المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المبحث الثاني أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء ‌ ‌{البصر} 462 - (225) ثبت فيه - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ٣

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول: الصفات العقلية المعنوية

- ‌المبحث الأولأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الألف

- ‌{الأَذَن بمعنى الاستماع}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء

- ‌{البصر}

- ‌{البغض، والمقت}

- ‌أبغض الناس إلى الله

- ‌أبغض البلاد إلى الله وأحبها إليه

- ‌أحب الأعمال إلى الله

- ‌أحب الكلام إلى الله

- ‌أحب المؤمنين إلى الله

- ‌أحب الأسماء إلى الله

- ‌صفة البغض

- ‌{المقت}

- ‌{المحبة}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الجيم

- ‌{الجبرياء}

- ‌{الجلال}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الراء، ومعه السين، والغين

- ‌{الرحمة}

- ‌‌‌{الرضاوالرضوان وضده السخط والغضب}

- ‌{الرضا

- ‌{السخط، الغضب}

- ‌(أ) الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌{الرضوان}

- ‌{الرضا}

- ‌{السخط}

- ‌{الغضب}

- ‌(ب) الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌{الرضا}

- ‌الرضوان

- ‌{السخط والغضب}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الصاد

- ‌{الصبر}

- ‌المبحث السادسأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الضاد

- ‌{الضحك}

- ‌المبحث السابعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف العين

- ‌{العدل}

- ‌{العزة}

- ‌{العظمة}

- ‌{العلم}

- ‌{العلو}

- ‌المبحث الثامنأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الغين

- ‌{الغنى}

- ‌{الغيرة}

- ‌المبحث التاسعأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الفاء

- ‌{الفرح}

- ‌المبحث العاشرالصفات المبدوءة بحرف القاف

- ‌{القدرة}

- ‌{القرب}

- ‌المبحث الحادي عشرأحاديث الصفات المبدوءة بحرف الكاف

- ‌{الكبرياء}

- ‌التكبير في الأذان والإقامة:

- ‌التكبير في الصلاة:

- ‌أحاديث التكبير في الصلاة:

- ‌التكبير في الغزو

- ‌التكبير عند حدوث علامة من علامات النبوة

- ‌التكبير عند دخول البلاد المفتوحة

- ‌{الكلام}

الفصل: ‌ ‌المبحث الثاني أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء ‌ ‌{البصر} 462 - (225) ثبت فيه

‌المبحث الثاني

أحاديث الصفات المبدوءة بحرف الباء

{البصر}

462 -

(225) ثبت فيه حديث أبي موسى رضي الله عنه:

قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: {إن الله عز وجل لاينام ولاينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور} وفي رواية: {النار لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} رواه مسلم وابن ماجه تاماً مرة، ومختصراً مرة وفيه: {إن الله لاينام

يخفض

حجابه النور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره} وعند مسلم في رواية {بأربع} إلى {يرفع إليه عمل النهار بالليل وعمل الليل بالنهار} .

التخريج:

م: كتاب الإيمان: باب ما جاء في رؤية الله عز وجل (3/ 12 - 14).

جه: المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية (1/ 70، 71).

شرح غريبه:

لاينام ولا ينبغي له أن ينام: الأول نفي الوقوع، والثاني نفي الصحة، فالعطف تأسيس، إذ لايلزم من نفي الوقوع نفي الصحة وإنما استحال أن ينام؛ لأن النوم موت، ولأنه سواد ينزل من أعلى الدماغ يفقد معه الحس (شرح الأبي 1/ 330).

يخفض القسط ويرفعه: يريد بالقسط ـ والله أعلم ـ الرزق الذي هو قسط، والرزق الذي هو قسط كل أحد وقسمه من قوته ومعاشه فالخفض تقتيره، وتضعيفه والرفع بسطه وتوسعته يريد أنه مقدر الرزق وقاسمه على الحكمة فيه والمصلحة في مقداره، وفيه وجه آخر: وهو أن يكون أراد بالقسط الميزان قال الله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] وسمي الميزان قسطاً؛ لأن القسط العدل وبالميزان يقع العدل في القسمة فلذلك سمي الميزان قسطاً وإنما هو مثل فيما يدبره من أمر الخلق وينشئه من حكمة، ويمضيه من مشيئته فيهم منهم يرفع قوماً، ويضع آخرين وهو الخافض الرافع العدل الحكيم تبارك الله رب العالمين (غريب الحديث للخطابي 1/ 684)(النهاية/ قسط/4/ 60).

