الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مؤتمر مدريد ووفقه
ولما اجتمع المؤتمر الدولى بمدريد للنظر في مسألة الحماية بالمغرب وجه له النائب الشهير السيد محمد بركاش الرباطى لمزيد معرفته وخبرته وممارسته لمثل هذه الأمور في الدولتين المحمدية والحسنية، وزوده بما يقتضى اعتماده نائبا عنه، وتوجه معه بقصد الاستشارة وشد العضد الحاج عبد الكريم بريشة التطوانى، وإليك ما راج بين الحضرة الشريفة ونائبها في المؤتمر المذكور وأولها:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك جوابا عما كتبنا لك في شأن سفرك لمدريد للحضور في الجمع على قضية الحماية، وذكرت أنك لا تجد انفكاكا منهم بخاطرهم إلا بمدافعة من جانبا العالى بالله لكونهم يذكرون أن غيرك إذا توجه لهذه القضية لا يتمكن من الغرض، غير أنه تخيل لك من كثرة إلحاحهم عليك في التوجه أن لهم في ذلك شيئا مع مشاهدتهم لمرضك وملازمتك للفراش، ولولا أخذ ولدك بيدك لتعذرت عليك مباشرة الأمور مع كثرة الصائر على شئونك وعلى ما هو واجب على المخزن، وكون سفرك يلزمك في صائره على نفسك فيما لابد منه نحو الألف ريال في تعداد الكساوى لك وما يناسب لأصحابك والفراش والمحوت وغير ذلك، مما تظهر أبهة الإسلام وراتبك لا يكفيك لصائرك بطنجة فضلا عن صائرك بالرباط.
وكان سيدنا رحمه الله يعينك بتنفيذ ما تدفعه في مثل ذلك وينفذ لك غير ذلك مما تحصل لك به الكفاية، وكانت تحصل لك بذلك قوة وإعانة على الخدمة ووجاهة على الأجناس، وطلبت الأنعام عليك بما تجبر به ما خرج من يدك في
هذه المدة، وما تتقوى به على الخدمة، وإن اقتضى نظرنا الشريف أن تتوجه للمحل المذكور حين تحصل لك الراحة وتقدر على السفر تتوجه وصار ذلك بالبال.
فأما توجهك للمحل المذكور فقد تقدم لك كلامه وما أخبرت به من أن غيرك إذا توجه لهذه القضية لا يتمكن من الغرض هو الذى توسمناه وهجس في الخاطر والباطن، ولذلك شرح الله صدرنا للإذن لك في التوجه وكتبنا لك به آخرًا بعد ما خيرت أولا فالعمل عليه، وإذا عزمت فتوكل على الله.
وأما ما تخيل لك من أن لهم في توجهك شيئا فخذ في ذلك بالحزم واحتط ما أمكنك ولا توافقهم على ما فيه ضرر أو شبهة أو مخالفة للشرع فإنا لا نقبله ولا نوافق عليه أصلا إذ المقصود من هذا هو التطهير من هذا الرجس لا إبداله بما هو أقبح وأفظع في المثل، كما غسل دما بدم أو بزيادة آخر عليه في المثل جاء يطب فأعمى، وفيه أيضا جاء ليستفيد قرنين فرجع بلا أذنين.
وأما تصييرك على ما هو واجب على المخزن فلا علم لنا به لأن كل ما تكتب لنا به وتخبر أنك صيرته على دعاوى أو تفاصلت معهم فيه ننفذه لك كقضية أعراب الحدادة والصبنيولى المقتول وما كنت تفاصلت به في قضية إعطاء أهل الحماية في الإمكاس ينفذ لك وهلم جرا.
ولو أخبرت بغير ذلك مما يجب لنفذ لك كأمثاله إذ لم يعهد لأحد من المكلفين الذين عندهم ما يصيرون منه أن المخزن يكلفهم بالصائر عليه من عندهم وأحرى غيرهم الذين يعانون من جانب المخزن.
وعليه فبين ذلك الواجب المخزنى الذى صيرت عليه من عندك ليظهر، وبين لنا نظيره الذى تقدم الصائر عليه حياة سيدنا رحمه الله ومن أين كان يصير عليه.
وأما ما ذكرته من كون راتبك لا يكفيك لصائرك بطنجة فضلا عن صائرك بالرباط، فإنا نعرف ذلك ونعتقده ونحن أولى بمواساتك وإعانتك، وكل ما يعطى لك في محله لولا أن المخزن اليوم واجب أن يعان ولا يخفاك ما نخرجه كل شهر في مشاهرات النجليز والصبليون والآلات الجهادية والبناء لها.
وأما ما ذكرته من كون سيدنا رحمه الله كان يعينك
…
إلخ فلم يتقدم منك إعلام بذلك قبل الآن، ولو أعلمت به لوقع النظر فيه وأقررت عليه كما أقررت على غيره كالمشاهرة وتجديد ظهائر الخدمة ونحو ذلك، وعليه فبين لنا ذلك وبكم كان يعينك وعلى يد من كان ينفذ لك، وكم من مرة أعانك ومن أين كان يخرج لك ذلك لنرى فيه، وأما تصيير الألف ريال فيما تتوقف عليه لسفرك فلا بأس به والسلام في 14 ربيع الأول عام 1297".
الثانى وفيه الكلام على ما راج في إسقاط من هو زائد على الخدمة من الحماية:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك معلما بأنك في أحد اجتماعاتك مع نواب الأجناس كنت تتكلم معهم في إسقاط من هو زائد على الخدمة من الحماية، لكون ذلك خارجا عن مقتضى الشروط، فذكروا لك أنهم إذا أسقطوهم يقع عليهم الترامى، والحكام لا يبالون ويقع عليهم الظلم والحيف بسبب حقدهم عليهم حيث كانوا في الحماية، وأنك تذاكرت مع باشادور الإنجليز في كيفية الخروج من ذلك فاخترتم أن نجعل لهم عهدًا بأن لا يقع لهم ظلم ولا حيف وكل من يسقطونه من الحماية في ذلك الوقت ويصدر منه ما يستحق به إجراء الحكم عليه فيعلم القونصو
الذى كان حاميه ليحضر على الحكم ولا يتكلم بشئ إلا أنه ينظر هل يقع له ظلم.
وأنك اخترت ذلك ليكون عاملنا هو الحاكم وهو أحسن من أن يكون القونصو هو الحاكم وأن باشادور النجليز حتم عليك الكتب إليهم بذلك لتسد أفواههم عما يدعون به من الظلم عند دولهم، وظهر لك أنه مصلحة، ووجهت لحضرتنا الشريفة نسخة مما كتبت لهم به ومع ذلك فلم يقبله الطليان
…
إلخ.
