الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من عصى الله فهو جاهل نزلت في عمر حين أشار بإجابة قريش إلى طرد المؤمنين فأنزل الله، " ولا تطرد الذين " إلخ ثم جاء واعتذر من مقالته، (ثمَّ تَابَ مِن بعدِهِ): العمل أو السوء، (وَأَصلَحَ) عمله أو أخلص توبته، (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) من قرأ (فأنه) بفتح الهمزة تقديره فأمره، أو فله غفرانه ألبتَّة، ومن قرأ بالكسر فتقديره: فالله يغفره ويرحمه ألبتَّة فإنه غفور رحيم، (وَكَذَلِكَ): مثل ذلك التبيين الواضح، (نُفَصِّلُ الْآيَاتِ): التي يحتاج الناس إلى بيانها، (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ): من قرأ تستبين بالتاء وسبيلَ بالنصب فمعناه: ولتعرف طريقهم، فتعاملهم بمقتضى علمك، ومن قرأ بالتاء، ورفعها أي: ولتبين سبيلهم ومن قرأ بالياء ورفعها فلأن السبيل يذكر ويؤنث وهو إما عطف على مقدر أي: فصلنا ليظهر الحق ولتستبين وإما تقديره: ولتستبين فصلنا هذا التفصيل.
* * *
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ
(56)
قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لله يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)
* * *
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ): عن (أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ): تعبدون، (مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ) فيه إشارة إلى علة النهي، ومبدأ ضلالهم فإن طريقهم اتباع الهوى لا الهدى، (قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا) أي: إن فعلت ذلك فقد ضللت، (وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) فيه تعريض بأنَّهم كذلك، (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ): حجة واضحة، (مِنْ رَبِّي): غير متبع الهوى، وهو صفة لبينة، (وكَذبتم بِه): بربي، حيث أشركتم أو الضمير للبينة فإنها بمعنى الدليل، (مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ): من العذاب كما قالوا: " إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً "[الأنفال: 32](إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لله): في تعجيل العذاب وتأخيره، (يَقُصُّ الْحَقَّ): يتبع الحق والحكمة فيما حكم، ومن قرأ " يقضي الحقَّ " أي: يحكم القضاء الحق فيكون صفة مصدر أو يصنع، الحق فيكون مفعولاً به، (وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ): القاضين، (قُلْ لَوْ أَنْ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ): من العذاب، (لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) أي: لعجلته حتى أتخلص منكم حين سألتم أنتم العذاب، (وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ) أي: لكن هو أعلم بوقت العقوبة، (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ): خزائنه جمع مفتح بالميم وهو
المخزن أو جمع مِفتاح بكسر الميم وهو المفتاح، وقد صح أن مفاتيح الغيب خمس " إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ " [لقمان: 34] (لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) أي: يحيط علمه بالمغيبات والمشاهدات، (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا)، لأنه لا تسقط إلا بعد تعلق إرادته به، (وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ): فوق الأرض أو تحته عطف على ورقة، (وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ) المراد منه كل شيء، (إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ): في اللوح المحفوظ، وهو صفة للمذكورات كما أن " إلا يعلمها " صفة لورقة، (وَهُوَ الذِي يَتَوَفاكُم بِالليلِ): هو التوفي الأصغر استعار التوفي للنوم لما بين الموت والنوم من المشاركات، (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ): كسبتم، (بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ): يوقظكم، (فِيهِ)، الضمير للنهار وقيل: في المنام، (لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى): أجل الحياة إلى الممات أي: ليستوفي مدة عمره، (ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ):