المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الماعون - تفسير القرآن العظيم - جزء عم

[عبد الملك بن قاسم]

الفصل: ‌تفسير سورة الماعون

‌تفسير سورة الماعون

بسم الله الرحمن الرحيم

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ *} .

سورة الماعون سورة مكية؛ وقد تميز الإسلام بأنه الدين الخالص لله، وأنه أيضًا دين التواصل والتعاطف والرحمة، وقد جمع الله عز وجل بين عبادته وبين الرحمة والعطف على الأيتام والفقراء والتذكير بحق المسكين والفقير في هذه السورة فقال سبحانه:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} .

{أَرَأَيْتَ} استفهام للتعجب والتشويق أي: هل علمت؛ الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه الذي أنزل عليه القرآن؟ وعام لكل من يتوجه إليه الخطاب.

{الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} أي: أأبصرت المكذب بالحساب والجزاء والبعث والنشور فإن من أفعاله وأعماله، ما يلي.

{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} .

{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي: يدفعه ويزجره بعنف.

{وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} المسكين: الفقير المحتاج إلى الطعام، فهو لا يحض ولا يحث نفسه ولا أهله ولا غيرهم على طعام المسكين بخلاً بالمال وشحًا به.

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} ويل: هذه كلمة وعيد، وهي تتكرر في القرآن

ص: 165

كثيرًا، أي: فويل للملتزمين لإقامة الصلاة ولكنهم.

{الَّذِينَ هُمْ} مصلون، يصلون مع الناس، أو أفرادًا لكنهم.

{عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} غافلون عنها، لا يقيمونها على ما ينبغي يؤخرونها عن الوقت الفاضل، لا يقيمون ركوعها، ولا سجودها، ولا قيامها ولا قعودها، لا يقرؤون ما يجب فيها من قراءة سورة كانت قرآنًا أو ذكرًا إذا دخل في صلاته فهو غافل، قلبه يتجول يمينًا وشمالاً فهو ساهٍ عن صلاته.

{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} هم المنافقون، يراؤون الناس بصلاتهم إن صلوا، أو يراؤون الناس بكل ما عملوا من أعمال البر ليثنوا عليهم، وهم بهذا لا يريدون وجه الله والدار الآخرة، إنما يريدون المدح والثناء من الناس.

{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} أي: يمنعون ما يجب بذله من المواعين وهي الأواني، وما يحتاجه الناس من الدلو والفأس والقدر، وهذا من الشح والبخل وعدم النفع للآخرين، يعني يأتي الإنسان إليهم يستعير آنية فيمنعونها عنه، وقيل: يمنعون الزكاة المفروضة.

فلا هم أحسنوا في عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه، فاستحقوا الوعيد الشديد.

ص: 166