الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير سورة الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الإخلاص سورة مكية، تعدل ثلث القرآن، قال صلى الله عليه وسلم:«من قرأ قل هو الله أحد، فكأنما قرأ بثلث القرآن» رواه أحمد والنسائي.
وفي السورة ذكر بعض صفات الله عز وجل، الواحد الأحد، الجامع لصفات الكمال، المقصود على الدوام، الغني عن كل ما سواه، المتنزه عن صفات النقص، وعن المجانسة والمماثلة، وردت على النصارى القائلين بالتثليث وعلى المشركين الذي جعلوا لله الذرية والبنين.
وسبب نزولها ما رواه الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك: أي: اذكر لنا نسبه، فنزلت هذه السورة.
{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} أي: قل يا محمد قولاً جازمًا، إن الله أحد، أي: واحد لا شريك له المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
{اللهُ أَحَدٌ} أي: هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه.
{أَحَدٌ} أي: متوحد بجلاله وعظمته ليس له مثيل، وليس له شريك في ذاته وصفاته وأفعاله، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل.
{اللهُ الصَّمَدُ} أي: الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جمع مخلوقاته، السيد الذي كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والغني الذي قد كمل في غناه، المقصود في قضاء الحوائج.
{لَمْ يَلِدْ} لم يتخذ ولدًا، وليس له أبناء وبنات؛ لأنه- جل وعلا- لا مثيل له ولكمال غناه.
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه- عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء فكيف يكون مولودًا؟
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} أي: لم يكن له أحد مساويًا في جميع صفاته، فهو سبحانه لا يساويه أحد ولا يماثله، ولا يكافئه ولا يشاركه أحد في شيء من صفات كماله.
وهذه السورة الكريمة مؤلفة من أربع آيات، وقد جاءت في غاية الإيجاز والإعجاز، وأوضحت صفات الجلال والكمال، ونزهت الله جل وعلا عن صفات العجز والنقص، فقد أثبتت الآية الأولى الوحدانية ونفت التعدد {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وأثبت الثانية كماله تعالى ونفت النقص والعجز {اللهُ الصَّمَدُ} وأثبتت الثالثة أزليته وبقاءه ونفت الذرية والتناسل {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} وأثبتت الرابعة عظمته وجلاله ونفت الأنداد والأضداد {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .
فالسورة شاملة جامعة لإثبات صفات الجلال والكمال، وتنزيه الرب بأسمى صور التنزيه عن النقائص.