فقد عرفنا ذلك وصار ببالنا الشريف والذى اقتضاه نظرنا الشريف هو ما قدمنا لك صحبة خديمنا الحاج عبد الكريم بريشة، من أن نكتب لمن يخرج من الحماية ظهائرنا الشريفة، ونضمنها ما يناسب معاملتهم وانحياشهم لجنابنا العالى بالله على وجه أوفق وأليق، ثم من كان منهم من الأعراب وسكان البادية نستعمله في فلاحة جانبنا الشريف والعزبان والشركة.
ومن كان منهم من أهل المدن نستعمله فيما يناسب من خدمتنا الشريفة، حتى يكون جميعهم في حوزة جانبنا العالى بالله ولا يجد العمال إليهم سبيلا، ولا يجدوا هم أيضا سبيلا إلى التشكى والتظلم بأمر يلحقهم، ويبقى الكل في فسحة.
وعليه فتفاوض معهم على ذلك، ثم تكلم به في مجلس الكلام والأحكام، واطلب منهم عدد الخارجين من الحماية وحقق الأمر فيه معهم، واجعل ذلك في زمام، وأعلمهم بأنه إذا ادعى البعض على أحد بعد، أنه منهم ولم يشمله ذلك الزمام فهو رد.
نعم اليهود المحميون إذا تأتى لك إدخالهم في الضابط المذكور فلا تقصر فيه، وإذا لم يتأت لك ذلك فأجر عملهم على حضور القونصو مع العامل وقت الحكم عليه، بخلاف المسلمين، فإن العمل فيهم هو ما قررناه لك من جعل
الفرنصيص أبذلا المجهود معه فلم يساعدهما، استرعيت على جميع من في المجلس بأنهم إذا لم يحددوا الحماية وتركوها على حالها فلا طاقة لك على الوفاء بما هو في الشروط من الأمان والحفظ للأجناس ولأمتعتهم، لأن الحكام لم تبق لهم حرية في تبليغ الحقوق، فقال رئيس المجلس للحاضرين به: هذا ما أردتم أن تسمعوا، والحق معه في ذلك، فسكت الفرنصيص ولم يجب بشئ، وظهر منه استحسانه ذلك ثم انفصل المجلس وكتب وزير إسبانيا لباشدورهم الذى بإيطاليا وكذلك بعض النواب ليعينوا على المساعدة، ولما أعددتم المجلس وسألتم باشدور الطليان عن جواب دولته فأجاب بأنه لا زال لم يرد عليه، واعتذر بأن الكلام في السلك يقع فيه الغلط، وأنه لا زال على كلامه الأول، فحينئذ جعلت الاسترعاء المذكور كتابة لتتكلم به على وجه مخزنى لكون كلامك به أولا كان على غير الوجه المخزنى، واتفق أهل المجلس في تأخير الجمع حتى يأتى الجواب للطليان من دولته، وهذا كله سببه باشدور الطليان الذى بطنجة وصار ذلك بالبال.
فأما التأويل المذكور المجعول فيما يأتى من النظر لزسيون في المستقبل فلا بأس به، وأما عدم الرجوع فيما فات منه وبقاء المحميين الخارجة حمايتهم عن القوانين والشروط وكذلك وفق السماسرة ففيهم ضرر كبير بين، فإن كان المحيد عنه فهو الأولى، وإن لم يكن فالخير في الواقع والله المستعان، إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله.
وأما ما صدر من باشدور الطليان فقد كان في غنى وسعة عن تصديه لهذه الإذاية، الله حسيبه ووكيل عليه، ويده سبحانه فوق يده لأنه لا داعية له لذلك لولا الشهوة والغرض، ولقد كان أعظم في العين أن يتكلم فيما لا يعنيه ولا نفع عائد عليهم منه، ويسعى في فتح الأبواب وخرق القوانين والإضرار، والله يعينك ويصلحك ويأخذ بيدك والسلام في متم رجب الفرد الحرام عام 1297".
الظهائر لهم، فامض عليه وجد في حيازة عددهم كما قدمناه لك أصلحك الله والسلام 8 جمادى الأولى عام 1297".
الثالث وفيه الكلام على تعيين وقت انعقاد المؤتمر والبت في مسألة النائب المغربى به ومستشاره:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته:
وبعد: فقد وصلنا كتابك معلما بأنك كنت قدمت الأعلام لجانبنا الشريف بما كان أخبرك به نائب الصبنيول مما كتب له به وزيرهم في شأن الجمع بمدريد على قضية الحماية، وأنه ظهر لهم أن يكون في خامس عشر مايه الموافق نحو خامس جمادى الثانية الآتى مواليا لشهر تاريخه، وأنك كنت وجهت نسخة من كتاب الوزير وترجمته، وأنك لما رأيت فيه وقوع الاتفاق على عدم حضور أحد من النواب الذين بطنجة، وتخيل لك أنه ربما يكون شاملا لك طلبت من النائب المذكور الاستفهام عن ذلك فكتب على طريق السلك هذه نحو الخمسة أيام من تاريخ كتابك الذى هو عاشر شهر تاريخه، وإلى الآن لم يرد له جواب عن ذلك، وإنه لا ينبغى السكوت عن شئوننا.
وطلبت من جانبنا الشريف أن نوجه لك ظهيرًا لسفرك إن كان النظر لم يزل على سفرك. وكتابا لعظيم الصبنيول بالإعلام بذلك، وتسمية من هو متوجه من جانبنا الشريف، وأن نعين لك من يرافقك ويشد عضدك، وتستشير معه في الأمور، ومن يكون على يده الصائر.
كما طلبت أن نعين لك من ينوب عنك بطنجة مدة سفرك لكون ولدك لا غنى لك عنه في التوجه صحبتك، ولكونك لم تزل نقها حديث عهد بمرض،
على فطرتهم وبداوتهم لم يجربوا الأمور، ولم يعرفوا القوانين وهم يترامون عليهم الآن.
والحالة أنهم لا زالوا في الحمية كسمسار النجليز الذى ترامى عليه المديونى، وكصاحبى المركان الذين ترامى عليهما الحريزى والمزمزى ونحوهم، والذى اقتضاه نظرنا الشريف هو أن تجعل مع نواب الأجناس تأويلا مناسبا في أمر أولئك الخارجين من الحماية يصان به عرضهم ومروءتهم ويحفظ به مالهم، وهو أن نكتب لهم ظهائر شريفة ونضمنها ما يناسب معاملتهم وانحياشهم لجانبنا العالى بالله على وجه أوفق وأليق.
ثم من كان منهم من الأعراب وسكان البادية نستعمله في فلاحة جانبنا الشريف والعزبان والشركة.
ومن كان منهم من أهل المدن نستعمله فيما يناسبه من خدمتنا الشريفة حتى يكون جميعهم في حوزة جانبنا المعتز بالله ولا يجد العمال إليهم سبيلا، ولا يجدون لهم أيضا سبيلا إلى التشكى والتظلم بأمر يلحقهم، ويبقى الكل في فسحة.
