الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جانب المخزن، إذ المقصود هو تعلمهم وعليه فكلم نواب الأجناس المذكورين في ذلك وتفاوض معهم فيه، وأعلمنا بجوابهم لك فيه لنأمر بما يكون عليه العمل في ذلك وعجل ولابد والسلام في 10 رجب عام 1299"
قيامه بصيانة حصون الثغور المغربية وجلب ما تحتاج إليه من المقومات الحربية واستخدام المتخرجين في الهندسة من البعثة المغربية
وقد كان له اعتناء عظيم واهتمام كبير بتحصين الثغور وبناء أبراجها وإقامة معداتها، وجلب لذلك مهرة المهندسين من الأجانب ألمان وإنجليز وعين أخيرا بكل مرسى مهندسا لتفقد قوتها وبيان أحوالها، وأنفق على ذلك أموالا، ولم يأل جهدا في الاستعداد وأخذ الأهبة والاحتياط فاشترى لطنجة ستة من كبار المدافع العظام من معامل (ارم سطرونك) من بلاد الإنجليز وأمر بإصلاح أبراجها وبناء خزائنها المعدة للذخائر وتركيب مدافعها، وكلف بذلك المهندس الإنجليزى (ضولان) ثم (إدوارد سيلبه) ثم مساعده السيد الزبير سكيرج، وجلب لها ما تحتاج إليه من المقومات الحربية من بارود وكور وغير ذلك حسبما تشرحه لك الظهائر المولوية والرسائل الوزيرية الصادرة في هذا الموضوع.
وإليك نص أحدها وهو ما كتبه الحاجب السلطانى للأمين الزبيدى في شأن تقرير المهندس الكبير الذى قدم من جبل طارق لتفقد حالة طنجة الحربية:
"محبنا الأعز الأرضى الأمين الأجل المرتضى السيد الحاج محمد الزبيدى، رعاك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته بوجود مولانا نصره الله.
وبعد: فقد وصلنا كتابك وعرفنا ما ذكرته في شأن المهندس الكبير الذى وجهه قائد جبل طارق من طوافه بأبراج طنجة كلها وبسورها، ونظره البناء الذى
فيه ورجوعه لجبل طارق ليبين ما تستحقه الأبراج من تجديد بناء أساسها، والمخارن لإقامتها وغير ذلك، وتوجيهه بعد ذلك تقييد ما ذكر الموجه تعريبه مع كتاب الباشادور، كما علمنا ما أشار به الباشادور من إجابته بما تضمنه التقييد الذى وجهت ليطالع به قائد جبل طارق والكرنيل المهندس، فقد أجبناه بما تضمنه وها الجواب يصلك، وقد وصل كتاب زوجة العباس امقشد وأطلعنا به المعلم الشريف فأمر سيدنا أيده الله بإحضار زمام متروكه وبحثنا عنه هنا فلم نعثر عليه، فإن كان على يدك فوجهه، وأما تعريب تقييد المهندس الكبير فقد أحاط سيدنا نصره الله علما بما فيه وأجبنا عنه الباشادور وعلى المحبة والسلام في 9 شعبان عام 1294.
موسى بن أحمد لطف الله به"
ونص الظهير الصادر للنائب السلطانى في شأن تعطيل العمل في الأبراج:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد أخبر باشادور الإنجليز أن الخدمة في إصلاح الأبراج هذه مدة وهى معطلة مع قرب ورود المدافع التي تهيأ لأجلها وقد كتبنا للأمناء وأمرناهم بالقيام على ساق الجد في أمرها وأن يجعلوها من الأكيد المهم، فلابد أكد عليهم في ذلك، وليكن عملهم في أمر الصائر عليها أن يكون كله بموافقة المهندس ضولان الإنجليزى الواقف على مباشرة إصلاحها وعلى يده، سواء في ذلك ثمن الإقامة وأجرة العملة ويقيد عنده في كناشه ذلك الصائر ويعطى نسخة منه للباشادور لينضبط ذلك على ما ينبغى، فقف معهم حتى يرتب ذلك على الوجه المذكور ولابد والسلام في 9 ربيع الأول عام 1296".
ونص آخر في جلب آلة جر المدافع:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك جوابا عما أمرناك به من جلب آلة جر المدافع الاثنى عشر المجلوبة على يد باشادور الفرنصيص، وذكرت أنك كلفته بذلك فأجاب بأنه يكتب بالسؤال عن ثمنها أولا لئلا تأتى بأغلى الثمن، ثم بعد ذلك يكتب عليها، وقد أحسن في ذلك وهو عين الصواب والسلام في 2 ربيع الثانى عام 1296".
ونص آخر فيما يتعلق بالأبراج:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد أخبرنا باشدور الإنجليز أن الأمناء هناك يعاكسونه فيما يشير به عليهم من الصائر على الأبراج والأمور المهمة لورود المدافع المكلف بجلبها على يده، وبعد ما يكون عندهم من الوفر ما يصيرونه في ذلك يدافعونه بالأعذار الواهية، وإذا طلب منك الكلام معهم تعتذر له بعدم الإذن وعليه فنأمرك أن تكون تشد عضده عليهم فيما يشير به من الأمور الأكيدة في ذلك التي إن أخروها يتعذر تداركها أو تبنى عليها مفسدة في ذلك، ويجعلون بناء الأبراج والصائر على ما يتعلق بها من جملة الأمور المهمة التي يقدمونها كمئونة الطبجية والعسكرية والملازم التي لا مندوحة عنها ولابد والسلام في 4 ربيع الثانى عام 1296".
ونص الظهير الصادر للزبيدى وفيه الكلام على المدافع والأبراج:
"خديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد الزبيدى، وفقك الله، سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصل كتابك بالإعلام بأنك لما حللت ثغر طنجة تلاقيت بخديمنا الطالب محمد بركاش، وبعده مع باشدور النجليز، وتكلمتم في أمر حساب السلف وحساب المدافع والأبراج، وأنكم تفاوضتم في تقديم الأهم فالأهم، ووجدته حريصا على المبادرة بحساب السلف لكون مشاهرته حلت، وعزم على توجيه نائب أرباب السلف لأعمال الحساب معك فيه، وأنك أجبته بأن أول ما يقدم أعمال المحاسبة مع خديمنا بركاش في جميع ما وصله منه من المراسى وغيرها مرتبة على التواريخ، وحيث يصفوا معه يقع الحساب مع نائب أرباب السلف فساعد على ذلك وافترقتم، وأنك بعد ذلك شرعت فيه مع بركاش على ترتيب التاريخ والمقابلة وأنكم مجتهدون فيه، غير أن بركاش في بعض الأوقات لا يمكنه الوصول إليك لما يعرض له من الأشغال، كما أعلمت أن التسعة عشر ألف ريال التي هى من حساب المدافع وردت من الجديدة، إلا أنك أخرت بركاش عن دفعها للباشادور حتى تجدد معهم الحساب وتبحث في آلات المدافع كلها المقيدة عندكم من مكاتبهم وحساباتهم لتعرف ما وصل منها وما لم يصل، فالواصل يؤدى له ثمنه، وما لا فلا، وكذلك الإقامة المجلوبة للأبراج وصار الكل ببالنا الشريف.
فأما ترتيبك للحساب مع من ذكر على التواريخ واجتهادكم فيه فذلك هو المراد منك، وقد أحسنت فيه أصلحك الله، وأما كون خديمنا بركاش تعرض له أشغال فهو معذور والله يعينه ويسدده، وأما ما فعلت من تأخير دفع المال الوارد من الجديدة للباشدور إلى أن تجدد الحساب معه فالعمل على ذلك سددك الله والسلام في 20 حجة الحرام خاتم 1297".
ونص ظهير آخر في الأبراج ومعداتها من بارود وكور:
"خديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد الزبدى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد: وصل كتابك أخبرت فيه بتوقفك في حساب السلف على ورود بعض حسابات اللندريز وأخذك في حساب ما يتعلق بالمدافع، ووجه لك باشدور النجليز نائبه وبيده حساب 2 ورد من أرباب الفبركة باللندريز مدركا على جانبنا العالى بالله فيه ابرات/: 789011 فعربتموه، فألفيتم فيه صوائر قدرها ابرات/ 143510 ليست عندك في الحساب منها ما ذكروه صار ومنها ما قدروه لما بقى عندهم هناك فطلبت منهم بيان ما ورد من آلات المدافع وما بقى منها فبينوه، فألفيت قدر ثمن الباقى هناك ابرات/: 1306، 11331، ومن هذا الباقى الكور والبارود وغيرهما حسبما في ورقة الحساب الذى وجهت لحضرتنا الشريفة.
