المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌113 - التهامى: ابن المهدى المزوار المكناسى النشأة والدار - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٢

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌87 - إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل

- ‌88 - إدريس المعروف بإدريس الأنور والأزهر والتاج والمثنى

- ‌89 - إدريس بن السلطان العادل المولى سليمان بن السلطان

- ‌90 - إدريس بن العلامة السيد التهامى أجانا

- ‌91 - إدريس بن الطيب بن محمد بن حم بن إدريس

- ‌92 - إدريس بن الطيب بن اليمانى بن أحمد بو عشرين

- ‌93 - إدريس بن أحمد بن التهامى مسامح

- ‌94 - إدريس بن أحمد الخطابى الزرهونى

- ‌95 - إدريس بن أحمد بن محمد البخارى المدعو البرنوصى المكناسى النشأة والدار والأقبار

- ‌96 - إدريس بن المكى البخارى

- ‌97 - إدريس بن الحاج حفيد برادة الفاسى

- ‌98 - إدريس بن القائد محمد بن أحمد الفيضى الأصل المكناسى الدار والأقبار

- ‌99 - إدريس بن شيخ الجماعة القراء في وقته الأستاذ البركة السيد اليزيد

- ‌100 - إدريس الوزير بن محمد بن إدريس العمراوى بن محمد بن إدريس ابن محمد بن إدريس

- ‌101 - إدريس بن الحاج بوعزة الميسورى

- ‌102 - إدريس الأمرانى بن عبد السلام بن محمد فتحا بن عبد الله

- ‌103 - الأمين: العطار دفين جبل زرهون

- ‌104 - إسماعيل: أبو النصر بن الشريف بن على الينبوعى السجلماسى الحسنى السلطان

- ‌ مدينة المهدية

- ‌ مدينة العرايش:

- ‌ مدينة طَنجة

- ‌105 - أيويس:

- ‌(حرف الباء)

- ‌106 - بوسلهام بن على بن المؤذن الخلطى البوجنونى الأصل المكناسى

- ‌107 - بو عزة بن العربى بن بوعزة المدعو الفشار، السفيانى الأصل، المكناسى النشأة والدار والقرار والإقبار

- ‌108 - بلقاسم بصرى وهو ابن محمد بن بلقاسم بن محمد الطيب

- ‌109 - بو بكر المراكشى الأصل

- ‌(حرف التاء)

- ‌110 - التهامى بن عبد العزيز المرى

- ‌111 - التهامى الغياثى

- ‌112 - التهامى أبو الفتح بن المرابط البركة السيد حمادى بن عبد الواحد المطيرى الحمادى المكناسى

- ‌113 - التهامى: ابن المهدى المزوار المكناسى النشأة والدار

- ‌114 - التهامى بن الطيب أمغار المكناسى الأصل والإقبار

- ‌115 - التهامى أجانا المكناسى الأصل والدار

- ‌116 - التهامى البورى نسبا الدرعى منشأ

- ‌117 - التهامى بن عبد القادر المركشى المدعو بابن الحداد المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌(حرف الجيم)

- ‌118 - الجيلانى بن الهاشمى بن محمد بن الجيلانى بن محمد -فتحا

- ‌119 - الجيلانى بن حم البخارى المكناسى النشأة والدار

- ‌120 - الجيلانى المدعو القصعة البخارى المكناسى

- ‌121 - الجيلانى بن عزوز الرحالى من ذرية الشيخ أبى محمد رحال الكوش دفين زمران

- ‌122 - الجيلانى بن الباشا حَمُّ بن الجيلانى البخارى المكناسى الأصل والنشأة، والدار والإقبار

- ‌حرف الحاء

- ‌123 - الحسن السلطان أبو على بن السلطان سيدى محمد بن السلطان مولاى عبد الرحمن بن السلطان

- ‌الكلام على بقية علائقه السياسية

- ‌مع فرنسا

- ‌مع إسبانيا

- ‌مع إيطاليا

- ‌مع إنجلترا:

- ‌مع ألمانيا:

- ‌مع الدولة العثمانية:

- ‌مع البرتقال

- ‌مع أميريكا:

- ‌مع البلجيك

- ‌مع البابا

- ‌مؤتمر مدريد ووفقه

- ‌ضربه السكة الحسنية

- ‌اهتمامه بالمعادن وخوضه فيها

- ‌سعيه لإدخال الفنون العصرية للمملكة المغربية وإرساله وفود الطلبة للديار الأوربية

- ‌قيامه بصيانة حصون الثغور المغربية وجلب ما تحتاج إليه من المقومات الحربية واستخدام المتخرجين في الهندسة من البعثة المغربية

- ‌استعداده البحرى

- ‌ضبط أوقاته وتقسيم أيامه وترتيب نظام مملكته وذكر رجال دولته

- ‌كيفية ترتيب الملاقاة

- ‌كيفية تعمير المشور

- ‌الهيئة الرسمية وما تتألف منه

- ‌قواد الجيش العامل

- ‌قواد الحناطى البرانيين

- ‌قواد الحناطى الداخليين

- ‌ركوب السلطان للألعاب الرياضية على الخيل بنفسه

- ‌اللباس الرسمى

- ‌كيفية إجراء الأحكام المخزنية بدار المخزن

- ‌كيفية ورود سفراء الدول على السلطان

- ‌كيفيه دخول ممثلى الدول من السفر

- ‌كيفية تقديم هديته للسلطان

- ‌زيارة السلطان للأولياء

- ‌حركة السلطان من بلد إلى أخرى

- ‌كيفية نصب الافراك ومراكز المستخدمين والجيوش

- ‌كيفية خروج السلطان يوم السفر

- ‌كيفية نهوض السلطان من المحلة

- ‌كيفية مسير السلطان في السفر

- ‌كيفية دخول السلطان للمحلة

- ‌خروجه للأحكام في السفر

- ‌كيفية تموين المحلة

- ‌كيفية تفريق المؤنة اليومية على المحلة

- ‌كيفية وصول الجناب السلطانى إلى المحل المقصود

- ‌العادة في الولائم السلطانية

- ‌كيفية العقيقة

- ‌نزهة شعبانة

- ‌العادة في الجنائز

- ‌مشيخته:

- ‌بناءاته:

- ‌ما خلفه من الأولاد رحمه الله

- ‌الشريفات من نسائه

- ‌الحرائر منهن

- ‌المطلقات منهن

- ‌وفاته:

الفصل: ‌113 - التهامى: ابن المهدى المزوار المكناسى النشأة والدار

للشيطان هواه ومرتضاه. غير مكترث بأنه من أعظم السيئات. وإن ما قدره سبحانه لا بُد آت. فما أخسر متجره ونصيبه. وما أعظمها عليه من مصيبة. ولقد ابتليت بقوم عميت عليهم الأنباء. وحملوا من الأضغان والإحن الأعباء. فهم عن غرر المحاسن لا يتساءلون. ولا بطلعتها يتفاءلون. وإنما يبحثون عن الأدون والمساوئ. دون الأرجح والمساوى. ومهما عاينوا تحبيرى في فن من الفنون. خاب رجاؤهم وساءت الظنون. وكادت تعاجلهم المنون. يودون حينى. واندثار رسمى وأينى. ومع هذا فهم كما قيل:

لنا صاحب مولع بالخلاف

كثير الخطاء قليل الصواب

ألج لجاجا من الخنفساء

وأزهى إذا ما مشى من غراب

إلى أن قال إثر شعره المتقدم:

"ثم هأنا أقترح من أنامل قرائح الجنان. وأستوهب من سحائب البنان. أن تسمح بإجازة رافلة في معرض الإتقان. على بهجة تخر لها الأذقان. ما نسج بارع على منوالها، ولا ظفر طامع بأحوالها. تزرى بكل أنيس مطرب، ويغبط في روائجها المشرق والمغرب" وهو أطول من هذا وأطنب فيه وأطاب وأباع ما شاء.

وفاته: توفى فجأة برباط الفتح يوم الأربعاء حادى عشر صفر الخير سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، ودفن بدويرة بالزاوية الناصرية بحومة أبى القرون.

‌113 - التهامى: ابن المهدى المزوار المكناسى النشأة والدار

.

