الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الى بركة هناك ونزل شخص فيها فوجد سبع جبات مزرّرة وفيها أثر السكاكين فلم يشكوا حينئذ فى قتله ثم ابنه الظاهر أبو الحسن ثم ابنه المستعين ثم ابنه المستعلى ثم ابنه الامر ثم الحافظ عبد المجيد بن أبى القاسم محمد بن المستنصر ثم ابنه الظاهر وهو السادس فقتل* ولم يل الخلافة بعده الا اثنان الفائز ثم العاضد عبد الله بن يوسف بن الحافظ* وانقضت دولة العبيديين فى سنة ست أو سبع وستين وخمسمائة وذلك فى أيام المستضىء بنور الله أبى محمد الحسن بن المستنجد العباسى وخلفهم بمصر السلطان السعيد الشهيد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وهو أوّل ملوك بنى أيوب بالديار المصرية كذا فى حياة الحيوان*
ذكر ملوك الاكراد والاتراك والجراكسة الذين تولوا سلطنة مصر
وفى مورد اللطافة أصل بنى أيوب من دوين بضم الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء وبعدها نون وهى فى آخر عمل اذربيجان من جهة ايران وبلاد الكرد وهم أكراد روادية كانوا فى خدمة زنكى بن آق سنقر ثم بعده فى خدمة ولده نور الدين محمود صاحب الشأم وهو الذى أرسلهم الى الديار المصرية ونصبهم فيها* وفى حياة الحيوان ثم بعد صلاح الدين يوسف ابنه الملك العزيز عثمان ثم اخوه الافضل ثم الملك العادل الكبير أبو بكر بن أيوب ثم ابنه الكامل محمد ثم ابنه الملك العادل الصغير وهو السادس فخلع ثم الملك الصالح أيوب بن الكامل ثم ابنه الملك المعظم توران شاه ثم أخوه الاشرف يوسف وهو ابن شجرة الدرّ ثم المعز أيبك وهو أوّل ملوك الترك بالديار المصرية* وقد ذكر من ولى مصر من الاتراك الذين مسهم الرق وهم اثنان وعشرون* أيبك وقطز وبيبرس وقلاوون وكتبغا ولاجين وبيبرس وبرقوق وشيخ وططر وبرسباى وجقمق واينال وخشقدم ويلباى وتمر بغا وقايتباى وقانصوه وطومان باى وجان بلاط وقانصوه الغورى وطومان باى* وسيجىء ذكرهم بهذا الترتيب وفى حياة الحيوان ثم ولى بعد المعز أيبك ابنه المنصور على* وفى مورد اللطافة فى أيام المنصور هذا قدم هولاكو ملك التتار الى بغداد وقتل الخليفة المستعصم بالله ثم ملك حلب والشأم ثم قصد جهة الديار المصرية* وفى أيام المنصور هذا فى سنة خمس وخمسين وستمائة وقع تفريط من الخدّام الذين بحرم النبىّ صلى الله عليه وسلم فاحترق المسجد ثم ظهرت بعد ذلك نار كبرى بالحرّة قريبا من المدينة الشريفة فكانت تخفى بالنهار وتظهر بالليل يراها الناس من مسافة بعيدة ويظهر لها دخان عظيم وأقامت على ذلك أياما كثيرة وقد سبق ذكرها ثم المظفر قطز وهو السادس فقتل بعد ما خرج الى التتار من الديار المصرية والتقاهم بعين جالوت يوم الجمعة خامس عشر شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة وهزمهم أقبح هزيمة انتهى ثم الظاهر بيبرس البندقدارى ثم ابنه السعيد محمد بركه خان ثم أخوه العادل سلامش ثم المنصور قلاوون ثم ابنه الاشرف خليل ثم القاهر وهو السادس أقام نصف يوم وقتل ثم الناصر بن المنصور فخلع مرّة بالعادل كتبغا وخلع نفسه مرّة أخرى فتسلطن مملوك أبيه المظفر بيبرس ثم العادل كتبغا ثم المنصور لاجين والمظفر بيبرس* وفى مورد اللطافة أورد بعد لاجين الملك الناصر محمد بن قلاوون ثم بيبرس الجاشنكير انتهى والمنصور أبو بكر بن الناصر بن المنصور ثم أخوه الاشرف كحل فخلع ثم قتل وهو السادس ثم أخوهم الناصر أحمد ثم أخوهم الصالح اسماعيل ثم أخوهم الكامل شعبان ثم أخوهم المظفر حاجى ثم أخوهم الملك الناصر حسن ثم أخوهم الملك الصالح صالح وهو السادس فخلع وسجن وأعيد الملك الذى كان قبله وهو الملك الناصر حسن ثم المنصور على بن الصالح ثم الاشرف شعبان بن حسين بن الناصر ثم أخوه الصالح حاجى بن الاشرف ثم الظاهر برقوق* وفى مورد اللطافة وهو السلطان الخامس والعشرون من ملوك الترك والثانى من الجراكسة ان صح انّ بيبرس الجاشنكير كان جاركسيا والا فهو الاوّل* وفى حياة الحيوان ثم أعيد حاجى ولقب المنصور ثم أعيد برقوق ثم ولده الناصر فرج ثم أخوه العزيز ثم أعيد فرج فخلع وقتل ثم الخليفة المستعين بالله
العباسى ثم الملك المؤيد أبو النصر شيخ ثم ابنه الملك المظفر أحمد فخلع ثم الملك الظاهر ططر ثم ولده الملك الصالح محمد فخلع ثم الملك الاشرف أبو النصر برسباى ثم ابنه الملك العزيز يوسف فخلع ثم الملك الظاهر جقمق ثم ولده الملك المنصور عثمان فخلع ثم الملك الاشرف اينال ثم ولده الملك المؤيد أحمد فخلع ثم الملك الظاهر خشقدم وهو أوّل من ملك الديار المصرية من الاروام ان لم يكن أيبك التركمانى والمنصور لاجين من الاروام والا فهو الثالث منهم كذا فى مورد اللطافة ثم الملك الظاهر يلباى ثم الملك الظاهر تمربغا ثم الملك الاشرف قايتباى كذا فى حياة الحيوان وهو الجاركسى المحمودى الظاهرى* وفى مورد اللطافة وهو الحادى والاربعون من ملوك الترك بالديار المصرية* قال الشيخ مؤرّخ القدس القاضى محب الدين العليمى الحنبلى فى كتاب الاعلام مولده فى سنة ست وعشرين وثمانمائة ودخل الديار المصرية فى سنة ثمان وقيل فى سنة تسع وثلاثين وثمانمائة فى سلطنة الملك الاشرف برسباى وكان من مماليكه ثم انتقل الى الملك الظاهر جقمق فأعتقه وهو جاركسى الجنس فنسبته بالمحمودى الى جالبه الى مصر الخواجا محمود وبالظاهرى الى معتقه الملك الظاهر جقمق بويع بالسلطنة وجلس على سرير الملك بعد طلوع الشمس بعشر درجات من يوم الاثنين سادس شهر رجب سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة بعد خلع تمربغا ووقع فى أيامه وقائع وحوادث* منها انه فى سنة تسع وسبعين ظفر بشهوار الذى كان تغلب على جزء من المملكة بين حلب والروم وأمر به فعلق على باب زويلة ومات من يومه وحج حجتين حجة قبل سلطنته سنة سبع وسبعين وثمانمائة وحجة فى سلطنته سنة أربع وثمانين وثمانمائة ومدّة سلطنته تسع وعشرون سنة وأربعة أشهر وعشرون يوما واجتهد فى أيام سلطنته فى بناء المشاعر العظام فى المواضع الكرام كعمارة مسجد الخيف بمنى ومسجد نمرة بعرفة المعروف بابراهيم الخليل وقبة عرفه والعالمين اللذين تميزت عرفة بهما وسلالم المشعر الحرام بالمزدلفة وعمر بركة خليص وأجرى العين اليها وذلك كله فى سنة أربع وسبعين وثمانمائة* ثم فى السنة التى تليها عمر عين عرفة بعد انقطاعها وعمر سقاية سيدنا العباس وأصلح بئر زمزم والمقام وعلو مصلى الحنفى وجهز فى سنة تسع وسبعين وثمانمائة للمسجد الحرام منبرا عظيما وعين للكعبة كل سنة كسوة وأنشأ بجانب المسجد الحرام عند باب السلام مدرسة وبجانبها رباطا للفقراء يفرّق لهم كل يوم دشيشة وكذا أنشأ بالمدينة النبوية مدرسة وبنى المسجد الشريف بعد الحريق وجدّد المنبر والحجرة ورتب لأهل المدينة من المقيمين فيها والواردين عليها ما يكفيهم من