الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للشيطان هواه ومرتضاه. غير مكترث بأنه من أعظم السيئات. وإن ما قدره سبحانه لا بُد آت. فما أخسر متجره ونصيبه. وما أعظمها عليه من مصيبة. ولقد ابتليت بقوم عميت عليهم الأنباء. وحملوا من الأضغان والإحن الأعباء. فهم عن غرر المحاسن لا يتساءلون. ولا بطلعتها يتفاءلون. وإنما يبحثون عن الأدون والمساوئ. دون الأرجح والمساوى. ومهما عاينوا تحبيرى في فن من الفنون. خاب رجاؤهم وساءت الظنون. وكادت تعاجلهم المنون. يودون حينى. واندثار رسمى وأينى. ومع هذا فهم كما قيل:
لنا صاحب مولع بالخلاف
…
كثير الخطاء قليل الصواب
ألج لجاجا من الخنفساء
…
وأزهى إذا ما مشى من غراب
إلى أن قال إثر شعره المتقدم:
"ثم هأنا أقترح من أنامل قرائح الجنان. وأستوهب من سحائب البنان. أن تسمح بإجازة رافلة في معرض الإتقان. على بهجة تخر لها الأذقان. ما نسج بارع على منوالها، ولا ظفر طامع بأحوالها. تزرى بكل أنيس مطرب، ويغبط في روائجها المشرق والمغرب" وهو أطول من هذا وأطنب فيه وأطاب وأباع ما شاء.
وفاته: توفى فجأة برباط الفتح يوم الأربعاء حادى عشر صفر الخير سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، ودفن بدويرة بالزاوية الناصرية بحومة أبى القرون.
113 - التهامى: ابن المهدى المزوار المكناسى النشأة والدار
.
حاله: نابغة أديب أريب، وجيه لبيب، ناظم ناثر، واعظ فصيح اللسان عدل رضى مبرز.
تولى الوعظ بالضريح العلمى وبكرسى عنزة المسجد الأعظم وخطة العدالة بالحضرة المكناسية وتصدر للشهادة وكان يتعاطاها لتاريخ شعبان عام اثنين وتسعين
ومائتين وألف وقبل ذلك وبعده ثم استكتب بالديوان السلطانى مدة ثم أخر عنه مدة ثم أعيد إليه فصار يظعن بظعن الجناب الملوكى ويقيم بإقامته.
له شعر رقيق يفرغه في قالب رشيق حلاه عصريه السيد أحمد بن الحاج الفاسى في بعض مؤلفاته بما لفظه: الفقيه الأديب الماهر الحائز قصبة السبق في الفصاحة والبلاغة الناظم الناثر الهمام الذى لا يقاوم والماجد الذى لا يزاحم، من سما في سماء التوثيق بدرا، وارتفع في سلم العلوم سرا وجهرا العدل سيدى التهامى المزوار المكناسى. انتهى. وكان معدودا من شعراء الدولة الحسنية وأعيان كتابها لو جمع شعره لجاء في مجلد ضخم لكن مع الأسف ضاع جله إن لم نقل كله.
مشيخته: أخذ عن خاتمة المحققين الفقيه القاضى سيدى الحاج المهدى بن سودة والعلامة القاضى سيدى العباس بن كيران ووالده سيدى محمد المهدى وغيرهم.