ثم بعد ذلك وجه لك الباشدور نائبه أيضا بحساب 3 ثمن الإقامة التي كانت وردت بقصد الأبراج من جبل طارق وغيره مضمن جميعها ريال 4010 كبير بزيادة الربح فحزته منه لتطالعه وتلاقيت مع الباشدور وتذاكرت معه في حساب اللندريز بما هو محسوب على جانبنا الشريف فيه ولم تأت، فأجاب بأن سبب تأخيره هو عدم محل نزوله وإن أردنا إنزال البارود بدار البارود والكور بأحد المخازن إلى أن يتهيأ محل نزول ذلك ويأتى فسكت عنه، ثم قال لك: هذه التسعة عشر ألف ريال التي وردت من الجديدة وهى تحت يد الأمناء يدفعون منها ثمن الإقامة المجلوبة للأبراج فإن أربابها يترددون في طلب ثمنها وطالت مدتها حتى حسبوا عليها ما ذكر، والباقى يبقى تحت يد الأمناء حتى يكمل عليه ما بقى لأرباب الفبركة.
فظهر لك أن ذلك هو الصواب فأجبته لدفعها، ووقع الكلام مع الأمناء بعد ما اعترفوا بوصولها وحازوا حساب أربابها ودفعوه وأثبتوه داخلا وخارجا في صائر الأبراج حسبما في الورقة التي وجهت ملخصا فيها صائر الأبراج كل شهر، وما صار فيه مع بيان زيادة السكة فيه من ابتداء الخدمة فيها إلى منسلخ الحجة الفارط متمم عام 97، كما وجهت أيضًا ورقة حساب المدافع بخط يدك على مقتضى الحساب الوارد من اللوندريز مبينا في وجه منها ما كان مقيدا عندك من مكاتيب الباشادور ونائبه وفى الوجه المقابل له نسخة من حساب اللوندريز، لنعلم منها الفرق الزائد.
وفيها أيضًا بيان ما بقى باللوندريز وما بقى يخصهم لتمام المال بعد حسابك فيه ما هو تحت يد الأمناء من مال الجديدة، وقدر ما بقى يخصهم ريال 25142 كبير.
ووجهت لحضرتنا الشريفة حساب اللوندريز وورقة تعريبه وورقة حساب إقامة الأبراج وما معها، وإن اقتضى نظرنا الشريف نزول البارود المذكور بدار البارود والكور بأحد المخازن نأمر بالتوجيه 4 على ما بقى منهما باللوندريز وبأداء 5 ما بقى يخصهم لتمام المال وهو الخمسة والعشرون ألف ريال والمائة والاثنان والأربعون ريالا المذكورة أعلاه.
فأما توقفك 1 في حساب السلف على ورود بعض حسابات اللوندريز وأخذك في حساب ما يتعلق بالمدافع فصار بالبال، وقد وصلت الحسابات التي وجهت وعرفنا مضمنها، فأما الحساب 2 الوارد من أرباب الفبركة فقد علمنا منه ما زاد به على الحساب الذى توجهت به من هنا وهو أربع عشرة مائة ابرة وخمس وثلاثون ابرة وشلن وأحد عشر بنك مع ما زيد في ثمن البرود بعد حط ثمن السلسلة منه، فبقى منه مائة ابرة وثمان وثلاثون ابرة، وأن هذا العدد المزيد مصروف في مسائل ليست في حسابنا حقا كما ذكرت وأن الستة آلاف ابرة،
والثلاثمائة ابرة، والخمسة عشر شلين مندرجة في الحساب .... وبقيت مدركة علينا من جميع المسائل.
وأن هذا المثمن الذى قسطوها عليه لم يفهم إلا تقديرا كما ذكرت لا حقيقة، وهى أن تلك الأثمان المقسطة عليه هى أثمانه بعينها وأما حساب 3 الإقامة التي وردت بقصد الأبراج من جبل طارق وغير المتضمن جميعه أربعة آلاف ريال وعشرة ريال التي أجبت الباشدور لدفع مضمنه المذكور والتسعة عشر ألف ريال الواردة من الجديدة علمناه ونظر سديد كما علمنا أنه فضل من التسعة عشر ألف ريال المذكورة أربعة عشر ألف ريال وسبعمائة ريال وخمسة ريال باندراج صرف السكة فيها، وهو ستمائة ريال وخمسة وستون ريالا، وأن هذا العدد إذا حط مما بقى من ثمن المدافع وهو تسعة وثلاثون ألف ريال وثمانمائة ابرة والتسعون ابرة المذكورة أعلاه، يبقى يخصهم من ثمنها خمسة وعشرون ألف ريال ومائة ريال واثنان وأربعون ريالا حسبما تضمنته ورقة حساب المدافع التي بخط يدك على مقتضى الحساب الوارد من اللوندريز.
وأما التوجيه 4 على ما بقى من البارود والكور وإنزال البارود بدار البارود والكور بأحد المخارن فنعم يوجه عليه، وأما أداء 5 ما بقى يخصهم لكمال المال وهو الخمسة والعشرون ألف ريال والمائة والاثنان والأربعون ريالا المذكورة أعلاه فقد أمرنا الأمناء هنا كم بأن يدافعوا لكم مما تحت أيديهم من دين أولاد الدكالى، سبعة آلاف ريال وستمائة ريال وتسعة عشر ريالا وثلاثة أرباع الريال 3/ 76191، وبأن يدفعوا لكم أيضًا الأربعمائة ريال والثمانية والستين ريالا 468 الباقية عندهم من الخمس والعشرين مائة ريال التي كانوا استسلفوها، وأمروا بالتصيير منها على الأبراج فقد راجع أمناء أعتابنا الشريفة حساب صائر الأبراج فألفوا مدركا علينا من الخمس والعشرين مائة ريال المذكورة ألفين ريالا واثنين وثلاثين ريالا، وباقيا عندهم منها الأربعمائة ريال والثمانية والستون ريالا المذكورة، كما يدفعون لكم الخمسة آلاف ريال، التي كنا قدمنا أمرنا الشريف لأمناء مرسى آسفى بتوجيهها لهم
وأصدرنا أمرنا الشريف لأمناء مرسى العدوتين بأن يوجهوا لكم مما تحت أيديهم من الوفر اثنى عشر ألف ريال وأربعة وخمسين ريالا وربع ريال 1/ 12054، يصير الجميع خمسة وعشرين ألف ريال ومائة ريال واثنين وأربعين ريالا.
لكن ينبغى لك أن تحوز خطهم بأنه لم يبق لهم صائر على شئ من المدافع لا سابق ولا لاحق، وأن صائرها تم، واحسم مادة ذلك معهم، وكذلك صائر الأبراج فإنه لا يجلب في المستقبل شئ لبنائها من بر النصارى، وإنما تبنى بما هو موجود في البلاد من الآجر والجير، ولم يبق صائر إلا على الأجرة والإقامة البلدية فقط والسلام في 11 صفر الخير عام 1298".
ونص آخر:
"خديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد الزبدى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى.
وبعد: وصل كتابك وبطيه ورقة حساب مال السلف مبينا فيها جميع ما دخل على خديمنا الطالب محمد بركاش إجمالا ومضمن ما دفع لأرباب السلف إجمالا كذلك وما بقى منه وأصل مال السلف وما وصلهم منه وما تحصل فيه بعد حط صائر جبل طارق واللندريز من الابرات بزيادة الربح إلى أن بقى لهم مائة ألف ريال وستة وسبعون ألف ريال ومائتان ريالا وثمانية وخمسون ريالا، وذلك بعد مراجعة حساب اللندريز ومناقشة فرينسية الصرف مرتين مع نائب أرباب السلف إلى أن أوقفتموه على حقيقته، وأفردت لهذا الحساب كناشا خاصا ورتبته على فصول ثلاثة على سبيل التفصيل لتصحبه معك لحضرتنا الشريفة، وصار ذلك بالبال.
وقد أمرنا أمناء أعتابنا الشريفة بمقابلة الحساب المذكور مع الذى تحت أيديهم فأخبروا أنهم قابلوا ما هو مقيد بالكناش من مال السلف الموجه مع اعتراف خديمنا
بركاش بوصوله له من ذلك، فألفوا ما اعترف به ناقصا عما هو مقيد بالكناش المذكور بخمس وستين مائة ريال وواحد وثمانين ريالا 6581، وفاضلا تحت يده إحدى وثلاثين مائة ريال وستة وتسعين ريالا 3196 مصيرا منها على الطلبة المتعلمين ببلاد النجليز ثمان عشرة مائة ريال وستة وثلاثون ريالا 1836، والباقى وهو ثلاث عشرة مائة ريال وستون ريالا زائف ونحاس 1360، كما ألفوا اثنى عشر ألف ريال ومائتين ريالا وستة عشر ريالا 12216 مصيرة بطنجة وجبل طارق والوندريز.
فأما العدد المذكور الذى نقص به ما اعترف خديمنا بركاش بوصوله عما هو مقيد بالكناش هنا فنأمرك أن تتلاقى معه وتحقق سبب هذا النقص.
وأما ما صير على الطلبة المتعلمين من الفاضل المذكور فقد أصدرنا أمرنا الشريف للأمناء بتصييره مما عهد دفعه منه ليبقى أمر السلف مضبوطا لكون إدخال ما ليس منه فيه وإخراجه منه يؤدى إلى التخليط.
وأما ما هو زائف ونخاس فلابد من بيان الوقت الذى وجد فيه ذلك، فإن كان في هذه المدة فقد كان في كل مشاهرة يرجع منها ما هو زائف ونحاس ويوجه بدله، وإن كان قديما فيحقق ويبين من كان توجه على يده ومن حسبه هنا، فإن ذلك مبين على ظهر الفنائق والبطائق التي بداخلها.
وأما ما صير بطنجة وجبل طارق والوندريز فلابد من معرفة هل هذا الصائر مشروط من أول الأمر أو حادث وهل هو في المدة من أولها إلى آخرها أو في بعضها وفى أى شئ صير؟ فحقق ذلك تحقيقا وبينه بيانا شافيا لا لبس فيه ولا إجمال أصلحك الله والسلام في 14 من صفر الخير عام 1298".
ونص آخر في ثمن المدافع الكبار المجلوبة:
"خديمنا الأرضى الأمين الطالب محمد الزبدى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى.
وبعد: فقد اعتذر أمناء مرسى العدوتين عن الاثنى عشر ألف ريال والأربعة والخمسين ريالا والربع ريال التي قدمنا لكم الإعلام بأننا أمرناهم بتوجيهها لكم مما تحت أيديهم من الوفر على يد أمناء طنجة من قبل ثمن المدافع الكبار بأن المحصل تحت أيديهم خارجا عما بالذمم هو تسع وأربعون مائة ريال وواحد وأربعون ريالا وربع ريال مندرجا فيها اثنا عشر مائة ريال وتسعة وسبعون ريالا وثلاثة أرباع الريال تحصلت من غير الوفر، وأن بعض ذلك من سكة الدرهم فأمرناهم بأن يوجهوا لكم على يد الأمناء ما هو ريال من ذلك، وما هو من سكة الدرهم يبدلونه هناك ريالا، ويوجهونه لكم إن تيسر لهم إبداله ثمة، وإلا فيوجهونه لحضرتنا الشريفة ليوجه لكم بدله ريالا.
ونص كتاب الوزير الجامعى في شأن ثمن المدافع والبارود والكور والأبراج:
"محبنا الأعز الأرضى، الأمين الحازم السيد الحاج محمد الزبدى، أمنك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فقد وصل جوابك عما كتبنا لك به عن أمر مولانا أعزه الله من أن تبنى الأمر في ورقة حساب السلف التي وجهت على التحقيق واليقين حتى لا يتطرق لما تؤسسه فيه احتمال وهم أو غلط أو نحو ذلك مما يضاد المراد من حسم مادة المطالبة بعدما أخبرت بأنك قد بنيت ما كان بينك وبين أرباب السلف على أساس مع نائبهم بعد ما عملت جهدك وطاقتك مرتين، فالحساب الأول معه بعد ما أثبته في الكناش وسطرته بقيت في قلبك الحزازة ولم يسلمه خاطرك فوجهت عليه ثانيا، وقلت له: هذا الحساب غير مسلم فلا بد من مراجعته، وجلستم له
أيضا نحو ستة أيام لأن حساب الكنبى صعيب لا يدركه ويحققه إلا من ومن فأنتج لك الحساب الثانى اثنى عشر ألف ريال وزيادة ربحًا، وكلاهما مسطران عندك في الكناش الأول والثانى وسلمه، وبعد ورود جواب سيدنا على حساب المدافع وورود المشاهرة كتبت لبرقاش في شأن الملاقاة مع باشادور النجليز لتمام الكلام معه في أمر شأن السلف والمدافع، وحتمت على برقاش يحضرها.
وبعد الملاقاة معه بينت له بمحضر برقاش أن الباقى لهم من السلف مشاهرتان، وعينت له قدرهما، وأن ما كان بقى لهم من ثمن المدافع نفذه له سيدنا أعزه الله بعد ورود 5000 ريال من آسفى، وأن سيدنا نصره الله أمر بإتيان ما بقى بالنديز من البارود والكور وغيره وتم الأمر بينك وبينه بوجه جميل والحمد لله بسعادة سيدنا.
ثم إن الخزائن ببرج الريشة المعدة للبارود والكور قد تم عملهم بناء وقبوا وتلبيسا، وما بقى في برج الريشة إلا شئ يسير وذلك في غاية ما يكون من الإتقان والتوثيق، وهذه هى الأثارات التي تذكر بها الملوك على ممر الأزمان.
وبرج القصبة خزائنه ما بقى لهم إلا القبو وإقامته التي تكفيه من الأجور وغيره موجودة فيه إلا أنه اليوم لا خدمة عندهم فيه لقصر النهار، وكثرة الأمطار، بخلاف برج الريشة فالخدمة فيه لا تبطل، لكنها بصائر يسير، وقد شرعوا في تجليد بيوته بالخشب لنزول ما يرد من الكور فيهم إذا ورد ومدافعه سيركبونها في محلها فيه بعد أيام قلائل، وإن هذه حسنة عظيمة في صحيفة سيدنا أعزه الله وعرفنا ما ذكرته في ذلك وصار بالبال، وبعد أن طلعنا به العلم الشريف دعا لك أعزه الله بخير وأمر بأن تأتى معك بصورة الأبراج والخزائن وما كمل بناؤه منها وما لم يكمل بناؤه فاصحب معك ذلك ولا بد عن أمره الشريف أسماه الله وعلى المحبة والسلام في 13 من ربيع 1 النبوى عام 1298.
محمد بن العربى بن المختار خار الله له"
ونص آخر:
"خديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد الزبدى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصل كتابك جوابا عما أنتجته مراجعة أمناء أعتابنا الشريفة ورقة حساب مال السلف التي وجهت لحضرتنا العالية بالله من نقصان ما اعترف به بركاش عما قيد بكناش بريال 6581 وبقاء ريال 3196 فاضلا عنده مصيرا منه على الطلبة المتعلمين ببلاد النجليز ريال 1832 والباقى 1364 في رائف ونحاس وتصيير ريال 12216 بطنجة وجبل طارق واللوندريز.
وذكرت أن أمر الفرق محقق عندك ومثبت في الكناش الذى رتبت هناك، وأخرت الكلام فيه كتابة بقصد المشافهة به، وبعد ما وجهت ورقة الحساب على الإجمال علمت أننا نجيبك ببيان هذا الفرق وعرفنا ما ذكرته من أن سببه وقوع الخطأ عندكم في مشاهرتين إحداهما عثرت عليها مقيدة عند خديمنا الطالب محمد بركاش بتاريخ صفر عام 91 وردت له على الصويرة قدرها ريال 10، 7، 29151 كبير وليست مقيدة عندكم في كتابكم فأثبتها في محلها، والثانية لما بلغت في المقابلة للمشاهرة التي توجهت له من مكناس بتاريخ 12 من شعبان عام 96 قدرها ريال 3، 35238 كبير عن شهور 3 والتى تليها مقيدة عندكم في كناشكم بتاريخ 29 شوال عام 96 مثلها ذكرتها لخديمنا بركاش، فأنكرها وذكر أنها لم تكن فحاججته فيها، فأجابك بأن حجتك لا تقوم عليه إلا بجوابه عنها على العادة بتاريخ القعدة عام 96.
ثم أدلى بحجته وهى مكاتيبنا الشريفة مصرحا في أولها وآخرها وتاريخ توجيهها في المحرم حسبما في النسخة منها التي وجهت بتاريخ وقت الكلام فيها بينك وبينه، ووجهت على كناش صائر المرسى فيه على مئونة الواردين بها من
الخيل والحمارة على العادة فلم تقف فيه على شئ في ذلك التاريخ، وليس عندك حجة تحتج بها عليه سوى جوابه عنها، وحيث لم تقف في كناش المرسى على ما ذكر تحققت بعد إتيانها في ذلك التاريخ، وأنها تأخرت إلى شهر المحرم حسبما هو مصرح به في كتابنا الشريف وتقييدها عندكم بتاريخ 29 شوال خطأ منكم.
