الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفى عام خمسة وستين ومائتين وألف ودفن بروضة الشيخ الكامل السيد محمد بن عيسى من ناحية باب البراذعيين أحد أبواب مدينة مكناسة الزيتون، وقبره ثَمَّ معروف.
107 - بو عزة بن العربى بن بوعزة المدعو الفشار، السفيانى الأصل، المكناسى النشأة والدار والقرار والإقبار
.
حاله: فقيه أستاذ حيسوبى ماهر خاشع ناسك متواضع، شديد الحب في آل بيت الرسول، منعزل عن الناس لا يحضر الولائم، ولا يأكل طعام أحد، ما شرب الأَتاى قط، ذاكر تال لكتاب الله عز وجل مواظب على قراءة دلائل الخيرات، يقوم الليل ويصوم الدهر، لا يفطر في غير الجمع والأعياد، ولا يركب دابة إلا نادرًا في المواكب الرسمية، يركب فرسا سرجه مغشى بكتان ولا يلبس من الثياب إلا ما خشن.
استخدمه السلطان المولى عبد الرحمن في حنطة فراشه وكان ملازما لصلاة الخمس مع السلطان المذكور، وقراءة الحزب في كل بكرة وعشى، ولما آنس السلطان رشده كلف به من يقرئه الحساب، ولما حصل على الغاية القصوى فيما أريد منه وظهرت نجابته وصلاحه رشحه للأمانة فجعله أمينًا كبيرًا على جيوشه المظفرة في حركته للقطر السوسى.
ثم في عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف استخدمه أمينًا كبيرًا على رواتب الجيوش بالحضرة المكناسية، وأمينا على داره الكريمة ورئيسا على أمناء صائرها يأتمرون بأوامره وينتهون بنواهيه، مفوضا إليه في تنفيذ كل ما يحدث من زيادة أو نقص في المؤن والرواتب الشهرية بالدار السلطانية بالحضرة المكناسية، وتقييد ضحية النحر الموجهة لها، والوقوف عليها حتى تحل محلها والخليع اللازم لها، ودفعه في وقته بجميع ما يلزم من ضرورياته مع تنفيذ ما عهد لها من عوائد المواسم والليالى
الفاضلة، ولمن في حسابها من الشرفاء والشريفات خارج الدار وغير ذلك من كل ما هو من متعلقات داره وما هو منضاف إليها.
ولا يقبل زمام صائر الأمناء على الدار العلية إلا بعد اطلاعه عليه وتسليمه له لإمضائه عليه بخط يده.
وأنابه السلطان عنه في تولى قبض مفتاحه على بيت مال المسلمين وفتحه عند إرادة الإدخال إليه أو الإخراج منه في ظعن السلطان وإقامته، وذلك زيادة على المفتاح الذى بيده بصفة كونه أمينا، إذ لبيت المال هذا مفاتيح أربعة، والعادة فيها أن يكون أحدها بيد الجلالة السلطانية، وثانيها عند عامل البلد، وثالثها عند أمناء الصائر، ورابعها عند أمين الدار السلطانية الذى هو أكبر الأمناء لا يمكن فتحه إلا بالمفاتيح الأربع، وذلك كله أخذًا بالحزم والأحوط.
وأقره على جميع ما ذكر السلطان سيدى محمد ونجله المولى الحسن، ولم يزل على تلك الوظائف العالية محبوبا مبجلا عند أولئك السلاطين العظام إلى أن توفى.
وكان الوصى على سائر أبناء العائلة الملوكية، وكذا أبناء الجيش البخارى، ومن عجيب أمره في ذلك أنه كان لا يضيف مال أحد لمال آخر قل أو جل، يبقى كلا على انفراده، ولا يضيف سكة إلى أخرى مع كثرة الموصى عليهم ووفور أموالهم ومستفاداتهم وتنوع السكك، ومن ورعه أنه لا يأخذ على ذلك أجرًا.
مشيخته: أخذ عن الفقيه البركة السيد محمد بن عبد الله من نسب المترجم وعمن عاصره من الشيوخ.
وفاته: توفى رحمه الله يوم الأحد الثانى عشر من ذى الحجة عام ثلاثمائة وألف، ودفن بجامع الأقواس المعروف اليوم بالزاوية الدرقاوية بحومة بين العراصى من الحضرة المكناسية.