شعره: من ذلك قوله وهى قصيدة تسمى بالسحر الحلال في الذب عن أهل الكمال أو تشنيف المسامع بتوبيخ البذئ بأفظع المقارع أو نصرة الأماجد بقمع الأباعد:
دع عنك أهل الجحد والأهواء
…
وانبذ بشيع كلامهم بورا
لاموك من حيث ارتضيت أخاهم
…
لجناب عزك حارسا بفناء
إيلام من لأخيه أصبح حاسدا
…
في فعله ومقوله لسواء
ما ذاك إلا من اليم العجز عن
…
إدراك هذا الشأو دون مراء
مع أن ذا شرف لهم بأخيهم
…
إذ صار يحرس منزل العظماء
لكنه قد فاقهم بالقرب من
…
حبر شريف من بنى الصلحاء
ذاك الشريف المرتضى مثواه من
…
مثواه طال كواكب الجوزاء
من معشر أهل السيادة والسعادة
…
والندا والفضل والآلاء
من معشر حظى الزمان بعلمهم
…
ووجودهم بسعادة شماء
من معشر لهم المآثر والمفاخر
…
قد سمت من قوق كل سماء
سل عنهم الحطاب في كم موضع
…
من شرحه لأبى الضياء ضياء
وسل ابن رحال مع الفاسى في
…
تثبيته في الليلة الليلاء
وسل التتائى والمحشى تلق ما
…
يشفيك في الأنقال والأنباء
وسل الزمان وأهله عما حووا
…
من رتبة ومزية ودهاء
ومجادة وزهادة ونزاهة
…
وكرامة مصحوبة ببقاء
ناهيك من شرف فخيم قد غدا
…
في الدهر مثل الغرة الغراء
ناهيك من مجد تأثل واعتلى
…
في عزة مسموكة علياء
من ذا يطاول سادة قد خلدت
…
آثارهم بدفاتر العلماء
من ذا يطاول شبلهم علامة الـ
…
أعلام في فهم وحسن وذكاء
من ذا يضاهى مجده وكماله
…
في حلة التقريب والإقصاء
يا سيدا أهدى لنا من يمه
…
دررا تبدت عن سنى سناء
لا تنزعج مما عراك فمن عوى
…
يرمى بها ذى الصخرة الصماء
هذا وعن قرب ترى ما تشتهى
…
في سائر الأعداء والرقباء
فلأنتم من نسبة مبرورة
…
جلت مفاخرها عن الإحصاء
لا شك أن الله يحمى جاهكم
…
ويغار في الإصباح والإمساء
أوما درى القالى بأنك من سلا
…
لة سيد الإرسال والأنباء
وبأن بدرك في حمى مولاى إدريس
…
الرضى الحامى من الأسواء
وبأن مولانا أمين الله قد
…
غطاك منه بعطفه الوضاء
أو ما درى ببنى الشهيد المرتضى
…
السادة الحجاب والوزراء
أن قد أحلوكم حمى أكنافهم
…
بعناية ومبرة وولاء
وحموك من أهل العناد فكل من
…
قد رامكم يرمى بسهم بلاء
أعظم بهم من ماجدين وسادة
…
وأهلة وأئمة كبراء
سادوا وأسدوا للأنام معاليا
…
محفوفة بسوابغ النعماء
عمت مكارمهم فأصبح جودهم
…
في سائر الأقطار كالأنواء
أحيوا مآثر قد تلافاها بهم
…
رب العباد بسيرة حسناء
أيلوم مثلك في اتخاذ الكلب من
…
لم يعرفن أحكامه بوفاء
لو كان مطلعا لما أبدى الذى
…
أبدى من العذل الشديد الداء
فالشرع نص على اتخاذ الكلبين
…
حيث القياس على كلاب الشاء
ومن الغباوة نكر ما هو ظاهر
…
ومقرر في الشرع دون خفاء
في كلب أهل الكهف منه كفاية
…
في صحبة الأخيار والنبلاء
بالقرب منهم نال فضلا شامخا
…
ومزية عظمى وحسن ثناء
فلأجل ذا نال المزايا كلها
