الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكنه يتقوى بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ويكون حسنا لغيره.
وقد قال ابن كثير في (التفسير 3/ 391) حسنه البزار.
شرح غريبه:
عوراتي: العورة: كل ما يستحيا منه إذا ظهر (النهاية /عور/ 3/ 319) والمراد بها العيوب والخلل والتقصير. (تخريج الإحياء 2/ 788).
روعاتي: جمع روعة وهي المرة الواحدة من الروع: الفزع (النهاية /روع/2/ 277).
أغتال: أُدهى من حيث لا أشعر، وأراد به الخسف (النهاية /غيل/ 3/ 403) وقد ذكر أبو داود بعد روايته الحديث قول وكيع: يعني الخسف (سنن أبي داود 4/ 321).
الفوائد:
(1)
هذا من الأدعية الجامعة فقد استوعب الجهات الست، لأن ما يلحق الإنسان من سوء إنما يصله من أحدها ففيه الاستعاذة من تسلط الشيطان على الإنسان من جهاته كلها (تفسير ابن كثير 3/ 391) كما أن طلب العافية من أجمع الأدعية؛ لشمولها السلامة من الآفات الدينية والنقائص الحسية والمعنوية، والحادثات الدنيوية مع طلب الصبر عليها عند حلولها (شرح الطيبي (5/ 148، 149).
(2)
مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الدعوات (الفتوحات الربانية 3/ 109).
{العلم}
جاءت بعض الأحاديث في هذه الصفة بصيغة أفعل التفضيل، وقد ثبت في ذلك:
582 -
(279) حديث ابن عباس رضي الله عنه:
أن رسول الله سئل عن ذراري المشركين أي عمن يموت منهم وهو صغير فقال: {الله أعلم بما كانوا عاملين} ، وفي رواية:{الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين} رواه البخاري ومسلم وفيه تقديم وتأخير، ورواه أبو داود والنسائي.
583 -
(280) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
بمثل اللفظ الأول لابن عباس رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي.
584 -
حديث عائشة رضي الله عنها:
وفيه زيادة أنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذراري المؤمنين؟ فقال: {هم من آبائهم قالت: يارسول الله بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين} ثم سألته عن ذراري المشركين فقال: {من آبائهم قالت: بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين} رواه أبو داود.
التخريج:
خ: كتاب الجنائز: باب ما قيل: في أولاد المشركين (2/ 125)(الفتح 3/ 244)
كتاب القدر: باب الله أعلم بما كانوا عاملين (8/ 153)(الفتح 11/ 493).
م: كتاب القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين (16/ 209 - 211).
د: كتاب السنة: باب في ذراري المشركين (4/ 228، 229).
ت: كتاب القدر: باب ما جاء كل مولود يولد على الفطرة (4/ 447) وقال: حسن صحيح.
س: كتاب الجنائز: باب أولاد المشركين (4/ 58 - 60).
الفوائد:
(1)
علم الله تعالى مالا يكون أن لو كان كيف يكون فأحرى أن يعلم ما يكون، وما قدره وقضاه في كونه وهذا يقوي مذهب أهل السنة أن القدر هو علم الله وغيبه الذي استأثر به فلم يطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً (العمدة 23/ 149). وهذا دليل على تقدم العلم الذي ينكره غلاة القدرية وأن الخلق صائرون إلى ما سبق في علم الله من إيمان أوكفر (شفاء العليل 2/ 306، 312).
(2)
اختلف في أطفال المشركين ومصيرهم على أقوال متعددة وذكر ابن تيمية أن الصحيح المنصوص عليه عن أئمة العدل كأحمد وغيره الوقف في أولاد المشركين وأنه لايجزم لمعين منهم بجنة ولا نار بل يقال فيهم كما قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، لكنه روى من وجوه أنهم يمتحنون يوم القيامة فيظهر علم الله فيهم، فيجزيهم (مجموع الفتاوى 4/ 303، 304، 10/ 241، 372، 373، 739) وانظر: (المسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة 1/ 174)
والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ فيقال لأحدهم: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ وقال تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} [القلم: 42] والمقصود أن الله لايعذب أحداً في الآخرة إلا بذنبه وأنه لاتزر وازرة وزر أخرى. وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين وعليه تتنزل جميع الأحاديث (مجموع الفتاوى 4/ 213، 246، 247).
وقد اختار ابن القيم أنهم يمتحنون في الآخرة فمن أطاع منهم أدخله الله الجنة ومن عصى عذبه، وعليه فيكون بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار وهو أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في الباب، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم مالم يقع معلومه فهو إنما يعذب من استحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لاعلى علمه المحدود وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة (طريق الهجرتين 396 - 401).
581 -
(281) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال: قال صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك} رواه البخاري.
ورواه مسلم، والترمذي، والنسائي بلفظ:{لايكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب اللون لون دم والريح ريح مسك} .
ورواه ابن ماجه بلفظ: {ما من مجروح يجرح في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يجرح في سبيله ـ
…
}.
التخريج:
خ: كتاب الجهاد: باب من يجرح في سبيل الله عز وجل (4/ 22)(الفتح 6/ 20)
وعلقه مختصراً في باب: لايقول فلان شهيد (4/ 44)(الفتح 6/ 89)
وانظر: كتاب الوضوء: باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء (1/ 68)(الفتح 1/ 344) وهو هنا مختصر ليس فيه الشاهد.
م: كتاب الأمارة: باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله (13/ 21).
ت: كتاب فضائل الجهاد: باب ماجاء فيمن يكلم في سبيل الله (4/ 184) وقال: حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
س: كتاب الجهاد: باب من كُلم في سبيل الله عز وجل (6/ 28).
جه: كتاب الجهاد: باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى (2/ 934)، وفي (الزوائد/ 378) إسناده صحيح رجاله ثقات، وانظر:(مصباح الزجاجة 3/ 164) وصححه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 1003).
شرح غريبه:
لايكلم أحد: أصل الكَلْم: الجرح (النهاية/ كلم/4/ 199) وظاهره أن الفضل خاص بمن فارق الدنيا وجرحه يسيل دماً، وقد يكون الفضل لكل من جُرح والله أعلم (الفتح 6/ 20).
يثعب دماً: يجري (النهاية/ ثعب/1/ 212) يقال: ثعبت الماء إذا فجرته فانثعب (المعلم 3/ 38).
الفوائد:
(1)
مجيء الشهيد يوم القيامة على هيئته ليكون معه شاهد فضيلته، وبذله نفسه في طاعة الله تعالى وشاهد على ظالمه بفعله، وفي انتشار رائحته الطيبة في أهل الموقف إظهار لفضيلته (الفتح 1/ 345).
(2)
جواز اليمين بقول: والذي نفسي بيده (شرح النووي 13/ 21).
(3)
أن المدار على الإخلاص الباطني المعلوم عند الله لا على ما يظهر للناس وعليه فلا يقطع لأحد بأنه شهيد؛ حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله أعلم بمن يكلم في سبيله أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله، فلا يُطلق على كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله تعالى، ولا يقال لمن قتل أنه شهيد لكنه يعطى حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة (الفتح 6/ 90).
(4)
أن الدم يرتفع عنه الخبث والقذارة التي كانت في الدنيا ويكسبه الله العطرية التي تلائم المرء وتوافقه (العارضة 7/ 157).
586 -
(282) ثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله قال: {يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ــ وهو أعلم ـ: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون} وفي لفظ:
{الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار} رواه البخاري ومسلم والنسائي بألفاظ متقاربة.
التخريج:
خ: كتاب مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة العصر (1/ 145، 146)(الفتح 2/ 33)
كتاب بدء الخلق: باب ذكر الملائكة (4/ 138)(الفتح 6/ 306)
كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} (9/ 154)(الفتح 13/ 415)
باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله للملائكة (9/ 174)(الفتح 13/ 461).
م: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما (5/ 133).
س: كتاب الصلاة: باب فضل صلاة الجماعة (1/ 240، 241)
شرح غريبه:
تعرج: العروج الصعود (النهاية/ عرج/3/ 203).
يتعاقبون: تأتي طائفة بعد طائفة (شرح النووي 5/ 133) بحيث إذا نزلت طائفة صعدت الأخرى، ثم تعود الأولى عقب الثانية، ومنه تعقيب الجيوش: أن يجهز الأمير بعثاً إلى مدة ثم يأذن لهم في الرجوع وذلك بعد أن يجهز غيرهم إلى مدة، ثم يأذن لهم في الرجوع بعد أن يجهز الأولين (الفتح 2/ 34).
الفوائد:
(1)
بيان لطف الله تعالى بعباده المؤمنين وتكرمة لهم أن جعل اجتماع الملائكة عندهم، ومفارقتهم لهم في أوقات عبادتهم واجتماعهم على طاعة ربهم فتكون شهادتهم لهم بما شاهدوه من الخير بأحسن الثناء وأطيب الذكر. وتخصيص الصلاة دون غيرها يدل على فضلها على غيرها من الأعمال (شرح الأبي 2/ 313)(النووي 5/ 133).