وعليه فتفاوض معهم على ذلك، ثم تكلم عليه في مجلس الكلام والأحكام، واطلب منهم عدد الخارجين من الحماية وحقق الأمر فيه معهم، وأعلمهم بأنه إذا ادعى أحد أنه منهم عند جريان الحكم عليه ولم يشمله ذلك الزمام فهو رد، وكذلك اليهود المحميون إذا تأتى لك إدخالهم في الضابط المذكور فلا تقصر في ذلك، وإذا لم يتأت لك ذلك يجرى عملهم على ما أشار إليه البعض من حضور القونصو مع العامل وقت الحكم عليه، بخلاف المسلمين فإن العمل فيهم هو ما قررنا لك من جعل الظهائر لهم فلابد جد في حيازة عددهم منهم أصلحك الله وأعانك والسلام 22 جمادى الأولى عام 1297".
الخامس وفيه الكلام على تغيير اتفاق السماسرة المنعقد مع فرنسا وإسبانيا سنة 1280:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فإنه لا يخفى على دول الأجناس أن مرادنا تسهيل أمور التجارة، وتيسير طرقها وأسبابها، حتى لا يحصل لسماسرة التجار سواء كانوا من الأجناس أو من الرعية ضرر ولا منع من أمورهم من جهة عمال البوادى ولا من غيرهم.
غير أن الاتفاق على السماسرة المجعول مع الفرنصيص والصبنيول وغيرهم بطنجة عام ثمانين ومائتين وألف قد اختبر فألفى فيه الضرر لهذه الإِيالة، ولا سيما إذا طلب مثل ذلك تجار جميع الأجناس من باب المساوات فيتضاعف ضرر الرعية، لأن التجار إنما يختارون السماسرة من أشياخ البادية وكبرائها فيتعصبون ولا يسمعون كلام المخزن في الأمور المتعلقة بهم، وإن خوطبوا بأمر يجيبون بأنهم مشتغلون بالبيع والشراء مع أصحابهم، ولا حكم عليهم لأحد إلا لقنصوات المراسى، وهم وإن كانوا في حيز القلة الآن لكن حيث يطلب ذلك تجار الأجناس يكثر عددهم، ويصير في كل قبيلة أكثر من مائتين، فتفسد الأحكام، ولا يبقى لعامل مع من يتكلم وعليه فنأمرك أن تتكلم على ذلك في المجلس، وتنبه على أن الاتفاق المذكور الذى وقع على السماسرة ليس من الشروط المطبوعة من جانبى الدولتين العظيمتين فلا تقبله فيما يستقبل، والدول من كمال عقولهم لا يوافقون على بقاء ذلك لما فيه من الضرر الذى اتضح أمره ولم يكن في حساب، ولا يتخيل لهم أنه إذا ترك هذا الاتفاق لم يوقر العمال نواب سماسرة التجار ويمدوا يدهم في أمتعتهم وأموالهم ويظلمونهم.
فإن ذلك أمر لا نوافق عليه بحول الله ومن فعله من العمال نعاقبه ونزجره عليه، نعم هؤلاء السماسرة ينبغى أن يكونوا من المراسى لا من البادية، وكل واحد يكون بيده رسم مطبوع بطابع القنصوات وعامل المرسى يتضمن التعريف به، وأنه سمسار التاجر فلان، ولأولئك السماسرة الحرية لا يتعرض لهم أحد في بيعهم وشرائهم بأسواق البادية وغيرها.
وإذا وقع من السمسار ما يوجب الحكم عليه في البادية يقبضه عاملها، وإذا ظهر له أنه ظالم لا يعاقبه، ولا يحوز له شيئا من أمتعته وأمتعه التاجر صاحبه ولا يقبض منه سخرة، لكن يجعل في اليوم الذى يقبضه تقييدا شاملا لكل ما عنده من متاعه ومتاع التاجر بعدلين، وإذا كان السمسار المقبوض يخس الكتابة يعطى للعامل خط يده بأن متاعه ومتاع التاجر هو الذى قيده العامل بالعدول ويوجه العامل السمسار لعامل مرساه ليخبروا القونصو بذلك وليحضر معه في إجراء الحكم عليه، فإذا شهد العامل والقونصو بظلمه يسقط من زمام السماسرة ويجرى الحكم عليه، ويبدله التاجر بسمسار آخر، وإذا اختلف العامل والقونصو في ظلمه بأن قال العامل إنه ظالم وقال القونصو إنه ليس بظالم، يرفع الأمر لوزيرنا في الأمور البرانية بطنجة وهو يفاصل مع منيسطر دولة التاجر، وإذا وجده العامل والقونصو برئ الساحة يخبرنا بواسطة وزيرنا بطنجة ليقع الكلام مع عامل البادية الذى ظلمه.
وهؤلاء النواب يجب عليهم للمخزن كل ما هو جار بالقانون، ويدفعون ذلك لعامل المرسى على يد القونص، وإذا ترتب على أحد من السماسرة حكم لا يقبض عليه عامل المرسى إلا بعد إعلام القونصو بالدعوى، وبأنه يقبض عليه وعلى ما ذكرنا فوضنا لك في جعل اتفاق جديد في شأن هؤلاء السماسرة على خلاف الاتفاق المجعول في التاريخ المذكور، مع من ذكر حتى يرجعوا لأصلهم
القديم الذى كانوا عليه قبل ذلك الاتفاق من غير اقتراح شئ بسبب إزالته، مما لم يكن قبله جعله، والسلام في 23 جمادى الأولى عام 1297".
السادس وفيه تعيين وقت سفر الوفد المغربى وما يتعلق بذلك:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك جوابا عما قدمناه لك من أمرنا الشريف بالتأهب للسفر للحضور بالجمع بمدريد مع الأجناس لما أطلعت علمنا الشريف بكتاب وزير الصبنيول، وأنك كنت قدمت لنا أن سفرك لهناك يكون يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر تاريخه، وإن تأخر فيوم الخميس، وأنك كنت طلبت من جنابنا الشريف أن نوجه لك كتابا شريفا لعظيم الصبنيول وظهيرا شريفا لك، وأنك لم تزل في انتظارهما، وطلبت تعجيلهما لقرب الوقت، وأشرت بأن السفير المتوجه للتهنئة من جانبنا الشريف لا يضر تأخيره عن هذا الأمر الأكيد المحدود بالأجل مع جميع الأجناس، كما أخبرت بأن كتابنا الشريف وصلك في شأن توجيه التاجر حفيد برادة لإعانة البلغيثى، وأخبرت بذلك باشدور الفرنصيص إلى آخر ما ذكرته.
فأما الكتابان الشريفان اللذان أحدهما لعظيم إسبانيا وثانيهما لك بالأمر بالتوجه فقد وجهناهما لك صحبة خديمنا الحاج عبد الكريم بريشة، مع المكاتب التي اقتضاها المقام بتاريخ ثانى عشرى شهر تاريخه الذى هو يوم الاثنين وصار بالبال ما عدى ذلك والسلام في 27 جمادى الأولى عام 1297".