…
كلب الرضى مثواه دون خفاء
فلم التمشدق بالأباطيل التي
…
قد زخرفت بالحجة العمياء
لا سيما في جنب بحر زاخر
…
أسراره كالشمس دون غطاء
هلا ارتدى برداء تسليم ولم
…
يتعرضن لعداوة الفضلاء
يا ليته غطى بصمت جهله
…
فالصمت منجاة من الأدواء
ماذا من الأسواء جر لنفسه
…
بإذاية الأشراف والفقهاء
ولحوم أهل العلم يعلم أنها
…
مسمومة تدعو لكل عناء
فالكاملون يرون كلا كاملا
…
من غير تنقيص ولا إزراء
والناقصون يرون بالنقصان من
…
لاقوا من الكمال والنبهاء
وجميع أهل النقص ليس لهم شعور
…
بالذى فيهم من البلواء
فتراهم أبدا على طول المَدَى
…
متلونين تلون الحرباء
فكذا يكون الناقصون من الورى
…
وكذا يكون معاشر اللؤماء
ملئت بواطنهم بحقد كامن
…
وعداوة في غاية الإخفاء
يلقون من لاقاهم ببشاشة
…
وطلاقة وتودد وحباء
وقلوبهم من أجله محشوة
…
مملوءة بمكايد البغضاء
فالله يكفينا ويكفيكم أذى
…
الجهال والأوغاد والبخلاء
والله يكفينا جميعا كل ما
…
نخشى مع الأحباب والأبناء
بالمصطفى والآل والأصحاب والـ
…
أقطاب والأبدال والنقباء
صلى الإله وسلمن عليه ما
…
مثواه راح بنصرة الشعراء
ومن ذلك قوله في ختم السلطان الأفخم أبى على مولانا الحسن صحيح البخارى:
حياك ما أملت من أوطار
…
فاهنأ بعز شامخ المقدار
وبشير سعدى قد أتاك مبشرا
…
بسعادة الإيراد والإصدار
فلذكرها فيه ارتياح القلب والـ
…
أرواح والأشباح والأفكار
ما ذاك إلا أنها قد أحرزت
…
شرفا بحب المصطفى المختار
خير الوجود وحصنه وأمانه
…
من سائر الأسواء والأغيار
فهو الشفيع المرتضى يوم القضا
…
في المذنبين لدى التهاب النار
فبجاهه لله كن متوسلا
…
تبلغ جميع السول والأوطار
وكن المتيم دائما بحديثه
…
في حالة الإقصار والإمرار
واحضر مجالسه الشريفة تدركن
…
ما شئت من فضل الإله البارى
أو ما رأينا الحاضرين لها غدوا
…
بالروح والخير العميم الجارى
وانظر إلى الدنيا تلألأ نورها
…
فرحا به وبختمه المعطار
وانظر إلى الرحمات بين قبابه
…
تسعى لدا الآصال والأبكار
وتجر من طرب ذيول دلالها
…
فكأنها ثملت بصرف عقار
وتقول ياللأكرمين تمتعوا
…
بحضوركم لمحافل الأخيار
وردوا حياض علومه وتنعموا
…
برياضه المتنوع الأزهار
هذى نجوم الأرض دائرة به
…
فكأنها الهالات بالأقمار
بسكينة وتواضع وتخشع
…
وتأدب وتنسك ووقار
ختم شريف قد تحلى عصرنا
…
بوروده وعلا على الأعصار
في حضرة الملك الهمام المرتدى
…
بردا النَّدَى والجود والإيثار
المالك البر الذى حاشاه أن
…
يلفى له في المعلوات مجار
المالك المولى الشريف السيد الـ
…
ـحسن الشمائل طيب الآثار
فرد المفاخر من ذؤابه هاشم
…
فذ التقى في الجهر والإسرار
مأوى الديانة والسماحة والدها
…
والصفح والإغضا عن الأوزار
رحمى الإله ومن بغرة مجده
…
