الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفيل سورة مكية، ذكر فيها سبحانه، فضله العظيم وآلائه الكثيرة، ويذكر هنا عز وجل لكفار قريش فضله ومنته عليهم عندما أراد أبرهة الحبشي أن يبني باليمن كنيسة؛ ليصرف الناس إلى حجها دون البيت الحرام، فقام أحد العرب فلطخها بالقذر ليلاً فعزم أبرهة على هدم الكعبة، وسار بجيش عظيم إلى مكة ومعه الفيل إلى أن دنا من المسجد الحرام، فلما انتهوا إلى قرب مكة، ولم يكن بالعرب مدافعة، وخرج أهل مكة من مكة خوفًا على أنفسهم منهم، أرسل الله تعالى عليهم وعلى جيشهم ما منعهم من هدمها أو التعرض لها، وأبقاها على حالها نعمة منه على أهل مكة، ونكالاً منه لرد من يعتدي على بيته فقال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} أي: ألم تعلم؛ يخاطب الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم أو يخاطب كل من يصح توجيه الخطاب إليه، يقرر ما فعل سبحانه وتعالى بأصحاب الفيل، وأصحاب الفيل هم قوم من أهل اليمن من النصارى من الأحباش جاؤوا لهدم الكعبة بفيل عظيم أرسله إليهم ملك الحبشة.
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} أي: ألم يجعل الله تعالى مكرهم وحيلتهم وسعيهم في تخريب الكعبة، وضلالاً منهم أدى بهم إلى الهلاك فلم يصلوا إلى مرادهم وهدفهم وغايتهم.
{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} جماعات متفرقة يتبع بعضها بعضًا، وهي طير سود جاءت من قبل البحر فوجًا فوجًا، مع كل طائرة ثلاثة أحجار: حجران في رجليه، وحجر في منقاره، لا يصيب شيئًا إلا هشمه.
{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} قالوا: هي حجارة من طين طبخت بنار جهنم، مكتوب فيها أسماء القوم، فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري وكان الحجر كالحمصة وفوق العدسة.
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَاكُولٍ} أي: جعلهم كزرع أكلته الدواب ووطئته بأقدامها حتى تفتت، والعصف: هو ورق الزرع اليابس الذي يبقى بعد الحصاد.
وهذا القصة تدل على كرامة الله للكعبة، وفيها عجائب وغرائب من قدرة الله على الانتقام من أعدائه بأضعف جنوده وهي الطير التي ليست من عاداتها أن تقتل.