الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
430 - ابن القاضي (1105 - 1180 هـ)(1692 - 1766 م)
.
محمد الشافعي بن محمد بن محمد بن القاضي الشريف المساكني ثم الباجي ثم التونسي، الأديب الشاعر، الفقيه، اللغوي، الأصولي.
والتسمية بالشافعي غير مشهورة بتونس، ولهذا الاسم قصة طريفة، وهي ان والده محمد بن القاضي لما حج سنة 1096/ 1685 لمح بمكة أربعة صبيان يدخلون الحرم الشريف في زي يلفت إليه الأنظار وهم من أبناء بعض الأشراف فسأل عنهم فأخبر أن أحدهم يسمى المختار، والآخر اسمه المتوكل، والثالث يسمى المكي، والرابع يسمى الشافعي، فتاقت نفسه أن يكون له أبناء أربعة كهؤلاء، فتوجه بالدعاء إلى الله أن يرزقه أربعة ذكور تكون تسميتهم بأسماء الصبيان المتقدم ذكرهم، فتحققت الأمنية وسماهم بالأسماء المذكورة. وكان نصيب مترجمنا من هذه الأسماء الشافعي فاشتهر بأنه محمد الشافعي، وهذا ما صدر به في التعريف بنفسه وعائلته حين مست المناسبة في كتابه الآتي التعريف به.
وأصل عائلته من مساكن، ثم انتقلت إلى باجة، وتولى بها جده محمد الشريف القضاء، وكان هذا الجد من أهل العلم والورع، وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1096/ 1685، أما والده فكان من عدول باجة، تولى الإشهاد بها مدة أربعين سنة، واضطر للانتقال إلى تونس بسبب نزاع ثار بينه وبين صهرين له من عائلة الصمادحي بباجة.
ولد المترجم بباجة، ونشأ بتونس حين هاجر أبوه إليها، وبها
حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بجامع الزيتونة، وأخذ عن أعلامه منهم عبد القادر الجبالي العيسي المطماطي، وأبو القاسم الجبالي العيسي المطماطي، وحمودة الرصاع الأنصاري الأندلسي، ومحمد الخضراوي، ومحمد زيتونة، ومحمد الصفار، وقد حط على شيوخه كلهم غير الشيخ محمد زيتونة فإنه نوه بكتابته على تفسير أبي السعود، وذكر أنه ترك دروس غيره اغتباطا بدروسه ولازمه ملازمة كلية إلى أن توفي.
وقال في حقه: «وكان المربي والمعلم والمكمل والمقدم، وقد كان رحمه الله رحب العطن خائضا في كل فن» .. وقد قرأ عليه التفسير وكتبا منها موطأ مالك رواية ودراية، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والجامع الصغير للسيوطي، ومختصر خليل، وكان يختمه في سنة ونصف، وقرأ عليه رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وكان يختمها في تسعة أشهر، كما قرأ عليه شرح الدماميني على التسهيل، وكان يقارن في تحريره بين كلام الدماميني وابن المرابط شارح التسهيل، ويضعف اعتراضات ابن المرابط على الدماميني، وذكر عنه أنه قال لعلي:
أتصدى لردها. ووصف المترجم شيخه هذا بأنه أحفظ أهل زمانه.
وبعد أن أتم تعلمه تقلد قضاء المحلة، وكان مختصا بالأمير حسين بن علي باي، وكان في المحلة التي حفت بها الهزيمة بجيش الأمير المذكور من قبل ابن أخيه علي باشا.
وحين فر أبناء الأمير المذكور إلى الجزائر عند ما تغلب على ملك تونس علي باشا فرّ المترجم معهم وقاسمهم الشدائد، وذاق معهم الأهوال، وأخلص لأكبر أبناء الأمير المذكور محمد الرشيد، وأبدى له من الإخلاص ما جعله يستصفيه لنفسه.
وكانت هذه الغربة قد طالت نحو اثنتين وعشرين سنة قاسوا