(2)
جاء في رواية عند ابن خزيمة في صحيحه: أن ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع في الصلاتين فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتبيت ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتبيت ملائكة الليل فيسألهم ربهم. وهذه الرواية تزيل الإشكال الذي وقع
واختلف فيه العلماء فيمن يبقى ومن يعرج والله أعلم (الفتح 2/ 36) والحديث في (صحيح ابن خزيمة 1/ 165).
(3)
أن المقصود من سؤال الملائكة إظهار كرامة المؤمنين من بني آدم بطاعتهم لربهم، وعبادتهم إياه والتنويه بفضلهم عند الملائكة الذين في السماء، والملائكة المسئولون فهموا من الله تعالىما أراده ولهذا قالوا في الجواب: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون (شرح التوحيد 1/ 445).
(4)
كثرة الملائكة وأن لكل منهم وظائف مكلفون بها وبيان نصحهم لبني آدم، وحبهم الخير لهم وأن استقرارهم في السماء وإنما ينزلون إلى الأرض بحسب أوامر الله لهم (شرح التوحيد 1/ 446) وفيه حبهم للمؤمنين ليزداد المؤمنون حباً لهم ويتقربوا إلى الله بذلك (الفتح 2/ 37).
(5)
فيه أن الله تعالى يتكلم متى شاء ويكلم من يشاء من الملائكة في أي وقت أراد، لأن الظاهر من السؤال أنه بالكلام وسماع الصوت وملائكة الله تعالى لكل منهم مقام معلوم لا يتجاوزه وأعلاهم مقاماً جبريل عليه السلام وقد ثبت أن الله يناديه فهؤلاء أولى بالمناداة؛ لأنهم أنزل مقاماً منه (شرح التوحيد 2/ 329).
587 -
(283) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم ـ وهو أعلم منهم ـ: ما يقول عبادي؟ قال يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قال فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله مارأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ ، قال يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً، قال: يقولون: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة قال يقول: وهل رأوها؟ قال يقولون: لا والله يارب مارأوها، قال يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها، قال يقولون: لا والله ما رأوها قال: يقول فكيف لو رأوها؟ قال: يقول: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم} رواه البخاري، ورواه مسلم بنحوه وفيه اختصار، ورواه الترمذي بنحوه وهو عنده عن أبي هريرة أو أبي سعيد وليس فيه الشاهد.
التخريج:
خ: كتاب الدعوات: باب فضل ذكر الله عز وجل (8/ 107، 108)(الفتح 11/ 208، 209).
م: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب فضل مجالس الذكر (17/ 14، 15).
وانظر: ت: كتاب الدعوات: باب ما جاء أن لله ملائكة سياحين في الأرض (5/ 579 - 580)
وقال: حسن صحيح وقد رُوي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه.
شرح غريبه:
يمجدونك: مجّد أي شرّف وعظّم (النهاية/ مجد/4/ 298) ويمجدونك يثنون عليك ويعظمونك (المشارق 1/ 374).
فضْلاً: يروى بسكون الضاد وضمها ومعناه الفضلة والزيادة، والملائكة المذكورون زيادة عن الملائكة المرتبين مع الخلائق (النهاية/ فضل/3/ 455) وفي رواية بفتح الفاء وسكون الضاد وصوب القاضي عياض سكون الضاد وقال: ومعناه زيادة على كتاب الناس وقد جاء مفسراً في البخاري، ووهّم الرواية بضم الفاء وفتح الضاد فُضَلاء (المشارق 2/ 160).
الفوائد:
(1)
كثرة الملائكة حتى أن الملائكة السيارة الموكلة بمجالس الذكر تملأ ما بين الأرض والسماء الدنيا.
(2)
أن للعيان مزية على العلم في الوضوح والبيان؛ لأن هؤلاء الذاكرين كانوا عالمين بالجنة والنار ومع ذلك قال: كيف لو رأوا جنتي؟ (شرح الأبي 7/ 122).
(3)
أن الصحبة لها تأثير عظيم، وأن جلساء السعداء سعداء، والتحريض على صحبة أهل الخير (شرح الكرماني 22/ 187، 188).
(4)
محبة الملائكة بني آدم واعتناؤهم بهم.
(5)
أن السؤال قد يصدر من السائل وهو أعلم بالمسئول عنه من المسئول؛ لإظهار العناية بالمسئول عنه والتنويه بقدره والإعلان بشرف منزلته.
(6)
كذب من ادعى من الزنادقة أن الله تعالى يُرى جهرة في دار الدنيا.
(7)
جواز القسم في الأمر المحقق تأكيداً له وتنويهاً به.
(8)
أن الذي اشتملت عليه الجنة من أنواع الخيرات، والنار من أنواع المكروهات فوق ما وصفتا به.
(9)
أن الرغبة والطلب من الله، والمبالغة في ذلك من أسباب حصول المأمول (الفتح 11/ 213).
588 -
(284) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة، أو يَرْجعِه سالماً مع أجر أو غنيمة} رواه البخاري، وعند النسائي بلفظ:{كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد} .
التخريج:
خ: كتاب الجهاد: باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله (4/ 18، 19)(الفتح 6/ 6).
س: كتاب الجهاد: مثل المجاهد في سبيل الله عز وجل (6/ 18).
شرح غريبه:
وتوكل الله: يقال توكل بالأمر إذا ضمن القيام به (النهاية/ وكل/5/ 221) قال ابن حجر: تضمن أي تكفل وانتدب بمعنى واحد محصله تحقيق الوعد المذكور في قوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة: 111] وذلك التحقيق على وجه الفضل منه سبحانه وتعالى (الفتح 6/ 7، 8).
الفوائد:
(1)
فيه إشارة إلى اعتبار الإخلاص، وعلم الله بعقد نية المجاهد فإن كانت خالصة لإعلاء كلمة الله تعالى فذلك المجاهد في سبيل الله، وإن كانت في حب المال والدنيا واكتساب الذكر بها فقد أشرك مع سبيل الله سبيل الدنيا (العمدة 14/ 84).
(2)
أن المجاهد كالصائم القائم لأنه لا تضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب، وفيه أن الفضائل لاتدرك دائماً بالقياس بل هي بفضل الله تعالى، وفيه استعمال التمثيل في الأحكام (الفتح 6/ 8/10).
(3)
أن الله سبحانه وتعالى ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيراً بكل حال: فإما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وأما أن يرجع بأجر وغنيمة (شرح النووي 13/ 21). و {أو} المذكورة في الحديث لا تقتضي أنه يرجع بغنيمة دون أجر، وقد قيل: إنها بمعنى الواو الجامعة على مذهب الكوفيين، فالمجاهد يرجع بالأجر حتى لو غنم لكن قد ينقص أجره والله أعلم (العمدة 4/ 84، 85)(شرح الأبي 5/ 222)(الفتح 6/ 8).
589 -
(285) حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها:
قالت: سُمّيت بَّرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاتزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم، وقال: سموها زينب} رواه مسلم وأبو داود.
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن زينب كان اسمها برة فقيل: تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها.
التخريج:
م: كتاب الآداب: باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن وتغيير اسم برة إلى زينب وجويرية ونحوهما (14/ 120).
د: كتاب الأدب: باب في تغيير الاسم القبيح (4/ 290)، وتصحف فيه اسم بنت الراوي عن زينب من برة إلى مرة حيث سألته زينب ما سميت ابنتك؟ قال: سميتها مرة، والذي في صحيح مسلم: سميت ابنتي برة.
وانظر: خ: كتاب الأدب: باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه (8/ 53)(الفتح 10/ 575).
الفوائد:
(1)
فيه تغيير الاسم القبيح أو المكروه إلى حسن وقد بيّن صلى الله عليه وسلم العلة في هذا وهو خوف التزكية (شرح النووي 14/ 120، 121) وذلك اتباعا لقول الله تعالى: {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} [النجم: 32]. ومعناها هو بصير بكم عليم بأحوالكم وأفعالكم وأقوالكم التي تصدر عنكم، وتقع
منكم حين أنشأ أباكم آدم من الأرض، واستخرج ذريته من صلبه، وقد كتب الملك الذي يوكل
…
بكل منكم ـ في بطن أمه ـ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد فلا تمدحوها وتشكروها وتمنُّوا بأعمالكم (تفسير ابن كثير 7/ 437 - 438).
(2)
ذكر القاضي عياض أن المغير اسمها من برة ثلاث نسوة: جويرية بنت الحارث، وزينب بنت جحش
…
ـ زوجتاه صلى الله عليه وسلم، وزينب بنت أم سلمة ـ ربيبته ـ (شرح الأبي 5/ 419، 420)(الفتح 10/ 576) وذُكر ذلك في ميمونة (البذل 19/ 189 حاشية 3).