سعد الوجود ونال كل فخار
النعمة العظمى التي عم الورى
…
إحسانها كالوابل المدرار
لله نهضته وفيه سكونه
…
وقيامه في ليله ونهار
ما همه إلا اكتساب محامد
…
ومحبة العلماء والأبرار
همم لعزته الشريفة تجمع الـ
…
أعدا وتسكنهم بدار بوار
قل للذين عن الطريق تحرفوا
…
كفوا عن الطغيان والإصرار
هذا خليفة ربنا المنصور قد
…
وافى ليقطع هامة الفجار
بشر عداه بأخذة سموية
…
تردى جميع كبارهم وصغار
هيهات لا وزر يقيهم لا ولا
…
وطن ولا مصر من الأمصار
هذى أسود الغاب تخشى بأسه
…
وعزيز سطوته بلا إنكار
فلم التحصن بعد هذا إنه
…
لسفاهة الأوغاد والأشرار
لكن عذاب الله حق عليهم
…
فعموا وصموا عن نِدا الإنذار
فليهن سيدنا ومولانا الرِّضا
…
هذا الختام المشرق الأنوار
أديت حقا للبخارى وافيا
…
ورفعت ذكر صحيحه بمنار
وجعلت يا نجل الرسول ختامه
…
عيدا سعيدا نيط بالأسرار
وأفضت فيه من المواهب أبحرا
…
أزرت بجود البحر والأمطار
ناهيك ما أوليت من نعم ومن
…
بر سجيل فضة ونضار
فالله يبقى نصرك الممدود في
…
عز وعافية مع استمرار
والله يبقى الملك فيك مخلدا
…
ما هبت الأرواح في الأسحار
والفتح والتمكين والتأييد لا
…
ينفك طوع يمينكم ويسار
وبقيت منصورا بقاء الدهر يا
…
كهف الأنام وقرة الإبصار
بالمصطفى وبآله وصحابه
…
والتابعين وسائر الأنصار
أزكى الصلاة مع السلام عليه ما
…
حياك ما أمنت من أوطار
وقوله في ميلادية أنشأها عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف وأنشدت بين يدى الجلالة السلطانية الحسنية بحضرته الفاسية:
هذى السعادة قد مدت إليك يدا
…
والوصل أنجز عزما ما به وعدا
أم هذه نفحة الأحباب قد وفدت
…
من نحو ليلى وهذا عطفها وفدا
أهدت لنا طربا أهدت لنا إربا
…
أهدت لنا قربا لا تنتهى أبدا
قد طال ما كنت أرعاها وأرقبها
…
قدما وأطلب منها الوصل والرغدا
حتى غدوت بها في كل آونة
…
أهفو وألهج لا أخشى بها أحدا
هيهات لى كيف أسلو عن هواها وهل
…
أقوى وهل أستطيع الصبر والجلدا
لا يسلينى أبدا عنها سوى شغفى
…
بمولد المصطفى أجل من ولدا
خير الورى وشفيع الخلق قاطبة
…
يوم الزحام إذ الإحجام عنها بدا
أعلى الخلائق جاها عند خالقه
…
وخير من يرتجى يوم القيام غدا
أصل الوجود ومن لولاه ما خلقت
…
أرض ولا كان كون لا ولا وجدا
فهو البشير النذير المستغاث به
…
وهو الذى رحم المولى به وهدى
كم آية ظهرت في آن مولده
…
كم نعمة بهرت من دان أو بعدا
يا سيد الرسل داركنا بمرحمة
…
تكسو الجميع على مر المدى بردا
وأسدل على نجلك الميمون سيدنا
…
عطفا وهيء له من أمره رشدا
هذا الإمام الذى جلت مآثره
…
عن أن يحيط بها من رامها عددا
هذا الإمام الشريف الطيب الحسن الـ
…
ـبر الذى صهوة الإحسان قد صعدا
هذا ابن فاطمة الزهراء من شرفت
…
أخلاقه وعلت في المعلوات يدا
