المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقد ذكر ابن أبي حاتم في (العلل 2/ 153، 154) - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٣

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول: الصفات العقلية المعنوية

- ‌المبحث الأولأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الألف

- ‌{الأَذَن بمعنى الاستماع}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء

- ‌{البصر}

- ‌{البغض، والمقت}

- ‌أبغض الناس إلى الله

- ‌أبغض البلاد إلى الله وأحبها إليه

- ‌أحب الأعمال إلى الله

- ‌أحب الكلام إلى الله

- ‌أحب المؤمنين إلى الله

- ‌أحب الأسماء إلى الله

- ‌صفة البغض

- ‌{المقت}

- ‌{المحبة}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الجيم

- ‌{الجبرياء}

- ‌{الجلال}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء، ومعه السين، والغين

- ‌{الرحمة}

- ‌‌‌{الرضاوالرضوان وضده السخط والغضب}

- ‌{الرضا

- ‌{السخط، الغضب}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌{الرضوان}

- ‌{الرضا}

- ‌{السخط}

- ‌{الغضب}

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌{الرضا}

- ‌الرضوان

- ‌{السخط والغضب}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصبر}

- ‌المبحث السادسأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الضاد

- ‌{الضحك}

- ‌المبحث السابعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف العين

- ‌{العدل}

- ‌{العزة}

- ‌{العظمة}

- ‌{العلم}

- ‌{العلو}

- ‌المبحث الثامنأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الغين

- ‌{الغنى}

- ‌{الغيرة}

- ‌المبحث التاسعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الفاء

- ‌{الفرح}

- ‌المبحث العاشرالصفات المبدوءة بحرف القاف

- ‌{القدرة}

- ‌{القرب}

- ‌المبحث الحادي عشرأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الكاف

- ‌{الكبرياء}

- ‌التكبير في الأذان والإقامة:

- ‌التكبير في الصلاة:

- ‌أحاديث التكبير في الصلاة:

- ‌التكبير في الغزو

- ‌التكبير عند حدوث علامة من علامات النبوة

- ‌التكبير عند دخول البلاد المفتوحة

- ‌{الكلام}

الفصل: وقد ذكر ابن أبي حاتم في (العلل 2/ 153، 154)

وقد ذكر ابن أبي حاتم في (العلل 2/ 153، 154) عن أبيه أنه ذكر طريقاً أخرى للحديث هي رواية ابن نفيل عن زهير عن منصور عن رجل عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس وذكره فقال أبو حاتم: قال ابن نفيل كذا قال زهير وهو خطأ.

وفي الباب حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

رواه مسلم في (صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها 2/ 153) قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن بتكلم به. قال: {وقد وجدتموه؟ } قالوا: نعم. قال: {ذاك صريح الإيمان} .

ثم روى حديث ابن مسعود رضي الله عنه:

قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة. قال: {تلك محض الإيمان} .

شرح غريبه:

حُممة: بالضم فحمة، وجمعها حُمم (غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 194)، (النهاية /حمم/ 1/ 444).

الوسوسة: هي حديث النفس والأفكار، ورجل موسوس: إذا غلبت عليه الوسوسة، والوسواس أيضا اسم للشيطان (النهاية /وسوس/ 5/ 186، 187).

الفوائد:

(1)

فيه إشارة إلى أن ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبهم على ما وقع في نفوسهم هو دليل الإيمان بالله، وأن الشيطان لما وجد امتناعهم من قبول ما يلقيه في قلوبهم جعل ذلك وسوسة فحسب، والشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه (شرح النووي 2/ 154).

(2)

وفيه التكبير عند سماع الأمر السار.

{الكلام}

المعنى في اللغة:

الكلم: النطق المفهم وهو القول. والقرآن كلام الله، وكلماته وكِلْم الله وكلمته (1).

المعنى في الشرع:

من صفات الله أنه متكلم بكلام يسمعه منه من شاء من خلقه، سمعه موسى عليه الصلاة والسلام منه من غير واسطة، وسمعه جبريل عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله، وهو سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه (2).

ووصفت كلمات الله بأنها تامة؛ لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وكلمات الله لا تنحصر بالعدد فإن كلامه سبحانه لا يحد ولا يعد (3).

(1) معجم مقاييس اللغة (كلم)(5/ 131)، اللسان (كلم)(7/ 3921 - 3923).

(2)

انظر: الاعتقاد لابن قدامة (33، 34)، الشريعة للآجري (299).

(3)

اللسان (كلم)(7/ 3921).

ص: 484

والله سبحانه متكلم لم يزل ولا يزال بالكلام موصوفاً، فيتكلم بما أراد كيف أراد وحيث أراد قال تعالى:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115](1)، ولا يمكن أن تنفى عنه صفة الكلام لأنها من أعظم صفات الكمال، وكلامه تعالى من صفاته الذاتية الفعلية وهو غير مخلوق كسائر صفات أفعاله، وكلماته سبحانه كلها عدل وصدق: عدل في الأوامر، والنواهي، وصدق في الأخبار، والقرآن العظيم من أجلِّ كلامه وأشرفه وأعلاه، وكذلك الكتب التي أنزلها على رسله (2).

وكلامه سبحانه نوعان:

نوع بلا واسطة كماكلم موسى، وآدم، وحواء عليهم السلام ومحمداً صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، ويكلم عباده في الآخرة وفي الجنة، ونوع بواسطة أنبيائه ورسله (3).

واعتقاد السلف أن الله عز وجل لم يزل متكلما إذا شاء، والكلام صفة كمال ومن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم كما أن من يعلم أكمل ممن لايعلم، وهو سبحانه يتكلم بصوت وحرف، وهو ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله والصوت الذي ينادي به عباده يوم القيامة

والصوت الذي سمعه موسى عليه السلام ليس كأصوات شيء من المخلوقات، وكلامه سبحانه غير مخلوق؛ لأن الصفة تتبع الموصوف فإذا كان الموصوف وهو الخالق فصفاته غير مخلوقة. وكلامه لايماثل كلام المخلوقين (4) وقد سمى الله عيسى عليه السلام كلمة الله؛ لأنه مفعول بالكلمة، وكائن بالكلمة، وليس هو نفسه كلمة الله لكنه خلق بالكلمة على خلاف سنة المخلوقين فخرقت فيه العادة فقد قال له: كن فكان (5).

قال ابن القيم (6):

وهو المكلم عبده موسى بتكـ

ـليم الخطاب وقبله الأبوان

كلماته جلت عن الإحصاء والتـ

ـعداد بل عن حصر ذي الحسبان

لو أن أشجار البلاد جميعها الـ

أقلام تكتبها بكل بنان

والبحر تلقى فيه سبعة أبحر

لكتابة الكلمات كل زمان

نفدت ولم تنفد بها كلماته

ليس الكلام من الإله بفان

وروده في القرآن:

جاء بلفظ: كلام الله في ثلاثة مواضع، وجاء قوله بكلامي في موضع واحد ومن الأول قوله تعالى:

(1) الرد على الجهمية للإمام أحمد (31). الحجة في بيان المحجة (1/ 211)،

(2)

الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 233).

(3)

توضيح الكافية الشافية (3/ 379).

(4)

انظر: مجموع الفتاوى (12/ 52، 65، 66، 86 - 100، 355).

(5)

انظر: المصدر السابق (6/ 18).

(6)

النونية (2/ 217).

ص: 485

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)} [البقرة: 75].

وجاء بلفظ كلمات الله في إثنى عشر موضعاً منها قوله تعالى:

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} [لقمان: 27].

وجاءت مفردة في خمسة عشر موضعاً منها قوله تعالى:

{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172)} [الصافات: 171].

وقدتكرر في القرآن إسناد الكلام والقول إلى الله تعالى.

ثبتت صفة الكلام في أحاديث متعددة فجاءت بلفظ الكلام والكلمة والكلمات:

645 -

(313) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، ثم تلومني على أمر قُدّر علي قبل أن أخلق؟ } فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: {فحج آدم موسى} مرتين. وفي لفظ بزيادة في قول آدم عليه السلام لموسى: {اصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التورة} وفي لفظ {أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قَدّره علي قبل أن يخلقني؟ } وفي لفظ {احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم: ياموسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده أتلومني على أمر قدر الله عَليّ قبل أن

ص: 486

يخلقني بأربعين سنة؟ فحج آدم موسى ثلاثاً} وفيه ألفاظ أخرى مقاربة. رواه البخاري ومسلم، ورواه أبو داود وابن ماجه باللفظ الأخير.

وعند مسلم في رواية {كتب لك التوراة بيده} وزاد في رواية {أعطاك علم كل شيء} وفي رواية بأطول مما مضى ونصها {احتج آدم وموسى عليهما السلام عند ربهما، فحجَّ آدم موسى، وقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجياً فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أُخلق؟ قال موسى: بأربعين عاماً، قال آدم فهل وجدت فيها: وعصى آدم ربه فغوى؟ قال: نعم، قال: أفتلومني على أن عملت عملاً كتبه الله عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى} ورواه الترمذي بلفظ:

{احتج آدم وموسى فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة قال آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه أتلومني على عمل عملته كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: فحجَّ آدم موسى} .

646 -

حديث عمر رضي الله عنه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن موسى قال: يارب أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم فعاتبه فقال آدم: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم

} الحديث رواه أبو داود بنحو لفظ مسلم الأخير.

التخريج:

خ: كتاب أحاديث الأنبياء: باب وفاة موسى وذكره بعد (4/ 192)(الفتح 6/ 441)

كتاب التفسير: باب قوله: {واصطنعتك لنفسي} (6/ 120)(الفتح 8/ 434)

ثم باب {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} (6/ 121)(الفتح 8/ 434، 435)

ثم كتاب القدر: باب تحاج آدم وموسى عند الله (8/ 157)(الفتح 11/ 505)

كتاب التوحيد: باب قوله: {وكلم الله موسى تكليما} (9/ 182)(الفتح 13/ 477).

م: كتاب القدر: باب حجاج آدم وموسى صلى الله عليه وسلم (16/ 200 - 202).

د: كتاب السنة: باب في القدر (4/ 225، 226).

ت: كتاب القدر: باب ما جاء في حجاج آدم وموسى عليهما السلام (4/ 444) وقال: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.

جه: المقدمة: باب في القدر (1/ 31).

شرح غريبه:

ص: 487

حجَّ آدم: حج خصمه غلبه بالحجة (النهاية/حجج/1/ 341)(المجموع المغيث 1/ 402).

خيبتنا: الخيبة الحرمان والخسران (النهاية/ خيب/2/ 90).

الفوائد:

(1)

فيه أن لله تعالى يدين خلق بهما آدم عليه السلام والملائكة لم يخلقهم بيده بل بكلمته، وأن ذلك معدود في النعم التي أنعم الله بها على آدم حين قال موسى: خلقك الله بيده، وكذلك يقال له يوم القيامة، وإنما ذكروا ذلك له في النعم التي خصه الله بها من بين المخلوقين دون التي شورك فيها فهذا بيان واضح ودليل على فضله على سائر الخلق، وقد خاطب موسى آدم عليه السلام أن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه على ما هو محفوظ بين الدفتين من أعلام الله جل وعلا عباده المؤمنين أنه خلق آدم عليه السلام بيده، وأن الله خط التوراة بيده لكليمه موسى عليه السلام (التوحيد لابن خزيمة 1/ 108، 125، 126)، (مجموع الفتاوى 4/ 365، 366).