وتأملت في سبب تقييدها فتذكرت أن السؤال كان وقع على حلول وقت المشاهرة في آخر شوال، وأجبت بأنها تحل في أول القعدة وقيدتها على أنها خارجة، فتأخر خروجها وبقيت مقيدة عندك سهوا، وبعد ذلك أمرناك بإعمال حساب السلف تفصيلا فأعملته وقيدت من جملة المقيد بعد بحثنا لكم فيها مرتين فلم يحصل لكم شعور، فأمرناكم بتقييد ذلك في كناشنا فقيدت فيه كذلك خطأ ونسيانا، وكان خصه على يد أمناء دار عديل في مشاهرة محرم عام 92 ريال 322 وفى مشاهرة جمادى الأول عامه 167 وفى جمادى الأولى عام 93 على يدهم أيضا ريال 14، حسبما في الورقة التي وجهت.
وعلمنا أن صائر الطلبة باللوندريز أضيف للمشاهرة التي وردت لخديمنا بركاش ودفع معها، والزائف والنحاس الذى على يده من المشاهرات التي كانت توجه قبل أبدل البعض منها والباقى لا زال ببيت المال وقدره ريال 555 بين خاص 3 ونحاس 13 وزائف 539، وأن هذا الزائف لا خسارة فيه وستصحبه معك ويدفع في الصائر.
وسألت الأمناء الذين كانوا يتولون حساب ذلك عن البطائق فذكروا أن بعض الخناشى يجدون فيها البطائق وجلها لا يجدونها فيها، وأن الصائر على المال بطنجة وبجبل طارق واللوندريز ليس بمشروط في الكنطرة التي كانت على يد العاجى، ولما تولى بركاش دفع المشاهرة من أول الأمر قال لهم: إنما لكم علينا سكة الابرة فعينها فيبدل الريال بالابرات باللوندريز وتدفع لهم هنالك يطالبوه بالصائر على
توجيهه فيما يلزمه من كراء وطرقة البحر وكموسيون، فأجابهم لذلك ليتوصل إلى ما يفضل من الربح بعد الإبدال المجرد بالورقة التي وجهت، ولولا ذلك لما توصل لذلك الربح.
وطلبت إصدار أمرنا الشريف لبركاش بأن يدفع لك أصول حسابات اللوندريز تصحبهم معك لحضرتنا الشريفة، لأنك طلبتهم منه فظهر لك منه أنه يريد بقاءها عنده، والأولى بقاؤها بحضرتنا العالية بالله وصار ذلك بالبال وعرفنا أن الفرق
…
وستين مائة ريال واحد وثمانين ريالا بين الحساب الذى وجهت وبين الحساب الذى
…
سبب وقوعه هو ما شرحته.
غير أن الأمناء لما راجعوا حساب هذا السبب الذى بينت ألفوا خاصا لكمال العدد المذكور 5 خمسة ريال، كما ألفوا عدد الزائف والنحاس الموجود في المشاهرات السالفة ثلاثة عشر مائة ريال وأربعة وستين ريالا، وعليه فنأمرك أن تصحبها معك مع بيان تاريخ كل مشاهرة وعلى يد من توجهت من الأمناء والعدد الموجود فيها من ذلك، كما تصحب معك أيضا 553 ما وجد زائفا ونحاسا في هذه المشاهرة الموجهة آنفا، وقد كتبنا لخديمنا بركاش يدفع أصول حسابات الوندريز لك لتصحبها معك لحضرتنا الشريفة إن لم يبق له غرض متعلق بها والسلام في 16 ربيع 1 النبوى عام 1298".
ونص آخر في شأن ثمن المدافع:
"خديمنا الأرضى الأمين الحاج محمد الزبدى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد كنا أصدرنا أمرنا الشريف لأمناء العدوتين بتوجيه ما تحت يدهم من الوفر لأمناء طنجة بقصد أداء ما بقى من ثمن المدافع حسبما تقدم لك الإعلام
به، وقد أخبروا بأنهم وجهوا لأمناء طنجة من الريال الكبير 2 ألفى ريال وتسعمائة ريال وأربعة ريال ونصف ريال ومن الصغير ألف ريال وثلاثمائة ريال واثنين وعشرين ريالا.
ووجد تحت يدهم من سكة الدرهم أربعة آلاف مثقال ومائتى مثقال وجهوا ذلك لحضرتنا الشريفة بقصد إبداله بالريال، وقد أبدل في عدد من الريال قدره ألف ريال ومائتا ريال واثنان وتسعون ريالا، وها هو يرد عليكم صحبته والسلام في 29 من ربيع النبوى عام 1298".
ونص ما كتبه المهندس سكيرج للزبدى ترجمة لتقرير معلم الطبجية الانجليزى ليرفعه للحضرة الشريفة:
"بعد إهداء مراسم الاعتبار اللائقة بعزيز جناب أمين الأعتاب الشريفة الفقيه النزيه السيد محمد الزبدى.
أما بعد: فقد طلب منى حاكم الطبجية الإنجليزى ومعلمهم أن أترجم له المكتوب الإنجليزى حوله إلى العربية وأسلمه لسعادتكم لتطالعوا عليه العلم الشريف، وهو مشتمل على ما استحسنه المعلم الموما إليه وما تقتضيه المصلحة إجراءه وهذا ملخصه لدى.
يرى المعلم المشار إليه من المستحسن أنه لابد من إمعان النظر في إجراء أمر مهم لا غنى عنه أبدا بوجه، حسب ما تقتضيه الحالة الحاضرة وذلك تقوية الجند بهذا الثغر المبارك المهم، فهو لا شك أمر ضرورى بلا خلاف، فمن المعلوم أن المدافع الجديدة متوقفة ومفتقرة على من يقم بواجباتها حق القيام، ولو فرضنا أن هذه المدافع كلها مركبة بمحلاتها على التمام دون من يقم ويحق خدمتهم بالتحقيق والتدقيق فهم حينئذ والوجود والعدم على حد سواء.
فيلزم إِذَن لذلك انتخاب عدد وافر من الرجال قادرين على الخدمة الشاقة ليقوموا بواجباتهم ويلازمون طول المدة والمواظبة في التعليم، ليعلموا كيفية استعمال المدافع الجديدة تماما، وإلا فيقصرون على واجبته وتعدم النتيجة ولا ريب أن تعلموا كيفية خدمته كانوا قادرين على تعليم غيرهم وقد قدر ذلك العدد الوافر المذكور أن لا يكون أقل من 100 رجل و 7 قياد ليقوموا بواجبات المدافع الستة، ويستحسن زيادة 200 عسكر و 8 قياد للإعانة عندما تمس الحاجة إليه وتأذن لى الحضرة السنية أن أعلمهم حرب الرجلية وبعده حرب المدفع القديم حتى يتمرسوا فيه، فيكون قادرين على مساعدة الطبجية في أى عمل من الأعمال المطلوبة، فلا يخفى ما يحصل للجانبين من النفع الجزيل، لأن الطبجية يزدادون علما بتعليم العسكر المذكور، ويتمرنون في أعمالهم كثر مما أدركوه في حالة تعليمهم سابقا، وكذا العسكر يكون قادرا على استعمال سلاحه وعلى خدمة المدافع القديمة، وعلى مساعدة الطبجية في مباشرة المدافع الجديدة، وزيادة على ذلك النفع العام الذى هو أحق بالانتباه إلى غير ذلك مما يطول شرحه بهذا الموضع الجليل.
أما المدافع الجديدة منزلة قرب محلاتها فبمجرد الفراغ منها تركب على محاورها وفى مدة شهر ونصف تركبا مدفعى برج دار البارود واطلب من الحضرة العالية أن ترخص لى بزيارة اعتابها الشريفة بعد تركيب المدفعين في المدة المذكورة وهذا ما حرره الطبجى الإنجليزى وبالله التوفيق قيد في 12 مرص الموافق 11 ربيع الثانى 1298.
محرره خديم الأعتاب الشريفة الزبير بن
عبد الوهاب سكيرج أمنه الله"
ونص كتاب سكيرج للزبدى في شأن الإنعام السلطانى على المهندس المكلف بالأبراج وما وصل إليه العمل فيها:
"وعلى جناب أمين الحضرة العالية الفقيه النزيه عوض الوالد سيدى ج محمد الزبدى، السلام التام، ورحمة الله عن خير مولانا دام بالله نصره.
أما بعد: فقد شرفتنى سعادتكم بمكتوبها الوارد على يد نائب سيدنا المعظم الفقيه السيد محمد بركاش فاستدعانى لمحله حينئذ، وكذا المهندس، وسلم إلى المكتوب المومى إليه، وأخبر المهندس أن سيدنا أيده الله أنعم عليه بكسوة مثل ما أنعم بها على الحراب بجبل طارق، فشكر فضل الحضرة السنية وكذا فضلكم، فإن شكر الوسيطة واجب. وعندما انصرفت من منزله قرأت كريم مكتوبكم وفهمت مضمنه ووضحته للمهندس فحصل له سرور كبير، ولنا أكثر منه، فلولا الوسيطة لذهب كما قيل الموسوط، فلا طاقة لى على مجازة عالى همتكم في الأمر الذى أنهت سيادتكم للحضرة السنية ووعدتكم بالخير إن شاء الله في شأنى وقد قيل أنجز حر ما وعد.
