المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة   ‌ ‌صفة البغض 487 - ورد فيها - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٣

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول: الصفات العقلية المعنوية

- ‌المبحث الأولأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الألف

- ‌{الأَذَن بمعنى الاستماع}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء

- ‌{البصر}

- ‌{البغض، والمقت}

- ‌أبغض الناس إلى الله

- ‌أبغض البلاد إلى الله وأحبها إليه

- ‌أحب الأعمال إلى الله

- ‌أحب الكلام إلى الله

- ‌أحب المؤمنين إلى الله

- ‌أحب الأسماء إلى الله

- ‌صفة البغض

- ‌{المقت}

- ‌{المحبة}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الجيم

- ‌{الجبرياء}

- ‌{الجلال}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء، ومعه السين، والغين

- ‌{الرحمة}

- ‌‌‌{الرضاوالرضوان وضده السخط والغضب}

- ‌{الرضا

- ‌{السخط، الغضب}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌{الرضوان}

- ‌{الرضا}

- ‌{السخط}

- ‌{الغضب}

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌{الرضا}

- ‌الرضوان

- ‌{السخط والغضب}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصبر}

- ‌المبحث السادسأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الضاد

- ‌{الضحك}

- ‌المبحث السابعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف العين

- ‌{العدل}

- ‌{العزة}

- ‌{العظمة}

- ‌{العلم}

- ‌{العلو}

- ‌المبحث الثامنأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الغين

- ‌{الغنى}

- ‌{الغيرة}

- ‌المبحث التاسعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الفاء

- ‌{الفرح}

- ‌المبحث العاشرالصفات المبدوءة بحرف القاف

- ‌{القدرة}

- ‌{القرب}

- ‌المبحث الحادي عشرأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الكاف

- ‌{الكبرياء}

- ‌التكبير في الأذان والإقامة:

- ‌التكبير في الصلاة:

- ‌أحاديث التكبير في الصلاة:

- ‌التكبير في الغزو

- ‌التكبير عند حدوث علامة من علامات النبوة

- ‌التكبير عند دخول البلاد المفتوحة

- ‌{الكلام}

الفصل: (ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة   ‌ ‌صفة البغض 487 - ورد فيها

(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

‌صفة البغض

487 -

ورد فيها حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن خالد عن معرف بن واصل.

وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا كثير بن عبيد الحمصي ثنا محمد بن خالد عن عبيد الله ابن الوليد الوصافي.

كلاهما عن مُحَارب بن دِثَار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق} .

ورواه أبو داود مرسلاً قال: حدثنا أحمد بن يونس ثنا معرف عن محارب قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: {ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق} .

التخريج:

د: كتاب الطلاق: باب في كراهية الطلاق (2/ 261).

جه: كتاب الطلاق: باب رقم (1)(1/ 650).

الرواية الموصولة:

أخرجها البيهقي في (الكبرى 7/ 322) من طريق أبي داود.

وابن عدي في (الكامل 6/ 2453) من طريق كثير بن عبيد به.

والحاكم في (المستدرك 2/ 196)

ومن طريقه البيهقي في (الكبرى 7/ 322)

كلاهما من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس عن معرف عن محارب عن

ابن عمر به.

والطرسوسي في (مسند ابن عمر /24)

وابن عدي في (الكامل 4/ 1630)

كلاهما من طريق كثير بن عبيد به عن الوصافي به.

ورواه تمام في (الفوائد 1/ 21)

وابن حبان في (المجروحين 2/ 64)

ومن طريقه ابن الجوزي في (العلل 2/ 149)

خمستهم من طرق عن عبيد الله بن الوليد الوصافي.

ص: 132

وعلقه عنه البيهقي في (الكبرى 7/ 322)

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في (التهذيب 2/ 72).

الرواية المرسلة:

رواها البيهقي في (الكبرى 7/ 322) من طريق أبي داود، ومن طريق آخر عن معرف به.

وعزاها الألباني في (الإرواء 7/ 107) إلى ابن أبي شيبة في المصنف، ولم أجده في مظانه.

وقد علّق البغوي في (شرح السنة 9/ 195) الرواية المرسلة والمتصلة بصيغتي روي، ويروى.

وأضاف السخاوي في (المقاصد /49) عزوها إلى ابن المبارك في البر والصلة، ولم أجدها في المطبوعة، وإلى أبي نعيم كلاهما عن معرف مرسلاً.

وللحديث شواهد:

(1)

حديث معاذ رضي الله عنه: مطولاً وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {يامعاذ ما خلق الله شيئا أحب إليه من العتاق، ولاخلق الله شيئا على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق} .

رواه الدارقطني في (السنن 4/ 35) ومن طريق الديلمي في (الفردوس 5/ 378)

وابن الجوزي في (التحقيق 2/ 295، 296) ورواه البيهقي في (الكبرى 7/ 361) أربعتهم من طريق حميد اللخمي عن مكحول عنه، ثم رواه من طريق حميد عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصراً ولفظه {ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق، فمن طلق واستثنى فله ثنياه} .

(2)

حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: مرفوعاً {ما أحل الله حلالاً أحب إليه من النكاح، ولا أحل حلالاً أكره إليه من الطلاق} .

وهو عند الديلمي في (الفردوس 4/ 62).