(2)

أن التكليم قدر زائد على الرسالة؛ لأنها تحصل بإرسال ملك إليه أو بالوحي أما التكليم فهو باسماعه كلامه (شرح التوحيد 2/ 437).

(3)

ذكر الجنة وأنها موجودة قبل آدم (شرح النووي 16/ 200).

(4)

اختلف في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {فحج آدم موسى} ومن ذلك قولهم أنه حجّه؛ لأنه أبوه، وقولهم لأن آدم تاب من الذنب. والأول لامحصل فيه ألبتة ولو حجَّ الرجل أباه بحق وجب المصير إلى الحجة، وقولهم إن التائب من الذنب كمن لاذنب له ولايجوز لومه أقرب لكنه لايصح؛ لأن آدم لم يذكره، ولأن موسى أعرف بالله سبحانه وبأمره ودينه من أن يلومه على ذنب قد أخبر الله سبحانه أنه تاب عليه واجتباه بعده وهداه (شفاء العليل 1/ 48، 49) وانظر: (تفسيرابن كثير 11/ 509 - 512). ووجه الحديث أن موسى عليه السلام لم يلم أباه إلا لأجل المصيبة التي لحقتهم من أكله من الشجرة لم يلمه لمجرد كونه أذنب ذنباً وتاب منه والمؤمن مأمور عند المصائب أن يصبر ويسلّم وعند الذنوب أن يستغفر ويتوب (مجموع الفتاوى 11/ 259، 17/ 96، 3/ 122، 123) وموسى عليه السلام أعلم بالله من أن يلوم من هو دون نبي على فعل تاب منه فكيف بنبي من الأنبياء وآدم عليه السلام يعلم أن لو كان القدر حجة لم يحتج إلى التوبة، ولم يجر ما جرى من خروجه من الجنة وغير ذلك وإنما كان لومه من أجل المصيبة التي لحقتهم بآدم واللوم لأجل المصيبة التي لحقت الإنسان نوع ولأجل الذنب الذي هو حق الله نوع آخر (مجموع الفتاوى 2/ 325، 326).

(5)

اختلف العلماء في وقت هذا اللفظ هل هو في زمان موسى أم في البرزخ أم لم يقع بعد وسيقع في الآخرة؟ وذهب ابن عبد البر إلى أنهما التقت أرواحهما كنحو التقاء نبينا صلى الله عليه وسلم بمن لقيه في المعراج وذلك لايحتمل التكييف، وقال مثل هذا عندي يجب فيه التسليم لأنا لم نؤت من جنس هذا العلم إلا قليلاً (التمهيد 18/ 16).

(6)

إثبات الحجاج والمناظرة، وإباحة ذلك إذا كان طلباً للحق وظهوره، وإباحة التقرير والتعريض في

معنى التوبيخ في درج الحجاج حتى تقر الحجة مقرها، وإباحة مناظرة الصغير للكبير إذا كان ذلك

ص: 488

طلبا للازدياد من العلم وتقريراً للحق وابتغاء له (التمهيد 18/ 14).

(7)

فيه الأصل الجسيم الذي أجمع عليه أهل الحق وهو أن الله عز وجل قد فرغ من أعمال العباد فكل يجري فيما قدر له وسبق في علم الله تبارك اسمه، وهذا الحديث من أوضح ما روي عن النبي

صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر (التمهيد 18/ 14، 15، 17) وأن القدر ليس حجة لأهل الذنوب، ولو كان حجة لم يعذب الله المكذبين للرسل كقوم نوح وعاد وثمود، ولم يأمر بإقامة الحدود على المعتدين (مجموع الفتاوى 11/ 257) ولم يعذر الله أحد اً بالقدر ولو عذر به لكان أنبياؤه وأولياؤه أحق بذلك (مجموع الفتاوى 17/ 96)، وقد توسع ابن تيمية في شرح هذا الحديث في مواضع عديدة من (مجموع الفتاوى 3/ 122، 8/ 108، 178، 237، 264، 303 - 333، 17/ 98).

ثبت في السنة استعاذته صلى الله عليه وسلم بكلمات الله التامات في مواقف مختلفة جاء ذلك من حديث ابن عباس، وحديث خولة بنت حكيم، وأبي هريرة، وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وعلي، ورجل من أسلم رضي الله عنهم:

647 -

(314) حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يّعوذ الحسن والحسين ويقول: {إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامّة} رواه البخاري وابن ماجه ورواه أبو داود والترمذي وفيه {أعيذكما .... } الحديث.

648 -

(315) حديث خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك} وفي لفظ {إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل

} الحديث رواه مسلم والترمذي وابن ماجه.

649 -

(316) حديث أبي هريرة، وحديث رجل من أسلم رضي الله عنهما:

أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عقرب لدغته فقال: {أما لو قلت حين أمست: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك} رواه مسلم من حديث أبي هريرة، وكذا ابن ماجه، وفيه {ما ضره لدغ عقرب حتى يصبح} ورواه أبو داود من حديث رجل من أسلم وزاد {إن شاء الله} .

650 -

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:

ص: 489

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: {أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون} رواه أبو داود والترمذي وفيه {إذا فزع أحدكم في النوم فليقل

} وفيه {غضبه وعقابه} وزاد

{فإنها لن تضره} .

651 -

حديث علي رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه {اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم لايهزم جندك، ولايخلف وعدك ولاينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك} رواه أبو داود.

التخريج:

خ: كتاب الأنبياء: باب رقم (10)(4/ 178، 179)(الفتح 6/ 408).

