الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الكتاب، فيرى مثالا لكيفية ابتداء المخابرة أولا بين الحكومة المغربية والدول الأوربية، ثم المحور الذى دارت حوله تلك المخابرات إلى أن بعثت السفارات وقامت بفصل القضايا المراد فصلها، لا يخفى ما في ذلك من فائدة إظهار الحقيقة وتفهمها.
ضربه السكة الحسنية
ومن أهم أعماله وتنظيماته قيامه بضرب السكة الحسنية التي لا زال الناس يتعاملون بها في بعض أرجاء المغرب إلى الآن حسبما هو مفصل بالظهير المولوى الصادر في ذلك الصدد للنائب السلطانى بطنجة السيد محمد فتحا بركاش، وإليك نصه:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه، خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد اقتضى نظرنا الشريف ضرب سكة شرعية تتصارف بها رعيتنا في إيالتنا السعيدة وتكون على كيفية مخصوصة وعمل خاص موافق للشرع، مبنى أصلها على الدرهم الشرعى الذى كان في أيام جدنا الأكبر مولاى إسماعيل رحمه الله، وجدنا الأقدس سيدى الكبير نعم الله روحه، والمنصور السعدى، وأبى الحسن المرينى، وغيرهم من ملوك دول المغرب السالفة رحمهم الله جارية على عرف البلد الجارى بين الناس في المعاملات والزكاة والقسامات والفرائض والبيوعات والشراءات ونحو ذلك، وأن يضرب منها مقدار عشرين مليونا من الفرنك الفرانصيصى.
فنأمرك أن تعقد كنطردتها مع من يظهر لك من التجار الذين لهم المجال في ذلك وترضى ذمتهم ويقبلها باشادور الفرنصيص بطنجة ووزير الأمور البرانية
[صورة]
النقود الفضية الشرعية الحسنية
بدولته، سواء كان التاجر جراميل بونى الفرنصيصى الذى تقدم الكلام معه فيها بالوسائط أو غيره.
وقد فوضنا لك في جعل ذلك على يد المخزن أو على يد التجار، ثم إن اقتضى النظر أن يكون على يد التجار فلا بد من موافقة من ذكر وزير الأمور البرانية ونحوه، نعم من اتفقت الآراء على عقدها معه لا من المخزن ولا من التجار حتى التاجر المذكور يكون عقدها معه على شروط: وهى أن يضرب مقدار خمسة ملايين من العشرين مليونا من الفرنك المذكورة ريالا وزنه عشرة دراهم شرعية يكون مماثلا لريال الفرنصيص في المعيار والصفاء، ومقدار مليونين منها يضرب نصف ريال وزنه خمسة دراهم شرعية يكون مماثلا للفرنك الفرانصيصى في المعيار والصفاء، ومقدار أربعة ملايين منها يضرب ربع ريال وزنه درهمان شرعيان ونصف درهم شرعى يكون مماثلا أيضا للفرنك الفرنصيصى فيما ذكر، ومقدار أربعة ملايين منها يضرب عشر ريال وزنه درهم شرعى مماثلا للفرنك المذكور في المعيار والصفاء، ومقدار خمسة ملايين منها تضرب نصف عشر الريال وزنه نصف درهم شرعى يكون كالفرنك الفرنصيصى في المعيار والصفاء.
وأن يكون طرف هذه السكك مشرطا وكتابته من الجهتين على المثال الواصل إليك، وأن يكون ذلك على قانون البحر وما جرى به الحكم والعرف هناك عند الجنس المذكور، ولم يكن ممنوعا في شرعنا، وأن يعين المخزن أو التاجر الذى تعقد معه كنطردة ذلك نائبا عنه بطنجة يكون يحوز منك المال الذى يوجه لك من حضرتنا الشريفة بقصد الضرب، ويحوز ما يرد منه مضروبا من باريز ويدفعه لك لتوجهه على يدك لحضرتنا الشريفة.
وبعد عده وتقليبه واختباره بالوزن وغيره وقبول الصافى ورد غيره إن وجد وأن يسقط المعقود معه ذلك المطالبة بجميع مصاريف ضرب السكة المذكورة،
ويسامح له في مقابلتها في الربح الذى ينتج من ضرب العشرين مليونا المذكورة، وأن يسبق له مقدار مليون واحد من الفرنك يشرع منه ضرب السكك المذكورة لئلا يقع تعطيل في الضرب.
وبعد ضرب التاجر المعقودة معه كنطردة ذلك تسعة عشر مليونا من العشرين مليونا من الفرنك المذكورة، وتوجيهها لحضرتنا العالية بالله يضرب المليون من الفرنك المسبق له ويوجههم لحضرتنا السعيدة على يدك كذلك، وأن يوجه بعد مضى أربعة أشهر من تاريخ كنطردة ذلك التي تعقد على يدك مقدار سبعمائة ألف وخمسين ألفا من الفرنك مضروبا من السكة الجديدة المذكورة ويحوز بدله لويزا أو ريالا فرنصيصا أو درهما أو ارحاء ذهب أو فضة أى نوع تأتى من الأنواع بعضها أو مجموعها، وأنه إن كان بدلها درهما أو ارحاء ذهبا أو فضة فيذاب ذلك هنا ويصفى على ميزان سكة الفرانصيص ما يجعل ريالا على نسبة معيار ريالهم، وكذلك ما يجعل أجزاء الريال على نسبة أجزاء ريالهم، ويثمن الجميع ويدفع نائب التاجر المعقود معه ذلك على يدك موزونا مثمنا موقوفا على المعيار المذكور.
وبعد توجيه التاجر مقدار السبعمائة والخمسين ألفا من الفرنك من السكة الجديدة يكون يوجه مثله كل شهر ويحوز بدله على نحو ما ذكر والسلام في 12 جمادى الثانية عام 1298".
وعلى مقتضى ما ورد في هذا الظهير المولوى انعقد الاتفاق على ضرب هذه السكة الفضية بباريس، ونص ظهير شريف مما أصدره للنائب المذكور في شأن المليون من الفرنك الذى يسبق لأرباب الضرب بعد الحمدلة والصلاة والطابع:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأنك لما حللت برباط الفتح بحثت عن مشاهرة النجليز هل توجهت أم لا فوجدتها لا زالت لم تتوجه، وسألت الأمناء هل هى تحت أيديهم فذكروا لك أن ليس تحت أيديهم إلا دراهم تركها الأمين ابن جلون على وجه الحفظ والأمانة، وطلبت إصدار أمرنا الشريف بتوجيهها وبتوجيه المليون من الفرنك الذى يسبق لأصحاب كنطردة السكة وصار ذلك بالبال، فأما المشاهرة فميسرة وبمجرد خروجنا من زعير بالسلامة والعافية بحول الله توجه في الأمان. وأما المليون من الفرنك الذى يسبق لمن ذكر فموقوف توجيهه على الأمينين المكلفين بأمر السكة كما علمت، وقد كتبنا عليهما وأنت بحضرتنا الشريفة، وبمجرد وصولهما أو أحدهما يوجه ذلك على يديهما ليبقى الأمر مضبوطا فيها على نحو ما أسس والسلام في 6 من رمضان عام 1298".
ونص ما كتبه في شأن سبيكة فضة وجهت بدلا من السكة:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل جوابك بوصول الرفقة الثالثة من سبيكة الفضة الموجهة لك بقصد بدل الدفع الثانى من السكة الجديدة السعيدة المبين لك عددها 6579 ووزنها 48، 4، 3450 صافيا من الطارة بميزان النجليز وحيازة أمينى السكة لها واختيارهم عددها ووزنها، فألفوا عددها موافقا ووزنها هناك بميزان نجليزى محقق ناقصا عن وزنها هنا المشار إليه بثلاثة وثلاثين رطلا وأربع عشرة أوقية وستة أثمان الأوقية حسبما بجوابهم الذى وجهت.