السابع في حسم الروابط التي يمكن أن تكون بين الخارجين من الحماية، والذين كانوا حامين لهم:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فمما ينبغى التنبه له والتيقظ في أمره كون المحميين إذا خرجوا من الحماية ربما لا تنحسم المادة بينهم وبين من كان حاميهم لما عسى أن يبقى حكم الحماية منسحبا بعد خروجهم منها ظاهرا لانطواء ضمائرهم على ذلك من الجانبين، فيدعى الحامى أن المال الذى بيد الخارج من حمايته هو له، أو أنه شريك له في التجارة أو نحو ذلك مما يقتضى إبقاء الرابطة بينهما، وقد أشار بعض الناس لما استشير في ذلك إلى كيفية التكلم فيه بأن يقال المحمى إذا خرج من الحماية فحاميه لا يمكن أن يتوصل لحمايته بسبب، ككون المال الذى بيده هو له، أو أنه شريك له في التجارة أو نحو ذلك مما لا ينفك به عن وصف الحماية، مع أن الفرض أنه خرج من الحماية، ولأجل ذلك تجرى عليه الأحكام على وجه الحق.
وعليه فتكلم في ذلك مع نواب الأجناس عند انعقاد الجمع هنالك، وباشر علاجه على وجه منضبط تنحسم به تلك المادة، حتى يكون الخروج عن الحماية حقيقيا لا صوريا فقط، والسلام في 9 جمادى الثانية عام 1297".
الثامن وفيه الكلام على الخارجين من الحماية، وموقف نائب فرنسا عند طرح مسألة تغيير اتفاق السماسرة في المؤتمر:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك في شأن ما كنت أطلعت به علمنا الشريف ما دار بينك وبين النواب في أحد اجتماعاتك معهم في شأن إسقاط من هو زائد على الخدمة من الحماية، من أنهم ذكروا أنهم إذا أسقطوهم يقع الترامى عليهم،
واخترت أن يجعل لهم عهد بأن لا يقع لهم ظلم، وكل من يصدر منه ما يستحق به إجراء الحكم عليه يعلم القونصو الذى كان حاميه ليحضر على الحكم كما بينت ذلك لجانبنا السعيد سابقا.
ثم وجهنا لك صحبة خديمنا الحاج عبد الكريم بريشة ما اقتضاه نظرنا الشريف من أن يكتب لمن يخرج من الحماية ظهائر شريفة متضمنة ما يناسب معاملتهم وانحياشهم لجانبنا العالى بالله، حتى لا يجد العمال إليه سبيلا، ولا يجدوا هم سبيلا إلى التشكى والظلم، وأمرناك بالمفاوضة معهم في ذلك والتكلم به في مجلس الأحكام، كما أمرناك بإجراء عمل اليهود المحميين على حضور القونصو إذا لم يتأت إدخالهم في الضابط المذكور، وأنه إذا تأتى فلا تقصر فيه، بخلاف المسلمين فتمضى فيهم على الضابط المقرر.
وعرفنا ما ذكرته من أنك أشرت بذلك على البعض تستشير معهم هناك فأشار إليك بعدم ذكر ذلك في الجمع، ذاكرا أنهم لا يقبلونه لما هو ثابت عندهم من عدم الثقة بالعمال، ولكونهم لا يعرفون هذه السياسة.
وأنك لما رأيت ذلك جعلته على صنف آخر تفهمه عقولهم حسبما وجهت نسخة منه لحضرتنا العالية بالله طى كتابك، وذكرت أنك لم تدر هل يقبلونه أم لا، كما عرفنا ما ذكرته من أنا لو علمنا على ما صدر من الفرنصيص في الجمع الواقع في الرابع عشر جمادى الثانية في أمر السماسرة لقضينا منه العجب، وذلك حين حاولت منه طرح القانون المجعول عام 1280، ولولا وزير الصبنيول عالج ذلك ولم يقصر في الوقوف في جانبنا السعيد لكان الأمر أشد، وأن من جملة ما ذكر لك باشدور الفرنصيص أنك تريد القباحة مع جنسه وعنده الإذن أن لا يتكلم في ذلك، فتكلم معه وزير الصبنيول بكلام لطيف، وطلب منك ترك الكلام الذى
تكلمت به في المجلس حتى يستشير مع دولته على طريق السلك، وتشرعون في غير ذلك ريثما يأتيه الجواب فأحببته لذلك وأجاب هو كذلك.
ووقع كلام كثير ظهر لك منه على ما بيدك من أوامرنا الشريفة، أنك لا تحصل على طائل، لأن الذى كان في بالك في هذه الوجهة هو التحفظ على عدم وقوع ريبة في ديننا والتحفظ على جانبنا العالى بالله، وعلى الرعية وجلب الخير لبيت المال، وما زاد على ذلك من أمر الحماية كله ربح، وأن الرثيل اليهودى النجليزى قدم لهناك وصار يفد عليك ما تحاوله حتى صاروا يتكلمون في وزير الصبنيول بما بينته وكثر الكلام في الجوازيط وغيرها.
وذكرت أنك لازلت طامعا في أن تحفك عناية الله تعالى وسعادتنا في التحصيل على نيل المطلوب، وصار جميع ما ذكرته بالبال، فقد وصلت النسخة ولا بأس بجعل ذلك على الوجه الذى ذكرت أنه تفهمه عقولهم، إذ المقصود هو الوقوف في ذلك مع الشروط والقوانين القديمة في أمر الحمية وترك الزائد عنها كيفما تأتى.
وأما ما صدر من الفرنصيص كفانا الله شره وشر كل ذى شر ورد كيده في نحره.
وأما اليهودى الإنجليزى انتقم الله منه عاجلا ولا بلغه مناه.
وأما ما ترتقبه من حفوف عناية الله تعالى وسعادتنا بك في نيل المطلوب كمل الله بخير وأصلحك، وأخذ بيدك آمين والسلام في 28 جمادى الثانية عام 1297".
التاسع وفيه الكلام على مسائل مما راج هناك وموقف نائب إيطاليا في المؤتمر:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك أخبرت فيه بتمام الكلام في أمر النطر لزسيون، وأن محصل ما أدركتم فيه أن ما فات فلا رجوع فيه، وما يأتى يجعل له ترتيب وهو أن من عنده رسم النطر لزسيون من جنس من الأجناس إذا رجع لإِيالتنا يعد له قدر المدة التي جلسها في بلاد الأجناس لقبض الرسم المذكور، ثم بعد ذلك إما أن يخرج من إيالتنا وإما أن يدخل تحت حكم ولاتنا، وما أدركتم هذه إلا بمشقة لما في ذلك من معارضة شرائعهم، وبشروعكم في الكلام في تنحية الحماية الخارجة عن القانون وإفساد باشدور الطليان الذى هناك لكم كل ما علمتم وصدور كلام طويل منه في المجلس فيما يجلب الضرر للمغرب، فأجبته بما يناسب كلامه واسترعيت على الأمور الساقطة فلم يقبل منك ما أجبت به، فطلب منك باشدور إسبانيا أن تسقط بعض الفصول التي تكلمت بها فأجبته بأنه إذا أسقط الطليان فصلا تسقط جوابه، فتكلم مع الطليان في ذلك فأسقط البعض فأسقطت جواب ما أسقطه فلم يقبل الطليان ذلك أيضا، وتكلم معك وزير إسبانيا في ذلك فأجبته بأنه إذا أسقط جميع ما ذكر تسقط أنت ذلك كله، وبقى الأمر موقوفا على هذه الحالة.