م: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب الدعوات والتعوذ (17/ 31، 32).

د: كتاب الطب: باب كيف الرقى (4/ 11 - 13)

كتاب السنة: باب في القرآن (4/ 235)

كتاب الأدب: باب مايقال عند النوم (4/ 314) وفيه حديث علي رضي الله عنه، قال المنذري: والحارث الأعور لايحتج بحديثه غير أن أبا ميسرة ـ الراوي مع الحارث ـ هو عمرو بن شرحبيل الكوفي ثقة احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما (مختصر د 7/ 321) وانظر (التقريب/422).

ت: كتاب الطب: باب (18)(4/ 396) حديث ابن عباس وقال: حسن صحيح وفي نسخة (تحفة

الأحوذي 6/ 219) باب ما جاء في الرقية من العين.

كتاب الدعوات: باب ماجاء ما يقول إذا نزل منزلاً (5/ 496) حديث خولة، وقال: حسن صحيح غريب.

ثم باب رقم (94) فيه حديث عبد الله بن عمرو (5/ 541، 54 (2) وقال: حسن غريب.

جه: كتاب الطب: باب رقية الحية والعقرب (2/ 1162 - 1165) وفي (الزوائد 4/ 72) حديث أبي هريرة، قال: إسناده صحيح رجاله ثقات.

باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه (2/ 1174).

شرح غريبه:

بكلمات الله: قيل هي القرآن (النهاية/كلم/4/ 198) واختاره أحمد وتبعه أبو داود (مختصر سنن أبي داود ومعه شرح د 7/ 128) وذكر ابن تيمية أن الكلمات هنا هي الكونية وهي التي كون بها الكائنات فلا يخرج بر ولا فاجر عن تكوينه ومشيئته وقدرته، أما الكلمات الدينيه فهي كتبه المنزله وما فيها من أمره

ونهيه فأطاعها الابرار وعصاها الفجار، وكلماته الكونيه يدخل تحتها جميع الخلق حتى إبليس وجنوده وجميع الكفار وسائر من يدخل النار (مجموع الفتاوى 11/ 270، 271).

ص: 490

هامة: كل ذات سم يقتل والجمع هوام، أما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور (النهاية/همم/5/ 275).

لامة: أصله من ألممت إلماما وإنما قال لامه لأنه أراد ذات لمم وهي التي تأتي في وقت بعد وقت (غريب الحديث لأبي عبيد 3/ 130)(النهاية/لمم/4/ 272).

المغرم: هو مصدر وضع موضع الاسم ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي وقيل المغرم، كالغرم وهو الدين ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله أو فيما يجوز ثم عجز عن ادائه (النهاية/غرم/3/ 363).

الفوائد:

(1)

أن هذا الذكر عام في كل موضع جلس فيه الإنسان أو نام مع الحرص على النية وهي الاستحضار وحضور القلب (شرح الأبي 7/ 133، 134).

(2)

أن الله سبحانه قد يصرف الضرر عن الإنسان من عين أو غيرها قبل وقوعه بالاستعاذه الوارده في الحديث (العارضة 8/ 217) فإن الأدوية الالهية تنفع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وأن وقع لم يضره بخلاف الأدوية الطبيعية فإنها تنفع بعد حصول الداء إن نفعت (البذل 16/ 227).

(3)

أن الرقى المنهي عنها التي تتضمن الشرك وتعظيم غير الله سبحانه كغالب رقى أهل الشرك (تهذيب

د 5/ 367).

(4)

استدل به أحمد وغيره على أن القرآن غير مخلوق وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايستعيذ بمخلوق، وما من كلام مخلوق إلا وفيه نقص والموصوف فيه بالتمام هو غير المخلوق وهو كلام الله سبحانه (شرح د 7/ 128) وعلى القول بأن الكلمات عامة قال ابن خزيمة: فيه أن كلمات ربنا ليست بمخلوقة؛ إذ أنه غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه إذ لايجوز أن يقول الداعي ـ مثلاً ـ أعوذ بالكعبة من شر خلق الله، أو أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق هذا لايقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه (التوحيد لابن خزيمة 1/ 398، 401، 402).

جاءت هذه الصفة في حديث الشفاعة الطويل وفيه جملة من الصفات وقد جاء من رواية أبي هريرة، وأنس رضي الله عنهما:

652 -

(317) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

وفيه: {أن الله يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، وتدنو منهم الشمس، فيقولون: ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض عليكم بأبيكم آدم، فيقولون له: أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول: ربي غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري} ويذهبون إلى نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى عليهم السلام ويقولون مثل ما قال آدم وكلٌ يبين عذره وفيه: قولهم لإبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، وفيه: {فيأتون موسى عليه السلام ويقولون: ياموسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا

ص: 491

إلى ربك

، وفيه ثم يأتون عيسى عليه السلام فيقولون: ياعيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ثم يأتون إلى محمد صلى الله عليه وسلم ويقولون: يامحمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويطلبون منه أن يشفع، قال: فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال: يامحمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع فأرفع رأسي فاقول: أمتي يارب أمتي يارب. فيقال: يامحمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصرعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبُصرى} رواه البخاري تاماً ومختصراً، ورواه مسلم والترمذي تاماً، وجاء في رواية مختصرة عند مسلم عن أبي هريرة وحذيفة معاً.

653 -

(318) حديث أنس رضي الله عنه:

نحو حديث أبي هريرة رضي الله عنه وجاء في بعض ألفاظه في ذكر آدم عليه السلام: {وعلمك أسماء كل شيء} وفيه قول نوح عليه السلام: {ائتوا خليل الرحمن} وفي ذكر عيسى عليه السلام: {عبد الله ورسوله وكلمته وروحه} وقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: {فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني} وفي رواية قوله عليه الصلاة والسلام {فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه} ثلاث مرات.

