الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى كنف الله؛ فلا يضركم كيدهم، وضمة الراء في لا يضر كضمة مد للاتباع؛ لأنه جزاء شرط مضارع مضاعف، فجاز فيه أربعة أوجه، وقرئ لا يضركم بكسر الضاد من ضاره بمعنى ضره (إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ): علمه فيجازيهم بما هم أهله.
* * *
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(121)
إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)
* * *
(وَإِذْ غَدَوْتَ) أي: واذكر إذ غدوت (مِنْ أَهْلِكَ): منزل عائشة رضى الله عنها (تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ): لتسوي وتهيئ لهم، (مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ): مواقف وأماكن له، (وَاللهُ سَمِيعٌ) لأقوالهم (عَليمٌ): بضمائركم وأحوالكم، هذه وقعة أحد، وقيل يوم
الأحزاب، (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ)، بدل من إذ غدوت أو متعلق بـ سميع عليم، وهما بنو حارثة، وبنو سلمة، (أَنْ تَفْشَلَا): تجبنا وتضعفا، فإنهم هموا بالانصراف عن الحرب، لكن عصمهم الله، (وَاللهُ وَلِيُّهُمَا): ناصرهما فعصمهم عن اتباع الخطرة أو فما لهما (1) تفشلان، (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ): لا على العَدَد والعُدَد.
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ ببَدْرٍ) تذكير بقصة إفادتهم التوكل، وهو موضع بين مكة (2)، والمدينة، (وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ): بقلة العدد والسلاح، (فاتَّقُوا اللهَ): في الثبات، (لَعَلكُم تَشْكُرُون) عاقبته بمزيد الإنعام، وقيل معناه اتقوني فإنه شكر نعمتي، (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) ظرف لنصركم، وهو في بدر، أو بدل ثان من إذ غدوت، وهو في أحد، وقالوا: لم يحصل الإمداد يوم أحد لا بخمسة آلاف ولا بثلاثة؛ لأن المسلمين لم يصبروا بل فروا، (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ)، هو فاعل يكفيكم، (رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ): للنصر، (بَلَى): إيجاب لما بعد لن، أي: بلى يكفيكم، ثم وعد لهم الزيادة بشرط الصبر والتقوى فقال:(إِن تَصْبِرُوا): على العدو، (وَتَتَّقُوا): مخالفتي، (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا): من غضبهم فإنهم رجعوا لحرب يوم أحد من غضبهم ليوم بدر، أو من ساعتهم، والمعنى إن يأتوكم في الحال، (يُمْدِدْكُمْ ربّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلاِئكَةِ) في حال إتيانهم لا يتأخر نزولهم عن إتيانهم (مُسَوِّمِينَ): معلمين بسيما الصوف الأبيض أو بالعهن الأحمر في نواصي خيولهم أو بالعمائم البيض، أو السود أو الصفر أو بسيما القتال
(1) في الأصل " قبالهما " والتصويب من الكشاف.
(2)
في الأصل " المكة ".
أنزل الله الملائكة يوم بدر ألفا كما قال: (فاستجاب لكم أني ممدكم بألف)[الأنفال: 9]، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم خمسة آلاف، (وَمَا جَعَلَهُ اللهُ) أي: الإمداد، (إِلا بُشْرَى): بشارة، (لَكمْ): بالنصر، (وَلِتَطْمَئِنَّ): ولتسكن، (قلوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ): لا من عدة وعدد، (العَزِيزِ): الذي لا يغالب في قضائه (الحَكِيمِ) في أفعاله، (لِيَقْطَعَ طَرَفًا) أي: لقد نصركم الله ببدر ليهلك طائفة، أو يهدم ركنا من أركان الشرك، أو متعلق بقوله (وما النصر إلا من عند الله). (مّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ): يخزيهم وأو للتنويع، (فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ): منقطعي الآمال، (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) بل الأمر كله إلى الله، نزلت حين قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعن فيه على قوم قتلوا سبعين رجلاً من قراء