590 -
(286) حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: {رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية، وقال عيسى عليه السلام:{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (1)، فرفع يديه وقال:{اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل: ياجبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ـ وهو أعلم ـ فقال الله: ياجبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك} رواه مسلم.
التخريج:
م: كتاب الإيمان: باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم (3/ 77، 78).
شرح غريبه:
ولا نسوؤك: لانحزنك بإدخال واحد من أمتك النار (مجمع بحار االأنوار/ سوء/3/ 139) وهو تأكيد للمعنى أي لانحزنك؛ لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم، ويدخل الباقي في النار
فقال: سنرضيك ولا ندخل عليك حزناً بل سننجي الجميع (شرح النووي 3/ 79).
الفوائد:
(1)
بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، واعتنائه بمصالحهم، واهتمامه بأمرهم.
(2)
البشارة العظيمة لهذه الأمة بما وعدها الله تعالى بقوله {سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك} وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها.
(3)
بيان عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله، وعظيم لطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم، وإظهار شرفه صلى الله عليه وسلم بإرسال جبريل عليه السلام؛ لسؤاله صلى الله عليه وسلم وأنه بالمحل الأعلى فيسترضى، ويكرم بما يرضيه والله أعلم (النووي 3/ 78، 79).
(4)
الحديث من أدلة العلو لرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء، وفيه إثبات الكلام لله عز وجل.
591 -
وورد فيها حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها:
(1) (الآية الأولى من [سورة إبراهيم: 36]، الآية الثانية من [المائدة: 118].
قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا زهير بن حرب وغيره (1)
وقال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن بشار
قالوا ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا زهير بن محمد.
وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون أنبانا شريك.
كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصوم؟ فقال: أنعت لك الكُرْسُف فإنه يذهب الدم .... وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله .... } الحديث. هذا لفظ أبي داود والترمذي وهو مطول.
وعند ابن ماجه مختصراً وفيه: {احتشي كُرْسُفاً. قالت له إنه أشد من ذلك إني أثج ثجا. قال: تلجمي وتحيضي في كل شهر في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام .... } .
التخريج:
د: كتاب الطهارة: باب من قال إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة (1/ 74، 75).
ت: أبواب الطهارة: باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد (1/ 221 - 225).
جه: كتاب الطهارة وسننها: باب ما جاء في البكر إذا ابتدئت مستحاضة أو كان لها أيام حيض فنسيتها (1/ 205، 206).
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في (المصنف 1/ 128).
ورواه البغوي في (شرح السنة 2/ 148، 149)
والبيهقي في (الكبرى 1/ 339)
كلاهما من طريق أبي داود.
ورواه أحمد في (المسند 6/ 439)
ومن طريقه ابن الجوزي في (التحقيق في أحاديث الخلاف 1/ 256، 257)
ورواه الحاكم في (المستدرك 1/ 172، 173)
وعنه البيهقي في (الكبرى 1/ 338)، وفي (معرفة السنن والآثار 2/ 159)
ورواه الدارقطني في (السنن 1/ 214)
والطحاوي في (شرح مشكل الآثار 7/ 142، 143)
ستتهم من طريق عبد الملك بن عمرو به.
ورواه الشافعي في مسنده كما في (ترتيب المسند 1/ 47، 48)، (وفي الأم 1/ 60) عن إبراهيم بن محمد.
ومن طريقه البغوي في (شرح السنة 2/ 150)
(1)(قال المزي في (تحفة الأشراف 11/ 293): في رواية أبي الحسن بن العبدي عن زهير وأبي جعفر محمد بن أبي سمينة.
والبيهقي في (معرفة السنن والآثار 2/ 157، 158)
ورواه الحاكم في (المستدرك 1/ 172)
أربعتهم من طريق عبيد الله بن عمرو.
وعلقه أبو داود في (سننه 1/ 75) من طريق عمرو بن ثابت.
والدارقطني في (السنن 1/ 215) من طريق إبراهيم وعبيد الله، وعمرو بن ثابت.
ثلاثتهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
ورواه أحمد في (المسند 6/ 381، 382، 439، 440)
والطوسي في (مختصر الأحكام 1/ 340 - 342)
والدارقطني في (السنن 1/ 214)
ثلاثتهم من طريق يزيد بن هارون به.
ورواه البخاري في (التاريخ الكبير 1/ 315) من طريق شريك به مكتفياً بذكر أوله كعادته.
ورواه عبد الرزاق في (المصنف 1/ 306، 307) عن ابن جريج عن ابن عقيل عن إبراهيم عن عمه عمر بن طلحة عن حمنة رضي الله عنها.
وقال البخاري في (التاريخ 1/ 316) وعمران أصح، ثم قال: وقال غيره: عن ابن جريج حدثت عن ابن عقيل. وقد صحح المحقق عمر إلى عمران في السند ونبه على ذلك في الحاشية.
وقد رواه البيهقي في (المعرفة 2/ 166) من طريق أبي أيوب الأفريقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم {أمر المستحاضة بالوضوء لكل صلاة} .
دراسة الإسناد:
الطريق الأول: رجال إسناده عند أبي داود:
(1)
زهير بن حرب بن شداد - قال ابن سعد كان اسمه أشتال فعربت فجعلت شداداً - أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد: قال ابن سعد وابن قانع والخطيب: ثقة ثبت. وزاد الخطيب: حافظ متقن. وقال ابن معين: يكفي قبيلة، وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أبو داود: ما كان أحسن علمه، وقال النسائي: ثقة مأمون. وقدمه يعقوب بن شيبة ومحمد بن نمير على أبي بكر بن أبي شيبة: قالا: هو أثبت منه.
وقال ابن حجر: ثقة ثبت، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث من العاشرة، مات سنة 234 هـ وهو ابن أربع وسبعين (خ م د س جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 354)، التاريخ الكبير (3/ 429)، الجرح والتعديل (3/ 591)، تاريخ بغداد (8/ 482 - 484)، الثقات لابن حبان (8/ 256، 257)، تهذيب الكمال (9/ 402 - 406)، التذكرة (2/ 437)، الكاشف (1/ 407)، التهذيب (3/ 342 - 344)، التقريب (217).
(2)
عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي البصري، تقدم وهو ثقة. (راجع ص 235)
(3)
زهير بن محمد: هو أبو المنذر التميمي، تقدم وهو ثقة لكن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، ورواية أهل العراق عنه مستقيمة. (راجع ص 55)
(4)
عبد الله بن محمد بن عقيل: بن أبي طالب الهاشمي، أمه زينت الصغرى بنت علي رضي الله عنه، أبو محمد المدني، كان من سادات المسلمين، من فقهاء أهل البيت وقرائهم.
وقد اختلف فيه:
قال البخاري: كان إسحاق بن راهوية والحميدي وأحمد يحتجون بحديثه. وقال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد وابن مهدي يحدثان عنه. وقيل كان يحيى لا يحدث عنه.
وقال البخاري: هو مقارب الحديث. وقال الترمذي: صدوق. وقال العجلي: ثقة جائز الحديث.
تكلم فيه كثيرون من قبل حفظه: قال ابن عيينة: كان سيء الحفظ. وقال: أربعة من قريش يمسك عن حديثهم، وذكره منهم. وقال: رأيته يحدث نفسه فحملته على أنه قد تغير. وكان مالك لا يحتج بحديثه. وقال ابن سعد: كان منكر الحديث لا يحتجون بحديثه وكان كثير العلم. وقال أحمد: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال: يكتب حديثه، وقال: ليس بذاك، وقال: ما أحبه في الحديث، وقال: ضعيف في كل أمره. وقال أبو حاتم: لين الحديث ليس بالقوي ولا ممن يحتج بحديثه يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: كان فيحفظه شيء، وقال: يختلف عنه في الأسانيد. وقال الساجي: كان من أهل الصدق ولم يكن بمتقن في الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. وقال ابن المديني والنسائي: ضعيف. وقال الحاكم: عمر فساء حفظه فحدث على التخمين. وقال الفسوي: في حديثه ضعف شديد جداً وهو صدوق. وقال الجوزجاني: تُوقِّف عنه، عامة ما يروي غريب. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بذاك المتين المعتمد. وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ كان يحدث على التوهم فيجيء بالخبر على غير سننه، فلما كثر ذلك في أخباره وجبت مجانبتها والاحتجاج بضدها.
وقال الذهبي في السير: لا يرتقي خبره إلى درجة الصحة والاحتجاج، وفي المغني: حسن الحديث، وفي الميزان: حديثه في مرتبة الحسن. قال ابن عبد البر: هو أوثق من كل من تكلم فيه.
