الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانت له مع دولة ايطاليا علائق ودية فمن ذلك كتاب الملك امبرتو الأول إليه بالأفراح الملوكية التي أقيمت بتورين بمناسبة اقتران أخيه الأمير (اماديو فيرديندوماريادى صابويادو كة دى اوسطا) بالأميرة كارى بنت (جيرولامو نابليون) ولما أنجبت ابنا بعث مسطور الإعلام بذلك مترقبا ابتهاج الحضرة الشريفة فأجابته على ذلك بالسرور، والتهنئة والحبور، ولم يلبث الأمير الأخ المذكور أن توفى فطير أخوه الملك رسالة بنعيه وأجابته الجلالة السلطانية على ذلك بإبداء الأسف لمصابه، وسيأتى قريبا بحول الله ذكر الرسائل الوزيرية المتعلقة بالبعثة الإيطالية الحربية والمركب الحربى المصنوع بتلك الديار.
مع إنجلترا:
وقد أوفدت إليه سلطانة دولة اكرنت بريطن وانبرير الهند سفيرنا المنسطر (شارل اوان اسميد) وإليك نص الظهير الصادر جوابا عن سفارته بعد البسملة والافتتاح: "إلى المحبة المعظمة. المحترمة المفخمة الوارثة الرياسة عن الآباء والأجداد. السائر بها المثل في الأغوار والأنجاد سلطانة دولة اكرنت بريطن وانبرير الهند المعظمة السلطانة فكطورية العزيزة البهية المنعوتة بالذكاء والنباهة والألمعية.
أما بعد حمد الله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، فموجب تحرير هذه السطور، لجنابكم المشكور، الإعلام بأننا لا زلنا معكم على المحبة المشيد بناؤها على أوثق أساس والمودة التي نمت منها في أرض الصفاء الأغراس والصداقة الممتازة التي لا تنقضى مدتها والعهود الموثوقة العرى التي لا تبلى على مر الأيام والليالى جدتها، ولا نزال على ذلك بحول رب العالمين. اقتداء بأسلافنا الأكرمين. وبأن المنيسطر شارل اوان اسميد وفد على حضرتنا الشريفة فحمل على كاهل المبرة والإكرام. وعومل بأزيد مما يعامل به سفراء الدول العظام من الاعتناء والاعتبار والاحترام. رعيا لكونه من قبلكم. ووروده من رفيع حضرتكم. فقابل
ذلك بما لا تحبونه له ولا ترضونه فغضضنا الطرف عنه تحملا مراعاة لكم، وقابلناه بجميل المبرة اعتناء واعتبارا لجانبكم، ولا شك أنه يتحقق لكم ذلك من غيرنا كما يتحقق لكم أمره كذلك ونطلب الله أن يوفقنا لما فيه رضاه ودمتم في هناء وعافية على أكمل الأوصاف. لاحظين لأهل المحبة والمودة بعين الإنصاف. وختم في 20 من ذى الحجة عام 1309".
وأوفدت عليه أيضا هذه المملكة العظيمة خليفة حاكم جبل طارق مصحوبا بالفيل هدية إليه وجئ به بحرا لطنجة يقوده رجال من أهل الهند، ومنها أتوا به برا للحضرة الشريفة فلحقوا بها مخيمة بجيوشها بين أعراب السهول وحصين وبين برابر زمور في أثناء الوجهة المولوية من مراكش لفاس فأمر السلطان بنزولهم ونفذ لهم المؤنة ومن الغد أمرهم بإحضاره فاصطفت لذلك الجنود وحضر سائر العمال والأعيان والرؤساء والقواد، وقدم للسلطان وعلى قفاه هندى يروضه ويلقنه، فصار يشير للسلطان ويتقدم ويتأخر ويبرك ويقعد، وصدر الأمر الشريف بإحضار الطعام له والشراب بعد نزع زيه وسريره فاختلف وارتشف، ثم طفق يغتسل بخرطومه ثم انتهت الحفلة بإطلاق المدافع، وإليك نص الظهير الصادر من الجلالة السلطانية جوابا عن وصول ذلك وحلوله محل القبول بعد البسملة والافتتاح:
"إلى المحبة العظيمة. المحترمة الفخيمة. العزيزة العيطموس المعظمة في النفوس. الوارثة الرياسة عن الأب والجد. السائر بها المثل في الغور والنجد. سلطانة دولة كرنت ابريطن وانبرير الهند السلطانة بكطورية. المنعوتة بالذكاء والألمعية.
أما بعد حمد الله العظيم الذى لا إله إلا هو العلى الكريم. فموجب تحرير هذه السطور. لجانبكم المشكور. هو تجديد عهود المحبة. والمودة والصحبة التي
توارثها الأخلاف عن الأسلاف. ولا تزال بحول الله ثابتة راسخة جارية على منهج الاتصال والائتلاف. والإعلام بوصول خليفة حاكم جبل طارق وصول خير وهناء. فأحللناه محل الترحيب والاعتناء. واستروحنا من وروده مصحوبا بالفيل الوسيم. تحفة من جانبكم الفخيم. مسرة واحتفالا. وعددناه على رسوخ المحبة حجة واستدلالا. وأكد الخليفة المذكور ما في الاعتقاد من محبتكم فأبدى، وبين جميل مراعاتكم فأحسن وأدى، وشيد من عهود الخير والاتصال ما ثبت أساسه، ونمت في روضة المصادقة غراسه، وزاد بورود الفيل المذكور تصحيحات وتثبيتات لمن كان يجهل ذلك، وتشييدا لتلك المحبة وتأكيدا لرعايتها وتبيينا لفخامة دولتكم وضخامتها، إن الهدايا على قدر مهديها.
وحصل به لحضرتنا الشريفة من السرور والنشاط ما يحق به الاغتباط، وصادف وروده جل عمال القبائل مجتمعين، بالمحل الذى كنا به بمحلتنا السعيدة مخيمين. في اليوم من محرم التاسع والعشرين، فحضروا ساعة دفع الخليفة المذكور له هيئته الجليلة وحليته الجميلة، كما حضر لذلك الرؤساء والأعيان، وكبراء الديوان. وكان ذلك مشهدا عظيما في الانتظام والانعقاد، ومحفلا مثل محافل الأعياد، وأظهرت الرعية من مخايل النشاط. ما وفى بحق السرور والانبساط. لكونه تحفة غريبة. وخلقة عجيبة. لم تعهد عند أهل هذا القطر، في هذا العصر، حتى إن فقهاء حضرتنا الشريفة وأدباءها جعلوا في محاسن الفيل. ومشهده الجليل. قصائد فائقة. وأشعارا رائقة. وتآليف متناسقة.
وها البعض من ذلك يصل جنابكم الفخيم. والباقى حيث يكمل يوجه لكم لتعرفوا منها ما حصل من مظاهر الفرح العميم، وذلك كله اعتناء بهذه المزية التي أتحفتهم بها حضرتنا العالية واهتمام بشأنها. وتنويه بأمرها. لكونها برهانا على ثبوت المحبة ودوامها والمودة المعظم بين الجانبين عالى مقامها لا زالت كذلك