(3)

شاهد مرسل عن أبي عبيدة بن عبد الله.

رواه عبد الرزاق في (المصنف 7/ 302) من طريقه وقال: لا أدري أرفعه أم لا؟ ، قال:{ما أحل الله حلالاً أكره إليه من الطلاق} .

ص: 133

وأضاف السيوطي في (الدر / 39) عزوه إلى ابن عساكر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: {ما من شيء أحل الله أكره عنده من الطلاق} .

دراسة الإسناد:

الرواية الموصولة:

رجال الإسناد عند أبي داود:

(1)

كثير بن عبيد الحمصي: تقدم، وهو ثقة. (راجع ص 773)

(2)

محمد بن خالد: هو محمد بن خالد بن محمد، ويقال: ابن موسى الوهبي، أبو يحيى الحمصي. وثقه ابن معين والدارقطني. وقال أبو داود: لابأس به. وقال ابن حجر: صدوق، من التاسعة، مات قبل 190 هـ (دسي جه).

ترجمته في:

سؤالات ابن الجنيد (423)، الجرح والتعديل (7/ 243)، التاريخ الكبير (1/ 74)، الثقات لابن حبان (9/ 66)، تهذيب الكمال 25/ 145، 146)، السّير (9/ 540، 541)، الكاشف (2/ 167)، التهذيب (9/ 143)، التقريب (476) وفيه رمز (س) والصواب في نسخة أبي الاشبال (840).

(3)

مُعَرِّف بن واصل: هو معرف ـ بضم أوله، وفتح المهملة وتشديد الراء المكسورة مع جواز فتحها والكسر أكثر ـ ابن واصل السعدي الكوفي. قال أحمد في رواية: ثقة ثقة، وفي رواية: لم يكن به بأس، وثقه ابن مهدي، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وقال أحمد بن يونس: كان من أفضل الشيوخ. قال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه. قال الذهبي في المغني: صدوق ما أدري لماذا ذكره ابن عدي في الكامل، وساق له حديثين استغربهما؟ ، وقال في الميزان: ذكره وما ذكر فيه قدحاً.

وقال ابن حجر في التهذيب: ذكره ابن عدي، ولم يذكر فيه جرحاً لأحد،

وفي التقريب: ثقة من السادسة (م د).

ترجمته في:

بحر الدم (411)، العلل لأحمد (3/ 394)، سؤالات أبي داود لأحمد (313)، التاريخ لابن معين (3/ 352)، سؤالات ابن الجنيد (474)، تاريخ الدارمي (59)، الجرح والتعديل (8/ 410)، التاريخ الكبير (8/ 30)، الكامل (6/ 2452، 2453)، الثقات لابن حبان (7/ 515)، تهذيب الكمال (28/

ص: 134

260 -

262)، التهذيب (10/ 229، 230)، الميزان (4/ 143)، المغني (2/ 668)، الكاشف (2/ 279)، التقريب (540).

(4)

مُحَارِب بن دِثار: هو محارب ـ بضم أوله وكسر الراء ـ ابن دثار ـ بكسر المهملة وتخفيف المثلثة ـ السدوسي، الكوفي، القاضي. كان زاهداً، قال الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت زاهداً أفضل من محارب، وثقه ابن معين، وأحمد، والفسوي، والدارقطني، والعجلي. وقال أبوحاتم: ثقة صدوق، وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال ابن حبان: كان من أفرس الناس. وقال ابن سعد: لايحتجون به، وكان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجئون عليا وعثمان، ولايشهدون بإيمان ولاكفر، لكن أبا داود ذكره في جماعة كانوا يقولون: إنا مؤمنون. وقال الذهبي في الميزان: من ثقات التابعين وأخيارهم وعلمائهم، وهو حجة مطلقاً.

قال ابن حجر في الهدي: رداً على ابن سعد، بل يحتج به الأئمة كلهم ولكن ابن سعد يقلد الواقدي وهو على طريقه أهل المدينة في الانحراف على أهل العراق.

وقال في التقريب: ثقة إمام زاهد، من الرابعة مات سنة 116 هـ (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 307)، بحر الدم (396)، العلل لأحمد (2/ 477)، التاريخ الكبير (8/ 28، 29)، الجرح والتعديل (8/ 416، 417)، المعرفة (3/ 90، 197)، الثقات لابن حبان (5/ 452)، الثقات للعجلي (2/ 266)، الثقات لابن شاهين (232)، سؤالات البرقاني للدارقطني (64)، تهذيب الكمال (27/ 255 - 258)، السّير (5/ 217 - 219)، المغني (2/ 542)، الميزان (3/ 441)، الكاشف (2/ 243)، التهذيب (10/ 49 - 51)، الهدي (443)، التقريب (521).