وقال ابن حجر: هذا إفراط. وقال: صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بأخره من الرابعة مات بعد 140 هـ (بخ د ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (9/ 264 - 267)، بحر الدم (246)، سؤالات أبي داود لأحمد (206)، التاريخ لابن معين (4/ 64)، سؤالات محمد بن عثمان لعلي بن المديني (88) التاريخ الكبير (5/ 183، 184)، الجرح والتعديل (5/ 153، 154)، سنن الترمذي (1/ 9)، سؤالات الآجري أبا داود (5/ل 54 أ) الثقات للعجلي (2/ 58)، الشجرة (235)، المجروحين (2/ 3، 4)، الضعفاء للعقيلي (2/ 298، 299)، الكامل (4/ 1446 - 1448)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 140)، سؤالات السجزي للحاكم (103، 104)، تهذيب الكمال (16/ 78 - 85)، السير (6/ 204، 205)، المغني (1/ 354)، الميزان (2/ 484، 485)، الكاشف (1/ 594)، التهذيب (6/ 13 - 15)، التقريب (321)، الكواكب النيرات (الملحق الثاني/ 484، 485).
(5)
إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي: أبو إسحاق المدني وقيل الكوفي: كان يسمى أسد قريش، وأسد الحجاز قال يعقوب بن شيبة، والعجلي: ثقة. وقال النسائي: كان أحد النبلاء. قال المزي: روى عن سعيد بن زيد ولم يذكر سماعاً، وعن عمر ولم يدركه.
وقال ابن حجر: روايته عن عمر مرسلة بلا شك، لأنه ولد سنة 36 هـ، ووهم ابن حبان في صحيحه وهماً فاحشاً، وقال في التقريب: ثقة من الثالثة، مات سنة 110 هـ وله أربع وسبعون سنة (بخ م 4).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (2/ 124)، التاريخ الكبير (1/ 315 - 317)، الثقات للعجلي (1/ 204)، الثقات لابن حبان (4/ 5)، تهذيب الكمال (2/ 172 - 174)، السير (4/ 562، 563)، الكاشف (1/ 221)،
التهذيب (1/ 153، 154)، التقريب (93) ولم يذكر رمز (بخ) والإضافة من نسخة أبي الأشبال (114).
(6)
عمه: عمران بن طلحة بن عبيد الله التيمي، المدني:
قال ابن حجر: ذكر ابن منده ما يدل على أنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أخرج بسند ضعيف عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنيّ موسى وعمران. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وذكره ابن حبان في التابعين.
قال الذهبي: وثِّق.
وقال ابن حجر: له رؤية، ذكره العجلي في ثقات التابعين (بخ د ت جه).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (5/ 166)، التاريخ الكبير (6/ 416، 417)، الجرح والتعديل (6/ 299، 300)، الثقات للعجلي (2/ 190)، الثقات لابن حبان (5/ 217، 218)، تهذيب الكمال (22/ 333، 334)، السير (4/ 370)، الكاشف (2/ 93)، التهذيب (8/ 133)، الإصابة (5/ 69)، التقريب (429).
الطريق الثاني: رجال إسناده عند الترمذي:
وهو متفق مع أبي داود في أبي عامر العقدي ومن فوقه وبقي شيخه:
محمد بن بشار: تقدم مراراً وهو ثقة. (راجع ص 213)
الطريق الثالث: رجال إسناده عند ابن ماجه:
وهو متفق مع أبي داود في عبد الله بن محمد ومن فوقه:
(1)
أبو بكر بن أبي شيبة: هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. تقدم وهو ثقة حافظ. (راجع ص 193)
(2)
يزيد بن هارون: تقدم وهو ثقة متقن. (راجع ص 234)
(3)
شريك: هو ابن عبد الله النخعي، تقدم وهو صدوق يخطيء كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وسمع منه يزيد قبل تغيره. (راجع ص 451)
درجة الحديث:
الطريق الأول والثاني: فيهما زهير بن محمد ورواية أهل العراق عنه مستقيمة وهذه منها.
وفي الثالث: شريك وهو صدوق يخطيء كثيراً.
لكنهما توبعا فقد رواه إبراهيم بن محمد، وعمرو بن ثابت، وعبيد الله بن عمر ثلاثتهم عن عبد الله ابن محمد بن عقيل والطرق الثلاثة فيها: عبد الله بن محمد وهو صدوق في حديثه لين وتغير بأخرة، وقد احتج به بعض الأئمة.
وقد وقع اختلاف بين العلماء في الحكم على الحديث على قولين:
القول الأول: الحكم بضعفه:
(1)
قول أحمد: نقل أبو داود في سننه (1/ 75)، قول أحمد: في نفسي منه شيء.
(2)
قول أبي حاتم: وقد سئل عنه في (العلل لابن أبي حاتم 1/ 51) فوهنه ولم يقو إسناده.
(3)
الدارقطني: نقل ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق 1/ 607) قوله: تفرد به ابن عقيل وليس بقوي.
(4)
ابن منده:
(5)
ابن حزم:
ذكر ابن الملقن في (تحفة المحتاج 2/ 235، 236) أن الحديث وهاه ابن منده وابن حزم. وقال ابن التركماني في (الجوهر النقي 1/ 338): قال ابن منده: حديث حمنة لا يصح عندهم بوجه من الوجوه؛ لأنه من رواية ابن عقيل وقد أجمعوا على ترك حديثه. وقد أنكر عليه ابن دقيق العيد وذكر أن هذا من ابن منده عجيب؛ فإن أحمد وإسحاق والحميدي كانوا يحتجون بحديثه، وحسن البخاري حديثه وصححه أحمد والترمذي (نقله عنه ابن الملقن في البدر المنير 2/ 79 ب)، وحمله ابن حجر في (التلخيص 1/ 163) على أنه أراد من خرج الصحيح. وقال الخطابي في (شرح سنن أبي داود 1/ 186): وقد ترك بعض العلماء القول بهذا الخبر؛ لأن ابن عقيل راويه ليس بذلك.
(6)
وغمزه به الحاكم في (المستدرك 1/ 173)، وقال: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الاستحاضة من حديث الزهري وهشام بن عروة عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فيه هذه الألفاظ التي في حديث حمنة، ورواية عبد الله بن محمد بن عقيل وهو من أشراف قريش وأكثرهم رواية غير أنهما لم يحتجا به، وله شواهد.
(7)
ابن عبد البر: نقل الإشبيلي في (الأحكام الوسطى 1/ 217) قوله: الأحاديث في إيجاب الغسل على المستحاضة لكل صلاة، وفي الجمع بين الصلاتين، وفي الوضوء لكل صلاة مضطربة كلها. قال: وغيره يرى أن الاضطراب لا يضرها لأنها مسندة من طرق صحاح.
(8)
البيهقي في (معرفة السنن والآثار 2/ 160).
(9)
ابن التركماني في (الجوهر النقي 1/ 338) قالا: ابن عقيل تفرد به وهو مختلف في الاحتجاج به.
(10)
الشوكاني في (النيل 1/ 273) قال مداره على ابن عقيل وليس بحجة.
القول الثاني: الحكم بقبوله:
(1)
الشافعي: ذكره في (الأم 1/ 60، 61) وبنى عليه كثيرا من الأحكام الخاصة بالمستحاضة.
(2)
أحمد وابن راهوية: استدلا به في حكم المستحاضة في (مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله 1/ 154)، (وبرواية إسحاق بن إبراهيم 1/ 130)، ونقل الترمذي في (سننه 1/ 226) قوله: حسن صحيح، ونقل أيضا قوله ابن راهويه، وذكره ابن المنذر في (الأوسط 2/ 230).
(3)
البخاري:
(4)
الترمذي: حيث نقل في (الموضع السابق) قول البخاري: حسن صحيح، وكذا قال الترمذي لكنه نقل في (العلل الكبير 1/ 187، 188) قول البخاري: حديث حمنة حسن إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحة هو قديم، ولا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا؟ وكان أحمد يقول: هو حديث صحيح. واحتمال سماعه منه قوي لأنه مات سنة 140 هـ ومات إبراهيم سنة 110 هـ فهما متعاصران، ولم يذكر عبد الله بتدليس، ولم يذكر أنه أرسل عن إبراهيم والله أعلم.
وقد أجاب ابن الملقن في (البدر المنير 2/ل 78 ب) وابن التركماني في (الجوهر النقي 1/ 338) عن هذا بأن ابن عقيل سمع من ابن عمر وجابر وأنس رضي الله عنهم وغيرهم وهم نظراء شيوخ إبراهيم فلا ينكر سماعه منه واضاف ابن الملقن: أنه رأي بعض مشايخه يقول: في صحة هذا عن البخاري نظر.
(5)
ابن الجوزي: استدل به في (التحقيق، ومعه تنقيح التحقيق 1/ 604) على أن الناسية التي لا تمييز لها تحيض ستاً أو سبعاً.
(6)
الطوسي: قال في (مختصر الأحكام 1/ 342): حديث حسن.