ثم نعلم سيادتكم عن التعطيل الذى أنشئ للطبج في تركيب المدفع الثانى الفقانى من برج الريشة خلاف ما وعد به، وهو أن إقامة المدافع الجديدة وردت من إنكلترا فكان وزنها
…
طونا منها 44 طون من البارود والباقى من الكور ومكينات أخرى المعدة لتعمير المدفع فجعل البارود المشار إليه في خزنة دار البارود الكبيرة بعد ما أصلحها المهندس، وباقى الأقايم في برج المرسة وطبانه وفى برج الريشة، وقد حاول هذه الأيام في تركيب الآلات التي يتركب بها المدفع وسأخبر سيادتكم عن ذلك إن شاء الله عما قليل.
وأما البناء في برج الريشة فلا يبقى فيه إلا نصف الدائرة من المدفع الفقانى، فلا يمكن بناؤه قبل تركيب المدفع حسبما ظهر للطبج، وأمور في برج الريشة فلا يبقى فيه إلا نصف للطبج، وأمور أخرى كالتجصيص وتلبيس بعض المحلات وتركيب أبواب الخزنات القديمات، وكذا باب البرج وأمر ذلك سهل قريب.
وأما التراب قد أنجز العمل فيه في الجمعة الماضية، وما أخرنا عن إتمامه قبل الوقت المذكور إلا شدة الأرباح التي صدت الناس عن الخدمة فيه، ثم إن مكينة الوزن قد ركبها المهندس بالدوانة وترشح بنصف رطل حالة وزن 30 قنطار، وأن البناء مستمر ببرج النعام، وكذا برج طبانه في تعمير التراب وتجصيص أرضه وعلى محبة سعادتكم والسلام في 13 رجب عام 1298.
عوض ولدك الزبير اسكيرج لطف الله به"
ونص كتاب المهندس المذكور في الموضوع:
"بعد إهداء مراسم الاعتبار اللائقة بعزيز جناب أمين الأعتاب الشريفة الفقيه النزيه السيد الحاج محمد الزبدى، أسأل عن صالح أحوال سيادتكم أجراها المولى وفق ما تريدون، هذا وقد تشرفت بكريم إعلامكم أن سيادتكم قد أنهت أمرى لسيدنا أعزه الله فيما أنى عليه من الحزم والاعتناء في بناء الأبراج وبحسن وسيطتكم العظماء أنعمت على الحضرة السنية بكسوة جندية، فعلمت حينئذ بدون شك أن سيادتكم افتكرتنى عند حضورها مع الباب العالى وشرفت اسمى في ذلك المنزل الفخيم وذاك بذكر جميل جزيت سيادتكم خيرا فقد حصل لى من السرور الكبير وتقوية بحسن صنيعكم الجليل.
ثم أُعلم سيادتكم أن تعمير التراب ببرج الريشة قد انتهى العمل فيه في الجمعة الماضية وأن برج النعام متقدم في الخدمة، وبرج طبانه في تجهيز حفر الأساسات، وأن مدفع برج الريشة الثانى لم يتركب إلى الآن والعائق عن ذلك ورود إقامة المدافع الجديدة الستة من إنكلترا وأن مكينة الوزن ركبتها بالدوانة وهى توزن الآن على التمام ومن جملة تحقيقها ترشيح بنصف رطل حالة وزن 30 قنطار وهذا ما وجب به الإعلام في 3 رجب 1298.
عن اذن المهندس المكلف بناء الأبراج
إدوارد سلب بثغر طنجة حرسها الله
خط يده يمنة"
ونص توصية المذكور بمساعده سكيرج:
"استدرك خير فقد خصصت هذا لسعادتكم لأطلب من كريم فضلكم وعظيم تأثيركم أن لا تنسوا خدمة خليفتى السيد الزبير اسكيرج، فلا يخفى سيادتكم من ما فيه من الحزم والنجابة والمواظبة على التعليم، وأظن أن سيادتكم على بصيرة من ذلك وشاهدته بهذا الطرف ولا ريب أن خدمته ستكون نافعة جدا للخدمة السلطانية، فلهذا أشكر جميل أوصافه وأوصى به خيرا لسيادتكم، وفى الوقت نفسه أعلمه هنا ما يمكن تعليمه وأرجوكم السلام في 3 رجب عام 1298.
عن إذن المهندس المكلف ببناء الأبراج
إدوارد سلب بثغر طنجة حرسها الله
خط يده يمنة"
هذا وقد بنى صاحب الترجمة برباط الفتح خارج باب العلو على ساحل البحر برجا عظيما هائلا يسمى بالبرج الكبير أو البرج الألمانى لقيام بعض مهندسى الألمان ببنائه وتخطيطه وجلب مدافعه من بلادهم، وقد تولى مساعدة المهندس المذكور في بنائه منذ سنة 1303 السيد الزبير سكيرج المهندس المغربى الذى تولى قبل ذلك مساعدة المهندس الإنجليزى في أبراج طنجة.
وكان القائم بالبناء والصائر عليه ومراقبة شئونه جميعها بناء وحراسة وغير ذلك الأمين الصدوق الوطنى الغيور السيد الحاج عبد الخالق فرج محتسب الرباط وناظره، وبقيت بيده مفاتيحه إلى آخر العهد الحفيظى، وفى سنة 1307 وجه
المترجم بعثة لألمانيا للمفاوضة في شراء المدفعين العظيمين البالغ وزن كل منهما ثلاثين طنا اللذين أراد جلبهما من معامل كروب الشهيرة باسن من تلك الديار وتركيبهما بالبرج المذكور، فتوجهت متركبة من الأمين الحاج محمد الزكاوى، والمهندس سكيرج، والمهندس الألمانى وفى سنة 1308 وجههم صحبة بعض رجال العسكرية من كبار الطبجية، وهم الحاج إدريس بن عبد الواحد، والقائد محمد الشديد، والقائد محمد سباطة الرباطيان إلى مدينة مبين من بلاد الألمان لحضور اختبار المدفعين المذكورين، ثم رجعوا وطرحوا نتيجة عملهم على البساط العالى.
الكلام على بقية استعداداته الحربية وذكر قوته العسكرية
واهتمامه بالاطلاع على المخترعات العصرية وما كان على عهده بالعدائر والهوائر المخزنية
ومما يتعلق بجلبه الذخائر الحربية من الديار الأروبية غير ما سلف ما أصدره لنائبه السلطانى بطنجة في شأن البارود المجلوب من إنجلترا ونصه:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد: فقد أخبر مولاى أحمد الصويرى كبير الطبجية بحضرتنا العالية بالله أن سيدنا المقدس بالله كان كلفك بجلب خمسمائة قنطار من البارود النجليزى، وكنت وجهت عربونه وقلب وسلم، وأمرت بجلب العدد المذكور منه ولم يدر في أى مرسى من المراسى وضع ذلك حين ورد، وعليه فلابد بين لنا المرسى الموضوع فيها ذلك والسلام في 15 من ربيع الثانى عام 1296".
وما بعثه له في شأن حبة التلحيق المجلوبة من بلجيكا ونصه:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله.
وبعد: وصل كتابك بأن المليون من حبة التلحيق الذى أمرناك بجلبه ورد وأنزل بالدار البيضاء وحازه أمناؤها في عشرة صناديق وطلبت أمرنا الشريف لهم بتوجيه ذلك لحضرتنا العالية بالله، وتنفيذ ثمنه لباشادور البلجيك لوروده على يده وقدره ثمان وأربعون مائة وتسعة وتسعون من الفرنك 4899 حسبما بحساب المكلف بجلب ذلك الذى وجهت، فقد أمرنا الأمناء المذكورين بتوجيه ذلك لحضرتنا الشريفة وأداء ثمنه للباشادور المذكور على يدك، وكتابنا الشريف لهم بذلك يصلك والسلام في 4 المحرم فاتح عام 1299".
