الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
490 - اللخمي (000 - 299 هـ)(000 - 912 م)
.
حمد يس بن إبراهيم بن صخر اللخمي القفصي، الفقيه، سمع بالقيروان من ابن عبدوس وابن عون، وبمصر من محمد بن عبد الحكم، ويونس الصدفي نزل مصر، وبها توفي، قال أبو العرب هو ثقة.
له اختصار مسائل المدونة رواها عنه مؤمل بن يحيى والناس.
المصادر:
- ترتيب المدارك 3/ 259.
- الديباج (تحقيق د. محمد الأحمدي أبو النور) 1/ 342.
491 -
اللخمي (000 - 478 (1) هـ) (0000 - 1085 م).
علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي، أبو الحسن، هو ابن بنت اللخمي ولا نعلم عن جده للأم شيئا، الفقيه النظار.
نشأ بالقيروان، وتفقه على ابن محرز، وأبي الفضل ابن بنت خلدون، وأبي الطيب بن عبد المنعم بن محمد بن إبراهيم الكندي المعروف بابن بنت خلدون، وأبي إسحاق التونسي والسيوري وظهر في أيامه وطارت فتاويه، وكان السيوري يسيء الظن فيه طعنا عليه ويبدو أن السبوري الذي كان سريع الغضب نوعا ما استراب من اللخمي الذي اشتهر إذ ذاك بفتاويه، وأنكر ميله إلى الخروج أحيانا عن مذهب الأشعري وكلام الأصوليين، وعلى كل حال فإن اللخمي أصبح بعد موت السبوري أكبر عالم في إفريقية، ومما يدل على عدم تقيده في كل شيء بمذهب الأشعري ما جاء في «المعيار المغرب» 12/ 233 وسئل المازري عن قوله صلى الله عليه وسلم: ما سمع المؤذن أنس ولا جن ولا رطب ولا يابس، وفي لفظة ولا شيء إلاّ شهد له يوم القيامة. فإنه يقتضي أن الجمادات تعقل ذلك. فأجاب الذي عند أهل الأصول أن الجماد لا يسبح، ويستحيل
(1) من نظم عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر المضغري من مضغرة سجلماسة في وفيات الأيمة الأربعة الذين في أول مختصر خليل بن إسحاق: فاللخمي تاج ماز فضلا أبو بكر تفضل نال أولا وإن أبا الوليد ثوى كريما ومازري تراه وإن ليلا أشار إلى وفاة كل إمام منهم في أوائل الكلم فاللخمي حساب التاء والحاء (كذا) والفاء وذلك ثمانية وثمانون وأربعمائة (جذوة الاقتباس ص 266 في ترجمة الناظم المذكور).
أن يكون الجماد يعقل شيئا من ذلك، وقد ذكرت شيئا من ذلك عند اللخمي، وقلت: إن القاضي ابن الطيب يمنع من هذا، فقال لي: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} يدل على أن الجمادات كلها تسبح، وأنكر قول القاضي غاية الإنكار، وقال لي: خلوا ما أنتم عليه من كلام الأصوليين، وكان رحمه الله يستثقل كلام الأصوليين فقال له عبد الجليل، فهذه الحمى تسبح، فقال له: نعم تسبح بالغيظ، فسكت عبد الجليل لما رأينا من غيظه.
نزل اللخمي بصفاقس على أثر زحفة الهلاليين وتفرق علماء القيروان ببلدان الساحل وغيرها (1) وأسس له مسجد درّس به ونشر به علمه وبالخصوص تأليفه «التبصرة» و «صحيح البخاري» وهذا المسجد ما زال منسوبا إليه، ويعرف أيضا بمسجد الدريبة لمواجهته دريبة الجلالة (2)، وهو واقع في طرف المدينة من الناحية الشرقية في الحومة المعروفة قديما بحومة الرقة أو بربع الرقة (3)(بكسر الراء المهملة والقاف المعقدة المفتوحة) والظاهر أن أهل الرقة عمروا هذه الناحية بعد جلائهم عن قريتهم على أثر زحفة بني هلال، وربما كانوا المؤسسين لمسجد الشيخ اللخمي، وهو ثاني مسجد لإقامة الجمعة في شهر صفر 1289/ 1877 وأول خطيب به الشيخ عبد السلام بن علي الشرفي (ت 1304/ 1892) ثم ابنه من بعده محمد الطيب. وفي شعبان سنة /1401 جوان 1981 تم بناء
(1) ترتيب المدارك في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز التميمي وهو من طبقة اللخمي.
(2)
الدريبة في اصطلاح الصفاقسيين هي محكمة العامل (الوالي) وتنسب هذه الدريبة، لآل الجلولي لأنهم امتلكوها وحكموا بها في القرن الثالث عشر الهجري ثم اشتراها آل النوري وأصبحت مصحة للطبيب الإيطالي بالومبا، وهي الآن معروفة بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية (متحف دار الجلولي).