وأنت لا زلت في انتظار جوابنا الشريف بما يكون عليه العمل في السكة المذكورة، لكون نائب أصحاب كنطردة السكة وجه لك على يد نائب الفرنصيص الاسترعاء الذى وجهت، فقد توجه لك الجواب عن ذلك أولا في أواخر المحرم، وثانيا في الخامس من شهر تاريخه بأن تثمين السبيكة المذكورة بسبعة عشر ريالا
للرطل فيه بخس لكونها مصوغة من الدرهم، والشروط المعقودة مع أصحاب الكنطردة فيها دفع بدل السكة الجديدة لويزا أو ريالا فرنك أو درهما أو ارحاء ذهب أو فضة، وبأننا لما علمنا أن هذه السكة تسلك في أجزاء الريال الشرعى ويحصل فيها الربح لهم لكون عيارهم أحسن من عيار الفرنك المشروط ممثلة عيار الأجزاء المذكورة له، تركنا التعرض لثمنها، ولو علمنا أنها لا تسلك وعيار الفرنك أحسن منها لأشرنا عليك ببيعها بالثمن الذى تقبله فيها بحيث إذا ساوته فذاك وإلا فترد بأن تتكلم مع نائب أصحاب الكنطردة وتعرفه بذلك وتسايس معه، حتى يحوز السبيكة المذكورة بثمن الريال الفرنك ويصوغها أجزاء الريال الشرعى، بحيث لا يقع فيها كسر، لأن هذا القدر منها بالنسبة للعدد الذى يضرب سكة جديدة كلا شئ.
وحتى إن طلبوا الأجرة على صوغها أجزاء حيث ربحه قليل، فتعطاهم ارتكابا لأخف الضررين، على أنه لا ضرر عندنا فيه لا من جهة الصرف ولا من جهة الشروط حيث عياره موافق لعيار بعض المسكوك الذى في الشروط، وفى المستقبل يوجه لهم غيرها، أو تتفاوض معه في ضربها أجزاء الريال الشرعى زيادة على العدد الذى عقدت معهم الكنطردة على ضربه بحيث يضربونها على حدتها ممتازة عنه بأجرة مناسبة.
وإن قبل منك أحد الأمرين المذكورين فذاك، وإلا فالأمناء يوجهونها لبيت المال عمره الله بفاس على يد أخينا مولاى إسماعيل وتطالع علمنا الشريف بذلك ليوجه لك بدلها، وأمرناك بأن تنظر أنت وأمينا السكة في ذلك وما ظهر لكم فيه المصلحة فيه العمل، وبأن العمل في وزنها على ما حققوه هناك حيث الذى هنا غير محقق، فامض على ذلك سددك الله والسلام في 17 من صفر عام 1299".
ونص الرد الشريف على جواب النائب عن الكتاب المذكور:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل جوابك عما كتبناه لك في شأن سبيكة الفضة الموجهة على يدك لطنجة وفى شأن المائة والخمسة والعشرين درهما الموجهة لك لتدفعها لأمينى السكة، وتبين لهم أن الريال الشرعى فيه عشرة منها، وذكرت أنك بصدد توجيهها لهم وإعلامهم بذلك، ونبهت على أن السبيكة المذكورة إذا خرجت من طنجة قبل ورود بدلها يكون بدل الدفع الأول والثانى من السكة الجديدة لا زال لم يرد مع فوات وقته، وأنه حيث حصل الضيق في المحل بها تأذن للأمينين المشار إليهما في توجيهها لأمناء بيت المال بفاس ليفرغ محلها، وحيث تقع الموافقة في قبولها تطالع علمنا الشريف لنأمر بردها لطنجة.
وطلبت إصدار أمرنا الشريف لأمينى السكة بحيازة دفع السكة الجديدة بعد عدّه ووزنه وتقليبه ليفرغ محله، وعلمنا ما أشرت إليه من تأخير استعمال السياسة مع أصحاب الكنطردة في حيازة السبيكة المذكورة إلى تمام نحو النصف أو الثلثين من العمل، وحينئذ تستعملها معهم، وإن قبلوها فذاك، وإلا فتخاطبهم بالأجرة حسبما أشرنا، ومن توجيه البدل عينا عن جميع ما ورد من السكة الجديدة ليرتفع لهم الإشكال ويقع الدفع والقبض، كما علمنا ما ذكرته من أنك كنت وجهت الأمثلة الموزونة من الفضة الموجهة لك من حضرتنا الشريفة، لمخزن الفرنصيص لتدفع لكبير دار السكة، ويكون العمل عليها في الوزن، وإن كانت الدراهم 125 المذكورة موافقة لها في الوزن فذاك، وإن كان بينهما خلاف فلا حجة عليهم لأنهم شرعوا في العمل على الأمثلة المشار إليها، وإن خالفوها فالحجة عليهم، على أنهم لا يخالفونها ولا تأتى السكة إلا على مثالها.
فأما ما ذكرته من أنك بصدد توجيه الدراهم المذكورة لأمينى السكة وما نبهت عليه في شأن خروج السبيكة من طنجة قبل ورود بدلها فصار كله بالبال.
وأما ما أنت بصدده من الإذن لأمينى السكة في توجيه السبيكة لأمناء بيت المال بفاس، وما طلبته من إصدار أمرنا الشريف لهما بحيازة البدل الجديد بعد عده ووزنه وتقليبه، فقد أجبناك عن ذلك في غير هذا.
وأما ما أشرت إليه من تأخير استعمال السياسة معهم في حيازة السبيكة المذكورة علمناه ومن توجيه البدل عينا عن جميع ما ورد من السكة الجديدة فقد وجهنا لك ثلاثمائة ألف ريال من قبل بدل الدفع الثالث والرابع من السكة الجديدة، ومائتين ألف ريال من قبل بدل العدد من السبيكة المذكورة الموجه لك بقصد بدل الدفع الأول والثانى من السكة الجديدة، والمائة ألف ريال الباقية لكمال بدل السبيكة المذكورة في الأثر تصلك، وقد قدمنا لك الكتابة بهذا.
وأما ما نبهت عليه في شأن الأمثلة المذكورة، فقد أحسنت في التنبيه عليه أصلحك الله، وتلك الأمثلة كنا اتكلنا في تحقيق وزنها بميزان الدرهم الشرعى على من لهم معرفة بذلك من جهة الشرع ومن جهة الوزن، فإذا به لما نبهت عليها أمرنا الأمناء والقضاة والفقهاء بإعادة وزن نظير الأمثلة المشار إليها الذى كان بقى بحضرتنا الشريفة، فألفوا ناقصا من مثال الريال نصف درهم شرعى، ومن مثال نصف الريال ربع درهم شرعى وربع ربعه، ومن مثال ربع الريال ثمن درهم شرعى، ومثالا الدرهم الشرعى ونصفه ألفوهما موافقين لوزن الدرهم الشرعى ونصفه، وقد أجبناك عن ذلك في غير هذا صحبة خديمنا الأمين الطالب بناصر غنام والسلام في 25 من صفر عام 1299".
ونص ما أصدره فيما يتعلق بالسكة المضروبة على أمثلة غير محققة الوزن:
"خديمنا الطالب محمد بركاش وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك وبطيه جواب نائب أصحاب كنطردة السكة لك بأنه ضرب الطلكراف لأصحاب الفبركة بتوقيف ضرب السكة إلى أن توجه لهم الأمثلة المحققة الوزن، وتوقف فيما هو مضروب منها، ولا زال بباريز قبل وصول الطلكراف لهم، كما توقف الأمناء في حيازة ما هو تحت يده بطنجة ودفع بدله لكونك كنت وجهت لهم نسخة من كتابنا الشريف المذكور وفيه: أن ما كان على الأمثلة التي كانت وجهت لك قبل، يحاز على مقتضى الشروط، وذكروا لك أن الأمثلة المذكورة ليست تحت أيديهم ليحوزوا على مقتضاها، فبينت لهم الميزان الذى كنت بينته لجانبنا العالى بالله، وأذنت لهم في الحيازة، ودفع البدل وأجبت النائب المذكور عما توقف فيه من السكة المضروبة التي لازالت بباريز بأن أمرها متوقف على اطلاع علمنا الشريف به.
وبأنك أذنت الأمناء في حيارة ما هو منها بطنجة ودفع بدله، وصار ذلك بالبال.
فأما تبيينك الميزان للأمناء وإذنك لهم في الحيازة ودفع البدل فالعمل عليه، وأما السكة المضروبة التي لازالت بباريز فإن كانوا يقبلونها مشاهرة تدفع لهم أو تدفع لهم على نحو ما يقع به الفصل عما هو منها بطنجة، لأن دفعه من هناك على كلا الوجهين أولى من توجيهه لطنجة ورده من وجوه التي من جملتها المصاريف والسلام في 22 من ربيع الأول النبوى عام 1299".