وفي رواية: {أنه يحد له حداً فيدخلهم الجنة، وأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير شعيرة ثم برة ثم ذرة}

وفي رواية في ذكر موسى عليه السلام: {آتاه الله التوراة وكلّمه وقرّبه نجياً} وفي رواية في ذكر موسى: {كليم الله} وفيه قوله صلى الله عليه وسلم عند عودته صلى الله عليه وسلم في المرة الرابعة للشفاعة: {فأقول: يارب ائذن لي فيمن قال: لاإله إلا الله فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لاإله إلا الله} رواه البخاري ومسلم، وفيه بدل:{وجلالي} قوله: {وجبريائي} ، ورواه ابن ماجه.

وروى الترمذي حديث الشفاعة من حديث أبي سعيد وأوله: {أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر

} الحديث وليس فيه الشاهد.

التخريج:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

خ: كتاب الأنبياء: باب قول الله عز وجل {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} (4/ 163، 164)(6/ 371)

ثم باب {يزفون} النسلان في المشي (4/ 172)(الفتح 6/ 395).

كتاب التفسير: تفسير سورة الإسراء: باب {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً} (6/ 105 - 107)(الفتح 8/ 395، 396)

حديث أنس رضي الله عنه:

ص: 492

كتاب التفسير: تفسير سورة البقرة باب قول الله {وعلم آدم الأسماء كلها} (6/ 21، 22)(الفتح 8/ 160)

كتاب الرقاق: باب صفة الجنة والنار (8/ 144، 145)(الفتح 11/ 417)

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {لما خلقت بيدي} (9/ 149، 150)(الفتح 13/ 392، 393)

ثم باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة} (9/ 160، 161)(الفتح 13/ 422)

باب كلام الرب عز وجل مع الأنبياء وغيرهم (9/ 179، 180)(الفتح 13/ 473)

باب قوله: {وكلم الله موسى تكليماً} (9/ 182)(الفتح 13/ 477).

م: كتاب الإيمان: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار (3/ 53 - 72).

ت: كتاب صفة القيامة: باب ما جاء في الشفاعة (4/ 622 - 624) وقال: حسن صحيح

كتاب تفسير القرآن: باب بني إسرائيل (5/ 308، 309) وقال: حسن صحيح، وفي (العارضة 11/ 307)، وفي (تحفة الأحوذي 8/ 588): حسن.

جه: كتاب الزهد: باب ذكر الشفاعة (2/ 1442، 1443).

شرح غريبه:

جبريائي: عظمتي وسلطاني أو قهري (شرح النووي 3/ 65)، وقيل: الجبرياء جاءت لموازنة الكبرياء والأصل جبروت، والجبروت العظمة، وقيل: الجبار المصلح من جبرت العظم أي جبر فقر عباده فيكون بمعنى المحسن (النهاية/ جبر/1/ 235، 236)، (شرح الأبي 1/ 362).

في داره: التي دورها لأولياءه وهي الجنة كقوله عز وجل: {لهم دار السلام عند ربهم} [الأنعام: 127] وكما يقال بيت الله أي الذي جعله مثابة للناس، ومثله روح الله على سبيل التفضيل له على سائر الأرواح (أعلام الحديث 4/ 2355، 2356)، قيل: المراد الجنة والظاهر أنه مكان معين كما جاء: {فآتي العرش} وفي حديث الصور {فآتي مكاناً تحت العرش يقال له: الفحص} فيكون المعنى المكان الذي تحت عرشه (شرح التوحيد 2/ 136).

مصراعان: بابان المصراع الباب ولا يقال له مصراع حتى يكونا اثنين (المشارق 2/ 42) وقال ابن منظور: مصراعا الباب بابان منصوبان يضمان جميعاً مدخلهما في الوسط من المصرعين (اللسان/صرع 4/ 2434).

الفوائد:

(1)

أن من طلب من كبير أمراً مهماً يقدم بين يدي سؤاله وصف المسئول بأحسن صفاته وأشرف مزاياه ليكون ذلك أدعى لإجابته لسؤاله.

(2)

أن المسؤول إذا لم يقدر على تحصيل ما سئل يعتذر بما يقبل منه، ويدل على من يظن أنه يكمل في القيام بذلك فالدال على الخير كفاعله، وأنه يثني على المدلول عليه بأوصافه المقتضية لأهليته ليكون أدعى لقبول عذره في الامتناع.

ص: 493

(3)

أن ما صدر من الأنبياء عليهم السلام إما بتأويل أو سهو أو إذن لكن خشوا ألا يكون ذلك موافقاً لمقامهم فأشفقوا من المؤاخذة أو المعاتبة (الفتح 11/ 440، 441) وقول كل واحد منهم {لست هناكم} إما تواضع وإكبار لما سئل، أو لعلمه أنها ليست له بل لغيره حتى ينتهي الأمر إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو لعلمه أنها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكن علم أن الأمر كذا يقع. (شرح الأبي 1/ 355)

(4)

إظهار فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى ألهم الأمم سؤال الأنبياء قبله، ولم يلهموا سؤاله صلى الله عليه وسلم في الابتداء لهذه الحكمة إذ لو سألوه ابتداء لكان يحتمل أن غيره يقدر على هذا ويحصله أما إذا سألوا غيره من رسل الله تعالى وأصفيائه فامتنعوا ثم سألوه فاجاب وحصل غرضهم فهو النهاية في ارتفاع المنزلة، وكمال القرب، وعظيم الإدلال والأنس (شرح النووي 3/ 56)(شرح الأبي/ 1/ 355)

(5)

استدل به من جوز وقوع الصغائر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (المعلم 1/ 228) فقد يقع منهم السهو أو النسيان أوالخطأ الذي لا يقرون عليه وهم معصومون فيما يبلغون من طريق القول، ومحفوظون من الذنوب التي تزري بفاعلها وتسقط مرؤته (شرح التوحيد 1/ 301).