رجال إسناده عند ابن ماجه:

فيه كثير ومحمد ومحارب، تقدم ذكرهم في الإسناد السابق، وبقي:

عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي: تقدم، وهو ضعيف جداً، تكلم العلماء في روايته عن محارب بن دثار، وحكم عليها بعضهم بالنكارة، وبعضهم بالوضع. (راجع ص 550)

ص: 135

الرواية المرسلة:

رجال الاسناد عند أبي داود:

ومنهم معرف ومحارب سبقت ترجمتهما في إسناد الرواية المتصلة، وبقي شيخ أبي داود:

أحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس ينسب إلى جده تخفيفاً وهو أبو عبد الله الكوفي التميمي اليَرْبوعي. سئل أحمد: عمن ترى أن نكتب الحديث؟ قال: أخرج إلى أحمد فإنه شيخ الإسلام، وقال: رجل صالح. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقا صاحب سنة وجماعة، كما وثقه أبو حاتم قال: كان ثقة متقناً، والعجلي، والخليلي، وابن قانع وزاد: مأمونا ثبتاً. وقال عثمان بن أبي شيبة: كان ثقة وليس بحجة. وقال الذهبي: كان عارفا بحديث بلده.

وقال ابن حجر: ثقة حافظ من كبار العاشرة، مات سنة 227 هـ وهو ابن أربع وتسعين سنة (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 405)، بحر الدم (42، 43)، سؤالات أبي داود لأحمد (274)، التاريخ الكبير (2/ 5)، الجرح والتعديل (2/ 57)، المعجم المشتمل (51)، الإرشاد (2/ 566)، الثقات للعجلي (1/ 193)، الثقات لابن حبان (8/ 9)، تهذيب الكمال (375 - 378)، السّير (10/ 457 - 459)، التذكرة (1/ 400، 401)، الكاشف (1/ 198)، التهذيب (1/ 50، 51)، التقريب (81، 86).

درجة الحديث:

إسناد أبي داود: رجاله ثقات سوى محمد بن خالد وقد وثقه ابن معين والدارقطني وقال ابن حجر: صدوق.

أما إسناد ابن ماجه: فإن فيه الوصافي وهو ضعيف جداً. فالحديث ضعيف جداً.

قال ابن الجوزي في (العلل 2/ 149): هذا حديث لايصح، وأعله بالوصافي.

كما أن ابن عدي قال في (الكامل 4/ 1630) هذه الأحاديث للوصافي عن محارب هوالذي يرويها ولايتابع عليها.

ورواية أبي داود المتصلة مع سلامة سندها قد أعلت بالمرسلة؛ لأن راوي المرسلة وهو أحمد بن يونس ثقة، وراوي المتصلة وهو محمد بن خالد صدوق وقد اضطرب في إسناده فرواه مرة عن معرف، وأخرى عن الوصافي، وثالثة عن الوضاح كما في (علل ابن أبي حاتم 1/ 431)، ثم إن أحمد بن يونس تابعه يحيى بن بكير ووكيع، وأبو نعيم وذكره الدارقطني في (العلل 4/ل 54 ب) فترجحت المرسلة على المتصلة وممن قال بهذا:

ص: 136

أبو حاتم كما في (العلل لابن أبي حاتم 1/ 431): إنما هو محارب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

والدارقطني في (العلل 4/ل 54 ب) حيث قال: المرسل أشبه.

والبيهقي في (الكبرى 7/ 322) قال: هو مرسل، وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولا ولا أراه حفظه.

والخطابي والمنذري في (شرح ومختصر سنن أبي داود 3/ 92) قالا: المشهور فيه المرسل، وزاد المنذري وهو غريب. والإشبيلي في (الأحكام الشرعية الصحيحة 2/ 643) ذكره ثم قال: يروى مرسلاً.

والسخاوي في (المقاصد /48، 49) وذكر أن صنيع أبي داود مشعر بترجيح المرسل؛ لأنه قدمه على المتصل. واختاره ابن طولون في (الشذرة في الأحاديث المشتهرة 1/ 26، 27).

ومن المعاصرين:

الألباني في (الإرواء 7/ 106 - 108) وتعقب الحاكم في (المستدرك 2/ 196) لتصحيحه رواية الحديث من طريق محمد بن عثمان عن أحمد بن يونس متصلاً، وذكر أن في محمد اختلافاً كثيراً، وقد خالف أبا داود في وصل الحديث واستظهر أن الذهبي لم يتنبه لهذه المخالفة وإلا لما صححه. وعليه ترجحت الرواية المرسلة لكثرة رواتها مع كونهم اُتقن حفظاً. ثم ضعف حديث ابن عمر، ومرسل ابن دثار في (ضعيف الجامع 1/ 66، 5/ 79).

وقد خالف ابن المنير وابن التركماني من سبقهما، ورجحا الرواية المتصلة: قال ابن المنير في (البدر 5/ل 260 أب): قد صححه الحاكم، وقد أيد رواية محمد بن خالد الموصولة رواية ابن ماجه من طريق آخر فترجحت إذن، هذا مع كونه ذكر تضعيف العلماء ـ كابن الجوزي، وابن حبان ـ للوصافي الذي رجح به المتصلة. وانظر (تلخيص البدر /212، 213)(التلخيص الحبير 3/ 205) ونحوه قال ابن التركماني في (الجوهر النقي 7/ 322، 324) وأضاف: أن الوصل زيادة وقد جاء من وجوه فيترجح.

وصحح السيوطي حديث ابن عمر (الجامع الصغير ومعه الفيض 1/ 79) وكذا ذكره في كتاب (أربعون حديثاً في قواعد الأحكام / 28) وتعقبه المناوي في (الفيض 1/ 79).

وممن قال بثبوته الملا علي القاري في (الأسرار المرفوعة /147).