ثم شرع وزير إسبانيا في الكلام على تحديد الحماية، فقبل المجلس التحديد ولم يكن كلام فيما فات والدى هو مقيد وخارج عن القانون يبقى على حاله ومن مات تسقط حمايته ولا تورث، ولا تبقى حماية في المستقبل إلا ما هو مذكور في الشروط والموفق والطليان لم يقبل ذلك.
وأراد أن يستمر على إعطاء الحماية لمن شاء كيف شاء فأجبته بأنك لا تقبل ذلك، ولما رأيت عدم تقصيره في الكلام بعدم المساعدة ووزير إسبانيا وباشدور
الفرنصيص أبذلا المجهود معه فلم يساعدهما، استرعيت على جميع من في المجلس بأنهم إذا لم يحددوا الحماية وتركوها على حالها فلا طاقة لك على الوفاء بما هو في الشروط من الأمان والحفظ للأجناس ولأمتعتهم، لأن الحكام لم تبق لهم حرية في تبليغ الحقوق، فقال رئيس المجلس للحاضرين به: هذا ما أردتم أن تسمعوا، والحق معه في ذلك، فسكت الفرنصيص ولم يجب بشئ، وظهر منه استحسانه ذلك ثم انفصل المجلس وكتب وزير إسبانيا لباشدورهم الذى بإيطاليا وكذلك بعض النواب ليعينوا على المساعدة، ولما أعددتم المجلس وسألتم باشدور الطليان عن جواب دولته فأجاب بأنه لا زال لم يرد عليه، واعتذر بأن الكلام في السلك يقع فيه الغلط، وأنه لا زال على كلامه الأول، فحينئذ جعلت الاسترعاء المذكور كتابة لتتكلم به على وجه مخزنى لكون كلامك به أولا كان على غير الوجه المخزنى، واتفق أهل المجلس في تأخير الجمع حتى يأتى الجواب للطليان من دولته، وهذا كله سببه باشدور الطليان الذى بطنجة وصار ذلك بالبال.
فأما التأويل المذكور المجعول فيما يأتى من النظر لزسيون في المستقبل فلا بأس به، وأما عدم الرجوع فيما فات منه وبقاء المحميين الخارجة حمايتهم عن القوانين والشروط وكذلك وفق السماسرة ففيهم ضرر كبير بين، فإن كان المحيد عنه فهو الأولى، وإن لم يكن فالخير في الواقع والله المستعان، إنما أشكوا بثى وحزنى إلى الله.
وأما ما صدر من باشدور الطليان فقد كان في غنى وسعة عن تصديه لهذه الإذاية، الله حسيبه ووكيل عليه، ويده سبحانه فوق يده لأنه لا داعية له لذلك لولا الشهوة والغرض، ولقد كان أعظم في العين أن يتكلم فيما لا يعنيه ولا نفع عائد عليهم منه، ويسعى في فتح الأبواب وخرق القوانين والإضرار، والله يعينك ويصلحك ويأخذ بيدك والسلام في متم رجب الفرد الحرام عام 1297".
العاشر وفيه تتمة الكلام على ما سبق في الذى قبله وانتهاء أعمال المؤتمر:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، سددك الله، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابك في شأن ما كنت قدمت الإعلام به من إتمام أمر النطرزيس بعد مشقة، ونبهت على محاولتك الاسترعاء على الطليان في المجلس حيث امتنع من جعل الحد للحماية، وعرفنا أن دولته أجابته بأن يستشير مع باشدورهم بطنجة الذى قدم إلى مدريد، وهو يتمم الكلام في النازلة، وأن وزير الصبنيول تلاقى مع باشدور طنجة وبقى يتردد معه في ذلك، وإلى أن أذعن للحد وهو إذا خدم أحد من رعية سيدنا أعزه الله خدمة غريبة نادرة الوقوع لجنس من الأجناس فيستحق الحماية، لكن لا تزيد على اثنى عشر، بحيث إذا زاد الثالث عشر فليس محميا عنده عدا اثنى عشر إلى أن يموت واحد منهم.
وعلمنا أن المحميين المقيدين في الزمام الخارجين عن القانون تعذر عليك إسقاطهم ولم تجد له سبيلا، ومن مات منهم يسقط، وحين تلاقيت مع وزير الصبنيول في ذلك عرضه عليك وبين لك أن ليس في يدك شئ أكثر من ذلك، ورغبك في عاقبة المساعدة فجنحت إليها وتممتم الجميع، وتأهبت إلى النهوض إلى طنجة بعد حيازة الكواغد المشتملة على ما جاز في المجالس الأخيرة ليحمل ذلك كله خديمنا الحاج عبد الكريم بريشة عند وصولك إلى طنجة، ويتوجه بقصد المشافهة بما ليس بمكتوب ليتحقق الأمر لجانبنا العالى بالله، وفهمنا أن الأمور خرجت طيبة بعد أن توقعت ما تستغرب السلامة من آفات، حسبما يشرحه الخديم المذكور، فقد صارت الإشارة منا على بال أصلح الله دينك ودنياك، وأحمد مسعاك وأوبتك، والسلام في 8 شعبان المعظم عام 1297".
والحاج عبد الكريم بريشة المذكور في هذا الظهير الشريف والمتوجه مستشارا في الوفد للمؤتمر، هو الذى أسلفنا لك سفارته لإسبانيا في الكلام على العلائق
السياسية مع إسبانيا، وذكرنا لك في الترجمة الأحمدية سابقا سفارته لإسبانيا سنة 1312 لإدخال إصلاحات وتعديلات على الآفاق، وما وقع له فيها وذكرنا غرق البارجة الإسبانية الخصوصية التي أوصلته لطنجة بعد نزوله منها وشروعها في الرجوع، وقد وقفنا على ظهير سلطانى عزيزى في التعزية بمصابها رأينا استدراكه هنا قضاء للفوائت ونصه بعد الحمدلة والحوقلة والاستفتاح:
"إلى المحب المفخم. المحترم المعظم. سلطان دولة إسبانيا الفخيمة المعتبر، السلطان ألفنس الثالث عشر.