(7)
ابن دقيق العيد: أورده في كتابه (الإلمام 1/ 112) وأشار إلى أن ابن عقيل مختلف فيه، لكن إيراده إياه يشعر بقبوله لما ذكره في مقدمة الكتاب والله أعلم.
(8)
البغوي: قال في (شرح السنة 2/ 149): هذا حديث حسن.
(9)
الشيرازي:
(10)
النووي: استدل به الشيرازي في (المهذب ومعه المجموع 2/ 403، 405، 422)، وقال النووي في المجموع: حديث حمنة صحيح، ورد على من ضعف الحديث بأن أئمة الحديث قد صححوه، وابن عقيل وإن كان مختلفاً في توثيقه وجرحه فقد صحح الحفاظ حديثه هذا، وهم أهل الفن، والراوي إذا كان فيه بعض الضعف جبر حديثه بالشواهد والمتابعات.
(11)
ابن القيم: قال في (تهذيب د 1/ 183) مداره على ابن عقيل: ثقة صدوق لم يتكلم فيه بجرح أصلاً، وإنما يخشى من حفظه إذا انفرد عن الثقات أو خالفهم، أما إذا لم يخالف ولم ينفرد بما ينكر عليه فهو حجة.
(1)
ابن الملقن: قال في (البدر المنير 2/ل 78 أ) هذا الحديث أصل عظيم في الباب وعليه مداره، وتفرد ابن عقيل لا يضر؛ لأنه إذا كان الراجح توثيقه فلا يضر تفرده به.
(2)
المزي: نقل في (تحفة الأشراف 10/ 294) قول الواقدي: بعضهم يغلط فيه فيروي أن المستحاضة حمنة بنت جحش ويظن أن كنيتها أم حبيبة وهي أم حبيب حبيبة بنت جحش، وقول الزبير بن بكار: إن أم محمد وعمران ابني طلحة حمنة بنت جحش، وكذا ذكر غيره قال: فصح حديث ابن عقيل، ولم تبق إلا صحة كنيتها بأم حبيبة، وقد نقل البيهقي في (الكبرى 1/ 338) قول ابن المديني: حمنة كانت تكنى بأم حبيبة وذكر أن ابن معين زعم أنها أم حبيبة بنت جحش.
(3)
وصحح ابن شداد في (دلائل الأحكام 1/ 124) أن المستحاضة في هذه الرواية هي حمنة بنت جحش، ونقل عن ابن ماكولا: أن حمنة، وأم حبيبة ابنتي جحش كانتا مستحاضتبين. وحديث أم حبيبة في (م: كتاب الحيض: باب المستحاضة وغسلها وصلاتها 4/ 23 - 25) وقد ذكر ابن حجر في (الإصابة 7/ 586) أن بعضهم جمع بينها بأن أم حبيبة وحمنة كانتا تستحاضان، وأنكر الواقدي أن تكون حمنة استحيضت أصلاً والعلم عند الله تعالى، وذكر ابن العربي في (العارضة 1/ 199) أن المستحاضات على عهده صلى الله عليه وسلم خمس وذكر منهن حمنة رضي الله عنهن.
(4)
ابن سيد الناس: نقل الشوكاني في (النيل 1/ 272) دفاعه عن الحديث ورده على من ضعفه.
(5)
ابن العربي: في (العارضة 1/ 202) ذكر أن في الطريق عبد الله بن محمد بن عقيل. ومعنى الحديث صحيح من بعض الوجوه وفي بعض الطرق. وقال ابن الملقن في (البدر 2/ل 79 ب/80 أ)، أما ما ذكره ابن أبي حاتم فلم يبين سبب وهنه حتى يبحث معه فيه، وتفسير أبي داود الحديث الثالث الذي قال فيه أحمد: في نفسي منه شيء بأنه حديث حمنة معارض بنقل الترمذي عنه أنه صححه.
وفصل الشوكاني في (النيل 1/ 272، 273) فذكر أن ما نقله الترمذي عن أحمد أولى لأنه قال: في الباب حديثين، وثالثاً في النفس منه شيء، وفسره أبو داود بأنه حديث حمنة، فما نقل الترمذي نصاً أولى مما ذكره أبو داود؛ لأنه لم ينقل التعيين عن أحمد، وعلى فرض أنه من كلام أحمد فيمكن أن يكون قد كان في نفسه منه شيء ثم ظهرت له صحته.
أما رواية ابن جريج: فقد نقل ابن القيم في (تهذيب د 1/ 184) قول ابن خزيمة: لا يصح لأن ابن جريح لم يسمع من ابن عقيل، ونقل قول أحمد: قال ابن جريج حدثت عن ابن عقيل ولم يسمعه، ورواه ابن جريج عن النعمان بن راشد وهو يعرف فيه الضعف، ورده ابن القيم: بأن النعمان ثقة.
أما حديث جابر رضي الله عنه:
فقد أعله الدارقطني حيث ذكر في (العلل 5/ل 210 ب) أنه قد اختلف على عبد الله بن محمد بن عقيل: فرواه أبو أيوب الأفريقي عنه عن جابر، وخالفه عبيد الله بن عمر، ويزيد، وابن جريج، وعمرو ابن ثابت، وزهير بن محمد، وإبراهيم بن أبي يحيى رووه عن ابن عقيل عن إبراهيم بن محمد ابن طلحة عن عمه عمران عن أمه حمنة وهو الصحيح.
هذه أقوال ستة عشرة عالما كلهم يرون صحة الحديث، أو حسنه وقد خالفهم ثمانية من العلماء، بعد ترجيح تصحيح أحمد للحديث، كما أن بعض من ضعفه عاد واستدرك به، أو دافع عنه كما تقدم عن البيهقي، وفي القائلين بالقبول أئمة جهابذة وقد ردوا على المضعفين فيقدم قولهم والله تعالى أعلم.
وقد اختار هذا من المعاصرين:
الصنعاني في (سبل السلام 1/ 101) وقال: قد صححه الأئمة.
وأحمد شاكر قال في تعليقه على (سنن الترمذي 1/ 227) حسن صحيح.
والألباني حسنه في (الإرواء 2/ 202، 203) وفي تعليقه على (المشكاة 1/ 177) وفي (صحيح/د/ 1/ 57)، (صحيح ت/1/ 41) وفي (صحيح/جه 1/ 103).
شرح غريبه:
الكُرْسُف: هو القطن (النهاية/ كرسف/ 4/ 163).
احتشي: ضعيه ليمنع الدم من القطر (النهاية/حشا/1/ 392)، وفيه إشارة إلى حسن أثر القطن وصلاحيته لذلك (المرقاة 2/ 259).
أثج ثجا: الثج: السيلان، والصب أي أصبه صبا. (النهاية /ثجج/1/ 207)(المشارق 1/ 128).
تلجمي: أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنعه تشبيها بوضع اللجام في فم الدابة (النهاية/لجم /4/ 235).
تحيضي: تحيضت المرأة: إذا قعدت أيام حيضها تنتظر انقطاعه، أراد عدي نفسك حائضا، وافعلي ما تفعل الحائض، وإنما خص الست والسبع لأنهما الغالب على أيام الحائض (النهاية/حيض/1/ 469).
في علم الله: أي فيما علم الله من أمرك من ستة أو سبعة (شرح السنة 2/ 149) أو في علمه الذي بينه للناس وشرعه لهم (شرح الطيبي 2/ 144).
الفوائد:
(1)
أن هذا الحكم ليس على وجه التخيير بل تعتبر حالتها بحال من هي مثلها، وفي مثل سنها من نساء أهل بيتها، فإن كانت عادة مثلها ستاً قعدت ستاً، وإن كانت سبعاً فسبعاً (شرح السنة 2/ 149).
(2)
أن هذا الحكم خاص بالمستحاضة التي استمر بها الدم ولم يكن لها أيام معروفة، ولم تعرف الحيض بإقباله وإدباره، وتنزل كل امرأة على الحالة التي تناسبها، فلا تتعارض الأحاديث الواردة في المستحاضة وهذا اختيار أحمد في رواية وإسحاق بن راهوية وغيرهما (مسائل أحمد برواية عبد الله 1/ 155)(سنن الترمذي 1/ 227).
592 -
ثبت فيها حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ثنا عبد الوارث ثنا أبو الجلاس عقبة بن سيار (1). حدثني علي بن شماخ قال: شهدت مروان سأل أبا هريرة كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟ قال: أمع الذي قلت؟ قال: نعم. قال: كلام كان بينهما قبل ذلك، قال أبو هريرة:{اللهم أنت ربها وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئناك شفعاء فاغفر له} .
التخريج:
د: كتاب الجنائز: باب الدعاء للميت (3/ 207).
ورواه ابن الجنيد في (سؤالاته /439).
والبيهقي في (الكبرى 4/ 42).
والدولابي في (الكنى 1/ 139) ولم يذكر لفظه.
ثلاثتهم من طريق أبي معمر به.
ورواه أحمد في (المسند 2/ 345، 363)
والفسوي في (المعرفة 3/ 124)
والبيهقي في (الكبري 4/ 42)
وابن الجنيد في (سؤالاته / 439)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1356)
ومن طريقه المزي في (تهذيب الكمال 20/ 463)
وابن حجر في أماليه على الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 176)
سبعتهم من طرق عن عبد الوارث بن سعيد به، ووقع عند أحمد عقبة بن يسار، وعثمان بن شماخ.
ورواه ابن الجنيد في (سؤالاته /439) من طريق أبي الجلاس به.
وجاء الحديث بلفظ: {تعلم سرها .... } :
رواه أحمد في (المسند 2/ 256، 458، 459)
وابن أبي شيبة في (المصنف 3/ 292) وفي (10/ 410)
والفسوي في (المعرفة 3/ 124)
والنسائي في (عمل اليوم والليلة /283)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1355، 1356)
والبيهقي في (الكبرى 4/ 42) من طريق شعبة عن الجلاس عن عثمان بن شماس عن أبي هريرة.
ورواه البخاري في (التاريخ الكبير 6/ 279)
والفسوي في (المعرفة 3/ 124)
والطبراني في (الدعاء 3/ 1355)
والنسائي في (عمل اليوم والليلة /582)
(1)(زاد في نسخة (عون المعبود 8/ 497) أو سنان.
والبيهقي في (الكبرى 4/ 42)
خمستهم من طريق يحيى بن أبي سليم - أبي بلج - عن الجلاس عن أبي هريرة، ثم رواه الطبراني في الموضع المذكور من طريق أبي بلج عن اللجلاج عن أبي هريرة.
ورواه الطبراني في (الدعاء 3/ 1353، 1354) من طريق خالد بن يزيد بن صبيح المري عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي هريرة، ثم من طريق عراك بن خالد عن إبراهيم عن أبي الجلاس عن مروان عن أبي هريرة. والفسوي في (المعرفة 3/ 125)
والبيهقي في (الكبرى 4/ 42)
كلاهما من طريق إسماعيل بن علية عن زياد بن مخراق عن عقبة بن سيار عن رجل عن أبي هريرة.
دراسة الإسناد:
(1)
أبو معمر عبد الله بن عمرو: هو المنقري، تقدم وهو ثقة ثبت رمي بالقدر، وكان أثبت الناس في عبد الوارث. (راجع ص 370)
(2)
عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، تقدم وهو ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه. (راجع ص 371)
(3)
أبو الجُلَاس - بضم الجيم وتخفيف اللام آخره مهملة - عقبة بن سيَّار - بمهملة ثم تحتانية ثقيلة - أو ابن سنان: شامي نزل البصرة، وكان شعبة وأبو بلج يقول: الجلاس، وعبد الوارث وعباد بن صالح يقولان: أبو الجلاس وقال عبد الصمد بن عبد الوارث قال أبي ذهبت به إلى شعبة وقلب إسناده، وقال جعل أبا الجلاس جلاساً، وقال أبو زرعة: أبو الجلاس أصح، وقال ابن معين: شعبة يصحف فيه
وعبد الوارث أثبت منه، وفي تحفة الأشراف: عقبة بن يسار. قال ابن معين: ثقة. سئل عنه أحمد قيل له: ثقة؟ قال: أرجو. قال الذهبي: وثق.
وقال ابن حجر: ثقة من السادسة (د سي).
ترجمته في:
سؤالات ابن الجنيد (439)، التاريخ لابن معين (4/ 150، 151)، العلل لأحمد (3/ 105) التاريخ الكبير (6/ 438، 439)، الجرح والتعديل (6/ 311)، الثقات لابن حبان (7/ 245)، المعرفة (3/ 125)، الكنى للدولابي (1/ 139)، تحفة الأشراف (10/ 286)، تهذيب الكمال (20/ 198 - 200)، الكاشف (2/ 29)، التهذيب (7/ 240)، التقريب (394)، وفيه رمز س والتصويب من نسخة أبي الأشبال (683)،
(4)
علي بن شمَّاخ - بمعجمة وتشديد وآخره معجمة - السلمي: واختلف فيه فقال عبد الوارث في رواية: علي بن شماخ، وقال هو وعباد بن صالح: عثمان بن جحاش، وقال شعبة: عثمان ابن شماس. وفصل البخاري بينهم فجعل لهم ثلاث تراجم وذكر عثمان بن جحاش ابن أخي سمرة ابن جندب وقال: سمع منه عقبة بن سيار قال عبد الوارث: وعثمان بن شماس مولى ابن عباس رضي الله عنهما سمع أبا هريرة، وعلي بن شماخ ذكر فيه الحديث وقال قال عبد الوارث وعباد بن صالح: علي بن شماخ، وقال شعبة: عن جلاس عن عثمان بن شماس. كما فرق بينهم أبو حاتم، وابن حبان، وجمع ابن حجر عثمان بن جحاش، وابن شماس وصحح أبو حاتم قول من قال علي بن شماخ، وتابعه أبو داود والدارقطني وذكر ابن معين قول عبد الوارث عثمان بن جحاش، وقول شعبة: عثمان بن شماس وقال: القول قول عبد الوارث. ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة (د سي)
ترجمته في:
التاريخ لابن معين (4/ 150، 151) التاريخ الكبير (6/ 279، 215، 227)، الجرح والتعديل (6/ 190، 146، 154)، سنن أبي داود (3/ 207)، الثقات لابن حبان (5/ 163)، العلل للدارقطني (3/ل 216 ب)، تهذيب الكمال (20/ 462، 463)، الكاشف (2/ 41)، التهذيب (7/ 121، 332)، التقريب (402)، وفيه رمز (س) والتصويب من نسخة أبي الأشبال (697).
درجة الحديث:
رجال الإسناد ثقات سوى علي بن شماخ وهو لين الحديث حيث لم يتابع،
ووقع اختلاف في السند من أوجه هي:
رواية عبد الوارث عن أبي الجلاس عن علي بن شماخ.
روايته عن أبي الجلاس عن عثمان بن جحاش.
رواية شعبة عن الجلاس عن عثمان بن شماس.
رواية أبي بلج عن الجلاس عن أبي هريرة.
لكن الأئمة صححوا رواية عبد الوارث كما تقدم في ترجمة أبي الجلاس، وعلي.
ويضاف إلى ذلك:
قول الطبراني في (الدعاء 3/ 1356) لم يضبط أبو بلج ولا شعبة إسناد هذا الحديث وأثبته
عبد الوارث.
وقال الدارقطني في (العلل 3/ل 215 ب) قول عبد الوارث أصح، وقال: الصحيح ما قاله
عبد الوارث لأنه ضبط اسمه وكنيته ووصل إسناده.
وقال البيهقي في (الكبرى 4/ 42): أعضله أبو بلج والصحيح رواية عبد الوارث بن سعيد والله أعلم. وعلى هذا تترجح رواية عبد الوارث وربما رواه عن علي وعن عثمان بن شماس وكلاهما قال فيه الحافظ: مقبول. فالحديث ضعيف لكنه يتقوى برواية الطبراني في (الدعاء) وفيها ضعف فيكون الحديث حسناً لغيره.
وقد حسنه ابن حجر في أماليه على الأذكار كما في (الفتوحات الربانية 4/ 176).
وتساهل أحمد شاكر فصحح إسناده في تعليقه على (المسند 13/ 213).
وحسنه الأرناؤوط في تعليقه على (الأذكار /207).
والهلالي في (صحيح الأذكار وضعيفه 1/ 419).
وضعفه الألباني في تعليقه على (المشكاة 1/ 532، 533)، وفي (ضعيف د/325).
593 -
وورد فيها حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا إسماعيل ثنا يونس عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي قال: خاف من زياد أو ابن زياد فأتى المدينة فلقي أبا هريرة قال: فنسبني فانتسبت له، فقال: يا فتى إلا أحدثك حديثا؟ قال: قلت: بلى رحمك الله - قال يونس: أحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم - انظروا
في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم}.
التخريج:
د: كتاب الصلاة. باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: {كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه} (1/ 227).
ورواه البيهقي في (الكبرى 2/ 386) من طريق أبي داود.
ورواه أحمد في (المسند 2/ 425)
والبخاري في (التاريخ الكبير /2/ 34)
والحاكم في (المستدرك 1/ 262)
وعنه البيهقي في (الكبرى 2/ 386)
أربعتهم من طريق إسماعيل به.
ورواه البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 33) من طريق قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة واكتفى بذكر أوله.
وجاء الحديث من طرق عن أبي هريرة وتميم بدون ذكر الشاهد:
رواه أبو داود في (الموضع السابق) عن موسى بن إسماعيل عن حماد عن حميد عن الحسن عن رجل من بنى سليط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بنحوه ولم يذكر اللفظ ثم عن موسى بن إسماعيل عن حماد عن داود بن أبي هند عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بهذا المعنى وفيه زيادة ذكرها.
وهاتان الروايتان أخرجهما ابن ماجه في (سننه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة (1/ 458) بسنده إليهما وقرنهما بلفظ: {أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن أكملها كتبت له نافلة، فإن لم يكن أكملها قال الله سبحانه لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع؟ فأكملوا بها ما ضيع من فريضته ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك} ، ورواه من طريق على بن زيد عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
ورواه الترمذي في (سننه أبواب الصلاة: باب ما جاء أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (2/ 269، 270) من طريق قتادة عن الحسن عن حُريث بن قَبيصة عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم بنحوه.
ورواه النسائي في (سننه: كتاب الصلاة: باب المحاسبة على الصلاة 1/ 233، 234) من طريق قتادة عن الحسن ابن زياد عن أبي رافع عن أبي هريرة، ثم من طريق حماد بن سلمة عن الأزرق ابن قيس عن يحيى بن تَعْمُر عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه.
دراسة الإسناد:
(1)
يعقوب بن إبراهيم: هو يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح العبدي مولاهم، أبو يوسف الدورقي - قيل: كان أبوه ناسكاً في زمانه وكانوا يسمونه دورقياً، وقيل: نسبة إلى لبس القلانس الطوال
التي تسمى دوارق - قال أبو حاتم: صدوق. قال النسائي ومسلمة والخطيب: ثقة. وزاد الخطيب: حافظ متقن صنف المسند. وقال الذهبي: حافظ إمام حجة رحل وجمع وصنف وتميز في هذا الشأن.
وقال ابن حجر: ثقة من العاشرة، مات سنة 252 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 360)، الجرح والتعديل (9/ 202)، الثقات لابن حبان (9/ 286)، المعجم المشتمل (326)، التعديل والتجريح (3/ 1248)، تاريخ بغداد (14/ 277 - 280)، الأنساب (2/ 501 - 503)، تهذيب الكمال (32/ 311 - 314)، السير (12/ 141 - 144)، الكاشف (2/ 393)، التهذيب (11/ 381، 382)، التقريب (607).
(2)
إسماعيل: هو إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علية، تقدم وهو: ثقة حافظ. (راجع ص 343)
(3)
يونس: هو ابن عبيد، تقدم وهو: ثقة ثبت. (راجع ص 1466)
(4)
الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، تقدم وهو ثقة، كان يرسل كثيرا ويدلس وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية ولم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه. (راجع ص 1450)
(5)
أنس بن حكيم الضبي: ذكره ابن المديني في المجهولين من مشايخ الحسن.
وقال ابن حجر: مستور من الثالثة (د جه ت ـ معلقاً ـ)
ترجمته في:
التاريخ الكبير (2/ 33، 34)، تهذيب الكمال (3/ 345، 346)، الكاشف (1/ 256)، التهذيب (1/
374)، التقريب (115)، وزاد في نسخة أبي الأشبال (153) رمز ت.
درجة الحديث:
الحديث ضعيف لأربعة أسباب هي:
(1)
جهالة أنس بن حكيم الضبي.
(2)
الاضطراب في رفعه ووقفه.
قال المزي في (تهذيب الكمال 3/ 346)، حديث مضطرب: منهم من رفعه، ومنهم من شك في رفعه ومنهم من وقفه.
وفصَّل في (تحفة الأشراف 9/ 299) الروايات التي فيها الرفع والتي فيها الوقف: فقد رواه أبان بن يزيد وموسى بن خلف عن قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة ورفعه.
وكذا أبو الأشهب العطاردي عن الحسن عن أبي هريرة رفعه.
ورواه عبد الوارث بن سعيد عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس عن أبي هريرة ولم يرفعه.
ورواه أبو نعيم عن على بن على عن الحسن عن أبي هريرة كذلك.
وعباد عن الحسن ومبارك بن فضالة عن رجل من أهل البصرة عن أبي هريرة قوله.
ووقع الشك في رواية أبي داود.
(3)
الاختلاف على الحسن:
فقد رواه يونس عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة
ورواه حميد عن الحسن عن رجل من بنى سليط عن أبي هريرة
ورواه قتادة عن الحسن عن حريث بن قبيصة عن أبي هريرة
ورواه قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة.
وأضاف البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 34، 35) طرقاً أخرى منها:
رواية علي بن علي عن الحسن عن أبي هريرة.
ورواية قتادة عن الحسن عن أبي هريرة.
ورواية أبي الأشهب عن الحسن لقى أبو هريرة رجلاً بالمدينة فقال
…
ورواية عباد بن ميسرة عن الحسن عن أبي هريرة.
وقال البخاري: ولا يصح سماع الحسن من أبي هريرة في هذا.
ويضاف إلى ذلك: تفرد أنس بن حكيم الضبي بزيادة قوله: {- وهو أعلم -} .
وعلى هذا فالحديث ضعيف جدا.
ومع ذلك فقد صححه الحاكم في (المستدرك 1/ 262) فقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وصححه من المعاصرين:
الألباني في (صحيح د/1/ 164).
كما صحح أحمد شاكر إسناده في تعليقه على (المسند 18/ 138).
ورواية الترمذي حسنها في (سننه 2/ 271).
وذكر أحمد شاكر في تعليقه على (سنن الترمذي 2/ 272) أنها طرق يؤيد بعضها بعضا وأن هذا ليس اضطراباً فلعل الحسن سمعه من رواة متعددين.
ومال البيهقي إلى الترجيح بين الطرق فقال في (الكبرى 2/ 386): قد اختلف فيه على الحسن من أوجه كثيرة ما ذكرنا أصحها إن شاء الله تعالى والتي ذكرها هي رواية أبي داود.
594 -
وورد فيها حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه:
قال النسائي رحمه الله تعالى: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا حماد قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه قال: صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم: لقد خففت أو أوجزت الصلاة. فقال: أما على ذلك فقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما قام تبعه رجل من القوم هو أُبيْ (1)
…
غير أنه كنى عن نفسه فسأله عن
…
الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم: {اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء،
(1) (ضبطه في السنن بضم الهمزة وتشديد الياء ولعل الصواب بفتح الهمزة مع تخفيف الياء لأن الحديث من رواية السائب عن
…
عمار لا عن أُبيّ عن عمار والله أعلم.
وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين} ثم قال النسائي: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا عمي قال حدثنا شريك عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عباد قال: صلى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخفها فكأنهم أنكروها. فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به وذكره وفيه اختلاف يسير.
التخريج:
س: كتاب السهو: نوع آخر أي من الدعاء بعد الذكر (3/ 54، 55).
ورواه ابن خزيمة في (التوحيد 1/ 29، 30)
ومن طريقه ابن حبان في (صحيحه 5/ 304، 305)
ورواه اللالكائي في (أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 488، 489)
والدارمي في (الرد على الجهمية /98)، وفي (الرد على المريسي /160)
وعبد الله بن أحمد في (السنة 1/ 254)
والمروزي في قيام الليل كما في (المختصر /339)
والمقريزي في (مختصر الوتر /171، 172)
والحاكم في (المستدرك 1/ 524)
والطبراني في (الدعاء 2/ 1079)
والدارقطني في (الرؤية /133، 134)
وابن منده في (الرد على الجهمية /96)
والبيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 302، 303)
وابن أبي عاصم في (السنة 1/ 185)
وفي (الآحاد والمثاني 1/ 211)
كلهم من طرق عن حماد بن زيد به. وجاء عند بعضهم مختصرا:
فرواه الدامي في (الرد على الجهمية /101، 102) مختصرًا.
والبيهقي في (الأسماء والصفات 1/ 319)
كلاهما من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب به.
ورواه أبو يعلى في (المسند 3/ 195) من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه به.
ورواه أحمد في (المسند 4/ 264)
وابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 264، 265)
ومن طريقه عبد الله بن أحمد في (السنة 1/ 254)
وابن أبي عاصم في (السنة 1/ 185) مختصرًا، وفي (الآحاد والمثاني 1/ 260) تاما.
والدارقطني في (الرؤية /134)
والطبراني في (الدعاء 2/ 1080)
ستتهم من طريق شريك به، ولم يذكر أحمد قيس بن عباد.
والحديث رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 10/ 265، 266) عن أبي معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث موقوفاً على عمار.
وللحديث شاهدان:
أخرجهما ابن أبي عاصم في (السنة 1/ 185) من حديث زيد بن ثابت وفضالة بن عبيد.
دراسة الإسناد:
الطريق الأول:
(1)
يحيى بن حبيب بن عربي البصري: قال ابن ناصر الدين: اسم جده يشبه النسبة. قال مسلمة والنسائي: ثقة، وزاد النسائي: مأمون قل شيخ رأيت بالبصرة مثله. وقال أبو حاتم: صدوق. قال الذهبي: حجة نبيل.