أما الشواهد:

فحديث معاذ: ضعيف لضعف حميد، وللانقطاع قال ابن الجوزي في (التحقيق 2/ 296): مكحول لم يلق معاذاً. وضعفه البيهقي (7/ 361)، وعبد الحق (التعليق المغني 4/ 35)، وابن القيم في (تهذيب د 3/ 91، 92) وابن المنير في (البدر 5/ل 260 ب) أعل أحد طريقيه، وضعَّف ابن حجر في (التلخيص 3/ 205) رواية مكحول، وقال السخاوي في (المقاصد/49): طرقه كلها ضعيفه والحمل فيه على حميد.

كما أن حديث عبد الله بن عمرو ضعيف لضعف مقاتل بن سليمان (الميزان 4/ 173).

المعنى:

ص: 137

فسر الخطابي الكراهة الوارده في الحديث بكراهة السبب الجالب للطلاق وهو سوء العشرة وقلة الموافقة، لا إلى الطلاق نفسه؛ لأن الله تعالى أباحه، وطلق صلى الله عليه وسلم إحدى نسائه ثم راجعها وأمر عبد الله بن عمر أن يطلق امرأته التي كره أبوه صحبته إياها، وهو صلى الله عليه وسلم لايفعل ولا يأمر بما يكرهه الله تعالى. (شرح د 3/ 92) ويؤخذ من ذلك أن ليس كل حلال محبوباً بل ينقسم إلى محبوب ومبغوض (النيل 6/ 221)(السبل 3/ 323) وإذا كانت طرق الحديث قد تتعاضد، فإنه لضعفه وإعلال العلماء إياه لايمكن القول ببغض الله للطلاق لأن الصفات يتشدد فيها أكثر من غيرها، لكن الطلاق بلا سبب لايحبذه الشرع وقد قال تعالى:{والصلح خير} [النساء: 128].

والحديث مع ضعفه مما اشتهر على الألسنة ولذا فهو مذكور في كتب الأحاديث المشهورة انظر (كشف الخفاء 1/ 28، 29)، (تمييز الطيب من الخبيث /11، 12)، (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة /39)، (النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة /16).

ص: 138

488 -

وورد فيها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل عن فُضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً: إمام عادل وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلساً: إمام جائر} .

التخريج:

ت: كتاب الأحكام: باب ما جاء في الإمام العادل (3/ 617).

وأخرجه: ابن المبارك في (المسند /117) عن فضيل به.

ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في (المسند 3/ 55)

والبيهقي في (الكبرى 10/ 88) وفي (الشعب 6/ 14، 15)

ورواه علي بن الجعد في (المسند /295، 300)

ومن طريقه البغوي في (شرح السنة 10/ 65)

كلاهما من طريق فضيل به.

ورواه أحمد في (المسند 3/ 22) عن يحيى بن آدم عن فضيل به.

وأضاف السخاوي في (تخريج أحاديث العادلين /61، 62) عزوه إلى أبي الشيخ في الثواب، وابن عساكر في أماليه من طريق علي بن الجعد.

وجاء الحديث بلفظ آخر:

رواه أبو يعلى في (المسند 2/ 285) من طريق طلحة بن عبيد الله يذكر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العادل، وإن أوضع الناس درجة يوم القيامة الإمام الذي ليس بعادل} .

ورواه أبو يعلى في (لمسند 2/ 343)

وأبو نعيم في (الحلية 10/ 114)

والطبراني في الأوسط (5/ 320)، وفي (الصغير 1/ 238)

ثلاثتهم من طريق محمد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر} .

دراسة الإسناد:

(1)

علي بن المنذر الكوفي: هو علي بن المنذر الطَّرِيقي ـ بفتح المهملة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم قاف ـ نسبة إلى الطريق لأنه ولد في الطريق فنسب إليه، الكوفي. قال أبو حاتم: حج خمسين أو خمساً وخمسين حجة، ومحله الصدق، وقال ابن نمير، وابن أبي حاتم: ثقة صدوق. وقال النسائي: شيعي محض ثقة. وقال الدارقطني: لابأس به، ومثله قال مسلمة وزاد: وكان يتشيع. وقال الإسماعيلي: في القلب منه شيء.

قال ابن حجر: صدوق يتشيع، من العاشرة، مات سنة 256 (ت س جه).

ص: 139

ترجمته في:

الجرح والتعديل (6/ 206)، المعجم المشتمل (196)، الثقات لابن حبان (8/ 474)، الثقات لابن شاهين (143)، الأنساب (4/ 65)، تهذيب الكمال (21/ 145 - 147)، الميزان (3/ 157)، الكاشف (2/ 48)، التهذيب (7/ 386)، التقريب (405).

(2)

محمد بن فضيل: هو ابن غزوان الكوفي، تقدم، وهو صدوق رُمي بالتشيع، وقد وثقه ابن معين وغير واحد. (راجع ص 640)

(3)

فضيل بن مروزق الأغر: ـ بالمعجمة والراء ـ الرَّقاشي، الكوفي، أبو عبد الرحمن.

اختلف فيه اختلافا شديداً:

فقد وثقه الثوري، وابن عيينة، وابن خراش، والفسوي، والعجلي وفي موضع زاد: جائز الحديث وكان فيه تشيع، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً. ووثقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى: صالح الحديث ولكنه شديد التشيع، وفي ثالثة: صويلح وقال: ضعيف. وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث يهم كثيراً، يكتب حديثه، وقيل له: يحتج به؟ قال: لا. وقال ابن عدي: له أحاديث حسان، أرجو أنه لابأس به. وقال أحمد: لايكاد يحدث عن غير عطية.

