الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ثمراته الاجمالية التشبه بهم في لزوم الطاعة، واجتناب العصيان، وتقوية الجانب الملائكي في الانسان.
الملائكة والكتب والرسل
الجن
خبّر الله في القرآن، بأنه خلق خلقا آخر، تعجز عيوننا عن رؤيتهم على صورهم الأصلية، كما تعجز عن رؤية الملائكة، ورؤية الأشعة التي هي فوق البنفسجية وتحت الحمراء، ورؤية الموجات الصوتية، ورؤية التيار الكهربائي، وهو يمشي في سلك النحاس، وهذا الخلق هو الجن.
والذي يجب الايمان به، ويكفر منكره، هو ما جاء من أخبارهم في القرآن، وان لم يخصصه الله بالذكر، ويجعله من أركان الايمان صراحة كالايمان بالملائكة.
الملائكة والكتب والرسل
الجن في القرآن
1 -
خبر القرآن ان الجن خلقوا من النار، ولا يلزم من هذا ان يكونوا نارا تحرق ما تمسه، ولا يمنع أن يكون الله قد حولهم فيما بعد إلى طبيعة أخرى. فالانسان خلق من طين، ولكنه لم يبق طينا بل أنشأه الله خلقا آخر، فجعله مركبا من عظام وعضلات ودم وأعصاب على سنة الله في الكون، اذ يحول المخلوقات من حال إلى حال. فيجعل من (الخلية) أحياء مختلفي الصفات والهيئات والطبائع، ويجعل من (الذرة) معادن مختلفة الأوزان والأشكال والخصائص، ويجعل من (البذرة) اليابسة شجرة خضراء الأوراق ملونة الأزهار.
2 -
وخبر أنهم خلقوا قبل خلق الانسان: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} .
3 -
وأنهم يروننا ولا نراهم، وليس في هذا عجب، فمن كان بيده المنظار رأى الشخص البعيد وذلك الشخص لا يراه، ونحن في الدنيا وفقنا إلى صنع آلات كالرائي (التلفزيون) والهاتف المرئي نرى منها المتحدث، وهو لا يرانا، قال:{يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} .
4 -
وأنهم مكلفون مثلنا يحاسبون على أعمالهم كما نحاسب، ويثابون ويعاقبون كما نثاب نحن ونعاقب، وان جهنم والعياذ بالله منها، تمتلئ بالجن والانس معا. قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون
…
وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين
…
}.
5 -
وان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بلغتهم، كما بلغتهم من قبلها رسالة موسى. {قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم} .
6 -
وأنه كان منهم الصالحون والعاصون، وأنهم كالبشر أصناف: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً
…
وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون}.
7 -
وأن الله سخرهم لسليمان: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل (1) وجفانٍ كالجواب وقدورٍ راسياتٍ} .
8 -
وأنهم لا يعلمون الغيب، لذلك لبثوا يعملون لسليمان بعدما مات:{ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خرَّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين} .
9 -
وان الله تحداهم، كما تحدى البشر أن يأتوا بمثل القرآن:{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً} .
10 -
وأنهم كانوا يتحسسون أخبار السماء من الملائكة، فلماء جاء الاسلام منعوا من ذلك ورموا بالشهب:
(1) التماثيل: بالمعنى المعروف، وهي الصور المجسمة، وهي محرمة قطعا في ديننا.