ونص ما كتبه في توجيه السكة الجديدة للحضرة الشريفة وما يتعلق بذلك:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأنك أجبت جانبنا العالى بالله عما أمرناك به من توجيه ما كان ورد لطنجة من السكة الجديدة الأولى صحبة المخازنية الموجهين لك للإتيان بها بما في النسخة التي وجهت بحرا لنكون على بصيرة فيما ذكرته فيها ريثما يصل المخازنية لحضرتنا الشريفة بأصلها برا، فقد وصلت، وعلمنا ما ذكرته فيها من أن كتابنا الشريف كان وصلك مؤرخا بالعشرين من صفر الماضى بأن تأذن لأمينى السكة في حيازة ما ألفاه الحال وصل لطنجة من السكة الجديدة على نحو الشروط المعقودة مع أصحاب الكنطردة، فأذنت لهما في حيازة ذلك فحازاه ودفعا بدله غير أنه حيث كان بصدد الرجوع لباريز بأمرنا الشريف الصادر لك بدفعه لنائب أصحاب الكنطردة في المشاهرة على حكم الشرط المقرر في ظهيرنا الشريف المعقودة الكنطردة على مقتضاه، وإن لم يقبله تتفاصل معه على ضربه بأجرة مناسبة مع عجز أمينى السكة عن التذويق لعدم معرفتهم به لم تقع مبالغة في التذويق لكونها بصدد الرجوع، واكتفاء بما ذوقه خديمنا الأمين غنام بطنجة منها، ومن الفرنك الفرنصيصى فوجد عيارها أفضل من عيار الفرنك بشئ تافه وأنك وجهت لحضرتنا الشريفة الدراهم التي كانت وردت في سكة أنصاف الريال وقدرها 28،0000 مائتان ألف ريال وثمانون ألف ريال في صناديق 280 ميزان ما بداخل كل صندوق منها بميزان الفرنصيص سبعة وعشرون كيلو وستة وثمانون اكرام يجب في ميزان الجميع سبعة آلاف كيلو وخمسمائة وأربعة وثمانون اكرام وهو ميزان الريال 1،303363 الذى دفع أمينا السكة في بدل ذلك حسبما هو مبين في كتابهم لك الذى وجهت.
وطلبت تقليب ذلك هنا وتذويقه، وإن وجد غير موافق للفرنك الفرانصيصى نعلمك لتتكلم معهم في رجوع ذلك وتبديله، ولا يكون في حساب المشاهرات أو ضربه بالأجرة، ويكون من حساب الكنطردة، وأن الحال اقتضى أن لا تحرك ساكنا
فيما هو مضروب من ذلك ولا زال بباريز حتى يقدم نائب أصحاب الكنطردة من سفره لكون نائبه بطنجة يسألك كل يوم هل ورد جوابنا الشريف عن المائة والستين صندوقا من السكة المعادة فتسوفه إلى أن يرد عليك جوابنا وصار ذلك بالبال.
أما عجز الأمناء عن التذويق واعتذارهم بعدم معرفته حيث هو من شغل المعلمين الصواغة فلا مفهوم له، إذ هو روح عملهم ومركزه، وعليه مداره، وهو أول شرط في خدمتهما بل معتمد شروطهما، إذ ليس كل من أمن على شئ يكون هو حرفته بل تكون عنده الملكة فيه حتى لا تتمشى عليه حيل أهل حرفته فيه وما وجهوا لهناك إلا بقصد ذلك، وإلا فالعد والقبض والدفع يعرفه كل أحد، ومن كلف به يقوم به.
وأما مثال أنصاف الريال من السكة الأولى الذى كنت وجهت، فقد ذوق هنا على يد المعلمين ثلاث مرات، فخرج مماثلا للفرنك الفرانصيصى من غير زيادة ولا نقصان، ولم يوجد أفضل من عيار الفرنك المذكور كما ذكر الأمين غنام.
وأما المائة والثمانون ألف ريال من أنصاف ريال السكة الجديدة التي وجهت مع المخازنية الذين ذكرت فلا زالت لم تصل، وحيث تصل تجاب عنها.
وأما ما ذكرته من أن الحال اقتضى أن لا تحرك ساكنا الآن لما بقى من السكة بباريز لأجل ما ذكرته، فلابد من توجيهه لحضرتنا العالية بالله كما قدمنا لك به أمرنا الشريف، إذ لا معنى لإبقائه بباريز، وإلا يحسب عليهم في المشاهرة، فعجل بالجواب عنه بأحد الأمرين.
وأما المائة والستون صندوقا من السكة المعادة، فقد قدمنا لك الجواب عنها في أوائل شهر تاريخه بأن تأذن لأمينى السكة في حيازتها بعد التقليب الذى
تقتضيه الشروط، ودفع بدلها من السبيكة التي تحت يديهما، وتوجيهها لحضرتنا الشريفة فالعمل عليه والسلام في 2 من ذى القعدة عام 1299".
وإليك ما أصدره للنائب المذكور في شأن ضرب الفلوس وأمثلتها ووزنها وأنواعها:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فقد كنا وجهنا لك أمثلة من نصف الفلس 1 والفلس 2 والفلسين 3 والأربعة افلس 4 والموزونة 5 وأمرناك بأن تجعل أمثلة عليها محققة الوزن على نسبة خمسة وعشرين 25 ربحا في المائة فقط وفق ما كنت أشرت، وزدناك هذا تذكرة وتأكيدا في ذلك، وعليه فعجل بجعلها واجلب من كل مثال منها من بلاد البلجيك أو غيره نحو الخمسة والعشرين مثالا متقنة التقطيع محكمة الوزن على نسبة الربح المذكور لا نقش فيها ولا تاريخ عدى ميزان ما في كل مثال منها من الاكرام أو السنطيم فينقش في أحد وجهيه، ووجه ذلك واصلا لحضرتنا الشريفة لتقطع الفلوس على ميزانه وتجعل له الطوابع هنا، ويشرع في ضرب الفلوس لكون الناس في شدة الاحتياج إليها للمصارفة، ونحن ننتظر منك ذلك يمسى أو يصبح، وعليه فقدم شغله على كل شئ ولابد والسلام في 19 شوال عام 1300".
ونص ما بعثه للنائب في مسألة الريال الناقص الوزن:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأن أصحاب كنطدة السكة أخبروا بأن الثمن الذى يقبلون به عيار سكة الريال الناقص الوزن هو مائة وأربعة وستون فرنك للكيلو
تكلمت به في المجلس حتى يستشير مع دولته على طريق السلك، وتشرعون في غير ذلك ريثما يأتيه الجواب فأحببته لذلك وأجاب هو كذلك.
ووقع كلام كثير ظهر لك منه على ما بيدك من أوامرنا الشريفة، أنك لا تحصل على طائل، لأن الذى كان في بالك في هذه الوجهة هو التحفظ على عدم وقوع ريبة في ديننا والتحفظ على جانبنا العالى بالله، وعلى الرعية وجلب الخير لبيت المال، وما زاد على ذلك من أمر الحماية كله ربح، وأن الرثيل اليهودى النجليزى قدم لهناك وصار يفد عليك ما تحاوله حتى صاروا يتكلمون في وزير الصبنيول بما بينته وكثر الكلام في الجوازيط وغيرها.
وذكرت أنك لازلت طامعا في أن تحفك عناية الله تعالى وسعادتنا في التحصيل على نيل المطلوب، وصار جميع ما ذكرته بالبال، فقد وصلت النسخة ولا بأس بجعل ذلك على الوجه الذى ذكرت أنه تفهمه عقولهم، إذ المقصود هو الوقوف في ذلك مع الشروط والقوانين القديمة في أمر الحمية وترك الزائد عنها كيفما تأتى.
وأما ما صدر من الفرنصيص كفانا الله شره وشر كل ذى شر ورد كيده في نحره.
وأما اليهودى الإنجليزى انتقم الله منه عاجلا ولا بلغه مناه.
وأما ما ترتقبه من حفوف عناية الله تعالى وسعادتنا بك في نيل المطلوب كمل الله بخير وأصلحك، وأخذ بيدك آمين والسلام في 28 جمادى الثانية عام 1297".
التاسع وفيه الكلام على مسائل مما راج هناك وموقف نائب إيطاليا في المؤتمر:
يجب فيه كسر 70، 2، 32701 اثنان وثلاثون ألف ريال وسبعمائة ريال وريال وفرنكان وسبعون سنطيما وفى كسر أنصافه بسوم مائة واثنين وخمسين فرنك ونصف فرنك للكيلو 80، 3، 94991 أربعة وتسعون ألف ريال وتسعمائة ريال وواحد وتسعون ريالا وثلاثة فرنك وثمانون سنطيما الجميع 70، 1، 127693 مائة ألف ريال وسبعة وعشرون ألف ريال وستمائة ريال وثلاثة وتسعون ريالا وفرنك وسبعون سنطيما.
حسبما هو مبين في تقييد أمينى السكة الذى وجهت وذكرت أن هذا باعتبار سوم الفضة الآن، ويمكن أن يزيد أو ينقص في وقت الدفع بشئ يسير وصار ذلك بالبال، وقد قبلنا دفعها لهم بالسومين المذكورين فادفعها لهم حيث يحل أجل دفعها على القاعدة من دفع البدل وحيازة المبدل منه يدا بيد بالعد والوزن والتذويق، ولا تنتظر تمام الكلام في شأن قبول دولتهم روجان السكة التي أرادوا ضربها بإيالتها ليجدهم الحال إذا لم تقبل ذلك دولتهم قبلوا تلك المشاهرات 4 وضربوها على نحو السوم الذى تفاصلت به معهم، وتكفى كلفة مدة تعطيل آخر وتسقط، وإذا قبلته تقبض منهم المشاهرات المذكورة مضروبة ريالا من النوع الذى طلبوا ضربه، وتختبر وتدفع لهم في مشاهرتهم، ولا يلزم فيها كسر ولا أجرة ضرب حسبما اتفق عليه معهم الخديم الزبدى والسلام في 17 جمادى الأولى عام 1301".
ونص ظهير شريف آخر:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل جوابك بأن السداد الذى ظهر للخديم الزبدى في شأن السكة فيه ترك الكسر وربح ثلاثة في المائة ومصلحة ثانى لتجار هذه الإيالة، توجيه تلك
فنقص عن وزن الفرنك بنصف درهم غير جزء من أربعين جزءا، أو تعقد الكنطردة على روجانه بما في وزنه من الدراهم.
نعم ارتكب الحزم وانتهز الفرصة في دفع الأربع مشاهرات من السكة الناقصة الوزن لهم على قاعدة دفع المشاهرات، ثم باشر أمر قبول دولتهم لروجان تلك السكة بإيالتها، بحيث إذا قبلته تقبض منهم المشاهرات الأربع على الكيفية المذكورة أعلاه، وإذا لم تقبله يجدهم الحال قبلوها وضربوها على نحو السوم الذى تراضيت معهم عليه وقبلوه فقد وافقنا عليه، وتكون كلفة مدة تعطيل آخر سقطت والسلام في 17 جمادى الأولى عام 1301".
ونص ما أصدره للأمين السفير الزبدى فيما وقع من الكلام مع سفير انجلترا في شأن سكة النحاس:
"خديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد الزبيدى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأنك لما تلاقيت مع باشدور النجليز تكلم معك في شأن سكة النحاس التي كان تكلم فيها وهو بحضرتنا الشريفة، وذكر لك أننا أمرناه بالمذاكرة معك في ذلك وأطلعك على كناش صغير بعض أوراقه مطبوعة بسكك الأجناس النحاسية، مظهرا أن تلك السكك كلها مضروبة عندهم في فبركة مخصوصة، وأنه تكلم مع صاحب تلك الفبركة ومع أرباب السلف باللندريز، وطلب منك أن تتلاقى مع نائب أرباب السلف الذى بطنجة فسوفته، وظهر لك عدم الملاقاة به والتنصل إن وجدت السبيل لذلك، وأعلمت بهذا لنكون منه على بال، وحين ترجع لحضرتنا الشريفة تشافه بما ظهر لك في ذلك وصار ذلك بالبال والعمل على ما ظهر لك في ذلك والسلام في 4 صفر الخير عام 1298".
ونص ما كتبه الحاجب السلطانى للزبيدى المذكور في مفاوضته مع نائب سفير فرنسا في شأن السكة:
"محبنا وأمين سيدنا الأعز الأرضى السيد الحاج محمد الزبيدى، سلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله:
وبعد: فقد وصلنا كتابك معلما بأنك تلاقيت مع خليفة باشدور الفرنصيص شارل اكار في شأن السكة عملا بما قدمناه لك من الإذن الشريف في ذلك، وتفاوضت معه في ضربها على ثلاثة أصناف بين ذهب وفضة ونحاس.
وبعد أن تأملت في أمرها وخضت معه بالقاعدة فيها والوجوه التي لابد من الكلام فيها، ظهر لك أن ضربها متعين من وجوه بينتها، وأن الربح في ضربها الآن ظاهر لبيت المال في الحال والاستقبال.
وقيدت ما دار بينكما فيها في ورقة خاصة وجهتها ووجهت التقييدين المتضمنين للوجهين في عقد الكنطردة فيها أحدهما بما يجب لجانب سيدنا أيده الله وعليه فيها والثانى كرجة لا يعرف سيدنا أعزه الله إلا السكة، وما يجب لسيادته من الربح من غير شئ يلزمه ووقع اختيارك على الوجه الثانى لما فيه من السلامة والدفع يدا بيد، بحيث لا نقدم لهم من عندنا مالا ولا يلزمنا في توجيهه ولا على ما يأتى من عندهم مضروبا صوائر، وتقديم الربح أولا.
وذكرت أن ذلك تيسير من الله بسعادة سيدنا نصره الله نعم ذكرت أن الدرهم المضروب عند سيدنا أيده الله لم يقبله لأجل تلك الزيادة الزائدة فيه على عيار افرانصة وغيرها من الأجناس، فقد أطلعنا بذلك كله علم مولانا نصره الله فتأمله واختبره ورأى أيده الله عدة ما تضمنه من الملايين، فقال أعزه الله: وجود الشرط وهو عدة الملايين مفقود فإذا انعدم الشرط انعدم المشروط والمقصود هو
صوغ الدرهم والحلى الموجود تحت اليد هنا ريالا وسكة مختلفة شيئا فشيئا، ومع طول المدة يوجد العدد المذكور بحول الله من غير شرط ولا حصر، هذا جوابه نصره الله بلفظه الشريف وعلى المحبة والسلام في 4 ربيع الأول 1298.
أحمد بن موسى لطف الله به".
ونص ما كتبه سفير الانجليز للزبيدى في شأن السكة النحاسية التي أراد السفير أن تضرب ببلاده الانجليزية فأحالته الحضرة الشريفة على خديمها المذكور، والكتاب بنصه ولفظه وقد أمضاه بخطه العربى، لأنه كان يعرف العربية.
"إلى الخديم النصيح للحضرة الشريفة الأمين الرضى المحب السيد الحاج محمد الزبدى، إنا نسأل عنك ومحبة أن تكون بخير وعافية وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، بدوام الخير وتمام العافية.
وبعد: فوقت كنا في الحضرة الشريفة في إِبّان الربيع الفارط كنا أطلعنا العلم الشريف بالضرر الصادر للعامة في رواج سكة النحاس القبيحة التي كل واحد قادر على تزويرها، ويسعى بذلك الربح لنفسه، ويركب أخلاطها كمثل ما يجعله المخزن، فهذا التذويب لهذه السكة النحاس يجعل في بعض المواضع والصرف في كل يوم في الزيادة، فبيت المال والتجارة وأهل الإيالة يصدر لهم الضرر الكثير من ذلك، فقد كنا أشرنا على السلطان أيده الله يجعل أن تضرب فبريكة سكة النحاس في مدينة برمنك هام، كما جعل ذلك دولة كريت ابريطن، وكثير من دول الأجناس.
فنطلب أن يجدد النظر في التقييد الذى مكناه للحضرة الشريفة فإن السلطان أيده الله كان أجابنى بأنه استحسن نصيحتنا وعزم على العمل بمقتضى إشارتنا وقت الإمكان وذكر لنا اسمكم بأنكم أنتم إن شاء الله مكلفون بتأمل هذا الأمر
…
فوقت كنا في بلادنا وقصدنا تمكننا بزيادة الإعلام في هذا الأمر، لنعلم بذلك السلطان أيده الله توجهنا بأنفسنا لمحل فبركت مصرص هيلى في المدينة المذكورة، ونظرنا إلى الأشغال الكبار التي فيها ألوف الخدامين
…
فأرباب السلف مستر فلمنك ونائبهم مستر سميد هنا كانوا مشوا معى إلى المكان المذكور، فنظرت إلى سكة النحاس والفضة التي تضرب ح والتى ضربت لبعض من دول الأجناس، ونظرنا شهادات تلك الدول المقرة بأن ذاك أتى على وفق مرادهم لفبركت مسز مستر هيلى المذكور، وكنا تحققنا من جميع ما نظرنا وما سمعنا وما أخبرنا به أن هؤلاء أرباب الفبركة المذكورة الذين هم أهل ثروة وأهل أموال كثيرة هم أهل ثقة وصدق، ومروءة تامة كما تشهد بذلك دولتنا وغيرها، ورب الفبركة مستر هيلى أخبرنى أن مستر فلمنك الذى من أرباب السلف هو نائبهم وحيث مستر سميد الذى هو مستقر هنا هو نائب أرباب السلف وله الإعلام التام في هذه القضية وبميده كناش متولى السكة مع شهادات من بعض السلاطين والدول الذى مراده يمكن لك ذلك لإعلام السلطان أيده الله، فنطلب منكم رفعه للسلطان أيده الله، وتخبر جانبه الشريف أن هذا هو بمطلوبنا ومرادنا به خيره أيده الله، وتذكر لسيادته أنا طلبنا منكم الملاقات بهذا نائب الفبركة المذكورة في غد في السعة عشر من النهار بقصد الإعلام لسيادته بصحة الخبر وثمرة هذا الأمر المهم
…
. ونطلب منكم لما ترفع هذا الأمر للحضرة الشريفة تجاوبنا بما اقتضى نظره في ذلك
…
. فترجمان هذا اللكاصيون في الأمور السرية مستر هارون امنسور يصحب مع مستر سميد المذكور
…
. وحيث سمعنا بأن قصدك ترجع للحضرة الشريفة نريد نجدد لك كتابة ما به طابت نفسنا وفرحت له من كونك عينك السلطان لفصال أمور الحسابات فنحن محققون بنصيحتك في الخدمة الشريفة لكمال عقلك وثمرة تدبيرك.
والحمد لله الذى تفاصلت الأمور في شأن الحسابات بالجد والحق كما مراد الجانبين، فالحمد لله على ذلك حيث لم يبق تعليق في الحسابات الذى كان يحصل الغيار لأهله ولدولتنا أيضًا والسلام في 20 مارص عام 1881 موافق 19 ربيع الثانى عام 1298.
جان هى در منض هى".
ونص ما كتبه الوزير الأكبر الجامعى للزبيدى فيما كان يدور من الكلام في أمر السكة مع نائب سفير فرنسا:
"محبنا الأرضى الأمين السيد الحاج محمد الزبدى، سلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فأمر السكة الذى كان يدور بيننا وبين نائب باشدور الفرنصيص، كنا بصدد المفاوضة فيه في عشية اليوم، فإذا بك حيث لم تطلع لدار المخزن لم نتبعك بالتوجيه عليك ودفعنا الظهير الذى يطلبه النائب للكبانية في ذلك والزمام الراجع لها لسيدى مأمون، وشافهناه بما ينهيه إليك في ذلك فنحبك بارك الله فيك أن تتقصى الأمر في ذلك وتمعن النظر في أحوال ذلك، وما ينبنى عليه حالا ومآلا، فإن أمكنك الطلوع بكرة غد في الخامسة ونصف ومعك ما نشفى به الغليل في ذلك فهو المراد، وإلا فوجه ذلك في الوقت المذكور لدار المخزن ليدنا ولابد بارك الله فيك، وعلى المحبة والسلام 24 جمادى الأولى عام 1298 وذلك عن أمر مولانا نصره الله.
محمد بن العربى خار الله له".
ونص الكتاب السرى الذى وجهه سفير الإنجليز للزبيدى فيما بلغه من ضرب السكة النحاسية بفرنسا مع أولوية بلاده بالقيام بذلك وما وصله من خرق الترجمان الفرنسى لمعاهدة مدريد ببيعه الحماية ليهود مكناس:
"خديم الحضرة الشريفة الفقيه المحب الأمين النبيه الرضى السيد الحاج محمد الزبدى، إنا نسأل عنك غاية ومحبة أن تكون بخير وعافية مع السلام التام.
وبعد: فقد أُخبرنا بوجه السر أن ترجمان الفرنصيص الذى هو الآن بالحضرة الشريفة خاطب بأن يسلف من جهة دولة الفرنصيص عددًا من المال ليجعل بها سكة النحاس بافرانصة، لكن السلطان لم يقبل ذلك
…
... ، فإذا السلطان أيده الله يفعل ما كنا أشرنا به في سكة النحاس فمنسطر الفرنصيص أو الترجمان أشاروا بذلك، فجوابهما قريب، وهو أننا كنا أشرنا بهذا هذه مدة سنين، وحتى إن ذلك كان منا للسلطان المقدس وجددناه للسلطان مولاى الحسن مدة كنا بالحضرة الشريفة هذه مدة من عام فعليها نحن الأولى بذلك
…
. . الظاهر لنا أن هذه الإشارة ليس هى من جهة دولة الفرنصيص، وإنما هى من كبانية للفرنصيص الذين يريدوا يسلفوا المال لكى يربحوا في هذه الفدلكة
…
فالكبانية الانجليزية التزموا أن يجعلوا مثل ذلك للسلطان
…
...
فحتى الفرنصيصى بمرسيلية مستر اسميط يجعل له القوالب لذلك كما تجدوه في ذلك الكناش الصغير، ويجعلوه أرخص وأرفق من إِيالات أُخر
…
. . بحيث نحن تكتبوا لك هذا الكتاب سرا نريد نزيدوا لكم لإعلام السلطان أنه وصل خبر هنا أن ترجمان الفرنصيص سائر يبيع الحمية ليهود مكناس، فإذا فعل ذلك فهو خرق للشرط السادس عشر من شروط مدريد الذى نصحب لكم نسخة منه.
فاذكر للسلطان أيده يجعل جهده ليفضح هؤلاء الناس الذين يطلبون الحمية ويحضرهم لدى العامل وقت خروج الترجمان الفرنصيص من هناك وحين يذكروا أنهم حمية الفرنصيصى يسألوا عن السبب الحامل لهم لذلك، وحين يستظهروا بالكواغض فإن وجدوا تاريخ ذلك بعد الاتفاق بمدريد في شهر يوليور من السنة الماضية، فتحاز منهم ويوجهوا بها للفقيه السيد محمد بركاش مع شكاية من ذلك
الفعل، نعم إلا إذا كانوا سماسير معينين من التجار
…
فهؤلاء الناس ح لا تكن لهم عقوبة ولا ضرر إلى فصال القضية
…
فإذا هذا الترجمان الفرنصيص أعطى كواغيض الحمية فهو قد خرق الشروط ويستوجب العزل من دولة الفرنصيص بأن تصدر الشكاية به، فلابد أن السيد محمد بركاش أن توجد منه زعامة ليفضح هذا ويورى ويظهر هذه الكواغض للغير
…
فالناس الذين بيدهم هذه الكواغض لابد أن يلحقهم لا تهديد ولا ضرر قط
…
فقد سمعنا أن الترجمان الفرنصيص ذكر بأنه محب على وجه السر لدى البرزذنت ولغيره من كبار الفرنصيص فهذا هذيان وإفك، نعم إنما هو قائد بزمام المنسطر الفرنصيص فعليها يستطيع أن يفعل ما يريد
…
فهذا الكتاب لا نحبه يقع بيد أحد إلا بيد السلطان أيده الله
…
فيمكن أن هذا الخبر الذى وصلنا أنه غير صحيح لكن على كل حال ظهر لنا أن نعلم به السلطان على وجه السر
…
بقى إلى الآن لم يرد شئ من مال السلف، فمن اليوم إلى ما أقل من شهرين يحل دفع ستة أشهر فليترك هذا التغافل وهذا عدم القانون في أداء المال المذكور والسلام في 26 إبريل عام 1881 موافق 26 عام 1298.
جان هى در منض هى".
"استدراك إذَن هذه كواغيض الحماية المعطاة من الترجمان اكار تاريخهم بعد شروط مدريد فح يوجه منها نسخ للفقيه السيد محمد باركاش والأصل يبقى تحت أيديهم، أى تحت يد دار المخزن والنسخ يطلع بها المنسطر الفرنصيص لأنه إذا مزقت النسخ يبقى الأصل تحت الأيدى شاهد والسلام.
هى".
ونص ما كتبه السفير المذكور للأمين المتقدم الذكر ليبلغه الحضرة السلطانية سرا فيما بلغه من عدم مساعدتها فيما أراده هو من ضرب السكة النحاسية بإنجلترا:
"حضرة المحب الفاضل المبجل الأمين الرضى السيد الحاج محمد الزبدى رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فوقت رجوعنا إلى طنجة منذ أيام قلائل القونص مستر وايط طالعنى بكتابكم المؤرخ بـ 8 من ج 2 ذاكرا لنا أن السلطان لم يساعد لما أشرنا به من جعل سكة النحاس في بلادنا عوض الفلوس الزائفة التي من معدن ردئ، والسلطان أيده الله أمر ترجمان الفرنصيص بمقتضى مطلوبه ليجعل عشرين مليونا فرنك سكة فضة ولم يساعد إيده الله الترجمان المذكور في أربعين مليونا فرنك من سكة الذهب والفضة والنحاس.
فقد عز بى حيث سمعت أن السلطان لم يساعد لما أشرنا به من جعل سكة النحاس في بلادنا عوضا عن سكة النحاس الزائفة الحاضرة اليوم هنا إما أولا بعد ما يصنع العدد الكثير منها من معدن فيذوب مثل ما يصنع لدى المخزن، فدائما يزورون ذلك ويتورث منه صعود الصرف والضرر لبيت المال والتجارة ولجميع خلق الله
…
فلا نحتاج نجدد ونقول في هذا الكتاب النفع الشهير الثابت الذى يكون للسلطان كما سبق منا لك، وهو عدد كثير من الفضل لبيت المال حين يتمم الأمر.
وهذه السكة الفاسدة يجمعها ويبيعها وأرباب فبريكة سكة النحاس يجعلون الفلوس لبلادنا وللطليان ولعدد دول أُخر هذه مدة سنين معددة بدون شكاية من أحد لا من حيثية المعدن ولا من السكة كما يقع عند الغير، والسلطان يكون مطمئن البال أن لا يصدر ضرر له من هذا، وأيضًا ذكرنا لسيادته إذا لم يكن عنده
مال موجود يعطيه على هذه السكة، فيأخذ سلفا بوجه مناسب من عند أرباب السلف
…
راج على ما ذكر لمنفعة السلطان ورعيته أن سيادته يجدد التأمل ويرجع عما قال أولا، ولا يعز بالفرنصيص ذاك حيث أننا كنا أشرنا بذلك قبل منهم هذه سنين
…
وفى شأن سكة الفضة فلم نكن أشرنا بها قط حيث سكة الفرنصيص والصبنيول هما رائجان في هذه الإِيالة بكثرة، حيث كنا ظننا أن لا وجود في بيت المال عدد ليخلص عن هذه السكة الجديدة، وإذا وقع سلف كثير فيتورث منه مصاريف كبيرة ويصدر منه الضرر أيضًا، ويجعل السلطان ودولته في منزلة صعبة إن لم توف شروط الدفع في وقته
…
فلو كان في بين المال عشرون مليونا وهذه سكة الفضة تكون صافية جيدة مثل ما عند الفرنصيص والصبنيول يكن لنا الغرض ننظر مثل السكة القديمة في هذه السكة المذكورة مثل ما عمل ذلك في بر الترك وفى إيالات أُخر، فحينئذ يصدر الضرر الكثير في منفعة لسلطان وللتجارة، نعم يتمول من يعمل ذلك ومن أكد على السلطان بقبوله.
والسلطان أيده الله ح يجعل نفسه غريما لأحد الدول بدون احتياج والظاهر لنا أن ذلك ليس على وجه الأدب، حيث يستطاع منه مطاليب عن ساق الجد والدخول الذى يصدر منه المحاكمة والمشاحنة
…
فتقدر تطلع بهذا السلطان أيده الله بوجه السر وتذكر أن هذا الرأى صدر من محب صدوق بدون طمع
…
هأنا نكتب لك بهذا ولا للوزير ولا للسيد محمد بركاش، حيث إن سيادة السلطان أمرك بالكتابة لنا في أمر السكة والسلام في 14 يوليوز عام 1881 موافق 16 شعبان، الأبرك عام 1298.
جان هى درمنض هى".
ونص ما كتبه الوزير الجامعى للزبيدى جوابا عن كتابه إليه في شأن ما دار بينه وبين فرنسا من الكلام في أمر السكة:
"محبنا الأعز الأرضى وأمين سيدنا الأعز المرتضى الخير البركة السيد الحاج محمد الزبدى، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: وافانا كتابك في الرابع والعشرين من شهر تاريخه في شأن ما يطلبه أصحاب كنطردة السكة على التعطيل وبنفس وصوله أطلعنا به شريف علم مولانا نصره الله، وعلم دام علاه ما شرحته فيه مما دار بينك وبين باشدور الفرنصيص في ذلك وما حاججته به حتى قال لك وهل المشاهرات الست موجودة عندكم، فأجبته بأن أربعا منها هناك حاضرة وباقيها في الأثر، فقال: وهل تدفعون المشاهرات التي بعدها كل شهر؟ فأجبته بأنها موجودة بما تساويه الفضة وفق شرط الكنطردة.
كما علم أعزه ما ذكرته من أن الأمر لا يتم إلا بخير بحول الله مع التعجيل بالمشاهرتين من مكناس وبالسكة الناقصة الوزن بأثرهما لتنقطع حججهم، ولا يبقى لهم ما يقولون، وسر نصره الله بذلك واستبشر وعلم أنه نبه لهذا الأمر عمر وقال نصره الله ما نصه: لا شك أنه مفتاح خير، وفيك نظرة سيدنا جده وسيدنا والده قدسمهما الله، ودعا لك أيده الله بخير تقبل الله من سيادته آمين.
وأمر دام علاه بأن تزيد في سياستك وتلطفك حتى تفاصل معهم مدة التعطيل الثانى على نسبه العشرة آلاف ريال التي كان وقع الفصال بها معهم على يد السيد محمد بركاش في مدة التعطيل الأول التي قدرها سبعة أشهر أو بخمسة في المائة، وهى غاية ما يكون لي إن لم يقبلوا ذلك.
وأما المشاهرات فقد وجهت ثلاث من مكناس ولا تكون اليوم إلا وصلت لطنجة وكذلك السكة الناقصة الوزن صدر الأمر الشريف بتفسيرها لطنجة ولا تكون إلا سافرت اليوم وعلى المحبة والسلام في 29 صفر عام 1301.
محمد بن العربى بن المختار خار الله له".
وألحق بطرته "وما أشرت به في شأن لأخ ولدك البار علمناه فكلامك مقبول والاعتناء به من الأمور الواجبة علينا وطبعا ومن جهتك بالخصوص وبالاستحقاق من وجه الله صح".
ولما أراد إبراز هذه السكة الجديدة للناس للتعامل بها وجه بأمثلة منها أولا لأبواب السادة الكرام حسبما ينبئ عن ذلك هذا الظهير المولوى المختوم بالختم الكبير، الذى بعثه لأمناء ثغر آسفى للحضور مع عاملها عند وضعه ذلك بضريح الشيخ أبى محمد صالح:
"خدامنا الأرضين أمناء مرسى آسفى حرسها الله، وفقكم الله، وسلام ورحمة الله.
وبعد: فقد شرح الله صدرنا لنشر أعلام السكة الجديدة الميمونة ذات الصفة المحمودة الشرعية المسنونة والإذن بالصفق بها بإيمان المتاجر وتعمير الأسواق الرابحة بها، بحول الله في الأضاحى والهواجر، وقاد الإلهام الإلهى إلى إيداعها بالزوايا العظام والأسفار بغرتها أول ما تطلع بسماء أبواب السادات الكرام، ومنهم: الولى الصالح ذو الضريح الأنور النافح سيدى أبى محمد صالح.
وعليه فقد وجهنا للعامل 50 خمسين ريالا منها على التفصيل الذى يذكر فمن الريال الصحيح ثلاثة عشر، ومن أنصافه ثلاث ريالات ونصف ريال، ومن أرباعه عشر ريالات وربع، ومن دراهمه عشر ريالات وربع ريال أيضًا، ومن أنصاف الدرهم ثلاثة عشر ريالا.
