ولم يتوصل له إلا بالحيل والمشاق ولم يحز من متاعه ولو قلامة، وقد بينا لهم موجب القبض عليه مرارا وعدم التقصير في الوقوف في جمع ما للتاجر عليه فأبوا إلا إلزام المخزن بما ليس بلارم من أداء ذلك عنه، وفتح الأبواب عليه بذلك كما فتحوها بغيره.
والحاصل فلا مصلحة لنا في إبقاء محمد أحم هنا عدا مصلحة كف ضرره عن قبائل الريف. وقد تقدمت لكم المساعدة على توجيهه لطنجة ليتقابل مع رب الدين لكونه يزعم أن ما يسأله له أقل من العدد الذى ادعى به عليه فلم يجيبوا لذلك، وحتى الآن إن أردتم توجيهه لكم بقصد ذلك على شرط أن يتكفل الباشدور برده لنا وعدم إفلاته يوجه لكم والسلام في 3 جمدى الأولى عام 1300"
ومما يدل على حسن العلائق الحسنية الفرنسية هذا الكتاب الشريف المبعوث للرئيس اكريفى جوابا عن رسالته في شأن تقلده الرياسة ونصه بعد الافتتاح:
"إلى المحب الموقر المعظم. الصاحب المحترم المفخم. كبير الدولة الجمهورية الفخيمة الفرنصوية الرئيس ايجول اكريفى أما بعد حمد الكريم الذى لا إله إلا هو العلى العظيم. فقد وصل كتابك المرقوم لحضرتنا الشريفة أخبرتنا فيه بالجمع الواقع عند دولتكم في بلاد فرساى. على زيادتهم لجانبك سبع سنين في الحكومة، وعلمنا أن قصدك بإعلامنا مزيد المحبة القائمة بين الدولتين وتأكيد الاتصال بين الجانبين فكان ذلك على حسن المحبة دليلا وعنوانا على ما في الضمير جميلا، حيث تحققت أن ما يسرك يزيدنا سرورًا، ويستخرج من القلوب فرحا منشورا، فقد