قال الدارمي: يقال ضعيف، وضعفه النسائي. وقال الحاكم: ليس من شرط الصحيح فعيب على مسلم بإخراجه في الصحيح. واختلف فيه قول ابن حبان: فذكره في الثقات وقال: كان ممن يخطئ. وذكره في المجروحين وقال: منكر الحديث جداً كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة، فاشتبه أمره والذي عندي أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجا به، وفيما انفرد عن الثقات مالم يتابع عليها يتنكب عنها في الاحتجاج بها. قال الذهبي في السّير: حديثه في عداد الحسن ـ إن شاء الله ـ وهو شيعي، وفي الميزان: كان معروفاً بالتشيع من غير سب، وفي الكاشف: ثقة.

وذكر ابن حجر في الفتح: أن مسلماً أخرج له حديثاً تفرد به.

وقال: صدوق يهم، ورمي بالتشيع، من السابعة، مات في حدود 160 (ي م 4).

ترجمته في:

بحر الدم (344)، تاريخ الدارمي (190)، التاريخ لابن معين (3/ 273)، الجرح والتعديل (7/ 75)، العلل الكبير (2/ 971)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 9)، الموضح لأوهام الجمع والتفريق (2/ 322، 323)، الكامل (6/ 2045)، المجروحين (2/ 209، 210)، الثقات لابن حبان (7/ 316)، الثقات للعجلي (2/ 208)، المعرفة (3/ 133)، الثقات لابن شاهين (185)، الضعفاء لابن شاهين (155، 156)، سؤالات السجزي للحاكم (108، 109)، البيان والتوضيح (206)، تهذيب الكمال (23/ 305 - 309)، السّير (7/ 342، 343)، الميزان (362، 363)، من تكلم فيه (151)، المغني (2/ 515)، الكاشف (2/ 125)، التهذيب (8/ 298 - 300)، الفتح (9/ 518)، التقريب (448).

وانظر ترجمته في: (الكشف والتبيين /53 - 57) ورجح المؤلف الجرح قال: لأنه مفسر.

(الفصل بين المتنازعين/29 - 32) ورجح أنه حسن الحديث، وأن جرحه غير مفسر.

(4)

عطية: تقدم، وهو عطية بن سعد، وهو صدوق يخطئ كثيراً، وكان شيعياً مدلساً يدلس تدليس الشيوخ لاسيما عن أبي سعيد يوهم أنه الخدري وهوالكلبي. (راجع ص 550)

ص: 140

درجة الحديث:

الحديث فيه عطية وهو ضعيف، وهو من روايته عن أبي سعيد وروايته عنه ضعيفه جداً لما ورد أنه كان سمع منه أحاديث، وسمع من الكلبي فكان يكنيه أبا سعيد يوهم أنه الخدري.

وقد حسنه الترمذي قال: حسن غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه، وتابعه البغوي في (شرح السنة 10/ 65)، والزيلعي في (نصب الراية 4/ 68) قال: عطية مضعف، وقال: ابن معين: صالح الحديث، فالحديث به حسن.

وضعفه الهيثمي في (المجمع 5/ 236) لضعف عطية.

والمباركفوري في (التحفة 4/ 560).

ومن المعاصرين:

الألباني في (ضعيف الجامع 2/ 23)، (ضعيف ت/154)، (الضعيفة 3/ 297، 298).

والروايتان الأخريان مع اختلاف لفظيهما فمدار طرقها جميعها على عطية فهي ضعيفة، قال السخاوي في (تخريج أحاديث العادلين /62) مدار طرقه كلها على عطية وهو ضعيف.

{صفة البغض}

489 -

ورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل قالا: ثنا عبد الرحمن ابن محمد بن المحاربي ثنا عمار بن سيف عن أبي معاذ البصري.

ح وحدثنا علي بن محمد ثنا إسحاق بن منصور عن عمار بن سيف عن أبي معاذ عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعوذوا بالله من جب الحُزْن} قالوا: يارسول الله، وما جب الحزن؟ قال: {وادٍ في جهنم يتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة

مرة} قالوا: يارسول الله ومن يدخله؟ قال: {أعدّ للقراء المرائين بأعمالهم، وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء} قال المحاربي: الجورة.

التخريج:

جه: المقدمة: باب الانتفاع بالعلم والعمل به (1/ 94).

ورواه أبوالحسن القطان في زياداته على ابن ماجه في الموضع نفسه (1/ 95) وهو في الزيادات المفردة (37) من طريق عمار بن سيف به، ووقع خطأ في السنن حيث ذكر إسناد لأبي الحسن من طريق ابن نمير عن النصري دون ذكر المتن، وبعد حديث ابن ماجه عن أبي هريرة وموضعه بعد الحديث الذي يليه وقد أعيد ذكره مرة أخرى أما إسناد أبي الحسن لحديث أبي هريرة فهو قوله: حدثنا ابراهيم بن نصر ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا عمار بن سيف عن أبي معاذ قال عمار: لا أدري محمد أو أنس بن سيرين.