وما كتبه قنصل البلجيك للأمين الزبدى فيما يتعلق بجلب الذخائر من معامل بلاده ونصه بلفظه:
"إلى حضرة المبجل المعظم المشخب الأعز الأحب الأود الفقيه المصيب اللبيب سيدى الحاج محمد الزبدى، بعد السؤال عن كافة أحوالك المرضية الزكية وأنفع السلام وأجله على سيادتك المعظمة المحترمة، ومحبة أن تكون بخير وعافية ونعمة شاملة مرضية، ليكن في كريم علمكم أيها المحب أنه قد أخبرنى محب الجميع السيد بوبكر أنك على خير وعافية وذلك هو بغيتنا دائما وأبدا
…
هذا وإننا لما نعرفه من منزلتكم المعظمة لدى السلطان أيده الله، هأنا نكتب لك اليوم على شأن أمر أوقعنى في غبينة كبيرة وهو أننى كنت هذه مدة من عام كتبت كتابا للوزير السيد محمد بن العربى ولم يكترث به ولا رد لى جوابه إلى الآن، وحتى الآن وها بطى هذا نسخة منه تنظرها
…
حيث كان ظهر لى ما هو منفعة للسلطان أيده الله وأنه يقبل ذلك الكلام المعروض من صاحب فبركة الحرب ببلاد الياج بلاد البلجيك الذى هو عين الصواب غاية، ويكون عند السلطان الحرب الجيد الرفيع الذى يقرب أن يكون جديدا وثمنه موافق كثيرا على الذى بسواه الحرب الجديد إذا لم يرد يرسل في مرة واحدة عدد 500 لبلجيك فيقدر يرسل مائة أو مائتين يجرب بها، وبعده ينظر إذا وجد ذلك يعنى هذا الإصلاح يليق يكمل يرسل الباقى
…
فنحن عندنا غرض وشهوة كثيرا أن السلطان يقبل هذا الأمر ويعمل هذا التبديل الذى يعرضه صاحب الفبركة، لأننى تغيرت كثيرا لما سمعت أن السلطان أيده الله ليس هو على خاطره من أجل هذا الحرب الذى هو من بلادى بعد ما عملت جهدى وكتبت لصاحب الفبريكة الذى هو منتخب ومن أعلى أصحاب هذا الشأن غاية
…
فأنتم أعزكم الله الذى عندكم العقل التام وسافرتم لبلاد أروبة، لا تخفى عليكم جميع الأمور، إذ تعرفوا أن هذه أمور الحرب هى مسألة نحيفة لطيفة، وأن جميع الدول يقع فيها الآفات في مبادئ تخديم الحرب الجديد
…
فنعلمك على وجه السر أن عندى أمارات أثبتت لى أن القائد مكلين لا يعجبه هذا التبديل، لكن الذى يظهر لى أن المنفعة للجانب الشريف تقدم قبل كل شئ، وهو الذى نرتضيه لسيادته كما في اعتقادى، إذا يوافق السلطان يعمل تجربة فيقدر يرسل المكاحل مغلفة مربوطة للتاجر ردمان خليفة البلجيك الجديدة، وإنا نكتب له يرسلها لبلجيكة قاصدة لكيلا يلزم على ذلك كثرة مصاريف فنطلب أن يبقيكم الله على خير وعافية وطول عمر في الخير والهناء ودوام محبتنا، لأننا دائما نتفكر ما كنا فيه متباسطين ونتحلى به غاية ودمتم بخير وعافية والسلام وفى 6 إبريل عام 1883 موافق 27 ج لى عام 1300.
عن إذن منسطر البلجيك بإيالة مراكش
انرسط دلوان"
ونص كتاب وزيرى في تكليف سفير فرنسا الكندى دربينى بجلب المدافع الجبلية من بلاده على يد حكومته بعد الافتتاح:
"وبعد فقد أمرنى مولانا نصره الله بالكتابة لك أيها المحب بأن تطلب من دولتك الفخيمة أن تأذن لوزير الحرب عندها في أن يشترى على يده لجنابه الشريف بطريتين من مدافع الجبل ذات فرمة أربعة تكون تعفر من أفواهما وفق ما كتب عليه الحراب الطبجى الفرنصيصى الذى هنا للوزير المشار إليه، وتكون مع كل بطرية من هاتين البطريتين إقامتها المبنية بطرته ورويضاتها من الحديد، فإن ما جلب ويجلب على يدها من ذلك جيد متقن العمل والصنعة لا محالة جزيت خيرا على اعتنائها وبقيت كما تحب والكتاب الشريف لأمناء مرسى طنجة بقبول البطريتين
المذكورتين ودفع ثمنهما لك مع ثمن إقامتها المذكورة الذى ذكره الحراب المذكور وهو خمسة آلاف ريال، وثمن الرويضات من الحديد التي تجعل لها بدلا عن رويضات العود الذى تبينه لهم: يصلك طيه ودمت بخير وختم في 8 صفر عام 1311".
ونص المكتوب بطرته المشار لها:
(ستة وستون صندوقا للعمائر يجب للبطريتين معا من الصناديق 132 صندوقان للإقامة والماعون.
ستة وأربعون بردعة
وخمسمائة عمارة لكل مدفع)
ونص الكتاب الشريف لأمناء طنجة المشار له:
"وبعد فقد كلفنا باشادور الفرنصيص بجلب بطريتين من مدافع الجبل التي تعمر من أفواهها ذات فرمة أربعة مع إقامتها المبنية بطرته فنأمركم: أن تقبلوها منه وتجعلوها مع إقامتها في محل صين لا برودة فيه وأعلمونا، وأن تدفعوا له الخمسة آلاف ريال الواجبة في ثمنها وثمن إقامتها مع ما يجب في ثمن رويضات من الحديد كلف بجعلها لها بدلا عن التي من العود الذى بينه لكم وأعلمونا به والسلام في 8 صفر عام 1311".
ومن استعداداته الحربية وتنظيماته العسكرية استقدامه من أروبا الحرابة الإنجليز والفرنسيس والإسبان واستخدامه إياهم في تدريب جيشه وجنوده على الحركات المستحدثة والتمارين الجديدة، زيادة على إرساله البعثة تلو البعثة من ذلك الجيش لأروبا بقصد الاقتباس من فنونها العسكرية كما مر بك قريبا، ومما يتعلق بهذا الموضوع ما أصدره لنائبه السلطانى بطنجة في عقد شروط الحراب الإنجليزى:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك وبطيه جواب الإنجليزى الحراب العسكر بحضرتنا العالية بالله عن الشروط التي كتبت له بها، وذكرت أنه قبلها كلها إلا العقدة عن سنة واحدة لم يقبلها، وذكر أنه إذا استغنى عنه عند تمام السنة يعطاه ألف ريال لضرورياته ويتوجه، وقد وصل خط يده الملتزم فيه أنه إذا طلب التوجه هو بطيب نفسه بعد السنة فلا يطلب شيئا من ذلك، وقد قبلنا ما شرطه من ذلك على الوجه الذى بينه والسلام في 26 رجب الفرد عام 1294".
وما أصدره له في أمر الحرابة الفرنسيس:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل جوابك عما كتبناه لك من حلول إبان ما كنت تذاكرت فيه مع جانبنا الشريف في شأن الحرابة إن صح ما بلغنا من تبديل الفرنصيص إلخ، وذكرت أن الأمر أشكل عليك ولم تدر هل المراد بذلك حتى الحراب الفرانصيصى الذى بحضرتنا الشريفة أو الحرابة الفرانصيصون الذين بالرباط، وطلبت بيان ذلك لتكون على بصيرة فيما تتكلم به، فالناقل لنا ذلك على لسان كبيرهم الذى هنا ذكر أنه هو المقصود لا غيره والسلام في 8 ربيع الأول عام 1300".
ولما أشرف نجم حياته على الأفول استغنى عن أولئك الحرابة لكون العسكر الذين وردوا بقصد تعليمه حصل له التعلم، وكتب لسفراء دولهم بذلك ليبلغوه حكوماتهم، فتأذن لحرابتها في السفر لبلادهم في الوقت الذى تعينه لهم الحضرة الشريفة، وكان ذلك على اللسان الوزيرى قبيل وفاته بنحو الشهرين.
وقد مر بك في العلائق السياسية مع إسبانيا أن من جملة المطالب التي ذهبت لأجلها سفارة القائد عبد الحميد الرحمانى طلب الإذن للحرابة الإسبان في الانسحاب مما هم فيه للاستغناء عنهم لتعلم المعسكر ما فيه الكفاية، وجواب إسبانيا عن ذلك بأنها تساعد عليه بمجرد سفر غيرهم من الحرابة من أجناس أخرى.
ومن أهم استعداداته وأعظهما إنشاؤه دارا لصناعة السلاح بفاس داخل باب الساكمة، وصرفه همته إليها حتى أسسها على أبدع طرز، وأرقى نظام، وأنفق عليها أموالا طائلة، وجلب إليها العملة والصناع من الديار الأوربية، وكان ابتداء العمل في بنائها سنة 1305 وانتهاؤه سنة 1308 وكتب بأعلى بابها:
دار السلاح
منشئها الأمير مولاى الحسن
وكان الذى تولى تخطيطه هو المهندس الإيطالى (نوطيرا) الذى وجهته حكومة الطليان مع غيره إجابة لطلب الدولة الشريفة، وقد وقفت على نص كتاب وزير الخارجية الذى أجلب به سفير إيطاليا عن توجيه حكومته البعثة المذكورة، وفيه بيان مكانة أفرادها في بلادهم وأنهم أخرجوا من معامل الأسلحة هناك، وذكر ما رتب لهم على مراتبهم ومن عين لمرافقتهم، ثم طوافهم على بعض المعامل كمكينة العدة التي بفاس ومعمل السكر والقرطوس اللذين بمراكش وغير ذلك ولفظه:
"المحب العاقل الناصح الساعى في الخير بين الدولتين المحبتين مينسطر دولة الطليان الفخيمة الكبير المعتبر روميو كنطاكلى، بعد مزيد السؤال عن أحوالك ومحبة أن تكون بخير دائما، وصلنا كتابك بأنك وجهت لحضرة سيدنا العالى بالله
الفسيالات الثلاثاء الموجهين من قبل دولتك الفخيمة بقصد الفبركات المعلومة صحبة الكبير جنتينى، وأن هؤلاء الفسيالات انتخبوا من مهرة فسيالاتكم وأعقلهم وأخرجوا من فبركات الأسلحة ببلادكم، وبينت اسم كل واحد منهم ومرتبته وأشرت بالاستيصاء خيرًا بهم، والثقة بهم في جميع الأمور، وتنفيذ المسائل لهم التي يتوقفون عليها لخدمتهم المكلف ببيانها، والوقوف على تمكينهم منها الكبير جنتينى، وذكرت أن جميع ما يوافق عليه من أمور خدمتهم توافق عليه وتقبله لكونه ثقة عندكم، ومن أهل المحبة في الجناب الشريف.
فقد أطلعت بكتابك شريف علم مولانا نصره الله وعلم مضمنه ووصل الفسيالات المذكورون صحبة الكبلير جنتينى ورحب بهم وبه مولانا أيده الله، وأنزلوا وأنفذ لهم مولانا دام عزه مراتبهم الشهرى وقدره أربعمائة ريال للكونيل، وثلاثمائة ريال للماجور، ومائتان وأربعون ريالا للمهندس، وحازوا ما وجب لهم في مرتب شهر شعبان الفارط، كما نفذ لهم أعزه الله المحل بنزولهم بالمحل الذى يتوجهون له، والخيل لركوبهم والبهائم لحمل حوائجهم والخزائن لسفرهم وأربعة من العساكرية للأخذ بأيديهم، وأحد الطلبة الذين كانوا يتعلمون بإيطاليا للترجمة، والعلف لخيلهم.
وكلفنى أعزه الله بمباشرة أمرهم، وهم إلى نظره الشريف وفق ما أشار به الكبير جنتينى وهم بصدد السفر لفاس لرؤية مكينة العدة التي بها وسرد آلاتها واختيارها والتطوف بوادى فاس ورؤية المحل منه الذى يصلح لفبركة الأسلحة وبعد ذلك يتوجهون لمراكش لنظر المحل بنواحيها الذى يصلح لمكينة الأسلحة، ورؤية فبركة السكر والقرطوس واختبارهما، وكما أن جنتينى ثقة عندكم فكذلك عند الجناب الشريف ومعدود عند سيادته من الأحباء النصحاء الساعين في الخير، وقد أمرنى مولانا نصره الله بإجابتك بما ذكر ومجازاتك بخير على وقوفك واعتنائك
بأغراض جنابه الشريف، كما أمرنى دام تأييده بالكتابة لك بأن تنوب عن سيادته في مجازاة دولتك الفخيمة على ما ظهر منها من دلائل المحبة والصداقة بوقوفها واعتنائها بأموره المولوية وسعيها في الخير لإيالته السعيدة سرا وعلانية ودمت بخير.
وختم في 10 رمضان عام 1305 ومنه: ومرتبهم المذكور عن شهر رمضان وما بعده أمناء مرسى طنجة يكونون يدفعونه لهم فقد صدر لهم الأمر الشريف بذلك صح به محمد المفضل بن محمد غريط الله له"
ونص كتاب وزيرى آخر قبل ذلك في الموضوع:
"المحب العاقل الناصح الساعى في الخير بين الدولتين المحبتين نائب دولة الطليان الفخيمة الكبير مايسى، بعد مزيد السؤال عن أحوالك ومحبة أن تكون بخير دائما، فقد وصل كتابك بأن المحب الباشدور الصائر إلى ما تصير إليه كل نفس كان أخبر سلطانكم المعظم بما طلبته الحضرة الشريفة من جلب مهندسين طليانيين
…
بقصد النظر في أمر جعل فبركة الأسلحة وغيرها فأذنت دولتكم الفخيمة في توجيه ثلاثة فسيالات مهندسين من الجيش الطليانى للحضرة الشريفة، وأن هؤلاء الفسيالات يطلبون أن يسبق لهم الجناب الشريف العدد الذى بينت من قبل صائر سفرهم من إيطاليا لطنجة واشتراء ما يحتاجون من الحوائج لقدومهم، وأشرت بإنهاء ذلك لشريف علم مولانا نصره الله ليأمر أيده الله بتنفيذ العدد المشار إليه لهم إن اقتضى نظره الشريف المساعدة على مطلبهم، وذكرت أنهم حيث يردون لطنجة يكون صائرهم على المخزن والمال المسبق لهم لا يحسب عليهم، لكونه من قبل صائر السفر، وأطلعت بكتابك شريف علم مولانا فرحب نصره الله بالفسيالات المذكورين وقبلهم وأثنى على دولتك الفخيمة ودعا لها بمزيد الضخامة. والشامة والثروة والفخامة.
وأمرنى أيده الله أن تجيبك بأن تجازيها خيرا على لسانه الشريف على اعتنائها بأموره الدال على محبتها وصداقتها وبأن تجيبها عن الفسيالات بأن المصلحة اقتضت تأخير توجيههم في هذا الوقت إلى أن ينصرف من هنا الفسيال المحترف بمثل حرفتهم، لأنهم إذا وردوا قبل انصرافه يجعل ورودهم سببا للإقامة هنا وعدم الانصراف، وحيث ينصرف يصدر لك الإذن الشريف بالتوجيه عليهم فمرحبا بهم وبكل من يأت من دولتكم المحبة، وينفذ لهم أيده الله صائر سفرهم على يدك ودمت بخير وختم في 2 ربيع الأول عام 1305".
وقد استخدم بهذه الدار طلبة البعثة المتخرجة من مدارس فرنسا وبلجيكا السالف الكلام عليهم قريبا وكان رئيسها الكولونيل الإيطالى بريكليف وكبراؤها السيد محمد الصغير والسيد المختار الرغاى والسيد محمد بن الكعاب والسيد إدريس الفاسى والسيد الطاهر بن الحاج الأودى الذى لا زال حيا يرزق الآن، وعدد جميع العملة الذين كانوا بها ثلاثمائة عامل من فاس ومكناس ومراكش والرباط وسلوان وغير ذلك.
وكانوا ينقسمون إلى أقسام لكل قسم قائد مائة ومقدم وملازم وأجرتهم اليومية من اثنى عشر مثقالا إلى مثقال واحد والعشرة مثاقيل تساوى بحساب صرف اليوم ثلاث فرنكات ونصف وعشر سنتيمات -وكان يصرف لهم اللباس سنويا، وكذلك اللباس الذى يباشرون به العمل، وكانوا لا يخرجون منها إلا بإذن الكولونيل رئيسها، وقد وقفت على إذنين أصدرهما لبعض العملة بالعربية والفرنجية بتوقيعه ونص أولهما:
دار السلاح بفاس
تسريح المتعلم علال بن العربى لصلة الرحم بمكناس على عشرة أيام فاس في 13 شعبان عام 1309 يوافق 13 مارس سنة 1892
كبير الفبريكة الكرنيل
الطليانى"
ونص ثانيهما بلفظه:
"الحمد لله وحده، ولا حول ولا قوة إلا بالله
في 14 ذى الحجة عام 1310
الواضع خط يديه تحته أنه وجه صاحبه السيد محمد المكناسى بن الحسن لداره بمكناسة الزيتون ويبقى بداره سبعة أيام هناك بقصد صلة رحمه مع أهله ويرجع لمحل خدمته بحول الله وقد آذنته بالسفر والسلام.