هذا هو ابن رسول الله كعبتنا
…
هذا الذى قد غدا في الحلم منفردا
هذا الذى هو مأوى الخير أجمعه
…
هذا الغنى للذى أبوابه قصدا
هذا الذى أسعد الله الوجود به
…
فضلا ومنا فلم يترك به أودا
هذا الذى أصبحت فينا سيادته
…
كهفا منيفا وحصنا لم يزل سندا
هذا المؤيد والميمون طالعه
…
هذا الذى بعلاه الخلق قد سعدا
فجر الملوك ومن صارت مناقبه الـ
…
ـغراء حرزا بها نستدفع الكمدا
فليهن علياك يا تاج الملوك ويا ابـ
…
ـن المصطفى ليلة خصت بكل ندى
خصت بمكرمة خصت بمرحمة
…
خصت بمرتبة قعسا وكل هدى
نلنا بها من بها علياك كل منى
…
نلنا بها الربح والأوطار والرشدا
دم سيدى لابسا ثوب السرور على
…
مر الدهور فما ترضاه قد وجدا
لا زال نصر وفتح يخدمان معا
…
هذا الجناب الذى أروى الورى مددا
واليمن والسعد والأسعاد يتبعه
…
مع السلامة إصدارا وإن وردا
ما أم ركب أمين الله رحمته
…
فراح والعطف قد أولى إليه يدا
وقوله في ميلادية عام واحد وثلاثما وألف ومن خطه نقلت:
نور السعود بدا أم نور تجديد
…
عم البلاد بعز منه ممدود
أم هذه نفحة جاء البشير بها
…
من نحو ليلى بوصل غير محدود
سقيا لها أذكرتنا جيرة رحلوا
…
يقفون بالعزم مغناها بتجريد
قد غادروا الصب في شوق وفى قلق
…
لا يستطيع حراكا حلف تسهيد
يا ليتهم رحلوا بالقلب إذ رحلوا
…
في حين يضرب بطن البيد بالبيد
حتى إذا ما رأوا تلقاء كاظمة
…
أنوار طيبة مأوى الخير والجود
ألقوه فيها ففيها كل منيته
…
فيها أجل شفيع خير مولود
من خصه الله بالقرآن معجزة
…
تبقى فلا تنقضى بقاء تخليد
فهو الشفيع الرضا والمستغاث به
…
إن أحجم الشفعاء يوم موعود
أعلى البرية عند الله منزلة
…
ومن أتانا بإيمان وتوحيد
كم آية ظهرت في حين مولده
…
ميمون من غير تكييف وتحديد
في ليلة أكرم الله الوجود بها
…
علت على القدر قدرا دون تفنيد
من أجل ذلك مولانا وسيدنا
…
يجدد الخير فيها أى تجديد
يحيى سوائعها في كل ما سنة
…
تبدو بمدح وتحميد وتمجيد
سنت سيادته عيدا لمقدمها
…
ناهيك من شيم ناهيك من عيد
يحيى مواهبها يعلى دعائمها
…
يشيد أعلامها وأى تشييد
يأتى حجيج الورى بادى الضجيج إلى
…
نادى نداه بوفد غير معدود
فينظرون جمالا جل عن مثل
…
ويشهدون بعلم لا بتقليد
وينظرون بحار الفضل فائضة
…
على الوجود عطاء غير محدود
وينظرون رياح النصر واقفة
…
بالسباب خادمة من غير ترديد
في حضرة الملك الأسْمَى الهمام ومن
…
إِفضاله الجم عم كل موجود
خليفة الله رحماه ونعمته المـ
…
ـهداة للخلق من بيض ومن سود
روح الوجود وبضعة الرسول ومن
…
ساس العباد بتوفيق وتسديد
ذاك ابن فاطمة الزهرا الشريف ومن
…
أعد للبر بابًا غير مسدود
المالك الحسن الأخلاق والحسن الـ
…
أنباء والحسن الأسما إذا نودى
ماضى العزائم موفور المكارم غفـ
…