أما بَعْدَ حَمْدِ الله الذى لا إله إلا هو المبدئ المعيد، العزيز الحكيم الفعال لما يريد، والدعاء لكم بسلامة النظام، والبقاء بخير على الدوام، فقد اقتضى حق ما بين الجانبين من المحبة، والمودة والصداقة الممتازة والصحبة، إعلام رفيع حضرتكم بأنه بلغ لشريف علمنا أن إحدى فلكاطاتكم الحربية ذات الإتقان والرونق والبهجة، لما أنزلت خديمنا الأرضى الحاج عبد الكريم بريشة بثغر طنجة. رجعت منه لحمل عدد كثير من العسكر من قالص فصادفت في طريقها له أكف الريح أزعجت مياه البحر من وكرها. ونبهت اللجج من سكرها، فلم تبق شيئا من قوتها ومكرها.
وغلب البحر على الفلكاطة غاية التغلب، بكثرة الهيجان والثوران والتقلب، فلم يظهر لها خبر. ولم يقف لها على عين ولا أثر، وكنا نظن أنها إنما أخذت بالحذر، من ذلك الهول الذى لم يبق ولم يذر، وتسترت ببعض الجهات، عسى أن تسلم من الآفات، ونرتقب ورود الخبر بأنها نجت وسلكت، فإذا به وَرد بأنها غرقت وهلكت، فساء هذا الخبر وكدر، ووقع منا موقعا عظيما وأثر، وتأسفنا غاية الأسف. على ما أصابها من التلف. وعظم ضياعها ومصاب من كان فيها من النفوس لدينا، حتى كأنها لنا ومن أصيب بها إلينا. لأنكم عندنا من أخص الدول
في المجلس الذى بدئت به، ولا تعطى الحماية للأناس الذين عليهم دعوى جريمة قبل أن يحكم عليهم ولاة البلد ويوفى الحكم الواقع عليهم.
الفصل السادس
أهل المحمى داخلون في الحماية أيضا وله التوقير والاحترام في داره، ومعلوم أن الأهل يشمل الزوجة والعيال والأقارب من صغار السن الساكنين تحت سقف داره، والحماية لا تورث سوى استثناء واحد في شأن أهل بن شمون من حيث هو مقرر في وفق 1863، وبهذا الاستثناء لا تفتح الأبواب.
نعم إذا حضرة سلطان المغرب أنعمت باستثناء آخر فجميع الدول المجتمعين بالمجلس لهم الحق في طلب مثل ذلك.
الفصل السابع
نواب الأجناس يخبرون كتابة لوزير الأمور الخارجية من حضرة لسلطان حين يختارون متوظفا ويدفعون في كل سنة للوزير المذكور تقييدا اسميا من الأناس المحميين الذين يحمون الاخنطس في إيالة المغرب وهذا التقييد يوجه لولاة البلد ولا يحسبون محميا سوى ما هو مذكور فيه.
الفصل الثامن
والاخنطس يمكنون في كل سنة لولاة البلد الذين هم ساكنون بها تقييدا مع طابعهم من الأناس المحميين عندهم والولاة المراكشية يبعثونها لوزير الأمور البرانية ليطلع عليها، وينظر هل هى غير موافقة مع الترتيب ليخبر نواب الأجناس المستقرين بطنجة والفسيال القنصلية يجب عليهم يخبرون في الحين بجميع التبديل الذى يقع في الأناس المحميين من قنصلاتهم.
المحبين، ومن الجيران الملحوظين المعتبرين، يسرنا ما يسركم، ويضرنا ما يضركم، ونحب لكم الخير والسلامة، والعافية المستدامة.
وليهون هذا الحادث لديكم، وقوعه لعدد كثير من مراكب غيركم. وعدم اختصاصه بمركبكم. فإن المصيبة إذا عمت، هانت وخفت، وكون الله تعالى حفظ عسكر قالص وحاطه. بعدم الركوب في الفلكاطة، ولا يستبعد وقوع مثل هذا في البحر ولا يتغرب، فالفناء أدنى إليه من البقاء وأقرب، داخله مفقود، وخارجه مولود، ومن حل في سفين فكأنه دفين، فلا حل بساحتكم بعد هذا آفات. ولا رأيتم إلا ما يسركم في جميع الأوقات. وختم في 19 من شوال عام 1312".
وإليك نص عقد المؤتمر المجتمع بمدريد مصدرا بإمضاء الحضرة الشريفة له بعد الحمدلة والحوقلة والطابع الشريف بداخله "الحسن بن محمد الله وليه" وبدائرته: ومن تكن برسول الله نصرته، البيتين. ثم عن يمين الطابع بخط الجلالة السلطانية: حسن بن محمد:
"يعلم من هذا أننا طالعنا ما اتفق عليه نائبنا الأنصح، الخديم الأصلح، الطالب محمد بركاش مع جماعة نواب الدول الفخماء المحبين بمدريد عام سبعة وتسعين ومائتين وألف تاريخه من الفصول الثمانية عشر المذكورة أسفله المتعلقة بأمور الحماية التي أولها: والشروط التي تقبل بها الحماية هى المقررة في شروط النجليز. وآخرها: وهذا الوفق سيثبت، وتصفحناها من أولها إلى آخرها وأمضيناها، وأوجبنا العمل بمقتضاها، ولا نألوا جهدا في عدم موافقة من رام خرقها ونقضها بحول الله، فنأمر الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه. ويقف عند حده ومنتهاه. صدر به أمرنا المعتز بالله في 25 من ذى القعدة عام 1297".
"الحمد لله وحده، ولا يدوم إلا ملكه،
الحضرة الكثليكية وهو مأمور أيضا بالنيابة عن حضرة سلطان الدينمرك، وحضرة سلطان الطليان الكمت يوسف كربى له نيشان قريس مورسى ولسو من الرتبة العليا وكذلك من المصباح الطليانى إلخ الموجه المخصوص ووزيرها المفوض قرب الحضرة الكثليكية، وحضرة سلطان ولانضا موسيو ليجون كيموريس ذى الدوير له نيشان من السبع السلطانى من الرتبة الثانية هو كبلير مصباح البلوط إلخ ووزيرها القاطن قرب الحضرة الكثليكية، وحضرة سلطان البرطقيز الكمث قسل ربيلو شيخ المملكة وله نيشان المسيح من الرتبة العليا إلخ الموجه المخصوص ونائبها المفوض قرب الحضرة الكثليكية، وحضرة سلطان السويد ونرويكه موسيو نرى اكر من له نيشان واسع من الصنف الأول والرتبة الثانية إلخ ووزيرها القاطن قرب الحضرة الكثليكية.
وهؤلاء على مقتضى تفويضهم المعروف في وجه صحيح ومقبول اتفقوا على التراتيب التي سيأتى ذكرها:
الفصل الأول
والشروط التي تقبل بها الحماية هى المقررة في شروط الإنجليز والصبنيول مع دولة المغرب والوفق الواقع بينهما وبين الفرنسيس والأجناس الأخر عام 1863 سوى التراتيب التي ستقع في هذا الوفق.