البر والدشيشة* وعمل أيضا ببيت المقدس مدرسة وبصالحية قطيا جامعا وجدّد من جامع عمرو بن العاص بعض جهاته وتوفى فى آخر نهار الاحد قبل المغرب السابع والعشرين من ذى القعدة ودفن فى ضحى يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذى القعدة سنة احدى وتسعمائة من الهجرة النبوية وله خمس وسبعون سنة وكان شيخا طوالا أبيض اللون حسن الشكل منوّر الوجه فصيح اللسان عامله الله باللطف والاحسان* ثم ولى السلطنة بعده ابنه الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباى الجاركسى الابوين كانت أمّه من مشتريات أبيه أخت الظاهر قانصوه الذى ولى السلطنة بعد قتله* قال الشيخ مؤرّخ القدس فى كتاب الاعلام لما مرض والده مرض الموت ومكث أياما واشتدّ مرضه اجتمع أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو العز عبد العزيز يعقوب العباسى والقضاة واركان الدولة من أهل الحل والعقد بقلعة الجبل فبايعوا الملك الناصر محمد بن قايتباى بالسلطنة وهو يومئذ شاب فى سنّ البلوغ ولبس شعار الملك وجلس على السرير يوم السبت السادس والعشرين من ذى القعدة سنة احدى وتسعمائة واستقرّ الامير قانصوه خمسمائة أتابك العساكر ثم فى عشية اليوم الثانى من سلطنته وهو نهار الاحد توفى والده الملك الاشرف قايتباى كما تقدّم واستمرّ الملك الناصر محمد بن قايتباى
فى السلطنة الى أن وثب عليه الاتابك قانصوه خمسمائة واستدعى الخليفة والقضاة وأثبت عجز الملك الناصر عن السلطنة والقيام بالملك وخلعه فى يوم الاربعاء الثامن والعشرين من جمادى الاولى سنة اثنتين وتسعمائة وكانت مدّة ملكه فى هذه المرّة الاولى ستة أشهر ويومين وتسلطن الاشرف قانصوه خمسمائة بعد خلع الناصر محمد بن قايتباى ثم فقد قانصوه خمسمائة فى وقعة خان يونس وكانت مدّة سلطنته ثلاثة أيام كما سيجىء* ثم يوم السبت مستهل جمادى الاخرة سنة اثنتين وتسعمائة جدّدت البيعة للناصر محمد بن قايتباى وأعيد الى السلطنة المرة الثانية بعد ثبوت رشده ثم شرع فى المخالطة ومباشرة الاوباش وارتكاب الفواحش فقتل شر قتلة وكان ذلك فى يوم الاربعاء قبل غروب الشمس الخامس والعشرين من ربيع الاوّل سنة أربع وتسعمائة وكانت مدّة سلطنته فى المرة الثانية سنة وستة أشهر ونصف* ومجموع مدّة ولاية الناصر محمد فى المرّتين سنتان وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما وتسلطن الملك الاشرف قانصوه خمسمائة بعد خلع الناصر محمد بن قايتباى* قال الشيخ السخاوى فى كتابه الضوء اللامع قانصوه الاشرفى القايتبايى وأيضا يعرف بخمسمائة ترقى الى ان صار دوادارا ثم رأس العساكر لابن أستاذه الناصر محمد بن قايتباى ثم تولى الاتابكية ثم خالف عليه وخلعه من السلطنة وتسلطن هو مكانه فى يوم الاربعاء الثامن والعشرين من جمادى الاولى سنة اثنتين وتسعمائة فتحرك العسكر فهرب قانصوه خمسمائة الى غزة ثم فقد فى وقعة خان يونس ولم يعرف موته ولا حياته وكانت مدّة سلطنته ثلاثة أيام ثم جدّدت البيعة للملك الناصر محمد بن قايتباى ثم قتل كما ذكرناه* ثم بعد قتله تولى السلطنة بعده خاله الملك الظاهر أبو سعيد قانصوه الجاركسى الاشرفى القايتبايى وجلس الخليفة والقضاة بالقلعة وبايعوا الملك الظاهر قانصوه بالسلطنة وقت صلاة الجمعة السابع عشر من ربيع الاوّل سنة أربع وتسعمائة وهو يومئذ شاب له نيف وعشرون سنة