ص: 104

سبحات وجهه: تعددت الأقوال في معناه قال الخطابي: جلاله ونوره وهكذا فسروه ـ والله أعلم ـ بمعناه فأما اشتقاقه من اللغة فمن قولك: سبحت الله أي نزهته من كل عيب، وبرأته من كل آفة ونقص يقال: إن أصل التسبيح التبعيد من قولك: سبحت في الأرض إذا تباعدت فيها، والمعنى: أنه لم يطلع الخلق من جلال عظمته إلا على مقدار ما تطيقه قلوبهم وتحتمله قواهم ولو أطلعهم على كنه عظمته لانخلعت أفئدتهم وزهقت أنفسهم، ولو سلط نوره على الأرض والجبال لاحترقت وذابت لقوله تعالى في قصة موسى:{فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً} [الأعراف: 143](غريب الحديث للخطابي 1/ 685).

قال أبو عبيد: يقال: السبحة جلال وجهه ونوره، ومنه قيل: سبحان الله إنما هو تعظيم الله وتنزيهه (غريب الحديث لأبي عبيد 3/ 173). وقيل معناه: لو كشفها لأحرقت يعني النار ـ والعياذ بالله ـ كل شيء أدركه بصره، فمعنى سبحات وجهه: سبحان وجهه، وعائذ بوجهه، فسبحات وجهه اعتراض بين الفعل والمفعول، وقيل معناه تنزيه له: أي سبحان وجهه، وقيل: محاسنه؛ لأنك إذا رأيته قلت: سبحان الله (النهاية/ سبح/2/ 332)(المجموع المغيث 2/ 49).

وقال ابن تيمية: " في جانب الربوبية يكون بكشف حجب ليست متصلة بالعبد كما قال

صلى الله عليه وسلم: {حجابه النور، أو النار} فهي حجب تحجب العباد عن الإدراك كما قد يحجب الغمام والسقف عنهم الشمس والقمر فإذا زال تجلت الشمس والقمر، فهي تحجب أن تصل أنواره إلى مخلوقاته، وبصره سبحانه يدرك الخلق كلهم، أما السبحات فهي محجوبة بحجابه النور أو النار" (مجموع الفتاوى 6/ 10).

الفوائد:

(1)

أن الله سبحانه لاينام ويستحيل في حقه النوم؛ فإن النوم انغمار وغلبة على العقل يسقط به الاحساس، والله تعالى منزه عن ذلك.

(2)

أن بصره سبحانه وتعالى محيط بجميع الكائنات (شرح النووي 3/ 13، 14).

(3)

مسارعة الكرام الكتبة إلى رفع الأعمال وسرعة عروجهم إلى ما فوق السموات حيث يرفعون عمل النهار قبل أن يشرع العبد في عمل الليل (شرح سنن ابن ماجه للسندي 1/ 86).

(4)

فيه ذكر صورة ربنا أي صفة وجهه سبحانه وصفة سبحات وجهه، تعالى ربنا أن يكون وجهه كوجه بعض خلقه وعز أن لا يكون له وجه إذ الله قد أعلمنا في محكم تنزيله أن له وجهاً ذوّاه بالجلال والإكرام، ونفى عنه الهلاك، ولوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره محجوب عن أبصار أهل الدنيا لايراه بشر ما دام في الدنيا الفانية (التوحيد لابن خزيمة 1/ 45، 53).

(5)

أن النص قد ورد بتسمية الرب نوراً، وبأن لله نوراً مضافاً إليه، وبأنه نور السموات والأرض، وبأن حجابه نور فهذه أربعة أنواع وقوله:{حجابه النور} فهذا النور المضاف إليه يجئ على أحد الوجوه الأربعة، والنور الذي احتجب به سبحانه سمى نوراً أو ناراً كما وقع التردد في لفظه في الحديث الصحيح {حجابه النور أو النار} فإن هذه النار هي نور وهي التي كلم الله كليمه موسى فيها وهي نار صافية لها إشراق بلا إحراق، وحجاب الرب نور وهو نار (مختصر الصواعق 2/ 348).

ص: 105

ويدخل في هذه الصفة قوله صلى الله عليه وسلم يصف ربه تعالى بأنه {أبصر}

463 -

(262) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {قال الله عز وجل: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة مالم يعمل فإذا عمل فأنا أكتبها بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له مالم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قالت الملائكة: ربِ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ـ وهو أبصر به ـ فقال: أرقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جَرّاي} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله} رواه مسلم تاماً في مواضع ومختصراً في موضعين، ورواه البخاري بنحوه ـ بدون الشاهد ـ من حديث ابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهما.

ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {قال الله عز وجل وقوله الحق: إذا هم عبدي بحسنة

} الحديث بدون الشاهد.

التخريج:

م: كتاب الإيمان: باب بيان تجاوز الله تعالى عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر وبيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق وبيان حكم الهم بالحسنة والسيئة (2/ 147 - 153).

وانظر: خ: كتاب الرقاق: باب من همّ بحسنة أو بسيئة (8/ 128)(الفتح 11/ 323) وفيه حديث ابن عباس.

كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله} (9/ 177)(الفتح 13/ 465) وفيه حديث أبي هريرة.

ت: كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة الأنعام (5/ 265) وقال: حسن صحيح.

شرح غريبه:

همّ: هم بالأمر يَهمُّ إذا عزم عليه (النهاية/ همم/5/ 274)، وقيل: الهم هو حديث النفس اختياراً أن تفعل ما يوافقها وهو غير مؤاخذ به، أما العزم فهو التصميم وتوطين النفس على الفعل وفيه خلاف (شرح الأبي 1/ 236).

ص: 106

من جَرَّاي: بفتح الجيم وتشديد الراء وبالمد والقصر ـ لغتان ـ معناه من أجلي (شرح النووي 2/ 148) يعني: من أجلي وفيه لغتان: جراء، جَرّى (المعلم 1/ 209) وجاء في حديث البخاري من أجلي.

الفوائد:

(1)

فيه تعظيم الحسنة، وتأكيد أمرها حيث وصفها في بعض الروايات بقوله:{كاملة} عكس السيئة حيث قال: {واحدة} إشارة إلى تخفيفها فضلاً وإحساناً، وأن تضعيف حسنة العمل إلى عشرة مجزوم به وما زاد عليها جائز وقوعه بحسب الزيادة في الإخلاص وصدق العزم وحضور القلب وتعدي النفع: كالصدقة الجارية والعلم النافع والسنة الحسنة ونحو ذلك (الفتح 11/ 325، 326).

(2)

إثبات الكلام لله تعالى لإسناد القول فيه إلى الله واصفاً له بذلك وهذا القول من شرعه الذي فيه وعده لعباده وتفضله عليهم وهو غير القرآن وليس مخلوقاً فقوله غير خلقه (شرح التوحيد 2/ 380).

(3)

أن الملك يعلم ما يهم به العبد من حسنة أو سيئة وليس ذلك من علمهم بالغيب الذي اختص الله به وقد روي عن ابن عيينة أنهم يشمون رائحة طيبة فيعلمون أنه هم بحسنة ويشمون رائحة خبيثة فيعلمون أنه هم بسيئة وهم وإن شموا رائحة طيبة وخبيثة فعلمهم يفتقر إلى ذلك بل ما في قلب ابن آدم بل يعلمونه بل ويبصرونه، ويسمعون وسوسة نفسه وقرب الملائكة والشيطان من قلب مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا أو كافراً (شرح حديث النزول/ 374، 375).

(4)

أن من هم بحسنة فلم يعملها كان قد أتى بحسنة وهي الهم بالحسنة فتكتب له حسنة كاملة؛ فإن ذلك طاعة وخير وكذلك هو في عرف الناس، فإن عملها كتبها الله له عشر حسنات لما مضى من رحمته {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف} وأما الهام بالسيئة الذي لم يعملها وهو قادر عليها فإن الله لايكتبها عليه سواء سمى همه إرادة أو عزماً، أو لم يسمِّ متى كان قادراً على الفعل وهم به وعزم عليه ولم يفعله مع القدرة فليست إرادته جازمة.

(5)

أن الهام بالسيئة إما أن يتركها لخشية الله وخوفه، أو يتركها لغير ذلك: فإن تركها لخشية الله كتبها الله له عنده حسنة كاملة كما في الحديث، وإن تركها لغير ذلك لم تكتب عليه سيئة، وإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة فإن الله تعالى لا يضعف السيئات بغير عمل صاحبها، ولا يجزى الإنسان في الآخرة إلا بما عملت نفسه (مجموع الفتاوى 10/ 735 - 738) وانظر:(أعلام الحديث للخطابي 3/ 2252)(شرح الكرماني 25/ 191).

ص: 107