الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزهة شعبانة
فإذا كانت العشر الأواخر من شعبان أمر السلطان وزيره الصدر باستدعاء الشرفاء. والعلماء والأعيان والباشوات والقواد، فيكتب لهم بطائق الاستدعاء للحضور بشريف الأعتاب بقصد حضور وليمة شعبانة مع الجناب العالى، فتضرب الأخبية والفساطيط بأحد أجنة المخزن وتعين المحال للمستدعين كل وما يناسبه، وتفاض عليهم أنواع الأطعمة الشهية والحلويات والأتاى، ويكون المطربون بينهم مناوبة وذلك كل يوم من الصباح إلى العشى، وربما خرج السلطان إليهم بنفسه ورحب ويدوم ذلك سبعة أيام آخر يوم منها هو آخر يوم من شعبان، أما الوزراء والكتاب فإنهم يستدعون مشافهة بواسطة الزير الصدر.
العادة في الجنائز
إذا كانت الجنارة من ذوى الأقدار العالية يحضرها جميع الوزراء والقواد وأصحاب الهيئات، ويحضرها السلطان بنفسه ويقع الإعلان بالنداء لعامة أهل البلد فيحضرونها ومن تخلف يعزر، وإلا بأن كانت الجنازة من مطلق الحاشية فيحضرها الحاجب أو خليفته وعامة أهل البلد.
بيان تموين الدار العالية بالله بمكناس
مياومة ومشاهرة ومسانهة
فمن لحم الضان مياومة أربعة قناطير، وست وسبعون رطلا، ومن الخضر المختلفة ستون قفة.
ومن الدقيق مشاهرة مائة قنطار، وأربعة وأربعون قنطارا، وسبع وعشرون رطلا ونصف الرطل.
ومن السمن المذاب سبعة قناطير وسبع وسبعون رطلا.
ومن الصابون ستة قناطير وستون رطلا.
ومن الفحم خمسمائة قنطار وسبعة أرطال.
ومن الحطب خمسمائة حمل وأربع وخمسون.
ومن السكر تسعون قالبا.
ومن الأتاى تسع وعشرون رطلا.
ومن الشمع خمس وعشرون ابرة.
ومن الفلفل الأسود ست وأربعون رطلا.
ومن الفلفل الأحمر أحد عشر رطلا.
ومن الكمون أربعة عشر رطلا.
ومن القرفة خمسة أرطال.
ومن أثمان الزعفران مائة وسبعة عشر ثمنا.
ومن الزيت خمسمائة وثمانية عشر رطلا.
ومن الملح أربعون مدا.
ومن الشطاطيب ثلاثمائة وخمس وخمسون شطابة.
ومن الشرابيل (نعال النساء) تسعة وتسعون شربيلا.
ومن البلاغى (نعال الرجال) اثنا عشر.
ومن الدراهم نحو الخمسة عشر مائة فرنك.
ومن الخليع مسانهة مائة وثلاث وعشرون ثورا وثمانية عشر قنطارا وخمس وأربعون عنها ثمانية وعشرون ثورا.
ومن الشحم ثمانية عشر قنطارا وخمس وأربعون رطلا.
ومن الزيت لتقلية الخليع مائتا قلة واثنان وثمانون قلة كل قلة كيلها عشرون ليتر وما يكفى لذلك من الثوم والكمون وزريعة القزبور.
ومن رءوس الضأن للأضحية في عيد الأضحى نحو الثلاثة آلاف، وفى أول خميس من رجب خمسة عشر قنطارا وخمسة أرطال من الحلواء، وخمسة عشر مائة طير من الدجاج، ونيف وكذلك في النصف، وفى السابع وعشرين من الشهر المذكور، ومثل ذلك في منتصف شعبان، ومنتصف رمضان والسابع والعشرين منه، وفى يوم عاشوراء، ويزاد في هذا اليوم على ما ذكر خمسون حملا من أنواع آلات اللعب والطرب للصبيان والنساء، ومن القمح لزكاة عيد الفطر أربعة أوسق.
ومن الشعير لعلف إناث الخيل التي بأجدال بقصد الإنتاج وعددها خمسمائة وسبعون فرسة من أعتق موجود وفحولها وعددها ستة وعشرون أوسق تسعة وأربعون وستة وعشرون مدا مشاهرة.
ومن شعير علف النعم ثلاثة أمداد مياومة.
ومن شعير علف ذكور الضأن المعدة للشواء للجناب السلطانى عندما تكون جلالته بالعاصمة المكناسية ستة عشر مدا في كل يوم.
وفى أيام الشتاء ينفذ للدار العالية بالله عدد وافر من الشكلاط وقدور السكنجبير المرقد في السكر والعسل ومعاجين التفاح والإِجَّاص (1) والسَّفَرْجَل (2)، ويخص الأعيان من الشرفاء والشريفات بالعنبر.
(1) الإجَّاص: شجر من الفصيلة الوردية، ثمره حلو لذيذ، يطلق في سورية وفلسطين وسيناء على الكمثرى وشجرها، وكان يطلق في مصر على البرقوق وشجره.
(2)
السفرجل: ضجر مثمر من الفصيلة الوردية.
وفى كل عاشوراء يوجد عدد وافر من الدراهم لا يقل عن ثلاثين ألف فرنك، يوزع على من بالدار العالية حتَّى وخش الرقيق صلة.
كما تنفذ للدار العالية ومن في حكمها الكسوة النسوية صيفاء وشتاء الطبقة الأولى تقاصيص خمس من الملف الرفيع في كل تقصيصة أربعة أذرع ونصف، وخمسة أطراف من رفيع الكتان، وعشرة شقق من ثياب الحرير والقطن، ومائة وخمسون فرنكا.
الطبقة الثانية ثلاثة تقاصيص ملفا، وثلاثة أطراف كتان، وستة دفائن من القطن ومائة فرنك.
الطبقة الثالثة تقصيصة من الملف وطرف من الكتان وطرف من الشيت (كتان غليظ مزوق بالألوان) وكلما ورد السلطان من أسفاره ينفذ لمن ذكر الصلة بقدر صلة الزكاة المذكورة عادة محكمة لا تتخلف.
وليس ما بين قاصرًا على مكناس بل يعم سائر الدور السلطانية وما هو مضاف إليها ومحسوب عليها بفاس ومراكش وتافيلالت، ولم يكن لهذا القدر حد ممدود بَلْ من طلب شيئًا من السبانى أو حزم الزردخان أو الفلوس أو الكسوة ينفذ له.
أما باقى العائلة من الشرفاء القاطنين بالدار الكبرى والستينية فقد كان لهم من الخبز في كل يوم مائتان يقتسمونها بينهم، وفى كل عاشوراء ألف ريال، ومثلها في عيدى الفطر والأضحى، وكذلك في عيد المولد النبوى.
وكذلك ثلاثمائة رأس من ذكور الضأن أضحية لهم في كل عيد أضحى، والكسوة للأرامل والأيتام، ودار مولاى عبد الله، وحزابة الضريح الإسماعيلى ومن في حكمهم كل سنة.