الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
435 - القرطاجني (608 - 684 هـ)(1211 - 1285 م)
.
حازم بن محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن حازم الأنصاري الأوسي القرطاجني، الأديب الشاعر الكاتب، المشارك في العلوم العقلية.
ولد بقرطاجنة من بلاد الأندلس، والمظنون أنه هاجر بعد وفاة والده الذي كان قاضي مدينة مرسية أكثر من 40 سنة، وتوفي وقد بلغ من العمر 68 سنة في شهر شوال من سنة 632/ 1234 وقد اشتهر بتضلعه في الفقه والأدب.
أما ابنه حازم فإنه لما سقطت قرطاجنة فيما سقط من كورة تدمير فإنه كان يناهز الثلاثين إذا قدرنا أنه فارق بلده في حدود سنة 637، ومكث بعض الوقت في مراكش، واتصل بالسلطان الموحدي الرشيد بن محمد عبد الواحد بن المأمون، وله فيه أمداح كثيرة، ثم انتقل منها إلى إفريقية (أي البلاد التونسية)، واتخذها دار إقامة في ظل ملوك بني حفص، ومدح منهم الأمير أبا زكريا يحيى، وابنه محمد المستنصر، ومدح أخاه يحيى، وقضى بقية عمره في تونس محتفظا بزيه الأندلسي، وشعره في هذه الحقبة كان مواكبا للأحداث التاريخية والعمرانية التي قام بها الحفصيون وبخاصة المستنصر.
ومع علمه وفضله كانت فيه سذاجة وغفلة في شؤون الحياة العملية، فقد روى الشيخ أبو العباس الكاتب ببجاية قال: «كنت آويا إلى أبي الحسن حازم القرطاجني بتونس، وكنت أحسن الخياطة، فقال
لي: إن المستنصر خلع عليّ جبة جربية من لباسه وتفصيلها ليس من تفصيل أثوابنا بشرق الأندلس وأريد أن تحل أكمامها، وتصيرها مثل ملابسنا، فقلت له وكيف يكون العمل؟ فقال: تحل رأس الكم، ويوضع الضيق الأعلى والواسع بالطرف، فقلت له: وبما يجبر الأعلى فإنه إذا وضع في موضع واسع سطت عليه فرج ما عندنا ما نضع فيها إلاّ رقعها بغيرها، فلم يفهم، فلما يئست منه تركته وانصرفت، قال لسان الدين بن الخطيب الذي نقل هذه الحكاية فأين هذا الذهن الذي صنع المقصورة وغيرها من عجائب الكلام (الإحاطة 1/ 208 تحقيق عبد الله عنان).
وحاز مكانة في بلاط المستنصر بفضل سلوكه وحسن سيرته فأدخله ديوان الإنشاء، وتميز حازم في هذا الوسط، وفرض نفسه بعلمه ومواهبه، وسار ذكره في الآفاق، ووصله من المشرق إجازات.
قال ابن رشيد في رحلته: «حبر البلغاء، وبحر الأدباء ذو اختيارات فائقة، واختراعات رائقة لا نعلم أحدا ممن لقيناه جمع من علم اللغة ما جمع أخذ عن والده العربية، وطرفا من الفقه والحديث، وتردد على مدينة مرسية القريبة منه للأخذ عن أشياخها كأبي القاسم أحمد بن محمد الطرسوني، وأحمد بن محمد بن هلال العروضي الجزائري الأصل، ودخل غرناطة وأشبيلية، وأخذ فيهما عن أبي علي الشلوبين.
أحكم من معاقد علم البيان ما أحكم من منقول ومبتدع، وأما البلاغة فهو بحرها العذب والمتفرد يحمل رايتها أميرا في الشرق والغرب وأما حفظ لغات العرب وأشعارها وأخبارها فهو جماء (1) روايتها
(1) لعل الصواب: حمّاد روايتها.