(6)

فيه أن الإيمان يزيد وينقص أُخذ من قوله: {من في قلبه مثقال حبة من بر أو شعيرة ثم حبة من خردل ثم أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان} كما في رواية مسلم (شرح النووي 3/ 63).

(7)

تحدثه صلى الله عليه وسلم بنعمة الله عليه وقد أمره الله تعالى بهذا وفيه نصيحة للأمة لتعرف حقه (شرح النووي 3/ 66).

(8)

فيه صعوبة الوقوف بين يدي الله وشدته، وعظيم قدر الله في قلوب أنبيائه عليهم السلام حيث اعتذروا عن الشفاعة (شرح التوحيد 1/ 301، 401، 408) وفيه ذكر الشفاعة الأولى شفاعته في أهل الموقف حتى يقضى بينهم، ثم شفاعته فيمن استحق النار أن لايدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها (مجموع الفتاوى 3/ 147)(الفتح 11/ 426) وهو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون فهو أعظم الشفعاء قدراً وأعلاهم جاهاً عند الله تعالى (مجموع الفتاوى 1/ 143) وهذا يؤكد أن الشفاعة لا تطلب إلا ممن يملكها، ولاتنال إلا بأمر الله للشافع أن يشفع (شرح التوحيد 2/ 408).

(9)

رحمة الله بعباده حيث ألهمهم طلب الشفاعة من الأنبياء وهو الذي أذن بالشفاعة وقبلها؛ لإراحتهم من عناء الموقف وإظهار كرامة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للخلق كلهم في ذلك الموقف العظيم والشفاعة كلها لله وإنما يعين لنبيه صلى الله عليه وسلم من يشفع فيهم (شرح التوحيد 1/ 302).

(10)

إثبات كلام الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فإن فيه محاورة بين رب العالمين جلَّ وعلا ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو واضح الدلالة على المراد من أنه تعالى يتكلم ويخاطب من يشاء من عباده يوم القيامة وهذا يدل على أن كلامه سبحانه بمشيئته متى شاء تكلم يوم القيامة وقبلها.

(11)

تفاوت المخرجين من النار في الإيمان، وأن من معه أصل الإيمان ولم يخرج منه بمكفر لا يخلد في النار وإن عظمت ذنوبه وإن ضعف إيمانه (شرح التوحيد 2/ 406، 407).

ص: 494

654 -

(391) حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من شهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل} وفي وراية {من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء} رواه البخاري ومسلم وزاد في ذكر عيسى {وابن أمته} . وجاء عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهو حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {وعيسى روح الله وكلمته} .

التخريج:

خ: كتاب أحاديث الأنبياء: باب قوله: {يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم} (4/ 201)(الفتح 6/ 474).

م: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً (1/ 226، 227).

ت: كتاب المناقب: باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم (5/ 587، 588) وقال: هذا حديث غريب، وفي (التحفة 10/ 84) باب بعد هذا بدون عنوان، والحديث ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع 4/ 116، 117).

شرح غريبه:

وكلمته: قال البخاري قال أبو عبيد قوله: كن فكان (صحيح البخاري في الموضع المذكور في التخريج) وقد ذكر المفسرون في معنى قوله تعالى: {بكلمة منه} [آل عمران: 45] برسالة من الله وخبر من عنده، بشرى الله مريم بعيسى ألقاها إليها،

وقال قتادة: هي قوله {كن} فسماه الله كلمته لأنه كان عن كلمته كما يقال هذا قدر الله يعني عن قدر الله حدث.

وقيل: اسم لعيسى سماه الله به روي عن ابن عباس: الكلمة هي عيسى.

قال الطبري: أقرب الوجوه إلى الصواب عندي القول الأول وهو أن الملائكة بشرت مريم بعيسى من الله عز وجل برسالته وكلمته التي أمرها أن تلقيها إليها أن الله خالق منها ولداً من غير بعل ولا فحل؛ ولذلك قال عز وجل: {اسمه المسيح} وقال ابن كثير: بولد يكون وجوده بكلمة من الله أي بقوله: كن فيكون. فعيسى كلمة الله وروح منه لأنه لم يكن له أب تولد منه وإنما هو ناشيء عن الكلمة التي قال له بها كن فكان، ليست الكلمة صارت عيسى بل بالكلمة صار عيسى أي خلقه بالكلمة (تفسير الطبري 6/ 411، 412، 9/ 418، 419)(تفسير ابن كثير 2/ 34، 430، 431).

وروح منه: أي أحياه فجعله روحاً (صحيح البخاري الموضع المذكور في التخريج).

وقيل: نفخة منه؛ لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه بذلك فنسب إلى أنه روح من الله لأنه بأمره كان، وإنما سمى النفخ روحاً؛ لأنها ريح تخرج من الروح.

وقال بعضهم: إنه كان إنساناً بإحياء الله له بقوله كن وإنما معنى وروح منه: وحياة منه بمعنى إحياء الله إياه بتكوينه.

وقال آخرون: ورحمة منه أي رحمة منه على من اتبعه وآمن به وصدقه.

وقيل: روح من الله خلقها فصورها ثم أرسلها إلى مريم فدخلت في فيها فصيرها الله روح عيسى عليه السلام.

ص: 495

وقيل: جبريل. يعني وكلمته ألقاها إليها أيضاً روح من الله يعني أن إلقاء الكلمة إلى مريم كان من الله ثم من جبريل.

