الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير سورة الشرح
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الشرح سورة مكية، تتحدث عن مكانة الرسول الجليلة، ومقامه الرفيع عند الله تعالى، وقد ذكر الله عز وجل فيها ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من أحداث، فبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير يلعب مع الصبيان، إذ جاءه جبريل عليه السلام، فألقاه على ظهره ثم شرح (شق) صدره واستخرج قلبه وشقه، وأخرج منه قطعة سوداء وقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسل قلبه بماء زمزم في طست من ذهب، ثم أعاده إلى مكانه يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: بقي أثر المخيط في صدره صلى الله عليه وسلم فحصل بذلك شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم حسيًا بشقه وإخراج القطعة السوداء من قلبه، كما شرح صدره معنويًا بنور الإيمان والنبوة، وقد امتن الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ذلك فقال سبحانه وتعالى:
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} هذا الاستفهام استفهام تقرير، ذكر سبحانه وتعالى موضحًا ومبينًا نعمته على نبينه محمد، يا محمد، قد شرحنا لك
صدرك لقبول النبوة، ومن هنا قام بما قام به من الدعوة، وقدر على حمل أعباء النبوة وتكاليفها.
{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} وضعناه أي: طرحناه، وعفونا، وسامحنا، وتجاوزنا عنك، وقد غفر للنبي صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
{وِزْرَكَ} أي: إثمك.
{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} يعني: أقضه وآلمه وأثقله.
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} في الدنيا والآخرة.
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} هذا بشارة من الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وسلم ولسائر الأمة، فإن مع الضيق سعة، ومع الشدة رخاء ومع الكرب فرج.
{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} أي: إن مع ذلك العسر المذكور سابقًا يسرًا آخر وهذا من نعم الله عز وجل.
{* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} أي: إذا فرغت من أعمالك وصلاتك، أو من التبليغ، فاجتهد في الدعاء، واطلب من الله حاجتك، أو فانصب في العبادة.
{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أي: اضرع إليه وحده سبحانه رهبًا من النار راغبًا في الجنة.
{فَارْغَبْ} أي: فانصب لعمل آخر، يعني اتعب لعمل آخر، واجعل رغبتك إليه خصوصًا، ولا تسأل إلا فضله متوكلاً عليه، مفوضًا أمرك له.