أمير الفبركة بفاس عن إذن سيدنا أعزه الله
الكرنيل الطليانى بريكليف"
وكان عدد ما يقبضه الأمناء من مصنوعات الدار في كل جمعة صندوقين داخل كل واحد منهما ثمانية عشر بندقية بحرابها، وبلغ عدد ما كانت تدفعه من القرطاس شهريا ثلاثمائة ألف وكان نوع سلاحها يسمى باللسان الدارج (بوحفرة) وبالإفرنجى (مرطنى).
ولما توفى منشئها المترجم ذهب المهندس نوطيرا المذكور لحال سبيله وجاء بدلا عنه المهندسان الإيطاليان (اطرونيلى) و (كابا)، ثم جاء بعدهما (بابونى) وبقى العمل مستمرا بها إلى حدود سنة 1321 وتقلبت بها الأحوال بعد ذلك إلى أن صارت الآن بالكراء ليد شركة (لادورسبو).
هذا ما وقفت عليه مما يتعلق بمعمل السلاح الفاسى وأعيان العملة به وتلقيته من بعض الرؤساء المتخرجين من فرنسا في الترجمة والهندسة الذين كانت لهم الرياسة في المعمل المذكور.
وقد ضربت بهذا المعمل السكة النحاسية (الصولدى) على عهد المترجم سنة 1310 ثم في دور خلفه من بعده سنة 1321 و 1322 ولا زال التعامل به إلى الآن بقلة وندور، وكان بمراكش دار معمل القرطوس ودار معمل لصنع البارود المزدج، ودار معمل لصنع سكر القالب، غير أن منشئ هذه الأخيرة والد المترجم واستعملها ولده المترجم وكان القالب يخرج منها أحمر، وقد مر بك ذكر بعض هذه المعامل في كتاب الوزير غريط لسفير إيطاليا.
أما القوة العسكرية التي كانت عنده فإنه لما وجد القوة العسكرية المحمدية غير كافية إذ كانت مجموعة من طوابير مختلطة من الوصفاء الأقوياء الذين كان كبيرهم الوصيف الشهير ابن المزوار، ومن أهل سوس الأقوياء الذين كان كبيرهم الحاج منو الشهير، ومن غيرهم كطابور الحاج عزور بن الفتوح، والحاج محمد الزروالى وغيرهم: أصدر أمره الشريف لعمال الحوز والغرب بفرض العسكر عليهم، وعين ح وزير العسكر الفقيه السيد محمد الصغير الجامعى للتوجه لدكالة للإتيان بما فرض عليهم وهو ألفان والله أعلم.
ومن الشاوية كذلك، ومن الرحامنة كذلك، ومن حاحا كذلك، ومن قبائل الدير ما عين لكل قبيلة منها زيادة على عدد الطبجية الذين كانوا يفرضون على كل قبيلة، وبالأخص عند تحرك الركاب الشريف لكل ناحية من إيالته الشريفة، زيادة على قوة خيل القبائل ورماتها التي كانت ترد أفواجًا أفواجا.
وقد كان مهتما بأمر رعيته وتحسينها وقوتها العسكرية، فقد كان يتفقد أبراج المراسى بنفسه ويأمر بالاهتمام بشأنها، وقد عين أخيرا بكل مرسى مهندسا لمقابلة
قوتها والطواف عليها والإخبار بواسطة الشريف مولاى أحمد الصويرى كل حين بالصالح منها والمفتقر للإصلاح.
وعندما يصل الإعلام بذلك يصدر الأمر الشريف بتنفيذه حالا، وكان رحمه الله له اهتمام كبير بفابركة السلاح بفاس يتفقدها في غالب الأوقات بنفسه.
وقد أبدى قدس الله روحه في وجهته السوسية الأخيرة التي وصل فيها إلى اركسيس وآصاكة الجرتين ما لا يزيد عليه من الاهتمام، وأبدى من أفكاره الصائبة ما لم يبده أحد من أهل العقول الراجحة وكذا بحركة تفيلالت والحركة الجبلية وغيرهما.
كما كان رحمه الله له اهتمام كبير بالاطلاع على الاختراعات الوقتية، فقد جلب له أحد السفراء وهو بمراكش آلات للضوء الكهربائى فركبها المهندسون الأهليون مع بعض المهندسين الواردين مع السفير المذكور حتى أنار الضوء بأماكنه المنيفة بالقصير (بالتصغير)، كما جاء له بعض السفراء بالسكة الحديدية وعرباتها ونصبت بأكدال بمكناس وباشر نصبها بعض المهندسين الأهليين ومن كان معهم من الأجانب واستخدمها وركب بها حاشية المخزن الشريف.
وبعد استيفاء الغرض منها جمع الجميع بخزائن الأروى، كما جاء له بعض الأجانب بآلات للكلام من بعد فكان يستخدمها المهندسون بحضور جلالته الشريفة.
وكانت إنكلترا قد طلبت من حضرته الشريفة جعل بابور البر ومد السكة الحديدية ببعض النواحى المغربية، كما طلب غيرها إدخال غير ذلك من الاختراعات العصرية، فكان يجيبهم بالشكر لهم على الاقتراح مع إرجاء تنفيذه ببعض الأعذار، أو الإشارة إلى عدم تيسر ذلك في الوقت أو نحو ذلك.
وكل هذا كان اتقاء منه لما يؤدى إليه ذلك من التداخل الأجنبى والتنافس الدولى، وكان هذا دأبه معهم دائما في كل أمر له مندوحة عنه رأى فيه مَسًّا ما
باستقلال المغرب وسيادة سلطانه وشريعته، وإليك مثالا ما كان يصدره في مدافعتهم عما يريدون وكم له من نظير:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك وبطيه كتاب باشدور النجليز لك بما أشار به من استخدام آلة الشمس التي لجانبنا الشريف بطنجة للناس بالخلاص كما بينه في تقييد صحبة كتابه المذكورة، وصار بالبال، فدافعه عن ذلك بما أمكنك فإنه لا يخفاك ما ينشأ عن ذلك من تشوف الغير، سيما والصبنيول يطلب جعل الطلكراف من طنجة لطريف بحرا، وحتى إن كان لابد من استخدام الآلة المذكورة فيكون بداخل إيالتنا وخدمتها من رعيتنا والسلام في 23 شوال الأبرك عام 1300".
وأما العذائر المخزنية والهوائر السلطانية في عهده فكثيرة.
ومنها عذير المليحا بالمرجة قرب العرائش وكان فيه في أوائل عام 1311 من البقر الأهلى المألوف 2800 ومن الوحشى تقديرا 2400 ومن الحجر وهى أنثى الفرس بما معها من النتاج تقديرا 1400.
وكان بعذير مشرع الحضر من البقر المألوف نحو 1800
ومن إناث الفرس وما معها من النتاج نحو 700
وكان بعذيرى الشراردة وأولاد مروان من البقر نحو 600
وكان بعذائر الصوير (تصغير صور) وشرق العقاب والخندقيين بين طنجة وأصيلا من البقر نحو 600
وكان بعذير تجينه ببنى حسن من البقر نحو 700
وكان بعذير جربة نحو 300
[صورة]
بشير الإسلام بخوافق الأعلام
وكان بعذير الرميلة نحو 200
وكان بقرب الجديدة عذير الشياظمة والحويرة بهما نحو 400
وأما هوائر الخيل والبغال وعزائبها وهى التي يصرف إليها ما يستغنى عنه من ذلك بعد أخذ المحتاج إليه للحمل في الحركات والتنقلات وغير ذلك، فقد كانت مفرقة في نحو خمس وثلاثين قبيلة لحفظها وصيانتها، ومن أتلف شيئا منها فعليه غرمه وسائر البغال المخزنية يكون موسوما بميسم خاص وقد كان منها بالحور عدد كثير.
فمن خصوص الموسوم من البغال بصورة الثمانية مزدوجة نحو أربعة عشر ألف بغلة، وهى إلى نظر قائدها القائد محمد بن على، وبعده القائد العربى الهلالى.
ومن المطبوع بصورة ثمانية نحو العشرة آلاف وهى إلى نظر قائدها القائد سيدى عبد السلام الحيانى.
ومن المطبوع بصورة الثلاثة وهى إلى نظر قائدها القائد محمد الشاونى نحو العشرة آلاف.
ومن المطبوع بصورة منه روام العيال السعيد ومراكبها وهى إلى نظر القائد بن القائد العربى السوسى والقائد العربى الطفور، وهى نحو الثمانية آلاف وقد أصبح الكل اليوم في خبر كان.
ومن خيل الأروى السعيد ما يناهز العشرة آلاف، والمراد من خيل الأروى خيل الغرض والخيل التابعة للمراكب لا المراكب، فإنها لا تخرج قط.
ومن خيل الفرايجية ما يقرب من ذلك.
وكان عند تأهبه لسفر ما يكون خارج علفه يوميا ما يناهز العشرين وسقا.