حاله: نابغة أديب أريب، وجيه لبيب، ناظم ناثر، واعظ فصيح اللسان عدل رضى مبرز.

تولى الوعظ بالضريح العلمى وبكرسى عنزة المسجد الأعظم وخطة العدالة بالحضرة المكناسية وتصدر للشهادة وكان يتعاطاها لتاريخ شعبان عام اثنين وتسعين

ص: 117

ومائتين وألف وقبل ذلك وبعده ثم استكتب بالديوان السلطانى مدة ثم أخر عنه مدة ثم أعيد إليه فصار يظعن بظعن الجناب الملوكى ويقيم بإقامته.

له شعر رقيق يفرغه في قالب رشيق حلاه عصريه السيد أحمد بن الحاج الفاسى في بعض مؤلفاته بما لفظه: الفقيه الأديب الماهر الحائز قصبة السبق في الفصاحة والبلاغة الناظم الناثر الهمام الذى لا يقاوم والماجد الذى لا يزاحم، من سما في سماء التوثيق بدرا، وارتفع في سلم العلوم سرا وجهرا العدل سيدى التهامى المزوار المكناسى. انتهى. وكان معدودا من شعراء الدولة الحسنية وأعيان كتابها لو جمع شعره لجاء في مجلد ضخم لكن مع الأسف ضاع جله إن لم نقل كله.

مشيخته: أخذ عن خاتمة المحققين الفقيه القاضى سيدى الحاج المهدى بن سودة والعلامة القاضى سيدى العباس بن كيران ووالده سيدى محمد المهدى وغيرهم.

شعره: من ذلك قوله وهى قصيدة تسمى بالسحر الحلال في الذب عن أهل الكمال أو تشنيف المسامع بتوبيخ البذئ بأفظع المقارع أو نصرة الأماجد بقمع الأباعد:

دع عنك أهل الجحد والأهواء

وانبذ بشيع كلامهم بورا

لاموك من حيث ارتضيت أخاهم

لجناب عزك حارسا بفناء

إيلام من لأخيه أصبح حاسدا

في فعله ومقوله لسواء

ما ذاك إلا من اليم العجز عن

إدراك هذا الشأو دون مراء

مع أن ذا شرف لهم بأخيهم

إذ صار يحرس منزل العظماء

لكنه قد فاقهم بالقرب من

حبر شريف من بنى الصلحاء

ذاك الشريف المرتضى مثواه من

مثواه طال كواكب الجوزاء

ص: 118

من معشر أهل السيادة والسعادة

والندا والفضل والآلاء

من معشر حظى الزمان بعلمهم

ووجودهم بسعادة شماء

من معشر لهم المآثر والمفاخر

قد سمت من قوق كل سماء

سل عنهم الحطاب في كم موضع

من شرحه لأبى الضياء ضياء

وسل ابن رحال مع الفاسى في

تثبيته في الليلة الليلاء

وسل التتائى والمحشى تلق ما

يشفيك في الأنقال والأنباء

وسل الزمان وأهله عما حووا

من رتبة ومزية ودهاء

ومجادة وزهادة ونزاهة

وكرامة مصحوبة ببقاء

ناهيك من شرف فخيم قد غدا

في الدهر مثل الغرة الغراء

ناهيك من مجد تأثل واعتلى

في عزة مسموكة علياء

من ذا يطاول سادة قد خلدت

آثارهم بدفاتر العلماء

من ذا يطاول شبلهم علامة الـ

أعلام في فهم وحسن وذكاء

من ذا يضاهى مجده وكماله

في حلة التقريب والإقصاء

يا سيدا أهدى لنا من يمه

دررا تبدت عن سنى سناء

لا تنزعج مما عراك فمن عوى

يرمى بها ذى الصخرة الصماء

هذا وعن قرب ترى ما تشتهى

في سائر الأعداء والرقباء

فلأنتم من نسبة مبرورة

جلت مفاخرها عن الإحصاء

لا شك أن الله يحمى جاهكم

ويغار في الإصباح والإمساء

أوما درى القالى بأنك من سلا

لة سيد الإرسال والأنباء

ص: 119

وبأن بدرك في حمى مولاى إدريس

الرضى الحامى من الأسواء

وبأن مولانا أمين الله قد

غطاك منه بعطفه الوضاء

أو ما درى ببنى الشهيد المرتضى

السادة الحجاب والوزراء

أن قد أحلوكم حمى أكنافهم

بعناية ومبرة وولاء

وحموك من أهل العناد فكل من

قد رامكم يرمى بسهم بلاء

أعظم بهم من ماجدين وسادة

وأهلة وأئمة كبراء

سادوا وأسدوا للأنام معاليا

محفوفة بسوابغ النعماء

عمت مكارمهم فأصبح جودهم

في سائر الأقطار كالأنواء

أحيوا مآثر قد تلافاها بهم

رب العباد بسيرة حسناء

أيلوم مثلك في اتخاذ الكلب من

لم يعرفن أحكامه بوفاء

لو كان مطلعا لما أبدى الذى

أبدى من العذل الشديد الداء

فالشرع نص على اتخاذ الكلبين

حيث القياس على كلاب الشاء

ومن الغباوة نكر ما هو ظاهر

ومقرر في الشرع دون خفاء

في كلب أهل الكهف منه كفاية

في صحبة الأخيار والنبلاء

بالقرب منهم نال فضلا شامخا

ومزية عظمى وحسن ثناء

فلأجل ذا نال المزايا كلها

كلب الرضى مثواه دون خفاء

فلم التمشدق بالأباطيل التي

قد زخرفت بالحجة العمياء

لا سيما في جنب بحر زاخر

أسراره كالشمس دون غطاء

هلا ارتدى برداء تسليم ولم

يتعرضن لعداوة الفضلاء

ص: 120

يا ليته غطى بصمت جهله

فالصمت منجاة من الأدواء

ماذا من الأسواء جر لنفسه

بإذاية الأشراف والفقهاء

ولحوم أهل العلم يعلم أنها

مسمومة تدعو لكل عناء

فالكاملون يرون كلا كاملا

من غير تنقيص ولا إزراء

والناقصون يرون بالنقصان من

لاقوا من الكمال والنبهاء

وجميع أهل النقص ليس لهم شعور

بالذى فيهم من البلواء

فتراهم أبدا على طول المَدَى

متلونين تلون الحرباء

فكذا يكون الناقصون من الورى

وكذا يكون معاشر اللؤماء

ملئت بواطنهم بحقد كامن

وعداوة في غاية الإخفاء

يلقون من لاقاهم ببشاشة

وطلاقة وتودد وحباء

وقلوبهم من أجله محشوة

مملوءة بمكايد البغضاء

فالله يكفينا ويكفيكم أذى

الجهال والأوغاد والبخلاء

والله يكفينا جميعا كل ما

نخشى مع الأحباب والأبناء

بالمصطفى والآل والأصحاب والـ

أقطاب والأبدال والنقباء

صلى الإله وسلمن عليه ما

مثواه راح بنصرة الشعراء

ومن ذلك قوله في ختم السلطان الأفخم أبى على مولانا الحسن صحيح البخارى:

حياك ما أملت من أوطار

فاهنأ بعز شامخ المقدار

وبشير سعدى قد أتاك مبشرا

بسعادة الإيراد والإصدار

ص: 121

فلذكرها فيه ارتياح القلب والـ

أرواح والأشباح والأفكار

ما ذاك إلا أنها قد أحرزت

شرفا بحب المصطفى المختار

خير الوجود وحصنه وأمانه

من سائر الأسواء والأغيار

فهو الشفيع المرتضى يوم القضا

في المذنبين لدى التهاب النار

فبجاهه لله كن متوسلا

تبلغ جميع السول والأوطار

وكن المتيم دائما بحديثه

في حالة الإقصار والإمرار

واحضر مجالسه الشريفة تدركن

ما شئت من فضل الإله البارى

أو ما رأينا الحاضرين لها غدوا

بالروح والخير العميم الجارى

وانظر إلى الدنيا تلألأ نورها

فرحا به وبختمه المعطار

وانظر إلى الرحمات بين قبابه

تسعى لدا الآصال والأبكار

وتجر من طرب ذيول دلالها

فكأنها ثملت بصرف عقار

وتقول ياللأكرمين تمتعوا

بحضوركم لمحافل الأخيار

وردوا حياض علومه وتنعموا

برياضه المتنوع الأزهار

هذى نجوم الأرض دائرة به

فكأنها الهالات بالأقمار

بسكينة وتواضع وتخشع

وتأدب وتنسك ووقار

ختم شريف قد تحلى عصرنا

بوروده وعلا على الأعصار

في حضرة الملك الهمام المرتدى

بردا النَّدَى والجود والإيثار

المالك البر الذى حاشاه أن

يلفى له في المعلوات مجار

المالك المولى الشريف السيد الـ

ـحسن الشمائل طيب الآثار

ص: 122

فرد المفاخر من ذؤابه هاشم

فذ التقى في الجهر والإسرار

مأوى الديانة والسماحة والدها

والصفح والإغضا عن الأوزار

رحمى الإله ومن بغرة مجده

سعد الوجود ونال كل فخار

النعمة العظمى التي عم الورى

إحسانها كالوابل المدرار

لله نهضته وفيه سكونه

وقيامه في ليله ونهار

ما همه إلا اكتساب محامد

ومحبة العلماء والأبرار

همم لعزته الشريفة تجمع الـ

أعدا وتسكنهم بدار بوار

قل للذين عن الطريق تحرفوا

كفوا عن الطغيان والإصرار

هذا خليفة ربنا المنصور قد

وافى ليقطع هامة الفجار

بشر عداه بأخذة سموية

تردى جميع كبارهم وصغار

هيهات لا وزر يقيهم لا ولا

وطن ولا مصر من الأمصار

هذى أسود الغاب تخشى بأسه

وعزيز سطوته بلا إنكار

فلم التحصن بعد هذا إنه

لسفاهة الأوغاد والأشرار

لكن عذاب الله حق عليهم

فعموا وصموا عن نِدا الإنذار

فليهن سيدنا ومولانا الرِّضا

هذا الختام المشرق الأنوار

أديت حقا للبخارى وافيا

ورفعت ذكر صحيحه بمنار

وجعلت يا نجل الرسول ختامه

عيدا سعيدا نيط بالأسرار

وأفضت فيه من المواهب أبحرا

أزرت بجود البحر والأمطار

ناهيك ما أوليت من نعم ومن

بر سجيل فضة ونضار

ص: 123

فالله يبقى نصرك الممدود في

عز وعافية مع استمرار

والله يبقى الملك فيك مخلدا

ما هبت الأرواح في الأسحار

والفتح والتمكين والتأييد لا

ينفك طوع يمينكم ويسار

وبقيت منصورا بقاء الدهر يا

كهف الأنام وقرة الإبصار

بالمصطفى وبآله وصحابه

والتابعين وسائر الأنصار

أزكى الصلاة مع السلام عليه ما

حياك ما أمنت من أوطار

وقوله في ميلادية أنشأها عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف وأنشدت بين يدى الجلالة السلطانية الحسنية بحضرته الفاسية:

هذى السعادة قد مدت إليك يدا

والوصل أنجز عزما ما به وعدا

أم هذه نفحة الأحباب قد وفدت

من نحو ليلى وهذا عطفها وفدا

أهدت لنا طربا أهدت لنا إربا

أهدت لنا قربا لا تنتهى أبدا

قد طال ما كنت أرعاها وأرقبها

قدما وأطلب منها الوصل والرغدا

حتى غدوت بها في كل آونة

أهفو وألهج لا أخشى بها أحدا

هيهات لى كيف أسلو عن هواها وهل

أقوى وهل أستطيع الصبر والجلدا

لا يسلينى أبدا عنها سوى شغفى

بمولد المصطفى أجل من ولدا

خير الورى وشفيع الخلق قاطبة

يوم الزحام إذ الإحجام عنها بدا

أعلى الخلائق جاها عند خالقه

وخير من يرتجى يوم القيام غدا

أصل الوجود ومن لولاه ما خلقت

أرض ولا كان كون لا ولا وجدا

فهو البشير النذير المستغاث به

وهو الذى رحم المولى به وهدى

ص: 124

كم آية ظهرت في آن مولده

كم نعمة بهرت من دان أو بعدا

يا سيد الرسل داركنا بمرحمة

تكسو الجميع على مر المدى بردا

وأسدل على نجلك الميمون سيدنا

عطفا وهيء له من أمره رشدا

هذا الإمام الذى جلت مآثره

عن أن يحيط بها من رامها عددا

هذا الإمام الشريف الطيب الحسن الـ

ـبر الذى صهوة الإحسان قد صعدا

هذا ابن فاطمة الزهراء من شرفت

أخلاقه وعلت في المعلوات يدا

هذا هو ابن رسول الله كعبتنا

هذا الذى قد غدا في الحلم منفردا

هذا الذى هو مأوى الخير أجمعه

هذا الغنى للذى أبوابه قصدا

هذا الذى أسعد الله الوجود به

فضلا ومنا فلم يترك به أودا

هذا الذى أصبحت فينا سيادته

كهفا منيفا وحصنا لم يزل سندا

هذا المؤيد والميمون طالعه

هذا الذى بعلاه الخلق قد سعدا

فجر الملوك ومن صارت مناقبه الـ

ـغراء حرزا بها نستدفع الكمدا

فليهن علياك يا تاج الملوك ويا ابـ

ـن المصطفى ليلة خصت بكل ندى

خصت بمكرمة خصت بمرحمة

خصت بمرتبة قعسا وكل هدى

نلنا بها من بها علياك كل منى

نلنا بها الربح والأوطار والرشدا

دم سيدى لابسا ثوب السرور على

مر الدهور فما ترضاه قد وجدا

لا زال نصر وفتح يخدمان معا

هذا الجناب الذى أروى الورى مددا

واليمن والسعد والأسعاد يتبعه

مع السلامة إصدارا وإن وردا

ما أم ركب أمين الله رحمته

فراح والعطف قد أولى إليه يدا

ص: 125

وقوله في ميلادية عام واحد وثلاثما وألف ومن خطه نقلت:

نور السعود بدا أم نور تجديد

عم البلاد بعز منه ممدود

أم هذه نفحة جاء البشير بها

من نحو ليلى بوصل غير محدود

سقيا لها أذكرتنا جيرة رحلوا

يقفون بالعزم مغناها بتجريد

قد غادروا الصب في شوق وفى قلق

لا يستطيع حراكا حلف تسهيد

يا ليتهم رحلوا بالقلب إذ رحلوا

في حين يضرب بطن البيد بالبيد

حتى إذا ما رأوا تلقاء كاظمة

أنوار طيبة مأوى الخير والجود

ألقوه فيها ففيها كل منيته

فيها أجل شفيع خير مولود

من خصه الله بالقرآن معجزة

تبقى فلا تنقضى بقاء تخليد

فهو الشفيع الرضا والمستغاث به

إن أحجم الشفعاء يوم موعود

أعلى البرية عند الله منزلة

ومن أتانا بإيمان وتوحيد

كم آية ظهرت في حين مولده

ميمون من غير تكييف وتحديد

في ليلة أكرم الله الوجود بها

علت على القدر قدرا دون تفنيد

من أجل ذلك مولانا وسيدنا

يجدد الخير فيها أى تجديد

يحيى سوائعها في كل ما سنة

تبدو بمدح وتحميد وتمجيد

سنت سيادته عيدا لمقدمها

ناهيك من شيم ناهيك من عيد

يحيى مواهبها يعلى دعائمها

يشيد أعلامها وأى تشييد

يأتى حجيج الورى بادى الضجيج إلى

نادى نداه بوفد غير معدود

فينظرون جمالا جل عن مثل

ويشهدون بعلم لا بتقليد

ص: 126

وينظرون بحار الفضل فائضة

على الوجود عطاء غير محدود

وينظرون رياح النصر واقفة

بالسباب خادمة من غير ترديد

في حضرة الملك الأسْمَى الهمام ومن

إِفضاله الجم عم كل موجود

خليفة الله رحماه ونعمته المـ

ـهداة للخلق من بيض ومن سود

روح الوجود وبضعة الرسول ومن

ساس العباد بتوفيق وتسديد

ذاك ابن فاطمة الزهرا الشريف ومن

أعد للبر بابًا غير مسدود

المالك الحسن الأخلاق والحسن الـ

أنباء والحسن الأسما إذا نودى

ماضى العزائم موفور المكارم غفـ

ـار العظائم مصدوق المواعيد

مولاى يهنيك ما أولاك ربك من

عز وفتح ومن نصر وتعضيد

وليهن عزك غراء الليالى التي

حيت يسعد وإسعاد ومقصود

فيها أفضت أدام الله نصرك إحـ

ـسانا غدا يمه محمود مورود

شيدت للدين أعلاما أقمت له

دعائما ترتضى من بعد تأويد

مع نفحة نفحت من عطف عزك أر

واحا بأذكى من النسرين والعود

دامت مفاخرك العليا الشريفة في

حفظ وعافية تكسى بتأييد

بالمصطفى وبآل والصحاب وما

في الأرض من صالح من غير تقييد

دامت عليه صلاة الله ما طلعت

أنوار سعد لمولانا بتمهيد

وقوله مادحا الشريف الأصيل المولى المهدى بن عبد المالك الإسماعيلى:

أمن البدور الغر نير حالك

فتهللى بدرى برؤية حالك

وتمنطقت أيد بدر خطابها

ناهيك من در نضيد سالك

ص: 127

لما شممت نسيمها أحيا بنا

ما كان ميتا من رميم حاسك

يا عاذلى في حبها لو حمتها

كنت السمير بها فهل من تارك

أو لو نظرت أخى لطيف خيالها

ما لمت حبى في هواها الفاتك

جاءت تزور فقلت ها نفسى فدا

أما القليب فإنه في عارك

قالت فإنى لا أبقى لحظة

حتى تصير لنا وحيد ممالك

واها عليها ليتها جاءت على

صب لها لو باللسان الماسك

إذ من لسان أطرب الأحشا بها

قولى فهل من عودة لهلالك

حتى إذا استشعرت قطع وصالها

أسعى أقول وكيف لى بخيالك

لا يطلع البدر المنير بليله

حتى يقول ليس ذا بالتارك

كلا ولا شرقت شموس في الهوى

إلا وقد ظفرت بلثم نعالك

والصبح ما أهدى وحار ضياءه

إلا بذوق من سنا إعطائك

حل السقام بمهجتى فأتى لها

شوقى يسألها بقوله مالك

قالت له هذا اللهيب أضر بى

فأجابها إذ قال إنى نارك

لا تسدلى هجرا بزائر منظر

حاشاك تبديه لصب جارك

منك استمد العاشقون فأصبحوا

سكرى فلا يدرون ذا من ذلك

حتى غدت أجفانهم مَلأَى بما

دمع من الشوق المذيب الضانك

أبدانهم ممزوجة بسقامها

لا تستريح سوى بوصل المالك

الناسك بن الناسك بن الناسك بـ

ـن الناسك بن الناسك بن الناسك

أعنى الشريف اللوذعى المنتقى

بدر الهنا نجل بن عبد المالك

ص: 128

شمسا عيون تقشعر بنورها

أو مثل بدر في كمال ضاحك

إن رمت ساحته يخاطب جهرة

أهلا أنا المهدى فهل من دارك

مجدا أصيلا حازه بوراثة

عن قاسم عن نافع عن مالك

مكناسة بعلائه ونواله

وكماله في رخو عيش سامك

منه ازدهت منه اقتنت كل الولا

منه اقتنت عليا كمال بارك

وافى كصبح ناسخ بضيائه

ما هم من شر شديد شائك

وافى بآداب بحر ذيوله

حتى محا بالحلم سفك السافك

هد المظالم أسس التقوى بما

يرضى الإله فيا له من سالك

من طيبه الأذكى كذاك بخلقه

أسدى الهدى للهائم المتمالك

فالله يحفظه ويكلاه بما

يسلبه الدارين سلو تدارك

ما أعذو ذبت شمس العشى بلونها

الأبهى المجدد ذكر عهدها لك

ما سبح الأطيار فوق غصونها

سحرا وصبحا للكريم المالك

إلا وتهدينى شميم نداكم

يسمو سمو النور فوق الحالك

وقوله مادحا الباشا عبد الله بن أحمد:

