الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمة؟ أليس هذا صحيحا؟ هذه هي قصة الخضر وموسى، لما ركبا في السفينة وخرقها، ضربها الله مثلا، نفهم منه ألاّ نسرع إلى إصدار الأحكام قبل الاحاطة بالوقائع.
الإيمان بالقدر
مع النصوص
لا بد لي قبل الكلام علىالنصوص من التذكير بهذه القواعد:
1 -
ان عمل العقل منحصر بفهم النصوص، ولا يستطيع أن يدرك من نفسه حقيقة القدر بالتفصيل، لأنه - كما قدمنا - عاجز عن الخوض فيما وراء المادة، لذلك ينبغي اجتناب المباحث التي لم يوضحها النص.
2 -
أن نعرف ان الأصل هو القرآن، فان تعارضت آية منه وحديث من أحاديث الآحاد، ولم يمكن التوفيق بينهما على شكل مقبول، أخذنا بالآية (1).
3 -
أنه لا يمكن أن يكون في القرآن أو صحيح الحديث نص صريح، ينكر وجود أمر واقع مشاهد ملموس، لأن الذي أنزل القرآن هوالذي أوجد الواقع، ولا ينفي ربنا ما أوجده.
4 -
ان كثيرا من النصوص التي يفهم منها الاجبار، ونفي الاختيار عن الانسان، كقوله تعالى:{هوالذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} .
فلا يملك الوليد الذي صور بنتا أن يجعل نفسه صبيا، ولا الأسود اللون أن يصير لونه أبيض، ومثلها قوله تعالى:{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة} .
وما يشير إلى الأحداث الكونية التي هي فوق طاقة الانسان كقوله:
(1) من القواعد المعروفة عند أهل المصطلح: ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول ما يناقض القرآن، ولا ما يخالف الواقع المشاهد، فان روى عنه حديث مناقض للقرآن، أو يخالف الواقع المشاهد، نحكم أن الرسول لم يقله، ولو روي بسند صحيح.
{أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما} .
ومثلها: {وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو} .
وما يدل على الظروف المؤدية إلى الصلاح أو الفساد، وليست من صنع الانسان كقوله:{ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها} . ومنه الآيات التي جاءت فيها كلمة الهداية بمعنى الدلالة والارشاد، كقوله:{وهديناه النجدين} .
وقوله: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا} .
الذي ظهر لي: ان أكثر هذه النصوص، تشير إلى الأمور التي تؤثر في صلاح الانسان وفساده بعض التأثير، وليست من صنعه، وقد قدمت القول بأن الله لا يؤاخذ العبد عليها، ولا يمكن أن يجبر الله عبده على أمر بحيث لا يستطيع تركه ثم يعاقبه عليه.
هذه هي النصوص التي وقف عندها أصحاب الفرق المنحرفة، فأساؤوا فهمها، وأخطأوا في تطبيقها، وكان عليهم:
1 -
التفريق بين آيات الاخبار عن مشيئة الله، وقدرته، وتصرفه في ملكه، والآيات المتعلقة بالثواب والعقاب.
2 -
اعتبار مجموع النصوص لا الوقوف عند افرادها، ومن تتبع مجموع النصوص رأى أن القرآن يثبت للانسان الحرية والارادة، اللتين يترتب عليهما الثواب والعقاب. فيمن يقرأ قوله تعالى عن القرآن:{يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً} .