ـار العظائم مصدوق المواعيد
مولاى يهنيك ما أولاك ربك من
…
عز وفتح ومن نصر وتعضيد
وليهن عزك غراء الليالى التي
…
حيت يسعد وإسعاد ومقصود
فيها أفضت أدام الله نصرك إحـ
…
ـسانا غدا يمه محمود مورود
شيدت للدين أعلاما أقمت له
…
دعائما ترتضى من بعد تأويد
مع نفحة نفحت من عطف عزك أر
…
واحا بأذكى من النسرين والعود
دامت مفاخرك العليا الشريفة في
…
حفظ وعافية تكسى بتأييد
بالمصطفى وبآل والصحاب وما
…
في الأرض من صالح من غير تقييد
دامت عليه صلاة الله ما طلعت
…
أنوار سعد لمولانا بتمهيد
وقوله مادحا الشريف الأصيل المولى المهدى بن عبد المالك الإسماعيلى:
أمن البدور الغر نير حالك
…
فتهللى بدرى برؤية حالك
وتمنطقت أيد بدر خطابها
…
ناهيك من در نضيد سالك
لما شممت نسيمها أحيا بنا
…
ما كان ميتا من رميم حاسك
يا عاذلى في حبها لو حمتها
…
كنت السمير بها فهل من تارك
أو لو نظرت أخى لطيف خيالها
…
ما لمت حبى في هواها الفاتك
جاءت تزور فقلت ها نفسى فدا
…
أما القليب فإنه في عارك
قالت فإنى لا أبقى لحظة
…
حتى تصير لنا وحيد ممالك
واها عليها ليتها جاءت على
…
صب لها لو باللسان الماسك
إذ من لسان أطرب الأحشا بها
…
قولى فهل من عودة لهلالك
حتى إذا استشعرت قطع وصالها
…
أسعى أقول وكيف لى بخيالك
لا يطلع البدر المنير بليله
…
حتى يقول ليس ذا بالتارك
كلا ولا شرقت شموس في الهوى
…
إلا وقد ظفرت بلثم نعالك
والصبح ما أهدى وحار ضياءه
…
إلا بذوق من سنا إعطائك
حل السقام بمهجتى فأتى لها
…
شوقى يسألها بقوله مالك
قالت له هذا اللهيب أضر بى
…
فأجابها إذ قال إنى نارك
لا تسدلى هجرا بزائر منظر
…
حاشاك تبديه لصب جارك
منك استمد العاشقون فأصبحوا
…
سكرى فلا يدرون ذا من ذلك
حتى غدت أجفانهم مَلأَى بما
…
دمع من الشوق المذيب الضانك
أبدانهم ممزوجة بسقامها
…
لا تستريح سوى بوصل المالك
الناسك بن الناسك بن الناسك بـ
…
ـن الناسك بن الناسك بن الناسك
أعنى الشريف اللوذعى المنتقى
…
بدر الهنا نجل بن عبد المالك
شمسا عيون تقشعر بنورها
…
أو مثل بدر في كمال ضاحك
إن رمت ساحته يخاطب جهرة
…
أهلا أنا المهدى فهل من دارك
مجدا أصيلا حازه بوراثة
…
عن قاسم عن نافع عن مالك
مكناسة بعلائه ونواله
…
وكماله في رخو عيش سامك
منه ازدهت منه اقتنت كل الولا
…
منه اقتنت عليا كمال بارك
وافى كصبح ناسخ بضيائه
…
ما هم من شر شديد شائك
وافى بآداب بحر ذيوله
…
حتى محا بالحلم سفك السافك
هد المظالم أسس التقوى بما
…
يرضى الإله فيا له من سالك
من طيبه الأذكى كذاك بخلقه
…
أسدى الهدى للهائم المتمالك
فالله يحفظه ويكلاه بما
…
يسلبه الدارين سلو تدارك
ما أعذو ذبت شمس العشى بلونها
…
الأبهى المجدد ذكر عهدها لك
ما سبح الأطيار فوق غصونها
…
سحرا وصبحا للكريم المالك