ورواه ابن عدي في (الكامل 5/ 1727)

والعقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 242) دون ذكر المتن محيلا على حديث قبله.

ومن طريقه ابن الجوزي في (الموضوعات 3/ 263)

ثلاثتهم من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل عن عمار به ووقع عند ابن الجوزي معاذ بن رفاعة عن ابن سيرين ولعله تصحف أبو معاذ إلى معاذ وهو على الصواب في الكامل.

ورواه ابن عدي في (الكامل 2/ 468)

ومن طريقه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 133)

ص: 141

كلاهما من طريق روّاد عن أبي الحسن وبكير الدامغاني عن ابن سيرين به، وفيه {وأن أبغض الخلق إلى الله عالم يزور السلطان أو العمال} .

وقد أضاف العراقي في (تخريج الإحياء 1/ 202) عزوه إلى (مكارم الأخلاق: لابن لال)

من طريق بكير الدامغاني، وأضاف السبكي والسيوطي في كتاب (ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى

ص: 142

السلاطين /35 - 37) عزو الحديث إلى مسند الفردوس، وتاريخ قزوين للرافعي، والتحذير من علماء السوء لكن بلفظ:{إن أهون الخلق على الله} وذكر السيوطي لفظاً آخر من (مسند الفردوس).

وقد روى بعض الأئمة الحديث مقتصرين على الشطر الأول منه أي دون ذكر الشاهد وجاء بألفاظ متقاربة:

رواه الترمذي في سننه: كتاب الزهد: باب ما جاء في الرياء والسمعة (4/ 593) عن أبي كريب عن المحاربي به، وفيه {تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة} .

ورواه أبو الشيخ في (التوبيخ /194)

والمزي في (تهذيب الكمال 34/ 302، 303)

كلاهما من طريق المحاربي به.

ورواه البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 170)

وعنه العقيلي في (الضعفاء 2/ 242)

ومن طريق البخاري رواه البيهقي في (الشعب 5/ 339)

ثلاثتهم من طريق ثابت بن محمد عن عمار به.

ورواه الطبراني في (الأوسط 7/ 107، 108) من طريق محمد بن ماهان عن محمد بن الفضل بن عطية عن سليمان التيمي عن ابن سيرين به. انظر: (مجمع البحرين 8/ 137)

كما روي الشطر الأول بنحوه من حديث علي رضي الله عنه: وفيه {وإن من شرار القراء من يزور الأمراء} .

رواه العقيلي في (الضعفاء 2/ 241، 242)

ومن طريقه ابن الجوزي في (الموضوعات 3/ 263) كلاهما من طريق أبي بكر الداهري عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي، وتصحف الداهري في الموضوعات إلى الزهري.

ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

رواه الطبراني في الأوسط كما في (الترغيب والترهيب 1/ 79)، (مجمع الزوائد 10/ 222).

دراسة الإسناد:

الطريق الأول:

(1)

علي بن محمد: تقدم، وهو الطنافسي، وهو ثقة. (راجع ص 199)

ص: 143

(2)

محمد بن إسماعيل: هو محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ـ بمهملنتين ـ أبو جعفر السراج. قال أبو حاتم ومسلمة: صدوق، وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق ثقة. وقال النسائي: ثقة، وفي موضع: لابأس به.

وقال ابن حجر: ثقة، من العاشرة، مات سنة 260 هـ أو قبلها (ت س جه).

ترجمته في:

الجرح والتعديل (7/ 190) المعجم المشتمل (227) الثقات لابن حبان (9/ 118)، تهذيب الكمال (24/ 477 - 479)، الكاشف (2/ 158)، التهذيب (9/ 59)، التقريب (468).

(3)

عبد الرحمن بن محمد المحاربي: تقدم، وهو لابأس به، كان يدلس، ويروي المناكير عن المجاهيل. (راجع ص 444)

(4)

عمار بن سيف الضبي: ـ بالمعجمة ثم الموحدة ـ أبو عبد الرحمن الكوفي، وصي الثوري، أوصى إليه ووضع كتبه عنده وقال: ادفنها إذا مِتُّ.

اختلف فيه:

وثقه أحمد، وقال العجلي: ثقة ثبت متعبد، وكان صاحب سنة، وكان يقال: إنه لم يكن بالكوفة أحد أفضل منه. وقال عبيد بن إسحاق: شيخ صدوق، وذكره عبد العزيز بن أبي رِزمة وأثنى عليه خيراً. واختلف فيه قول ابن معين: فوثقه في رواية، وفي رواية قال: ليس حديثه بشيء.

وضعفه بعضهم مطلقاً: قال أبو زرعة والبزار: ضعيف، وقال البخاري: لايتابع، منكر الحديث ذاهب، وقال أبو حاتم: كان شيخاً صالحاً وكان ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال أبو داود: كان مغفلاً، وقال ابن عدي: الضعف بيّن في حديثه. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها فبطل الاحتجاج به لما أتى من المعضلات عن الثقات. وقال أبو نعيم: روى عن إسماعيل بن أبي خالد، والثوري المناكير، لاشيء. وذكر له العقيلي حديثا ثم روى قول يحيى بن آدم: إنما أصاب عمار هذا الحديث على ظهر كتاب رواه. وقال الذهبي في الكاشف: صالح عابد.