وقد أمرناه بأن يضعها بربيعة السيد المذكور بيده ويدكم بمحضر عدلين فلتحضروا معه على ذلك، ثم تفرق على أولاد السيد المذكور وعلى سائر أرباب الوظائف وكل من له نفحة من هاتيك العوارف كالإمام والمؤذن والحزابة والذكارة
والمصلين على النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من له قيام بوظيف، أو له عمل عائد نفعه على ذلك المقام الأنور المنيف، والله سبحانه يسعد بها الرعية، ويبلغ بها الأمنية، ويجعلها من الكسب الطيب والعمل المتقبل الرائح والمتجر الرابح والسلام في 24 ربيع الثانى عام 1302".
وقد وقفت على كنطردة تتعلق بالسكة الفضية المذكورة إليك نصها:
"الحمد لله، بيان وإلحاق بكنطردة السكة الفضية الشرعية المعقودة على يد باشدور الفرنصيص يوم الاثنين الحادى عشر رمضان المعظم عام 1308 الموافق 20 من إبريل الفرنجى سنة 1891:
قد وقع الوفق على أن ما يخرج من الزيادة والنقصان فيما يضرب من السكة الفضية الشرعية بدار سكة مخزن الفرنصيص على يد التاجر قف الفرنصيصى، من حيث إن مساواة أعدادها في تحقيق الوزن لا تعقل يحصر في خمسة في الألف من أنصاف الريال وأرباعه، وفى سبعة في الألف من أعشار الريال، وفى عشرة في الألف من أنصاف أعشاره.
فالمشاهرة إلى تدفع مضروبة من أنواع 4 السكة الشرعية أنصافا وأرباعا وأعشارا أو أنصاف أعشار وزنها كما بالعقد الواقع مع التاجر المذكور عليها على يد باشدور جنسية ثمانمائة وثلاثة وثلاثون كيلو وثلث الكيلو 3، 1، 833، وجب فيها من الريال الشرعى ثمانية وعشرون ألفا وستمائة وخمسة وعشرون ريالا 28625.
فإذا كانت من الأنصاف وزاد عددها على ما ذكر فتقبل إلى أن تبلغ الزيادة فيها مائة وثلاثة وأربعين ريالا وثمن ريال 8/ 1431 بحسب نهاية الزيادة لخمسة في الألف، فإن زاد عدد المشاهرة على ذلك فترد ولا تقبل، وإن نقص عددها عما ذكر فتقبل أيضًا إلى أن يبلغ النقصان العدد المذكور فإن نقص أكثر فترد كذلك ولا تقبل.
وإذا كانت من الأرباع فتكون مثل الأنصاف في القبول زيادة أو نقصا.
وإذا كانت من أعشار الريال وزاد عددها على ما ذكر أو نقص عنه فتقبل إلى أن يبلغ الزيد أو النقص مائتين ريالا وثلاثة أعشار الريال وثلاثة أرباع العشر 75، 3، 200 نهاية لزيادة أو نقص سبعة في الألف، فإذا كانت الزيادة أو النقصان أكثر من ذلك فترد مشاهرته ولا تقبل.
وإذا كانت من أنصاف أعشار الريال وزاد عددها على ما ذكر أو نقص عنه فتقبل إلى أن يبلغ ذلك مائتين وستة وثمانين ريالا وربع ريال 4/ 2861 انتهاء للفرق في عشرة في الألف، فإن كان أكثر من ذلك زيادة أو نقصا فترد مشاهرته ولا تقبل.
هذا والبدل مع ذلك كله لا يدفع إلا على مقتضى العدد الخارج في المشاهرة مطابقا لضابط الزيد والنقص أعلاه، زاد الخارج فيها على القدر المعين لها أعلاه أو نقص عنه.
وافق على ذلك وسلمه الواضعان اسمهما عقب تاريخه الفقيه الوزير السيد محمد المفضل غريط نيابة الجانب العالى بالله والكبلير لويس خليفة باشدور الفرنصيص وختم بفاس في جمادى الأولى عام 1309".
وكيفية ورود السكة الجديدة من طنجة إلى العواصم الداخلية أنه كانت تأتى السكة من باريز كل شهر بواسطة النائب السلطانى بطنجة والأمناء المكلفين فيها في صناديق منمرة مع ورقة تتضمن بيان موازينها بالكيلو والإكرام والإرشاد على الطارة والصافى وبيان أنواع السكة والتنبيه على اسم الشهر وتاريخ اليوم والسنة، وكل صندوق وما بداخله من ريال وأنصاف ريال وأرباع الريال وأعشار الريال وأنصاف أعشار الريال، ويكتب لأمناء القوس والمكلف المخزنى معهم كتاب ممضى من
النائب والأمناء المذكورين بطنجة بالبيان الشافى طبق الورقة المذكورة، واسم الحمار الحامل لتلك الكمية، ويعزز الحمار بنائب المكلفين المذكورين وأصحاب عامل طنجة إلى أن يصل كل لمحله وتسليم الصناديق للمكلفين بذلك، وهم عامل البلد أو الخليفة السلطانى والأمناء ثم يحمل للقوس المعد له ويحضر العدول والعامل بمفتاحه والأمناء بمفاتيحهم ووصيف الدار العالية بمفتاحه، ويفتحون القوس ويدخلون إليه المال ويقيد بشهادة العدول في كناش خاص معد لذلك.
ثم بعد الإشهاد بذلك كما يجب يضع كل من أصحاب المفاتيح المذكورين خط يده بحضوره والمصادقة على الكمية، ثم يضع إمضاءه ويوضع ذلك الكناش بالقوس، ثم يغلقون ويتوجه كل بمفتاحه، ويجيبون نائب المكلفين بطنجة بالتوصل وعلى هذا كان العمل جاريا كل شهر، ولم يزل معمولا به إلى آخر نفس من الدولة العزيزية فبمكتبتنا عدة أوراق شاهدة لذلك وإليك نص أحدها بلفظه:
"أدام الله بمنه مجادة سيدنا وخليفة مولانا الأسعد مولاى عرفة أمنك الله وسلام تام على سيادتك ورحمة الله عن خير سيدنا نصره الله.
وبعد: يوصلك في حفظ الله صحبة الحمار المختار العلامى وأصحاب عامل طنجة ونائبنا سيدى أحمد بنيس مشاهرات السكة السعيدة الجديدة عن شهر تاريخه في تسعة وعشرين صندوق مشتملة على ثمانية وعشرين ألف ريال، وستة مائة وثمانية وعشرين ريال 2868 سكة ربع الريال الشرعى، وبطيه توافى سيادتك ورقة تتضمن بيان موازنها على العادة في ذلك وعلى خدمة سيدنا الشريفة طالبين من فضلكم صالح الدعاء والسلام قيده في 21 قعدة الحرام عام 1318.
محمد بن العربى الطريس لطف الله به
محمد بنيس لطف الله به
محمد الزكارى لطف الله به
ونص ثانيها:
"الحمد لله وحده بيان مشاهرات السكة السعيدة الجديدة عن شهر ذى القعدة الحرام سنة 1318 وهى سكة ربع الريال في تسعة وعشرين صندوق نمر 3454 إلى نمر 3482، قدرها ريال 26828 المتوجهة لخليفة سيدنا مولاى عرفة ولامين القوس السعيد صحبة الحمار سيدى المختار العلمى وأصحاب عامل طنجة ونائبنا سيدى الحاج أحمد بنيس بتاريخ 21 قعدة عام تاريخه.
نمر صناديق
…
كرام بط
…
كيل بط
…
كرام صافى
…
كيل صافى
…
ريال
3454
…
. . 77
…
... . 33
…
. 90
…
...
…
. 29
…
... . . 1000
3455
…
. 272
…
... . 33
…
... . . 84
…
... . 29
…
...
…
1000
3456
…
. 945
…
... . 32
…
...
…
75
…
... . 29
…
... . . 1000
3457
…
. . 822
…
... . 32
…
... . 87
…
... . . 29
…
...
…
1000
3458
…
... . 160
…
. . 33
…
... 87
…
...
…
29
…
. 1000
3459
…
... . . 872
…
. . 32
…
... . . 80
…
... . . 29
…
... . 1000
3460
…
... . 937
…
... 32
…
...
…
87
…
... . . 29
…
... . 1000
3461
…
... . . 210
…
. . 33
…
... . . 89
…
...
…
29
…
. . 1000
3462
…
...
…
172
…
. . 33
…
... . 89
…
...
…
29
…
...