الفصل الثانى
ونواب الأجناس يمكن لهم أن يختاروا ترجماناتهم وخدامهم من المسلمين أو غيرهم، وهؤلاء محميون لا يلزمهم رؤساء المحل جزية ولا غرامة ولا ما يشبه ذلك، سوى ما هو مقرر في الفصل الثانى عشر والثالث عشر.
الفصل الثالث والقناصل وبس قنصلات والاخنطس قنصلات الذين هم رؤساء المستقرين
بإيالة سلطان المغرب لا يمكن له أن يختاروا سوى ترجمان واحد ومخزنى واحد ومتعلمين من رعية السلطان إلا إذا احتاجوا كاتبا عربيا، وهؤلاء لا يلزمهم حتى جزية ولا غرامة، ولا ما يشبه ذلك سوى ما رتب في الفصل الثانى عشر والثالث عشر.
الفصل الرابع
إذا نائب من نواب الأجناس عين واحدا من رعية السلطان اخنط قنصل بإحدى المراسى هذا الاخنط يكون هو وعياله الساكنون بداره موقرين محترمين، ولا يلزمهم جزية ولا غرامة ولا ما يشبه ذلك، سوى ما اشترط في الفصل الثانى عشر والثالث عشر، ولكن لا يقدر أن يحمى أحدا من رعية السلطان إلا عياله فقط، وله الحق ليكون عنده مخزنى محمى وبس قنصلات من رعية هذه الإيالة يتصرفون في وقت خدمتهم في الحقوق مثل الحقوق التي للاخنط قنصلات من رعية السلطان.
الفصل الخامس
الدولة المراكشية اعترفت للباشدورات والمنسطروس ونواب الأجناس بالخصوصية التي عندهم على مقتضى الشروط من اختيار الأناس لخدمتهم الخاصة أو لخدمة دولهم دون الأشياخ أو غيرهم من الخدام للدولة المراكشية، مثل العسكر والمخازنية إلا ما يحتاجون من المخازنية لحراستهم، ولكن لا يقدرون يستخدمون حتى واحدا من رعية مراكش عليه دعوى، ومعلوم أن الدعاوى الشرعية المبدية قبل الحماية تتمم أمام المجالس التي بدئت فيها ولا يجدون مانعا في وفاء الحكومة، نعم الولاة المراكشية يجب أن يخيروا حينا بالحكم الصادر للكسيونس والقنصلات أو الاخنطس قنصلات الذين كان منهم ذلك المحمى والمحميون الذين تنحوا من الحماية وعليهم دعوى مبدية قبل خروجهم من الحماية فدعواهم يكون الحكم فيها
في المجلس الذى بدئت به، ولا تعطى الحماية للأناس الذين عليهم دعوى جريمة قبل أن يحكم عليهم ولاة البلد ويوفى الحكم الواقع عليهم.
الفصل السادس
أهل المحمى داخلون في الحماية أيضا وله التوقير والاحترام في داره، ومعلوم أن الأهل يشمل الزوجة والعيال والأقارب من صغار السن الساكنين تحت سقف داره، والحماية لا تورث سوى استثناء واحد في شأن أهل بن شمون من حيث هو مقرر في وفق 1863، وبهذا الاستثناء لا تفتح الأبواب.
نعم إذا حضرة سلطان المغرب أنعمت باستئناء آخر فجميع الدول المجتمعين بالمجلس لهم الحق في طلب مثل ذلك.
الفصل السابع
نواب الأجناس يخبرون كتابة لوزير الأمور الخارجية من حضرة لسلطان حين يختارون متوظفا ويدفعون في كل سنة للوزير المذكور تقييدا اسميا من الأناس المحميين الذين يحمون الاخنطس في إيالة المغرب وهذا التقييد يوجه لولاة البلد ولا يحسبون محميا سوى ما هو مذكور فيه.
الفصل الثامن
والاخنطس يمكنون في كل سنة لولاة البلد الذين هم ساكنون بها تقييدا مع طابعهم من الأناس المحميين عندهم والولاة المراكشية يبعثونها لوزير الأمور البرانية ليطلع عليها، وينظر هل هى غير موافقة مع الترتيب ليخبر نواب الأجناس المستقرين بطنجة والفسيال القنصلية يجب عليهم يخبرون في الحين بجميع التبديل الذى يقع في الأناس المحميين من قنصلاتهم.
ومما يتعلق بالحماية ما كتبه قنصل امريكا بطنجة في الموضوع بلفظه:
"الحمد لله فسينة الميكان في طنجة لمراكشة تاريخ 25 أبريل عام 1887 سمع قونصو المريكان وأن أناسا ليسوا من جنس المريكان وفى رمان قبضوا حامية المريكان وبسببها عملوا قبيحا لعمال المخزن يظلمون الناس ويأكلون أموالهم بسببهم حمايات والآخرون غير حمايات وهذا بخلاف قوانين دولة المركان.
والآن قونصو المركان يعطى الأذن وأن كل من هو محمى وله ورقة من قبل هذا التاريخ وهو من أول يوم في يونيو عام 1887 لا تنفعه في ذلك اليوم ولا بعده، ومن هنا إلى الإمام لا تعطى حماية المركان إلا لمن يستحقها ليحصن بها نفسه وماله.
الشروط كما هم مكتوبون أسفله:
كل من هو نائب قنصل دولة المركان في مراسى السلطان نصره الله يقدر أن يطلب الحمية على 1 مخزنى 1 ترجمان 1 كاتب 2 متعلمين.
نائب القنصل إذا كان من رعية السلطان نصره الله يقدر أن يعمل الحمية على مخزنى واحد.
كل من مركان أو كمبانية المركان في البيع والشراء في سلوع كثيرة داخل وخارج في إيالة مراكش يقدر أن يطلب الحامية على اثنين سماسير آخرين في كل دار بالمراسى إن كان لهم فيها بيع وشراء.
هذه التي ستذكر أسفله لابد منها:
1 -
لابد من له الحمية من المذكورين أعلاه تكون له حين يكتب عليها القنصل في طنجة لأنه هو الذى يقدر على إعطائها.
الفصل التاسع
المتعلمون والفلاحة والمتوظفون الآخرون من رعية مراكش الذين هم في خدمة كتاب العربية والترجمانات المراكشيين ما لهم حماية، وكذلك المتعلمون والخدام لرعية الأجناس، لكن فولاة المسلمين لا يقبضون متعلما أو خادما لأحد. في خدمة اللكسيون أو القنصلات أو رعية الأجناس أو محمى دون إعلام لحاكم جنسه، وإذا يوجد أحد من رعية هذه الإيالة في خدمة أحد من رعايا الأجناس قتل أحدا أو جرحه أو هجم عليه فيقبض في الحين، ويقع الإعلام لنائب دبلمتك أو لقنصل جنسه عاجلا.
الفصل العاشر
لا يقع تبديل في شئ من أمر السماسرة بما هو مقرر في الشروط وفى وفق 1863 إلا ما يترتب في شأن الوظائف في الفصول التي ستأتى بعد.
