الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن سنة سبْعٍ وستّين
فيها تُوُفيّ:
إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وإسماعيل بن عَبْد الله سَمّوَيْه، وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم الفارسيّ شاذان، وبحر بن نصر الخولانيّ، وعبّاس الربعيّ، ومحمد بْن عزيز الَأيْليّ، ويحيى بْن الذُّهْليّ، ويونس بْن حبيب الإصبهانيّ.
[وقْعة الزَّنْج]
وفيها دخلت الزَّنْج واسطًا، فاستباحوها وأحرقوا فيها، فجهّز الموفّق ابنه أبا الْعَبَّاس فِي جيشٍ عظيم، فكان بينه وبين الزَّنْج وقْعة فِي المراكب فِي الماء، فهزمهم أبو الْعَبَّاس، وقتَل فيهم وأسر وغرَّق سُفُنَهم، وكان ذلك أوَّل النّصر.
فنزل أبو الْعَبَّاس واسطًا.
واجتمع قوّاد الخبيث صاحب الزَّنْج سُلَيْمَان بْن مُوسَى الشّعْرانيّ، وعليّ بْن أبان، وسليمان بْن جامع، وحشدوا وأقبلوا، فالتقاهم أبو الْعَبَّاس، فهزمهم وفرَّقهم، ثُمَّ واقَعَهم بعد ذلك، فهزمهم أيضًا ومزَّقهم. ثُمَّ دامت مُصابَرَة القتال بينهم شهرين، ثُمَّ قذف الله الرُّعْبَ فِي قلوب الزَّنْج من أبي العبّاس وهابوه.
وتحصّن سُلَيْمَان بْن جامع بمكان، وتحصّن الشّعْرانيّ بمكانٍ آخر. فسار أبو الْعَبَّاس وحاصر الشّعْرانيّ، وجَرَت بينهم حروب صعْبة، إِلَى أن انهزمت الزَّنْج، ورجع أبو الْعَبَّاس بجيوشه سالمًا غانمًا. وكان أكثر قتالهم فِي المراكب والسّماريّات، وغرق من الزَّنْج خلْق سوى من قُتِلَ وأُسِر.
ثُمَّ سار الموفَّق من بغداد فِي جيشه فِي السُّفُن والسّماريّات فِي هيئةٍ لم يُرَ مثلها إِلَى واسط. فتلّقاه ولده أبو الْعَبَّاس، ثُمَّ سارا إِلَى قتال الزَّنْج ليستأصلوهم، فواقعهم، فانهزم الزَّنْج واستُنْقِذ منهم من المسلمات نحو خمسة آلاف امْرَأَة [1] ، وهُدِمت مدينة الشَّعْرانيّ [2][فهرب][3] فِي نفرٍ يسير مسلوبًا من الأهل والمال، وَوَصَلَ إِلَى المذار، فكتب إِلَى الخبيث سلطان الزَّنْج بما جرى، فتردَّد الخبيث إِلَى الخلاء مرارًا فِي ساعة، ورجف قوّاده وتقطّعت كبدُه، وأيقن بالهلاك.
ثُمَّ إنّ الموفَّق سَأَلَ عن أصحاب الخبيث، فَقِيلَ له: مُعْظَمهُم مع سُلَيْمَان بْن جامع فِي بلد طَهِيثا [4] ، فسار الموفَّق إليها، وزحف عليها بجنوده، فالتقاه سُلَيْمَان بْن جامع وأحمد بْن مهديّ الْجُبائيّ فِي جموع الزَّنْج، ورتّب الكُمَنَاء واستحرَّ القتال، فرمى أبو الْعَبَّاس بْن الموفق لأحمد بْن مهديّ بسهمٍ فِي وجهه هلك منه بعد أيامٍ. وكان أبو الْعَبَّاس راميًا مذكورًا [5] .
ثُمَّ أصبح الموفَّق على القتال، وصلّى وابتهل إِلَى الله بالدّعاء، وزحف على البَلْدَة، وكان عليه خمسة أسوار، فَمَا كَانَتْ إلّا ساعة وانهزمت الزَّنْج، وعمل فيهم السّيف، وغرق أكثرهم. وهرب سُلَيْمَان بْن جامع [6] .
واستنقذ الموفَّق من طَهِيثا نحو عشرة آلاف [7] أسير، فسيّرهنّ إلى واسط،
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 93، الكامل في التاريخ 7/ 344، نهاية الأرب 25/ 146، البداية والنهاية 11/ 40.
[2]
التي سمّاها «المنيعة» . (العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 92) .
[3]
ساقطة من الأصل.
[4]
في الكامل في التاريخ 7/ 345 «طهثا» ، والمثبت يتفق مع الطبري وغيره.
[5]
العيون والحدائق ج 4 ق 91.
[6]
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 94، 95.
[7]
في الكامل في التاريخ 7/ 347 «أكثر من عشرين ألفا» .