(3)
حومة الرقة أو ربع الرقة تبتدئ من هذا المسجد وتمتد إلى برج النار بالسور الجنوبي والرقة هي المعروفة قديما بأم الأصابع (ينظر رحلة التجاني ص 66 - 67 تعليق 3) وأم الأصابع هذه هي برّروس (Barrarus) وينسب إليها سيدي حماد الرقي دفين صفاقس له مسجد إمام حمام السلطان.
مسجد عظيم يقع خارج أسوار المدينة بتعاون من السلطة المحلية والمواطنين ونسب للشيخ اللخمي، وهو مسجد جمعة، وأول خطيب به هو صديقنا الأستاذ الشيخ أحمد بن الشيخ الصادق جبير.
وقرأ على المترجم بصفاقس الإمام المازري دفين المنستير (ت 536/ 1141) وعبد الحميد الصفاقسي، وعبد الجليل بن مفوّز، وأبو الفضل بن النحوي التوزري، والفقيه الرياضي الفرضي أبو علي الحسن بن عبد الأعلى الكلاعي الصفاقسي (ت 505/ 1111 بأغمات جنوبي المغرب الأقصى)، ومحمد بن عبد الله الصقلي (ت 518/ 1124) وهو من شيوخ القاضي عياض، وأبو يحيى زكريا بن الضابط مفتي صفاقس بعد اللخمي والذي قتله النرمان، وسعيد بن أحمد بن سعيد الصفاقسي الينونشي نسبة إلى ينونش من قرى صفاقس، أبو الطيب الفقيه الزاهد (ت بأغمات سنة 501/ 1108) وهو من مشايخ القاضي عياض، وأثنى عليه في «الغنية» ص 220 (ط/تونس).
قال القاضي عياض في حق اللخمي: وكان فقيها فاضلا مفتيا متقنا ذا حظ من الأدب والحديث جيد النظر، حسن الفقه، جيد الفهم، وكان فقيه وقته أبعد الناس صيتا في بلده، وبقي بعد أصحابه فحاز رئاسة بلاد إفريقية جملة، وقال: كان حسن الخلق مشهور المذهب.
وقال العلاّمة محمد الحجوي في «الفكر السامي» : «كان متفننا في علوم الأدب والحديث والفقه حسن الفهم، جيد الفقه والنظر، أبعد الناس صيتا فحاز رياسة إفريقية جملة وطارت فتاويه كل مطار مشهور بالفضل وحسن الخلق.
وهو أحد الأئمة الأربعة المعتمدة ترجيحاتهم في مختصر خليل حتى في اختياره من عنده رغما عما قاله عياض.
والقاضي عياض يرى أن ترجيحاته واختياراته تخالف المذهب فقد
قال: «وهو مغرى بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال وربما اتسع نظره فخالف المذهب فيما ترجح عنده فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب
…
».
وأيّد بعضهم هذا فقال في مدح ألفية ابن مالك:
لقد مزّقت قلبي سهام جفونها
…
كما مزّق اللخمي مذهب مالك
ولبعضهم في مدح أنظاره وطريقته في الترجيح:
واظب على نظر اللخمي إن له
…
فضلا على غيره للناس قد بانا
يستحسن القول إن صحت أدلته
…
ويوضح الحق تبيانا وفرقانا (1)
ولا يبالي إذا ما الحق ساعده
…
بمن يخالفه في الناس من كانا
وربما يفهم منه أنه كان مائلا للاجتهاد يميل مع الدليل حيث مال، ولا يتقيد بقول أي أحد إذا كان مخالفا للنظر والدليل، وقال عن منهجه وطريقته العلاّمة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «
…
فكتب شرحه الشهير على المدونة الذي سماه «التبصرة» والذي جعله سائرا على هذا المنهج من البحث في الصور من جهة، والبحث في الفتاوى المأثورة من جهة أخرى، إلاّ أنه نحا فيه منحاه المشهور الذي اختص به من بحثه أحيانا مع الذين ينقل أقوالهم في مستندات تلك الأقوال على طريقة لم يشترك معه غيره فيها من الأيمة الذين عاصروه أو تقدموه
فهو الذي ابتدأ يتصرف
…
بمعنى أنه ابتدأ يجنح إلى اللحاق برجال دور التفريع في منزلتهم من الاجتهاد المقيد، فكان في شرحه على المدونة «التبصرة» يعتمد أحيانا على نقد الأقوال من ناحية إسنادها فيعتبر أن أحد القولين أصح من القول الآخر أي إسنادا وأحيانا ينتقدها من ناحية رشاقة استخراجها من الأصول التي استخرجت منها، وهو ما يعبر
(1) ينظر مثلا «التعلل برسوم الإسناد» لابن غازي ص 67.