الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا) تمييز (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) أي: عندهم فاللام للبيان أي: هذا الخطاب وهذا الاستفهام لمن له اليقين بأنه أعدل العادلين وأرحم الراحمين.
* * *
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(51)
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)
* * *
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) فلا تعاشروهم معاشرة الأحباب (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) فهم متفقون على مخالفتكم ومعاداتكم
(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) يحشر معهم (إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فاحذر عن موالاة من ظلم نفسه فإنهم الظالمون (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ): شك ونفاق كابن أبى ابن سلول وأضرابه (يُسَارِعُونَ فِيهِمْ) في محبتهم (يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ) بأن ينقلب الأمر وتكون الدولة للكفار (فَعَسَى اللهُ أَن يَأتِيَ بِالْفَتْحِ) للمسلمين على أعدائهم (أَوْ أَمْرٍ منْ عِندِهِ) كضرب الجزية عليهم وهتك ستر المنافقين (فيُصْبِحُوا) هؤلاء المنافقون (عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ) من النفاق ودس أخبار المسلمين على أعدائهم (نَادِمِينَ وَيَقُولُ الذِينَ آمَنوا) قرئ بالنصب عطف على يأتي بتقدير الضمير أي: عسى الله أن يقول الذين آمنوا به أو باعتبار أن قولهم لما كان مسببًا عن الإتيان بالفتح أقيم مقامه مبالغة في اتحاده معه وبالرفع كلام مبتدأ وبغير أو على أنه جواب قائل يقول: فماذا يقول المؤمنون حينئذ؟ (أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) يقول المؤمنون بعضهم لبعض تعجبًا من كذبهم وحلفهم بالباطل أهؤلاء الذين
أقسموا لكم بأغلظ الأيمان أنهم أولياؤكم ومعاونوكم على الكفار أي: يجتهدون جهد أو مصدر من لفظ أقسموا لأنه بمعناه (حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) بطل كل عمل خير لهم (فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ) في الدنيا والآخرة وهو من قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) قد ارتد عن الإسلام قبائل العرب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي خلافة أبى بكر وعمر رضى الله عنه (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ) بدلهم ومكانهم (يُحِبُّهُمْ) يهديهم ويثبتهم (وَيُحِبُّونَهُ) هم أبو بكر
وأصحابه أو أهل اليمن أو الأشعريون (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ): متذللين لهم عاطفين عليهم خافضين لهم أجنحتهم (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ): شداد متغلبين عليهم (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) صفة أخرى لقوم (وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِم) لا كالمنافقين يخافون ويراقبون لوم الكفار (ذَلِكَ) أي: ذلك الأوصاف (فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ): كثير الفضل (عَلِيمٌ) بمن هو أهله (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) أي: ليس اليهود بأوليائكم بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله والمؤمنين (الذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) بدل من الذين آمنوا أو مرفوع،