وقال ابن حجر: ضعيف الحديث، وكان عابداً، من التاسعة إلا أنه قديم الموت، مات بعد 160 هـ (ت جه).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 388)، العلل لأحمد (3/ 466)، تاريخ الدارمي (168)،

التاريخ الكبير (7/ 29، 30)، الجرح والتعديل (6/ 393)، سؤالات الآجري أبا داود (3/ 124)،

ص: 144

الكامل (5/ 1726، 1727)، المجروحين (2/ 195)، الضعفاء للعقيلي (3/ 324، 325)، الثقات للعجلي (20/ 160)، سؤالات البرقاني للدارقطني (53)، الضعفاء لأبي نعيم (121)، تهذيب الكمال (21/ 194 - 196)، المغني (2/ 459)، الميزان (3/ 165)، الكاشف (2/ 51)، التهذيب (7/ 402، 403)، التقريب (407) وفيه من الثامنة، وفي نسخة أبي الاشبال (709) من التاسعة.

(5)

أبو معاذ البصري: ويقال أبو معان ـ بالنون بدل الذال ـ قال المزي وهو الصحيح. تفرد عنه عمار ابن سيف، قال البخاري: لايعرف له سماع من ابن سيرين وهو مجهول، وقال العقيلي: مجهول.

قال الذهبي في الميزان: لايعرف.

وقال ابن حجر: مجهول من السادسة (ت جه).

ترجمته في:

التاريخ الكبير (2/ 170)، الضعفاء للعقيلي (2/ 242)، تهذيب الكمال (34/ 302، 303)، الميزان (1/ 367، 4/ 574)، الكاشف (2/ 462)، التهذيب (12/ 239)، التقريب (674) وفيه (جه) فقط وفي نسخة أبي الاشبال (1207) أضاف (ت).

(6)

ابن سيرين: جاء في رواية القطان في زوائده على سنن ابن ماجه قول عمار: لا أدري محمد أو أنس ابن سيرين، لكن المزي جزم في ترجمة أبي معان أنه محمد بن سيرين، ومحمد بن سيرين الأنصاري هو

أبو بكر بن أبي عمرة البصري، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا عاليا رفيعاً فقيهاً إماماً كثير العلم ورعاً وكان به صمم، كان يقول: ما حسدت أحداً شيئاً قط براً ولا فاجراً. قال ابن عون: كان بصره بالعلم كبصر التاجر الأريب بتجارته، وقال: كان يحدث كما سمع، وقال عوف: كان حسن العلم بالتجارة، حسن العلم بالقضاء، حسن العلم بالفرائض، كان الشعبي يقول: عليكم بذاك الأصم، وقال هشام بن حسان: حدثني أصدق من أدركت من البشر، وقال مورق العجلي: ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين، وقال أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعاً وأملككم لنفسه. ومناقبه وثناء الأئمة عليه أكثر من أن يذكر. وثقه أحمد، وقال: كان يشك في الحديث وينقص منه، وكان مذهبه أن لايكتب، ووثقه ابن معين، وأبو زرعة، والعجلي وزاد: من أروى الناس عن شريح وعبيدة، وقال ابن حبان: كان فقيها فاضلا حافظا متقنا، وكان يعبر الرؤيا. وقال أحمد: في أبي هريرة لايتقدم عليه أحد، وهو فوق أبي صالح ذكوان. رأى ثلاثين من الصحابة منهم: أنس، وأبو هريرة، وعمران، وقال ابن معين: سمع من ابن عمر حديثا واحداً، وأبو قتادة الذي يروي عنه هو العدوي.

ص: 145

كان يرسل: قال أبو حاتم: لم يدرك أبا بكر، ولم يسمع من عائشة، ولم يلق أبا ذر، وأدرك أبا الدرداء ولا أظنه سمع منه ذاك بالشام وهذا بالبصرة، وعن كعب بن عجرة مرسل، ولا أعلم سمع من أبي برزة، وقال شعبة عن خالد الحذاء: كل شيء قال نبئت عن ابن عباس إنما سمعه من عكرمة، وقال أحمد: بعض الناس ينكر سماعه من مسروق، وقال البخاري: لم يسمع من معقل بن يسار، وقال الدارقطني: لم يسمع من عمران بن حصين، ورُدّ بأن روايته عنه في صحيح مسلم مصرحاً بالسماع، وروايته عن حذيفة مرسلة. قال الذهبي في الكاشف: أحد الأعلام ثقة حجة كبير العلم ورع بعيد الصيت.

قال ابن حجر: ثقة ثبت عابد كبير القدر كان لايرى الرواية بالمعنى، من الثالثة،

مات سنة 110 هـ (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 193 - 206)، بحر الدم (372، 373)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (94، 184، 224)، العلل لأحمد (1/ 351، 352، 487، 2/ 266، 315، 534)، التاريخ لابن معين (4/ 187، 202، 220، 278)، التاريخ الكبير (1/ 90 - 92)، العلل الكبير (2/ 964)، التاريخ الصغير (116، 122)، الجرح والتعديل (7/ 280، 281)، تاريخ بغداد (5/ 331 - 338)، المعرفة (2/ 56، 59)، الثقات للعجلي (2/ 240)، الثقات لابن حبان (5/ 348، 349)، تهذيب الكمال (25/ 344 - 355)، الكاشف (2/ 178)، السّير (4/ 606 - 622)، التهذيب (9/ 214 - 217)، التقريب (483).