واستمرّت سلطنته سنة وثمانية أشهر واثنى عشر يوما وقيل ثمانية أشهر ويومين الى أن وثب الاتابك صهره زوج أخته والدة الملك الناصر محمد وتسلطن واختفى الظاهر قانصوه يوم السبت التاسع والعشرين من ذى القعدة سنة خمس وتسعمائة واستمرّ مختفيا أزيد من نصف شهر فتولى الملك جان بلاط ثم ظفر بالظاهر قانصوه ليلة الاحد فقبض عليه من المكان الذى اختفى فيه وأرسله الى الاسكندرية فقيد وسجن فى البرج وأقام بالاسكندرية سبع عشرة سنة وولد له بها فلما تغيرت دولة الجراكسة وملك الديار المصرية السلطان سليم العثمانى فى أوّل سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة أمر بقتله مع الامراء فقتل صبرا فى الاسكندرية وعمره نحوا من أربعين سنة وكان ابتداء سلطنة جان بلاط يوم الاثنين ثانى ذى الحجة سنة خمس وتسعمائة وكانت مدّة ولايته نصف عام ونصف شهر ويوما واحدا* قال الشيخ مؤرّخ القدس فى كتاب الاعلام كان الملك الاشرف أبو النصر جان بلاط من أعيان مماليك الاشرف قايتباى استقرّ فى السلطنة وجلس على سرير الملك يوم الاثنين ثانى شهر ذى الحجة سنة خمس وتسعمائة بعد مضى ثلاثين درجة من النهار وكانت مدّة ملكه ستة أشهر وستة عشر يوما* ثم تولى السلطنة بعده الملك العادل طومان باى الاشرفى القايتبايى قال الشيخ مؤرّخ القدس فى كتاب الاعلام كان الملك العادل سيف الدين طومان باى الاشرفى من أعيان مماليك الاشرف قايتباى فحضر الخليفة والقضاة وأركان الدولة وبويع بالسلطنة وألبس شعار الملك وجلس على السرير بعد الظهر من يوم السبت ثامن عشر جمادى الاخرة وكانت مدّته من حين تغلبه بالشام أربعة أشهر وخمسة وعشرين يوما ومن حين مبايعته بقلعة الجبل بالديار المصرية ثلاثة أشهر وثلاثة وعشرين يوما* ثم تولى السلطنة بعده الملك الاشرف أبو النصر سيف الدين قانصوه الغورى الظاهرى الاشرفى* نسبته الى طيقة الغور والى الظاهر خشقدم والى الاشرف قايتباى فانه كان من مماليك
الظاهر خشقدم ثم انتقل الى الاشرف قايتباى مولده كان فى حدود الخمسين وثمانمائة تقريبا عما أخبر ولما كان يوم الاثنين مستهل شوّال سنة ست وتسعمائة من الهجرة النبوية حضر قلعة الجبل أمير المؤمنين المستمسك بالله والقضاة الاربعة والامراء وأصحاب الحل والعقد وأجمع رأيهم على سلطنة الدوادار الكبير الامير قانصوه الغورى فبويع بالسلطنة وألبس شعار الملك وجلس على التخت فى اليوم المذكور وهو نهار عيد الفطر ثم بنى فى سلطنته سور جدّة ودائرة الحجر الشريف وبعض أروقة المسجد الحرام وباب ابراهيم وجعل علوه قصرا شاهقا وتحته ميضأة وبنى بركة وادى بدر وعدّة خانات وآبار فى طريق الحاج المصرى منها خان فى عقبة أيلة والازلم ومدرسة أنشأها علوسوق الجملون بالقاهرة والتربة المقابلة لها من جهة القبلة مع أوقافها وأنشأ مجرى الماء من مصر العتيقة الى قلعة الجبل وعمر بعض أبراج الاسكندرية* وفى سنة سبع عشرة وتسعمائة توفى السلطان بايزيد صاحب الروم وتسلطن ابنه السلطان سليم فى الروم* وفى سنة عشرين وتسعمائة عزم السلطان سليم على قتال شاه اسمعيل المعروف بالصوفى ولاقاه صبح يوم الاربعاء ثانى شهر رجب بموضع يقال له چالدران من توابع تبريز وهزمه ثم سار بالعساكر المنصورة حتى نزل تبريز وصلى فيها الجمعة وخطب فيها باسم السلطان سليم ثم رجع الى بلاد الروم* وفى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة انتقل ملك مصر الى ملوك بنى عثمان فأوّل من ملكها منهم وهو عاشرهم السلطان سليم ابن السلطان بايزيد بن السلطان محمد وذلك أنه وقعت فتنة بينه وبين صاحب مصر قانصوه الغورى فقصد كل منهم الاخر فى عسكرين عظيمين فالتقيا بموضع يقال له مرج دابق من نواحى حلب شماليها مسافته منها نحو مرحلة وكان المصاف والوقعة يوم الاحد الخامس والعشرين من رجب سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة وقيل هذه وقعة ثانية فى الريدانية بمصر بمرج دابق وقيل بل صبح يوم الاثنين تسع وعشرين من ذى الحجة من السنة المذكورة ودام الحرب وصبر الفريقان من أوّل النهار الى ما بين صلاتى الظهر والعصر ثم نزل نصر العثمانية وانهزم الجراكسة وقتل سلطانهم قانصوه الغورى وفتحت البلاد الشامية ثم المصرية وكانت مدّة ولاية الغورى خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وخمسا وعشرين يوما وبعد الوقعة مكث السلطان سليم فى بلاد الشام أشهرا وفى مدة مكثه تسلطن بمصر الملك الصالح طومان باى الجركسى الاشرفى القايتبايى وهو ابن أخى قانصوه الغورى ولقب بالاشرف كعمه وهو السادس والاربعون من ملوك الترك والعشرون من ملوك الجراكسة* ومدّة ولايته ثلاثة أشهر ونصف وبه انقرضت دولة الاتراك والجراكسة فلدولة الاتراك مائتان وسبعون سنة ان كان أوّلهم المعز ايبك التركمانى وأوّل ولايته بمصر فى سنة ثلاث وأربعين وستمائة ولدولة الجراكسة مائتان وأربع عشرة سنة ان كان أوّلهم السلطان بيبرس الجاشنكير وكانت ولايته فى شوّال سنة ثمان وسبعمائة وان كان أوّلهم السلطان سيف الدين برقوق فتكون مدّتهم مائة وثمانيا وثلاثين سنة وولايته فى رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة* وكان ابتداء سلطنة السلطان سليم فى الديار الشامية والمصرية ثانى يوم حرب قانصوه الغورى مستهل المحرم سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة ثم عين الامير مصلح الدين أمير اللحاج فسار بحرا ورفقته كسوة الكعبة المعظمة ثم عاد الحاج برّا وتأخر الامير مصلح الدين لعمارة قبة عالية على مقام الحنفية بالمسجد الحرام وأمر السلطان سليم أيضا بعمارة فى صالحية دمشق على قبر شيخ الصوفية محيى الدين بن العربى نفعنا الله ببركاته ثم توفى السلطان سليم فى الليلة السادسة من شوّال ليلة الجمعة سنة ست وعشرين وتسعمائة وكانت ولادته تقريبا فى سنة خمس وسبعين وثمانمائة* وكانت مدّة ملكه بعد أبيه تسع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام وقيل ثمان سنين وثمانية أشهر وتسعة أيام وملكه
بالديار المصرية ثلاثة أعوام ثم تولى السلطنة بعده ابنه السلطان سليمان وهو الحادى عشر من ملوك بنى عثمان تسلطن بعد موت أبيه بسبعة أيام يوم الاحد خامس عشر وقيل سابع عشر من شوّال سنة ست وعشرين وتسعمائة فى أوّل القرن العاشر وتسلطن تسعة وأربعين سنة ومدّة عمره خمس وسبعون وتسلطن ولده السلطا سليم سبع سنين وتوفى فى سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة وتسلطن ولده السلطان مراد خان نصره الله فى التاريخ المذكور والله أعلم بالصواب
يقول الفقير الى ربه الصمد مصطفى بن محمد مصحح المطبعة ومنشيها ومطرز أمورها وموشيها