قال الطبري: ولكل هذه الأقوال وجه ومذهب غير بعيد من الصواب (تفسير الطبري 9/ 419، 421، 422).

الفوائد:

(1)

أن هذا الحديث عظيم الموقع وهو أجمع أو من أجمع أحاديث العقائد حيث جمع فيه

صلى الله عليه وسلم ما يخرج عنه جميع ملل الكفر على اختلاف عقائدهم وتباعدها (شرح النووي 1/ 227).

(2)

أن أهل التوحيد لابد لهم من دخول الجنة في الجملة وإن وقعوا في كبائر فهم تحت المشيئة فمن عذب منهم ختم له بالجنة (شرح النووي 1/ 227)(الفتح 6/ 475، 476). فمن شهدبالمبدأ والمعاد وما يتعلق بالمعاش من الثواب والعقاب أدخله الله الجنة على حسب أعماله على الدرجات (شرح الكرماني 14/ 79).

(3)

في الحديث التنبيه على ما وقع للنصارى من الضلال في عيسى وأمه يستفاد منه ما يلقنه النصراني إذا أسلم (الفتح 6/ 475). وذكر عبده ورسوله تعريض بالنصارى فيما ادعت من البنّوة والتثليث، وباليهود في قذفها مريم وإنكارها رسالة عيسى عليه السلام (شرح الأبي 1/ 118).

(4)

تشريف عيسى عليه السلام بأنه عبد الله ورسوله، وابن أمته وروح منه أي أن الله مكونه وموجده بقدرته وحكمته، وهو حجة الله على عباده أبدعه من غير أب، وأنطقه في غير أوانه، وأحيا الموتى على يده (الفتح 6/ 475).

655 -

(320) وثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {تكفّل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة، أو يُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أوغنيمة} وفي رواية: {وتصديق كلمته} رواه البخاري ومسلم والنسائي.

ورواه مسلم مطولاً ولفظه: {تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيله، وإيماناً بي وتصديقاُ برسلي فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلم لونه لون دم، وريحه

ص: 496

مسك. والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ولكن لا أجد سعة فأحملهم ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل} وقد روى البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه: {والذي نفس محمد بيده

} الحديث مفرداً دون أوله.

656 -

حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

وقد جاء في رواية عند النسائي من رواية الحسن عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل: {أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته} .

التخريج:

خ: كتاب فرض الخمس: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: {أحلت لكم الغنائم} (4/ 104)(الفتح 6/ 220)

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} (9/ 166)(الفتح 13/ 441) ثم باب قول الله تعالى: {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات

ربي} (9/ 167، 168)(الفتح 13/ 444، 445).

م: كتاب الإمارة: باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله (13/ 19 - 23).

س: كتاب الجهاد: باب ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله (6/ 16).

مواضع رواية الشطر الثاني دون أول الحديث.

خ: كتاب الجهاد: باب تمني الشهادة (4/ 21)(الفتح 6/ 16)

كتاب التمني: باب ماجاء في التمني ومن تمنى الشهادة (9/ 102)(الفتح 13/ 217).

س: كتاب الجهاد: الرخصة في التخلف عن السرية (6/ 8)

باب تمني القتل في سبيل الله تعالى (6/ 32)

باب ثواب السرية التي تخفق (6/ 18).

جه: كتاب الجهاد: باب فضل الجهاد في سبيل الله (2/ 920).

شرح غريبه:

بكلماته: تشمل الأمرية الشرعية بالإيمان والعمل بها، وكلماته الكونية القدرية بالإيمان بها وهي التي سبقت بتقدير الأشياء كلها قبل وجودها (شرح التوحيد 2/ 230).

علي ضامن: قد يجيء فاعل بمعنى مفعول، كما في قوله تعالى:{فهو في عيشة راضية} [القارعة: 7] بمعنى مرضية فيكون ضامن بمعنى مضمون (المعلم 3/ 37).

ص: 497

من أجر أو غنيمة: يعني لايخلو عن أحدهما مع جواز الاجتماع بينهما بخلاف أو التي في أو يرجعه فإنها تفيد منع الخلو ومنع الجمع كليهما (شرح الكرماني 13/ 95، 25/ 165) والمعنى: من أجر فقط إن لم تكن غنيمة، أو أجر وغنيمة كما وقع في إحدى روايات الحديث، وذهب بعضهم إلى ان (أو) على بابها من أنها لأحد الشيئين لا بمعنى الواو، وقال: إن الحاصل لمن يستشهد أحد الأمرين: إما الأجر إن لم يغنم وإما الغنيمة دون أجر، وقال القرطبي: هذا ليس بصحيح لحديث ابن عمر عند مسلم {ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم}

(م: كتاب الإمارة: باب بيان قدر ثواب من غزا فغنم ومن لم يغنم (شرح النووي 13/ 51)

فهذا نص بحصول المجموع (شرح الأبي 5/ 222).

خلاف سرية: أي خلفها وبعدها (شرح النووي 13/ 22).

الفوائد:

(1)

ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على المسلمين والرأفة بهم وأنه كان يترك بعض ما يختاره للرفق بالمسلمين، وأنه إذا تعارضت المصالح بدأ صلى الله عليه وسلم بأهمها (شرح النووي 13/ 22)(شرح الأبي 5/ 222).

(2)

استحباب طلب القتل في سبيل الله، وجواز قول وددت حصول كذا من الخير وإن علم أنه لايحصل أي يجوز تمني ما يمتنع في العادة (الفتح 6/ 17).

(3)

أن من يقتل في سبيل الله ضمن الله له دخول الجنة فإما أن يدخلها عند موته أو عند دخول السابقين بلا حساب ولا عذاب (شرح الكرماني 25/ 165).