الطريق الثاني: وهو متفق مع سابقه في جميع الرواة سوى شيخ شيخ ابن ماجه وهو:

إسحاق بن منصور: الكوفي، السَّلولي ـ بفتح المهملة ـ مولاهم، أبو عبد الرحمن. قال ابن معين: ليس به بأس. وقال العجلي: ثقة كان فيه تشيع وقد كتبت عنه، وذكره ابن حبان في الثقات.

قال ابن حجر: صدوق تكلم فيه للتشيع، من التاسعة، مات سنة 204 هـ وقيل بعدها (ع).

ترجمته في:

تاريخ الدارمي (70)، التاريخ الكبير (1/ 403)، الثقات للعجلي (1/ 220)، الثقات لابن حبان (8/ 112)، تهذيب الكمال (2/ 478 - 480)، الكاشف (1/ 239)، التهذيب (1/ 250، 251)، التقريب (103).

ص: 146

درجة الحديث:

الحديث مدار طريقيه عند ابن ماجه على عمار عن أبي معان وعمار ضعيف، وأبو معان مجهول، ولايعرف له سماع من ابن سيرين؛ فالحديث ضعيف جداً.

وقد ضعفه أكثر الأئمة حيث عقبوا عليه بعد روايته بذكر ضعف عمار، وجهالة أبي معان أو بذكر الثاني فقط: انظر (التاريخ الكبير 2/ 170)، (الشعب للبيهقي 5/ 339)، (الضعفاء الكبير 2/ 242).

وأشار العراقي إلى ضعفه في (تخريج الإحياء 5/ 1972).

كما ضعفه الكتاني في (تنزيه الشريعة 2/ 385) لكنه نقل قول ابن حجر في هامش تلخيص الموضوعات لابن درباس: إن الحديث رواه روَّاد عن بكير فاعتبرها الكتاني متابعة.

ورواية بكير عن ابن سيرين ضعيفة أيضاً وقد سئل عنها أبو حاتم كما في (العلل 2/ 110) فقال: ليس لهذا الحديث أصل بهذا الإسناد. وقال ابن الجوزي في (العلل المتناهية 1/ 134): هذا حديث لايصح.

أما الرواية التي بدون الشاهد فمدار أكثر طرقها على عمار فهي ضعيفة فلا يتقوى بها الشطر الأول.

وقد ورد في المجردة من سنن الترمذي (4/ 594) قوله: حسن غريب، وكذلك في نسخة (العارضة 9/ 230) وجاء في نسخة (تحفة الأحوذي 7/ 58)، وفي (تحفة الأشراف 10/ 362) قوله: غريب، ونقله المنذري في (الترغيب والترهيب 1/ 79)، والمزي في (تهذيب الكمال 34/ 303) وهو الأليق بحال الحديث والله أعلم.

ورواية الطبراني في الأوسط: ضعيفة جداً قال الهيثمي (المجمع 10/ 388) فيه محمد مجمع على ضعفه، واضاف محقق (مجمع البحرين 8/ 137): ابن ماهان مجهول.

وحديث علي رضي الله عنه: ضعيف بلفظ: {وإن من شرار القراء من يزور الأمراء} ضعيف جداً بل قال العقيلي (2/ 241) في ترجمة الداهري: حدث بأحاديث لا أصل لها ويحيل على الثقات، ومثل بهذا الحديث (تنزيه الشريعة 2/ 385).

وحديث ابن عباس رضي الله عنه: ضعيف أيضاً ضعفه المنذري في (الترغيب والترهيب 1/ 80) وقال: رفعه غريب ولعله موقوف.

وقال الهيثمي في (المجمع 10/ 222): فيه رجلان لم أعرفهما.

وقد ذكر ابن الجوزي الحديث في (الموضوعات 3/ 263) من رواية علي ثم أبي هريرة.

وضعفه من المعاصرين:

الألباني في (ضعيف الجامع 3/ 36)، (ضعيف ت/ 267، 268)، (ضعيف جه/ 20) وفي تعليقه على (المشكاة 1/ 90)، وقد علق على ماجاء في بعض النسخ من قول الترمذي: حسن غريب، وقال: الأقرب

ص: 147

قوله غريب وإلا فتحسينه بعيد عن الصواب فإن فيه عمار وهو ضعيف عن أبي معاذ البصري واسمه سليمان بن أرقم وهو متروك فالحديث ضعيف جداً. وقوله الأخير يخالف ما جاء في ترجمة أبي معاذ، وقد التبس عليه بابن أرقم والله أعلم.

وضعفه الأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول 4/ 544).

شرح غريبه:

جب الحزن: الجب هو البئر التي لم تطو، وتسميته بذلك لكونه محفوراً في جبوب أي في أرض غليظة أو لأنه قد جب والجب قطع الشيء من أصله (المفردات للراغب/جب/85). وجب الحزن: أي بئر فيها الحزن لاغير، والإضافة فيه كما هي في دار السلام: أي دار فيها السلامة من كل آفة وحزن (شرح الطيبي 1/ 421)(المرقاة 1/ 530).

القراء: الأصل في لفظه قرأ، والقراءة: الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، ويطلق القارئ على من يحفظ القرآن (النهاية/ قرأ/4/ 30، 31).

ص: 148