الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
416 - الفاسي (368 - 430 هـ)(979 - 1039 م)
.
موسى بن عيسى بن أبي حاج واسمه يحج بن وليهم بن الخير الفاسي الغفجومي (بفتح الغاء المعجمة والفاء وضم الجيم، نسبة إلى غفجوم فخذ من زناتة) أبو عمران نزيل القيروان المقرئ والمحدث والفقيه الكبير أصله من فاس من بيت مشهور له نباهة ويعرفون ببني أبي حاج.
قال أبو عمر بن عبد البر: ولدت مع أبي عمران الفاسي في سنة واحدة.
استوطن القيروان طالبا للعلم إلى أن حصلت له رئاسة العلم وتفقه بالقيروان على أبي الحسن القابسي وسمع من أبي بكر أحمد بن أبي بكر الزويلي وعلي بن أحمد اللواتي السوسي ثم رحل إلى قرطبة واتصل بأعلامها فتفقه بأبي محمد الأصيلي (رفيق شيخه القابسي في الرحلة إلى المشرق) وسمع بها من عبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، وصاحب قاسم بن أصبغ، وأبي عثمان سعيد بن نصر، وأبي زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار وغيرهم ثم رحل إلى المشرق فحج حججا وفي طريقه سمع بمصر من أبي الحسين عبد الكريم بن عبد الجبار، وأحمد بن نور القاضي وعبد الوهاب بن منير الوشاء وغيرهم، وأخذ الفقه عن أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالوشاء المصري، وسمع بمكة من أبي ذر الهروي وأبي الفرج بن أبي الفوارس، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد السقطي، وغيرهم، وببغداد من جماعة كثيرة منهم أبو الحسين ابن الحمامي المقرئ وأبو أحمد الفرضي،
وأبو العباس الكرخي ابن المحاملي، وهلال الحفار، وغيرهم، ودرس أصول الدين (علم الكلام) على القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري حوالي عام 399/ 1008، وعند خروجه من العراق مرّ بمكة للقاء شيخه أبي ذر الهروي، فوجده بالسراة خارج مكة، وكتبه بمكة عند جارية فطلبها من جاريته فامتنعت فلم يزل يلح عليها مبينا ما بينهما من صلات حتى مكنته من الكتب لأنه كان له غرض في مراجعة بعضها، ورجع أبو ذر إلى منزله فغضب وقامت قيامته وأغلظ في الكلام لأبي عمران، وحدثت الجفوة بينهما، فكان أبو عمران لا يسميه في روايته عنه ويقتصر على القول: فيما سمعت، أو يوري عن اسم أبي ذر ويقول: أبو عيسى وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده، قال الذهبي: قلت: هذه الحكاية تدل على زعارة الشيخ والصاحب (تذكرة الحفاظ أثناء ترجمة أبي ذر الهروي) والحرص الشديد على المطالعة والاستفادة لا يحمد في كل المواطن، ما ضر المترجم لو انتظر قليلا حتى يرجع شيخه أبو ذر إلى منزله؟ .
ورجع إلى القيروان بعد وفاة شيخه القابسي سنة 403/ 1012 ثم عاد للرحلة إلى المشرق في خلال سنة 425/ 1033.
وابتدأ أبو عمران حياته التدريسية بإقراء القرآن الكريم بعد رحلته الأولى إلى المشرق، ثم ترك الإقراء ودرس الفقه والحديث.
وكان أبو عمران محدثا حافظا عارفا بأسماء الرجال ومقرئا ضابطا وفقيها محققا راسخ القدم في علم الكلام يقول الشعر انتهت إليه الرئاسة العلمية بالقيروان، أخذ عنه خلق كثير من القيروانيين والأندلسيين والسبتيين والفاسيين فممن أخذ عنه أبو القاسم السبوري، وأبو محمد الفحصلي وتفقه به عبد الله بن رشيق القرطبي واختص به، وفي شيخه أبي عمران أكثر شعره، وهو نزيل القيروان وتوفي بمصر بعد منصرفه من الحج سنة 419/ 1029، واستجازه من لم يلقه، وكان يجلس للمذاكرة والسماع