الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) أهلكناهم عن آخرهم واستأصلناهم (وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ) والناجي في الدارين المؤمنون.
* * *
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(73)
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ
أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)
* * *
(وَإِلَى ثَمُودَ) أي: إلى قبيلته (أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ) معجزة (مِنْ ربِّكُمْ) على صدقي (هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيةً) استئناف يبين البينة وإضافة الناقة إلى الله؛ لأنها جاءت من عنده بلا سبب معهود، فإنها خرجت من الصخرة يوم عيدهم بمحضرهم حين سألوا تلك المعجزة وعهدوا أن يؤمنوا به بعد ما تظهر، ونصب آية على الحال والعامل معنى الإشارة (فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ) من الضرب والطرد والأذى (فَيَأخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) جواب للنهي (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ) في مساكنهم (وَبَوَّأَكُمْ) سكنكم (فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا) تبنون القصور من سهولة الأرض مما تصنعون منها من اللبن والآجر (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا) كانوا يثقبون في الجبال ويسكنون في الشتاء فيها لتنعمهم، ونصب بيوتًا على الحال المقدرة، لأن الجبل ما كان بيتًا في حال النحت، أو تقديره من الجبال
بيوتًا (فَاذْكرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا) العثي: أشد الفساد (فِي الأرْضِ مُفْسدِينَ) أي: لا تبالغوا في الفساد في حال فسادكم (قَالَ الْمَلأ) الأشراف (الَّذِينَ استَكْبَرُوا) عن الإيمان (مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ استُضْعِفوا) أي: الرعايا (لِمَنْ آمَن مِنْهمْ) بدل من للذين بدل البعض؛ لأن ضمير منهم راجع إلى للذين فإن المستضعفين كثيرون والمؤمنون أربعة آلاف (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ) قيل قالوه على الطنز والسخرية. (قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ) عدلوا به عن مثل نعم إشارة إلى أن إرساله معلوم مسلم إنما الكلام في الإيمان به ونحن مؤمنون (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) فما سلموا إرساله الذي ادعوا ظهوره (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) نحروها وكلهم راضون بنحرها فأسند الفعل إلى جميعهم (وَعَتَوْا) استكبروا (عَنْ) قبول (أَمْرِ ربهِمْ وَقَالوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا) من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهمُ الرَّجْفَةُ) الزلزلة فإنه كان عذابهم صيحة من السماء وزلزلة من الأرض تقطعت قلوبهم في صدورهم (فأَصْبَحُوا في دَارِهِمْ) أرضهم ومسكنهم (جَاثِمِينَ) خامدين ميتين (فَتَوَلَّى) أعرض (عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) خاطبهم به بعد هلاكهم كما خاطب نبينا عليه الصلاة والسلام قليب بدر بقوله " هل وجدتم ما
وعد ربُّكم حقًا " قيل: ويجوز أن يتولى عنهم ويقول ذلك حين مقدمة نزول العذاب وهذا كما قال بعضهم في الآية تقديم وتأخير.
(ولوطًا) أي: أرسلنا، أو واذكر لوطًا (إِذ قَالَ) ظرف على الأول وبدل من لوطًا على الثاني (لِقَوْمهِ أَتَأتونَ الْفَاحِشَةَ) تلك الفعلة القبيحة (ما سَبَقَكُمْ) استئناف مقررة للإنكار (بِهَا) الباء للتعدية (مِنْ أَحَدٍ) من زائدة للاستغراق (مِنَ الْعَالَمِينَ) من للتبعيض أي: ما فعلها أحد قط قبلكم (إِنَّكُمْ) الهمزة للإنكار (لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) من أتى المرأة إذا غشيها (شَهْوَةً) للاشتهاء أنكر أن يكون الحامل على هذه القباحة مجرد الشهوة، أو حال أبي: مشتهين غير ملتفتين إلى سماجتها (مِنْ دُون النسَاءِ) المخلوق لكم (بَلْ أَنتمْ قَوْمٌ مُسْرِفون) إضراب على الإنكار إلى الإخبار عن طريقتهم وعادتهم كأنه قال: بل أنتم قوم لكم الإسراف في الأمور كلها وهو الباعث لكم إلى تلك القبيحة (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ) أي: قال بعضهم لبعض: أخرجوهم في مقابلة النصح والإرشاد (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) من دبر الرجال والنساء قيل قالوا سخرية (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ) فإنه ما من