المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة التكاثر - تفسير القرآن العظيم - جزء عم

[عبد الملك بن قاسم]

الفصل: ‌تفسير سورة التكاثر

‌تفسير سورة التكاثر

بسم الله الرحمن الرحيم

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} .

سورة التكاثر سورة مكية، ذكر الله، عز وجل، فيها ما يلهي العباد عن طاعته وعبادته، وحذرهم من هذا الطريق، وبين لهم، وقد تكرر في هذه السورة الزجر والإنذار تخويفًا للناس، وتنبيهًا لهم على خطئهم باشتغالهم بالفانية عن الباقية، قال تعالى لمن أعرض عن طاعته وألهته الدنيا.

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} .

{أَلْهَاكُمُ} أي: شغلكم أيها الناس على وجه لا تعذرون فيه عن طاعة الله وأنساكم عبادته.

{التَّكَاثُرُ} يشمل التكاثر بالمال، والتكاثر بالقبيلة، والتكاثر بالجاه، والتكاثر بالعلم، والتكاثر بالأولاد، وبكل ما يمكن أن يقع فيه التفاخر واستمرت هذه الغفلة وهذا الانشغال.

ص: 153

{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} يعني: إلى أن زرتم المقابر، يعني: حتى أدرككم الموت ودفنتم في المقابر وأنتم على تلك الحال.

{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} .

{كَلَّا} بمعنى الردع يعني: ارتدعوا عن هذا التكاثر، وقيل: إنها بمعنى حقًا.

{سَوْفَ تَعْلَمُونَ} أي: سوف تعلمون عاقبة أمركم إذا رجعتم إلى الآخرة وأن هذا التكاثر لا ينفعكم.

{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تأكيدًا لهذا الأمر.

{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} يعني: حقًا لو تعلمون علم الحق لعرفتم أنكم في ضلال، ولو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة، ولكن عدم العلم الحقيقي صيركم إلى ما ترون.

{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} .

{لَتَرَوُنَّ} أي: أُقسم وأوكد بأنكم ستشاهدون وتبصرون بالعين.

{الْجَحِيمَ} في الآخرة، والجحيم اسم من أسماء النار.

{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} تأكيدًا لرؤيتها ومشاهدتها.

{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} أي: عن نعيم الدنيا الذي ألهاكم عن العمل للآخرة، فيسأل عن الأمن، والصحة، والفراغ، وعن شرب الماء البارد على الظمأ، وظلال المساكن، وغير ذلك من النعم.

ص: 154