الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحد سوى أهل بيته (إِلَّا امْرَأَتَهُ) فإنها تستر الكفر (كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) الباقين في ديارهم فهلكت (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا) نوعًا من المطر وهو حجارة (فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).
* * *
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
(85)
وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا
لَخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)
* * *
(وَإِلَى مَدْيَنَ) قبيلة، أو المراد بلد مدين (أَخَاهُمْ) في النسب (شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُمْ بَيّنَةٌ) معجزة (مِنْ ربِّكُمْ) وليس في القرآن أنها ما هي (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ) أراد بالكيل الذي هو المصدر ما يكال به كالعيش على المعاش (وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) لا تنقصوهم حقوقهم قيل كانوا مكاسين (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بالكفر (بَعْدَ إِصْلاحِهَا) ببعث
النبي وأمره بالعدل (ذَلِكُمْ) إشارة إلى العمل بما أمرهم (خيْرٌ لَكُم) في الدنيا والآخرة (إِنْ كنتمْ مُؤْمِنِينَ) مصدقين بمقالي (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُون) فإنهم يقعدون طرق الناس يوعدون الآتين إلى شعيب للإيمان بالقتل وغيره، أو معناه النهي عن وعيد الناس لإعطاء أموالهم فإنهم مكاسين ويوعدون في موضع الحال (وَتَصُدُّونَ) عطف على توعدون (عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ) بشعيب أو بالله وتوعدون وتصدون تنازعا في من آمن والعمل للثاني (وَتَبْغونَهَا) وتطلبون لسبيل الله (عِوَجًا) بإلقاء الشبه ووصفها للناس بالاعوجاج (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا) في العدد والعُدد (فَكَثَّرَكُمْ) بالأموال والبنين (وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) قبلكم فاعتبروا منهم (وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا) بتعذيب المكذبين (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) لا حيف في حكم@ ولا معقب له (قَالَ الْمَلأُ) الأشراف (الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) عن الإيمان (مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا) أي: ليكونن أحد الأمرين إما الإخراج أو العود، وشعيب عليه السلام قط لم يكن على ملتهم لكن غلَّبوا قومه عليه فإنهم كانوا على ملتهم (قَالَ) شعيب (أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) أي: أنعود في ملتكم وإن كنا
كارهين لها؟ (قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا) يدل على جواب الشرط قد افترينا، أي: قد افترينا الآن إن هممنا بالعود بعد الخلاص منها فإن المرتد مفترى في إثبات الند، وفي ظهور الحقية عنده للدين الباطل فهو أقبح من الكافر (وَمَا يَكُونُ) لا يمكن (لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ ربُّنَا) ارتدادنا فإنه مصرف القلوب كيف يشاء، ولو أراد الله بأحدٍ سوءًا فلا مرد له (وَسِعَ ربُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) أحاط علمه بما كان وما يكون وعلمًا تمييز (عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا) في تثبيتنا على الإيمان وتخليصنا منكم (رَبَّنَا افْتَحْ) اقض واحكم (بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ) أنزل على كل منا ما يستحقه لا أن تهلكهم بدعائي وهم غير مستحقين للعذاب (وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ) لاستبدالكم دينه الباطل بدين آبائكم الحق، وجملة إنكم إذًا لخاسرون ساد مسد جواب القسم والشرط (فأَخَدتْهُمُ الرَّجْفَةُ) الزلزلة (فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ) مدينتهم (جَاثِمِينَ) ميتين قد اجتمع عليهم أنواع من العذاب بسحابة فيها شرر من النار ولهيب وهو قوله تعالى " عَذَابُ يَوْمِ