إلا وتهدينى شميم نداكم
…
يسمو سمو النور فوق الحالك
وقوله مادحا الباشا عبد الله بن أحمد:
ما ترتجيه من الإقبال والإرب
…
وافاك مرتقيا في أبهج الرتب
والوصل دان وشمل الود مجتمع
…
والسعد ينبئنا بأنفس القرب
هذا أوان اللقا هذا أوان الرضا
…
هذا أوان الهنا فانهض إلى الطرب
وهذه نفحات الخير لائحة
…
فقر عينا وطب نفسا وطب وطب
واعلم بأنك قد حللت ساحة من
…
سادت مآثره بالعلم والأدب
وقد أنخت بباب من مناقبه
…
قد طرزت بحلاها سائر الكتب
وقد أتيت إلى من نور طلعته
…
فيه الهدى والندى يصب كالسحب
عبد الإله الذى تنجى محبته
…
من حادث الدهر والأسواء والنوب
إلى أن قال:
بالأنجم الزهر قد حفت مجالسه
…
والخيرين وأهل العلم والنسب
ناهيك من شرف حازت ومن ظرف
…
ضمت ومن كرم ضخم ومن حسب
فليهن فاس حلول الألمعى بها
…
فالآن قد أمنت حقا من العطب
كما به أمنت مكناسة وسمت
…
وبلغت كل ما ترجوه من طلب
يا سيدًا شرفت أخلاقه وزكت
…
أفعاله من بالإقبال واستجب
ها وفد مكانسة قد جاء مرتجيا
…
منك الرضا ولذاك خير مرتقب
فامنحهم منك ما شاءوا وما طلبوا
…
وجد بعطف سريع منك منسكب
لا زلت في عزة تسمو وعافية
…
في النفس والأهل والإخوان والعقب
وقوله فيه أيضا:
بدرية سلبت حشى وقلوبا
…
ببديعها وأنالت المرغوبا
جاءت تميس من الدلال فصاحة
…
من حسنها راح الفؤاد سليبا
إلى أن قال:
شمس الأئمة والذى آلاؤه
…
قد عمرت للقاصدين جيوبا
عبد الإله وحجة الله الذى
…
شرفت مآثره وفاحت طيبا
بدر البدور وجنة الدنيا التي
…
عمت بخير قاصيا وقريبا
والنعمة العظمى التي قد حببت
…
في المكرمات وأهلها تحبيبا
ما من أديب قد تأثل مجده
…
إلا ومن نعماه كان أديبا
فإذا أردت مديحه لاقاك إسـ
…
ـعاد يكون ملبيا ومجيبا
وإذا أتاه الطالبون لحاجة
…
نظروا الغنا والسعد والترحيبا
كل القلوب تحبه وتحب أن
…
تلقى محياه الرضى المحبوبا
يا من بعزته وعطفة مجده
…
نلنا الأمانى مشهدًا ومغيبا
وصلت هديتك السنية بالذى
…
سلا وطيب نفسنا تطييبا
نلنا بها آمالنا في محفل
…
قد رتبت أقماره ترتيبا
جمع المكارم والدهاء فلا ترى
…
إلا إمامًا فاضلا وأريبا
جمع الأئمة والنجوم وكلهم
…
يحلو بأسرار العلوم كروبا
وسراجنا من بيننا العلامة الـ
…
ـمختار إكليل ينير قلوبا
فتراه في أحيانه متفرغا
…
للمكرمات مبادرا منسوبا
وترى مجالسه على طول المدى
…
مثل الثريا صوبت تصويبا
أرواح سيرته الحميدة كل آ
…
ن بالوداد لنا تهب هبوبا
لا زال مجدكم ومجد علاكم
…
بسلامة وسعادة مصحوبا
في النفس والأولاد والإخوا
…
ن والأزواج مع من أحرر التقريبا
وقوله مادحا قاضى الحضرة المكناسية أبا العباس بن سودة المترجم آنفا:
جاء وصل الرضى ووفى وعوده
…
في ابتهاج أبقى الإله وجوده
واستبانت فواتح من سعود
…
عمت الكون غوره ونجوده