الحمد لله ذى العظمة والكبرياء الذى أفاض على العالمين جميع الالاء والنعماء والصلاة والسلام على مركز دائرة الوجود ومطلع أهلة العناية والجود وعلى آله وأصحابه الذين ساروا بسيرته الغرّا ففتحوا البلاد وانقادت لاوامرهم الناس طوعا وقهرا (وبعد) فانّ من أجل ما يتحلى به أهل الفضل والكمال وتنبعث اليه رغبات أرباب المناصب والاعمال فن التاريخ الجليل الغنى فضله عن البرهان والدليل اذ هو من أعظم ما تستمدّ منه العقول السليمه وتستخرج به ما خفى دركه من حل الامور العظيمة وتستضىء بأنواره البصائر ويهتدى به الى سبيل الرشاد التائه الحائر وانما تأخذ كل نفس بقدر الاستعداد فى الامور وعلى حسب ما ألهمها الله من التقوى والفجور كما يشير اليه قول أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرّم الله وجهه
رأيت العقل عقلين
…
فمطبوع ومسموع
ولا ينفع مسموع
…
اذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس
…
وضوء العين ممنوع
هذا مع كون ثماره على طرف الثمام لا يحتاج فى اجتنائها الى كبير جدّ واهتمام هنىّ الجنى سهل المقتنى روض بتأرج؟؟؟ من رياحينه الارجاء وتنتشر روائحه الى جميع البلاد والانحاء لا سيما بواسطة فنّ الطبع الجميل فانه الذى تكفل بذلك وهو نعم الكفيل واذا تحلى بنفائس الضبط والتصحيح كان أرغب لطالبه من محاسن الاغيد المليح ولما كان التاريخ الجليل النفيس المشهور بين الانام بالخميس قد ذكر أحوال العالم من ابتداء التكوين وتكلم على كل جيل بما فيه تبصرة لاهل اليقين لا سيما سيرة النبىّ المصطفى وأصحابه الكرام ذوى الوفا فانه جمع فيها كل شارده وبلغ الطالب مقاصده بادرت الى تكثير نسخه بالطبع والتمثيل حتى يعمّ نفعه الحقير والجليل وكنت قد عنيت باصلاح تحريفه واظهار صوابه من تصحيفه وتعديل ما انحرف من مزاج عباراته بمعالجات أخذتها من غضون اشاراته وكتبت على هامشه معانى بعض الالفاظ المحتاجة الى البيان ناقلا لها من القاموس اذ هو المعوّل عليه فى هذا الشان فهاك نسخة عظيمة فاغتنمها فانها أعظم
غنيمه قلما يسمح الزمان بمثلها أو تنسج أيدى الايام على نولها ولما رفلت فى ملابس حسن الختام متجلية لعشاقها كالبدر التمام أنشد الشاب الاديب واللبيب النجيب حضرة على بيك فهمى نجل ذى الجناب الرفيع رفاعة بيك فقال
تلك الثريا أم ضياء الفرقد
…
أم نظم درّ أم سبائك عسجد
أم ساطعات زواهر فى أفقنا
…
أم يانعات ازاهر للمجتدى
أم مبدعات فرائد منظومة
…
أم مودعات فوائد المتفرّد
فى طبع حسن أسفرت أضواؤه
…
عن حسن طبع للخميس الأوحد
سعة اطلاع مؤلف حبر لنا
…
بث الحوادث بالحديث المسند
فكأنّ مرآة الزمان أمامه
…
رسمت أشعة ذهنه المتوقد
فأتى بتاريخ العصور مرتبا
…
لقديمها بالسبق والمتجدّد
فله اليد الطولى على من قبله
…
وبغيره من بعده لا يهتدى
ان قلت مصباح صدقت وان تقل
…
شمس المعارف لم تكن بمفند
سير الملوك بطيه منشورة
…
سنن السلوك يسومه من يقتدى
فالفضل كسبىّ بطول تجارب
…
والطبع وهبىّ لحبر أمجد
طبع سما بسنا مطالع حسنه
…
وحلا بمرواه صفاء المورد
فى بدئه تسمو براعة مطلع
…
وبختمه حسن التخلص يبتدى
من رام طبع الحسن فى تاريخه
…
يجد الخميس بحسن طبع مفرد
17 741 120 81 324 1283
وكان تمام طبعه وظهور نوره وينعه بالمطبعة الوهبية الكائنة بباب الشعرية أحد الاخطاط المصرية فى أواخر رجب الفرد لسنة ثلاث وثمانين بعد المائتين والالف من هجرة من خلق على أكمل وصف عليه أنمى صلاة وأزكى سلام وعلى آله وأصحابه الكرام