ص: 498

657 -

ورد فيها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن كثير.

وقال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن كثير

وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن رجاء كلاهما قال أخبرنا إسرائيل ثنا عثمان بن المغيرة عن سالم عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال:{ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي} .

التخريج:

د: كتاب السنة: باب في القرآن (4/ 234).

ت: كتاب فضائل القرآن: باب رقم 24 (5/ 184).

جه: المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية. (1/ 73).

ورواه البيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 479)، وفي (دلائل النبوة 2/ 413)

وابن بطة في (الإبانة 3/ 1/229 - 231)

كلاهما من طريق أبي داود به.

ورواه البخاري في (خلق أفعال العباد /22، 58)

ورواه الدارمي في (الرد على الجهمية /135)

وابن منده في (التوحيد 3/ 169)

واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 3138)

والأصفهاني في (الحجة في بيان المحجة 1/ 262، 263)

والبيهقي في (الاعتقاد /36)، وفي (الأسماء والصفات 1/ 479)

خمستهم من طرق عن محمد بن كثير به.

ورواه النسائي في (الكبرى 4/ 411) من طريق عبد الله بن رجاء وفيه عثمان بن أبي المغيرة.

ورواه أحمد في (المسند 3/ 390) مطولا.

وابن بطة في (الإبانة 3/ 1/229 - 231)

والدارمي في (المسند 2/ 440)

وابن أبي شيبة في (المصنف 14/ 310) مطولاً.

ومن طريقه الأصفهاني في (الحجة في بيان المحجة 1/ 225)

ورواه أبو نعيم في (الدلائل /246)

والحاكم في (المستدرك 2/ 612، 613)

وعنه البيهقي في (الدلائل 2/ 413)

ورواه ابن منده في (التوحيد 3/ 169)

سبعتهم من طرق عن إسرائيل به.

وعلقه عبد الله بن أحمد في (السنة 1/ 136) قال: قال أبي: وروي عن جابر رضي الله عنه وذكره.

ص: 499

دراسة الإسناد:

الطريق الأول: رجال إسناده عند أبي داود:

(1)

محمد بن كثير: هو العبدي البصري، تقدم وهو ثقة. (راجع ص 258)

(2)

إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، تقدم وهو ثقة. (راجع ص 1275)

(3)

عثمان بن المغيرة الثقفي - مولاهم - أبو المغيرة الكوفي: قال أحمد، وابن معين وغيرهما: هو عثمان بن المغيرة، وهو الأعشى، وهو ابن أبي زرعة، وهو الثقفي. وقال البخاري: قال بعضهم: ابن أبي المغيرة، ولم يصح إنما كنيته أبو المغيرة. قال أحمد وابن معين، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، والنسائي، وعبد الغني بن سعيد، والعجلي، وابن نمير: ثقة. وقال أحمد: لا أعلم أحدا أروى عنه من شريك.

وقال الذهبي في الميزان: صدوق موثق ولأبي عوانة عنه ما ينكر، وفي المغني: ثقة، ولأبي عوانة عنه مناكير.

وقال ابن حجر: ثقة من السادسة (خ 4).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 325)، سؤالات أبي داود لأحمد (181، 305)، العلل لأحمد (2/ 481)، التاريخ الكبير (6/ 248)، الجرح والتعديل (6/ 167)، الثقات لابن حبان (7/ 193)، الثقات للعجلي (2/ 131)، الموضح للأوهام (2/ 263)، تهذيب الكمال (19/ 497 - 499)، المغني (2/ 429)، الميزان (3/ 56)، الكاشف (2/ 13)، التهذيب (7/ 155، 156)، التقريب (387).

(4)

سالم: هو سالم بن أبي الجعد - رافع - الغطفاني، الأشجعي - مولاهم - الكوفي. قال ابن سعد، وابن معين، وأحمد، وأبو زرعة، والعجلي: ثقة. وقال إبراهيم الحربي: مجمع على ثقته. قال البخاري: سمع عبد الله بن عمر، وجابراً، وأنساً.

كان كثير الإرسال عن الصحابة: قال أحمد وابن المديني: لم يلق ابن مسعود ولا عائشة، وقال

أبو حاتم: لم يدرك عمرو بن عبسة ولا أبا الدرداء وأدرك أبا أمامة، وقال البخاري: ما أرى أنه سمع من أبي أمامة، وقال أبو زرعة: عن عمر وعثمان وعلى مرسل. وقال أحمد وغيره: لم يسمع سالم من ثوبان، ولم يلقه بينهما معدان بن طلحة.

وصفه الفسوي والذهبي بالتدليس،

وذكره ابن حجر في المرتبة الثانية من المدلسين.

وقال في التقريب: ثقة وكان يرسل كثيراً، من الثالثة، مات سنة 97 هـ، أو 98 هـ أو 100 هـ أو بعد ذلك، ولم يثبت أنه جاوز المائة (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 291)، بحر الدم (165)، التاريخ الكبير (4/ 107)، الجرح والتعديل (4/ 181)، العلل الكبير (2/ 963)، المراسيل (79، 80)، المعرفة (3/ 336)، الثقات للعجلي (1/ 382)، جامع التحصيل (179، 180)، تهذيب الكمال (10/ 131 - 133)، المغني (1/ 250)، الميزان (2/ 109)، السير (5/ 108 - 110)، الكاشف (1/ 422)، تعريف أهل التقديس (63)، التهذيب (3/ 432، 433)، التقريب (226).

الطريق الثاني: رجال إسناده عند الترمذي:

وهو متفق مع أبي داود في محمد بن كثير ومن فوقه وشيخ الترمذي هو:

ص: 500