الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستمرة الاتصال والتجديد ودامت دولتكم الفخيمة في خير دائم وهناء مزيد، ولا برحتم ملحوظين بعين الرعاية والاعتبار والعناية وحرر في 25 من ربيع الثانى عام 1309".
ومن المؤلفات التي وضعت في هذا الفيل المشار لها في هذا الظهير مقامة لقاضى مكناسة خليل الخالدى سيأتى ذكر فصل منها في ترجمته ورسالة النفائس الإبريزية في هدية الفيل الوافد من فخامة الحضرة النجليزية للفقيه الكاتب السيد أحمد بن عبد الواحد بن المواز ذكر أنه أنشأها بأمر شريف بمشافهة وزير الحضرة العالية السيد محمد بن أحمد الصنهاجى، والسراج الوهاج والكوكب المنير من سنا صاحب التاج مولانا الحسن الأمير لصديقنا مؤرخ سلا السيد محمد بن على الدكالى، والرسائل الثلاث محفوظة بخزانتنا وكلها بخطوط مؤلفيها.
مع ألمانيا:
ووجه للدولة الألمانية سفارة يرأسها خديمه الطيب بن هيمة عامل ثغر آسفى وعبد السلام بن رشيد ووجه لها سنة 1302 الحاج محمد بركاش ولد النائب مع بعثة الطلبة الحربية حسبما يأتى الظهير الشريف الصادر في ذلك الشأن.
ولما مات الإمبراطور فريدريك أرسل ولده غليوم مسطورا للحضرة الشريفة بنعيه فأجابته على ذلك بالأسف لمصابه وتهنئة الولد المذكور بحيازته رياسة أبيه، وأنها ستسير معه على ما كانت عليه أيام والده من المودة والصحبة، وأنها بصدد توجيه سفير برسم النيابة عن جانبها العالى في التسلية والتهنئة.
وفى رجب 1304 أرسل ظهيرا للإمبراطور غليوم جوابا عن كتابه الوارد في شأن مرض سفيره (الرزيدنت تستا) بالألم الثقيل الذى اقتضى تأخيره عن النيابة عن دولته ولما ورد بدله بالكتاب الإمبراطورى الصادر باعتماده أجابته على ذلك بما نصه بعد الحمدلة والحوقلة والاستفتاح والطابع:
"إلى المحب المعظم، المحترم المفخم، الحائز التبريز والتصدير في ديوان الرياسة، المنعوت بحسن التدبير والسياسة، والأوصاف المحمودة والسعى المشكور سلطان دولة الالمانيا والبروس السلطان كليوم امبيرطور.
أما بعد حمد الله الذى لا إله إلا هو العلى العظيم فقد ورد على حضرتنا الشريفة كتابكم المشيد من تجديد العهود أركانا، المترجم عن تقرير الاتصاليات لسانا، منبئا بما اقتضته آراؤكم ووقع عليه اختياركم من استعمال المنيسطر طراورس بطنجة عوضا عن المنيسطر الرزدنيط تستا لما ثبت لديكم فيه من الأهلية، والاتصاف بالمحامد الجلية ولما أظهرته مراتب خدمته من الثقة، والمساعى السديدة المنتسقة وأشرتم بملاحظة رتبته بعين الاعتناء، واستماع أقواله المجددة لطيب الثناء، وتصديقه بالثقة فيما يذكره عن جنابكم ومعاملته من الفرح بما يستدعيه حسن مقاصدكم.
أما استعمالكم إياه في هذه الرتبة الجديدة، وإيثاركم له بهذه المنحة الحميدة. فلا شك عندنا أنه من حسن آرائكم معدود. ومن اجتهادكم فيما تحصل به أعمال الصلاح غاية المقصود، لما تقرر لدينا من محبتكم التي لم يزل غصنها ناضرا وروض عهودها بنسيم التجديد زاهرا.
وأما تنبيهكم لنا عليه فقد استفتحتم به منا عيون الملاحظة المستلزمة لحسن القبول، وتأكيد المحافظة فمرحبا به وبكل من يأتى من جانبكم، واختياركم له على الوصف المذكور دليل على محبتكم وصداقتكم وسعيكم المبرور، وهو عندنا مصدق معامل بما تعهدونه من مقتضيات الجميل، والاعتناء الذى هو بدوام الاتصال بين الجانبين كفيل، ودمتم ملحوظين بعين التوقير والاحترام، من الخاص والعام فائزين بمزيد الفخامة والثروة والضخامة وختم في 7 ربيع الأول عام 1305".
[صورة]
السلطان مولاى الحسن يستقبل باشدور ألمانيا