…
. 1000
3463
…
... . . 182
…
... . 33
…
... . 87
…
... . . 29
…
...
…
1000
3464
…
... . . 985
…
. . 32
…
...
…
. 84
…
... . 29
…
...
…
1000
3465
…
. . 31
…
...
…
. 33
…
... . 89
…
...
…
29
…
...
…
. 1000
3466
…
... . 72
…
... . 33
…
...
…
85
…
...
…
29
…
...
…
1000
3467
…
...
…
... 975
…
...
…
32
…
...
…
. 85
…
...
…
. . 29
…
...
…
. 1000
3468
…
...
…
. . 827
…
...
…
. 32
…
...
…
. . 80
…
...
…
29
…
...
…
. 1000
3469
…
...
…
. 22
…
...
…
... 33
…
...
…
... 89
…
...
…
. 29
…
...
…
. 1000
3470
…
...
…
. 190
…
...
…
. . 33
…
...
…
. . 88
…
...
…
. . 29
…
...
…
. 1000
3471
…
...
…
. 985
…
...
…
. 32
…
...
…
... 88
…
...
…
. . 29
…
...
…
. 1000
3472
…
...
…
. 965
…
...
…
. 32
…
...
…
. . 88
…
...
…
. . 29
…
...
…
. 1000
3473
…
...
…
. 223
…
...
…
. . 33
…
...
…
. 84
…
...
…
... 29
…
...
…
. . 1000
3474
…
...
…
. 007
…
...
…
. 33
…
...
…
... 75
…
...
…
29
…
...
…
... . . 1000
3475
…
...
…
. 852
…
...
…
. 32
…
...
…
. . 79
…
...
…
. . 29
…
...
…
... . 1000
3476
…
...
…
215
…
...
…
. . 33
…
...
…
... 84
…
...
…
. . 29
…
...
…
... 1000
3477
…
...
…
. 92
…
...
…
. . 33
…
...
…
... 83
…
...
…
. . 29
…
...
…
... . . 1000
3478
…
...
…
. 17
…
...
…
. . 33
…
...
…
... 91
…
...
…
... 29
…
...
…
... . . 1000
3479
…
...
…
. 965
…
...
…
. 32
…
...
…
. 89
…
...
…
... . 29
…
...
…
... . . 1000
3480
…
...
…
. 252
…
...
…
. 33
…
...
…
. . 83
…
...
…
. . 29
…
...
…
...
…
. 1000
3481
…
...
…
. 274
…
...
…
33
…
...
…
. . 90
…
...
…
... . . 29
…
...
…
... . 1000
3482
…
...
…
. 345
…
... . . 22
…
...
…
... . 264
…
...
…
. 18
…
...
…
... . 628
…
...
…
.
…
...
…
.
…
...
…
.
…
...
…
.
…
... ----.
…
... ----
…
.
…
... .. ----
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
... 653
…
...
…
832
…
...
…
... 28628
والقوس المذكور عبارة عن بيت كبير يدخل فيه ما هو معد للصوائر اليومية والشهرية، أما بيوت الأموال فلا يخرج منها شئ، وإذا عمرت تغلق غلقا محكما وربما بنى على أبوابها، وللقوس مفاتيح أربع يكون أحدها عند الباشا، والثانى عند أمين العتبة وآخر عند أمناء الصائر وآخر عند كبير عبيد الدار، ولا يخرج منه شئ إلا بمحضرهم أو من يقوم مقامهم ومحضر الشهود، ثم يشهدون على ذلك في كناش أعد لذلك، وبخزانتنا كناش قوس مكناس ذكر فيه ما يخرج منه وما يدخل له من المال من 27 جمادى الآخرة 1305 إلى 14 حجة الحرام 1327، ومما يصرف فيه الخارج منه الصائر السعيد والبناءات السلطانية والصلات والإعانات وشراء الأملاك التي تحاز لجانب المخزن، وشعير العلف، ومنه ما كان يبعث لبيت مال فاس.
وأما الداخل إليه فكان مما يبعثه أمين الداخل الحاج على بن الحاج من الصناديق المكتوب عليها عدد ما فيها أو مما يأتى من بيت مال فاس أو من قوسها أو مما يجتمع في غلة الأجنة السعيدة أو مما حيز من بعض الأفراد في العهد العزيزى، كالقائد ابن العلام والوزير أحمد بن موسى، وإليك أمثلة مما بذلك الكناش ونص أوله:
"بمحضر شهيديه لطف الله بهما ومن يضع اسمه عقب تاريخه من الأمناء وغيرهم أخرج من القوس السعيد ستة آلاف ريال وخمسمائة ريال عين عنها يجب بحسب 8/ 81 ريال 8000 وحازها معاينة أمين الربيعة السعيدة السيد الطاهر التازى بقصد الصائر السعيد عرف قدره وبأتمه وعرفه، وفى التاريخ أعلاه عبيد ربه تعالى فلان وفلان. المهدى بن عبد الرحمن الحلو وفقه الله. بناصر بن محمد وفقه الله. محمد بن بوعز بن العربى لطف الله به.
وصيف المقام العالى بالله حم بن الجيلالى وفقه الله.
ونص آخر:
"بمحضر شهيديه لطف الله بهما ومن يضع اسمه عقب تاريخه أدخل للقوس السعيد على يد الأمين السيد الحاج على بن الحاج التطوانى ما يذكر:
صناديق 43 بها ريال بحسب ألفى ريال في الصندوق
…
...
…
... 86000
صناديق 13 بها درهم جديد بحسب 5000 سوم 8/ 81 يجب ريال 20000
صناديق 7. بها درهم قديم بحسب 5000 سوم 8/ 81 يجب ريال
…
10769
صندوق 1 به ريال 2000 درهم قديم
…
...
…
...
…
...
…
2000.
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
... ----
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
... 118،769
الجميع مائة ألف ريال وثمانية عشر ألف ريال وسبعمائة ريال وتسعة وستون ريالا وربع ريال في أربعة وستين صندوقا على شدها، من غير فتح ولا عد مرقوم على كل صندوق اسم الأمين المذكور، والعدد الذى فيه بخط يده عرف قدره وبأكمله وعرفه في رابع عشرى شعبان الأبرك عام خمسة وثلاثمائة وألف عبيد ربه تعالى فلان وفلان بناصر بن محمد. محمد بن بوعز بن العربى لطف الله به. نائب الوصيف بنعيسى لطف الله به.
الحاج قاسم الديورى لطف الله به".
ونص ثالث:
"بمحضر شهيديه أمنهما الله بمنه ومن يضع اسمه عقب تاريخه أخرج من القوس السعيد مائة صندوق وثلاثة عشر صندوقا منها اثنان وثمانون
صندوقا بها ريال عين يجب
…
...
…
...
…
... 159520
وسبعة صناديق بها ريال عين فرنصيص
…
...
…
13200
وصندوق واحد به ذهب يجب ريال
…
...
…
. 26618
وصناديق 23 من سكة الدرهم القديم يجب ريال
…
41960
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
----
…
...
…
...
…
...
…
...
…
...
…
241298
اجتمع من ذلك مائتا ألف ريال بالتثنية وواحد وأربعون ألف ريال ومائتا ريال بالتثنية وثمانية وتسعون ريالا ونصف ريال وحاز الجميع الأمين السيد الحاج على بن الحاج التطوانى، وقائد الرحى القائد أحمد بن المكى الشرقى بقصد التوجه بها لبيت المال عمره الله بفاس، وعرفا قدره وبأتمه، وعرفهما في 26 محرم عام 1306 عبد ربه محمد
…
وعبيد ربه محمد المنونى
…
بناصر بن محمد وفقه الله. نائب الوصيف حم بن الجيلانى لطف الله به، ج قاسم الديورى لطف الله به، محمد بن بوعزة بن العربى لطف الله به".
ونص رابع:
"بمحضر شهيديه أمنهما الله بمنه ومن يضع اسمه عقب تاريخه ادخل للقوس السعيد خمسة آلاف ريال فحسب 8/ 81 الواردة من القوس السعيد بفاس بقصد شراء الشعير للعلف وقيد في تاسع عشر حجة الحرام عام ثمانية بميم وثلاثمائة وألف عبيد ربه محمد
…
وعبيد ربه محمد المنونى. ابن عبد الرحمن التراب لطف الله به، ج قاسم الديورى لطف الله به، محمد بن بوعزة بن العربى لطف الله به، بناصر بن محمد وفقه الله.