ما ترتجيه من الإقبال والإرب

وافاك مرتقيا في أبهج الرتب

والوصل دان وشمل الود مجتمع

والسعد ينبئنا بأنفس القرب

هذا أوان اللقا هذا أوان الرضا

هذا أوان الهنا فانهض إلى الطرب

وهذه نفحات الخير لائحة

فقر عينا وطب نفسا وطب وطب

واعلم بأنك قد حللت ساحة من

سادت مآثره بالعلم والأدب

ص: 129

وقد أنخت بباب من مناقبه

قد طرزت بحلاها سائر الكتب

وقد أتيت إلى من نور طلعته

فيه الهدى والندى يصب كالسحب

عبد الإله الذى تنجى محبته

من حادث الدهر والأسواء والنوب

إلى أن قال:

بالأنجم الزهر قد حفت مجالسه

والخيرين وأهل العلم والنسب

ناهيك من شرف حازت ومن ظرف

ضمت ومن كرم ضخم ومن حسب

فليهن فاس حلول الألمعى بها

فالآن قد أمنت حقا من العطب

كما به أمنت مكناسة وسمت

وبلغت كل ما ترجوه من طلب

يا سيدًا شرفت أخلاقه وزكت

أفعاله من بالإقبال واستجب

ها وفد مكانسة قد جاء مرتجيا

منك الرضا ولذاك خير مرتقب

فامنحهم منك ما شاءوا وما طلبوا

وجد بعطف سريع منك منسكب

لا زلت في عزة تسمو وعافية

في النفس والأهل والإخوان والعقب

وقوله فيه أيضا:

بدرية سلبت حشى وقلوبا

ببديعها وأنالت المرغوبا

جاءت تميس من الدلال فصاحة

من حسنها راح الفؤاد سليبا

إلى أن قال:

شمس الأئمة والذى آلاؤه

قد عمرت للقاصدين جيوبا

عبد الإله وحجة الله الذى

شرفت مآثره وفاحت طيبا

بدر البدور وجنة الدنيا التي

عمت بخير قاصيا وقريبا

ص: 130

والنعمة العظمى التي قد حببت

في المكرمات وأهلها تحبيبا

ما من أديب قد تأثل مجده

إلا ومن نعماه كان أديبا

فإذا أردت مديحه لاقاك إسـ

ـعاد يكون ملبيا ومجيبا

وإذا أتاه الطالبون لحاجة

نظروا الغنا والسعد والترحيبا

كل القلوب تحبه وتحب أن

تلقى محياه الرضى المحبوبا

يا من بعزته وعطفة مجده

نلنا الأمانى مشهدًا ومغيبا

وصلت هديتك السنية بالذى

سلا وطيب نفسنا تطييبا

نلنا بها آمالنا في محفل

قد رتبت أقماره ترتيبا

جمع المكارم والدهاء فلا ترى

إلا إمامًا فاضلا وأريبا

جمع الأئمة والنجوم وكلهم

يحلو بأسرار العلوم كروبا

وسراجنا من بيننا العلامة الـ

ـمختار إكليل ينير قلوبا

فتراه في أحيانه متفرغا

للمكرمات مبادرا منسوبا

وترى مجالسه على طول المدى

مثل الثريا صوبت تصويبا

أرواح سيرته الحميدة كل آ

ن بالوداد لنا تهب هبوبا

لا زال مجدكم ومجد علاكم

بسلامة وسعادة مصحوبا

في النفس والأولاد والإخوا

ن والأزواج مع من أحرر التقريبا

وقوله مادحا قاضى الحضرة المكناسية أبا العباس بن سودة المترجم آنفا:

جاء وصل الرضى ووفى وعوده

في ابتهاج أبقى الإله وجوده

واستبانت فواتح من سعود

عمت الكون غوره ونجوده

ص: 131