الفصل الحادى عشر
حقوق الأملاك العقارية لرعية الأجناس بالمغرب معروف، وشراء هذه الأملاك يكون بتقديم إذن الدولة المراكشية ورسوم هذه الأملاك تكون مكتوبة بقوانين مقررة في شريعة البلد، وجميع النوازل التي تقع في هذه الحقوق يحكم فيها على مقتضى شرع البلد، ولهم رفعها لوزير الأمور البرانية كما هو مقرر في الشروط.
الفصل الثانى عشر
رعية الأجناس والمحميون الذين لهم الملكية في الأرضين، أو يكونون اكتروها والسماسرة الذين تكون عندهم الفلاحة يبتغون الزكاة والأعشار وفى كل سنة يدفعون لقونصوهم تقييدا صحيحا بما يملكونه ويدفعون بيده ما يجب عليهم
الفصل السادس عشر
حتى حماية خارجة عن القانون أو بوجه التوسط لا تعطى في المستقبل والولاة المراكشية لا يعرفون أبدا حماية أخرى من أى وجه كان دون هذه الحماية الخاصة التي اتفق عليها في هذا الوفق، ولكن إجراء حق حماية كنستدبنير وهى الحماية المعتادة تستحفظ في صورة واحدة لتكون جزاء لبعض الخدمات العظيمة الصادرة من مراكشى لإحدى دول الأجناس أو لأسباب أخر غريبة الوقوع، وكيفية هذه الخدمة ونية جزائهم بالحماية يقدم الإعلام بها لوزير الأمور الخارجية بطنجة ليمكنه عند الاحتجاج أن يعرض مراعاته والفصال المتمم تستحفظه الدولة التي وقعت لها الخدمة، وعدد هؤلاء المحميين لا يمكن أن يجاور اثنى عشر لكل جنس، وهذا العدد المعين هو الأعلى إلا إذا لحقوا قبولا من الحضرة الشريفة وحالة المحميين الذين عندهم الحماية على مقتضى العوائد التي أصلحت في هذا الفصل يكون من دون نقص من عدد المحميين من هذا الصنف الكائن الآن لهم ولعيالهم على السواء مثل الحالة المقررة للمحميين الآخرين.
الفصل السابع عشر
دولة المغرب اعترفت لجميع الأجناس التي نوابها حاضرون في هذا المجلس ليجرى لهم جميع التفصيل الذى يعم به لجنس من الأجناس.
الفصل الثامن عشر
وهذا الوفق سيثبت والتثبيتات يتبدلون بطنجة في مدة عن قريب يمكن أن يكون وبرضا مستثنى من الأجناس المتفقة ترتيبه يجرى من يوم ختمه بمدريد، ولثبوت ذلك المفوضون المذكورون وضعوا خطوط يديهم في هذا الوفق وطبعوا بطابعهم وجعلوا ثلاث عشرة نسخة وحرر بمدريد في 3 يليه عام 1880 الموافق 24 من رجب عام 1297".
ومما يتعلق بالحماية ما كتبه قنصل امريكا بطنجة في الموضوع بلفظه:
"الحمد لله فسينة الميكان في طنجة لمراكشة تاريخ 25 أبريل عام 1887 سمع قونصو المريكان وأن أناسا ليسوا من جنس المريكان وفى رمان قبضوا حامية المريكان وبسببها عملوا قبيحا لعمال المخزن يظلمون الناس ويأكلون أموالهم بسببهم حمايات والآخرون غير حمايات وهذا بخلاف قوانين دولة المركان.
والآن قونصو المركان يعطى الأذن وأن كل من هو محمى وله ورقة من قبل هذا التاريخ وهو من أول يوم في يونيو عام 1887 لا تنفعه في ذلك اليوم ولا بعده، ومن هنا إلى الإمام لا تعطى حماية المركان إلا لمن يستحقها ليحصن بها نفسه وماله.
الشروط كما هم مكتويون أسفله:
كل من هو نائب قنصل دولة المركان في مراسى السلطان نصره الله يقدر أن يطلب الحمية على 1 مخزنى 1 ترجمان 1 كاتب 2 متعلمين.
نائب القنصل إذا كان من رعية السلطان نصره الله يقدر أن يعمل الحمية على مخزنى واحد.
كل من مركان أو كمبانية المركان في البيع والشراء في سلوع كثيرة داخل وخارج في إيالة مراكش يقدر أن يطلب الحامية على اثنين سماسير آخرين في كل دار بالمراسى إن كان لهم فيها بيع وشراء.
هذه التي ستذكر أسفله لابد منها:
1 -
لابد من له الحمية من المذكورين أعلاه تكون له حين يكتب عليها القنصل في طنجة لأنه هو الذى يقدر على إعطائها.
2 -
لابد التاجر الذى يطلب الحمية على السمسار متاعه يرسل كاغيط باسم السمسار وعدد سنه وكم عدد الخدمة وما هى الخدمة التي يعملها السمسار، ويكون مكتوبا بخط يد التاجر.
3 -
وإذا كان الذى يريد الحمية ساكن معه أحد في داره من أقاربته لابد يذكر أسماءهم وعدد سنهم وما نسبتهم منه.
4 -
ولا تكون الحامية لأحد من خدام السلطان نصره الله ولا لمن له دعوة عند الشرع وهو ظالم دون ما ذكرنا على ورقة الحامية القنصل في طنجة يقدر على إعطاء ورقة فيها فلان هو خادم فلان المحمى، ليكون له التحصين والحفظ لأموال المحمى لا غير، والقنصل يعمل هذا ليحصن الأموال والكسب والحراثة للناس الذين هم من جنس المركان والناس الذى لهم الحامية، وهذه الورقة تعريفا للمخزن بأن فلانا لا يظلم ولا يظلم وإن كان عليه حق لأحد فَيَدُ المخزن عليه طويلة".
هذا ولو تتبعنا ما لدينا ما حوته مكتبتنا من الأوراق الرسمية والظهائر المولوية الراجعة للعلائق السياسية بين الدولة المغربية الحسنية والدول الأوربية لجاء في مجلدات، ولكن ما لا يمكن كله لا يترك كله.
وقد أتينا لك أيها المطالع بالنصوص المتبادلة بين نواب الدول الأجنبية ونواب الحكومة الشريفة في المؤتمرات السياسية والاجتماعات الرسمية على ما فيها من علل التركيب وركاكة الإنشاء وعدم التنظيم محافظة على نص الأصل وعدم تغييره واعتمادا على همة القارئ اللبيب الذى لا تعزب عنه الحقيقة وسترى بقية من ذلك بعد هذا بقريب.
على أننا بذلنا الوسع والجهد المستطاع، واستعملنا ما في الإمكان لحشر مواد غزيرة في الموضوع أمام نظر المطالع الكريم، ربما تستحيل عليه مطالعتها في غير