وقال ابن حجر: ثقة، من العاشرة، مات سنة 248 هـ، وقيل بعدها (م 4).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (9/ 137)، المعجم المشتمل (317)، الثقات لابن حبان (9/ 265)، تهذيب الكمال (31/ 262، 263)، السير (11/ 156)، الكاشف (2/ 363)، توضيح المشتبه (6/ 221)، التهذيب (11/ 195، 196)، التقريب (589).
(2)
حماد: هو ابن زيد، تقدم وهو ثقة ثبت وسمع من عطاء قبل اختلاطه. (راجع ص 559)
(3)
عطاء بن السائب: تقدم وهو صدوق اختلط. (راجع ص 639)
(4)
أبوه: هو السائب، تقدم وهو ثقة. (راجع ص 639)
الطريق الثاني:
(1)
عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد: بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو الفضل البغدادي، قاضي أصبهان. قال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: لا بأس به. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق. وثقه الدارقطني. قال الذهبي: وثق.
وقال ابن حجر: ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 260 هـ وله خمس وسبعون سنة (خ م ت س).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (5/ 317، 318)، تاريخ بغداد (10/ 324، 325)، تهذيب الكمال (19/ 46 - 48)، الكاشف (1/ 680)، التهذيب (7/ 15، 16)، التقريب (371) وفيه رمز (د) بدل (م) والتصويب من نسخة أبي الأشبال (638).
(2)
عمه: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو يوسف المدني، نزيل بغداد: قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً، كان يقدم على أخيه سعد في الفضل والورع والحديث. قال ابن معين، والدارقطني والعجلي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال أحمد: يعقوب أقرأ للكتب من أخيه، وأحرُّ رأسًا منه - يعنى أقوى حفظًا ـ قال الذهلي: كثرت رواية إبراهيم عن الزهري، وعن أصحاب الزهري لحديثه وأغرب عن الزهري، ومدار حديثه على ابنه يعقوب، وقد كتب عنه الناس فوجدوا عنده علمًا جليلاً. قال الذهبي: حجة ورع.
وقال ابن حجر: ثقة فاضل، من صغار التاسعة، مات سنة 208 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 343)، تاريخ الدارمي (230)، من كلام أبي زكريا (116)، سؤالات أبي داود لأحمد (370) الجرح والتعديل (9/ 202)، التاريخ الكبير (8/ 396) الثقات لابن حبان (9/ 284)، الثقات للعجلي (2/ 372)، تاريخ بغداد (14/ 268، 269)، التعديل والتجريح (3/ 1247، 1248)، تهذيب الكمال (32/ 308 - 311)، السير (9/ 491 - 493)، التذكرة (1/ 335، 336)، الميزان (4/ 448)، الكاشف (2/ 393)، التهذيب (11/ 380، 381)، التقريب (607).
(3)
شريك: هو ابن عبد الله النخعي، تقدم وهو صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء. (راجع ص 451)
(4)
أبو هاشم الواسطي: هو يحيى بن دينار، أبو هاشم الرُّمَّاني - بضم الراء وتشديد الميم نسبة إلى قصر معروف بواسط يقال له قصر الرمان كان ينزل به ـ الواسطي: قيل أبوه الأسود، وقيل: نافع: قال ابن سعد، وأحمد، وابن معين، وأبوزرعة، والنسائي، والدارقطني: ثقة. وقال أبو حاتم: كان فقيهاً وكان صدوقاً. قال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أن اسمه يحيى، وأجمعوا على أنه ثقة. وقال ابن حبان: كان يخطيء يجب أن يعتبر حديثه إذا كان من رواية الثقات عنه، فأما رواية الضعفاء عنه مثل عمرو بن خالد الواسطي ودونه، فإن الوهن يلزق بهم دونه؛ لأنه صدوق لم يكن له سبب يوهن به غير الخطأ، والخطأ متى لم يفحش لا يستحق من وجد فيه ذلك الترك.
وقال ابن حجر: ثقة من السادسة، مات سنة 122 هـ، وقيل 145 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 310)، العلل لأحمد (2/ 474)، التاريخ الكبير (8/ 271)، الجرح والتعديل (9/ 140)، الثقات لابن حبان (7/ 596)، سؤالات البرقاني للدارقطني (70)، الأنساب (3/ 89)، البيان والتوضيح (304)، تهذيب الكمال (34/ 362، 363)، الميزان (4/ 581)، الكاشف (2/ 469)، التهذيب (12/ 261، 262)، التقريب (590، 680).
(5)
أبو مِجْلَز - بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي - هو: لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، مشهور بكنيته. قال ابن سعد وأبو زرعة والعجلي: ثقة. وقال شعبة، وأبو داود الطيالسي: تجيئنا عنه أحاديث كأنه شيعي، وتجيئنا أحاديث كأنه عثماني وقال العجلي: كان يحب علياً رضي الله عنه. وقال ابن عبد البر: هو ثقة عند جميعهم.
كان يرسل: قال شعبة: لم يدرك حذيفة. وقال ابن المديني: لم يلق سمرة ولا عمران. وقال أبو زرعة: عن عمر مرسل.
وقال ابن معين: مضطرب الحديث.
ذكر أنه كان يدلس، وجزم بذلك الدارقطني والذهبي. وذكره ابن حجر في المرتبة الأولى، وقال: ثقة من كبار الثالثة، مات سنة 106 هـ، وقيل 109 هـ، وقيل قبل ذلك (ع)
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 216) التاريخ لابن معين (4/ 147)، العلل لأحمد (1/ 394)، بحر الدم (455)، التاريخ الكبير (8/ 258، 259)، الجرح والتعديل (9/ 124)، المراسيل (233) الثقات للعجلي (2/ 230)، الثقات لابن حبان (5/ 518)، التعديل والتجريح (3/ 1202)، جامع التحصيل (296)، تهذيب الكمال (31/ 176 - 180)، الميزان (4/ 356)، الكاشف (2/ 359)، التهذيب (11/ 171، 172)، تعريف أهل التقديس (47)، التقريب (586)، التدليس في الحديث (242، 243).
(6)
قيس بن عُبَاد - بضم المهملة وتخفيف الموحدة - الضُّبَعي - بضم المعجمة وفتح الموحدة - أبو عبدالله البصري: له إدراك، وذكره ابن قانع في الصحابة، وقال غيره: قدم المدينة في خلافة عمر. قال
ابن سعد، وابن خراش، والنسائي، والعجلي: ثقة. قال الذهبي: كان شيعياً متألهاً، خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج صبراً.
وقال ابن حجر في الإصابة: أورد له ابن قانع في الصحابة، وذكره ابن حبان والعجلي في التابعين. وفي التقريب: ثقة من الثانية، مخضرم، مات بعد سنة 80 هـ ووهم من عده في الصحابة (خ م دس جه)
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 131)، التاريخ الكبير (7/ 647)، الجرح والتعديل (7/ 101)، الثقات لابن حبان (5/ 308، 309) الثقات للعجلي (2/ 222)، تهذيب الكمال (24/ 64 - 70)، الكاشف (2/ 141)، التهذيب (8/ 400)، الإصابة (5/ 535، 536)، التقريب (457).
درجة الحديث:
الإسناد الأول: رجاله ثقات سوى عطاء بن السائب وهو صدوق اختلط، لكن حماد بن زيد سمع منه قبل اختلاطه فالحديث حسن.
والإسناد الثاني: رجاله كلهم ثقات سوى شريك وهو صدوق يخطيء كثيراً، وقد تغير حفظه فالحديث ضعيف لكن ابن أبي شيبة رواه عن معاوية بن هشام عن شريك ومعاوية كما قال الذهبي في (الميزان 4/ 138): من أعلم الناس بحديث شريك، إضافة إلى أنه يتقوى بالرواية السابقة فيكون الحديث بهذا السند حسناً لغيره والسند الأول حسناً.
وقد صححه بعضهم:
قال الحاكم في (المستدرك 1/ 224): صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقال الدارمي في (الرد على المريسي /160) من صحاح أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن المعاصرين:
قال الألباني في (صحيح الجامع 1/ 279) صحيح، وكذا في (ظلال الجنة 1/ 58، 185) وفي (صحيح س/1/ 81).
والأرناؤوط في تعليقه على (الكلم الطيب /78) وفي تعليقه على (صحيح ابن حبان 5/ 305) قال: إسناده قوي.
وصححه الهلالي في (صحيح الوابل /194، 287).
ولبعض الحديث شاهد مخرج في الصحيحين: فقد روياه من حديث أنس رضى الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لايتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي} واللفظ للبخاري في الموضع الأول.
(خ: كتاب المرضى: باب تمنى المريض الموت / الفتح 10/ 127،
كتاب الدعوات: باب الدعاء بالموت والحياة / الفتح 11/ 149).
(م: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب كراهة تمني الموت لضر نزل به/ 17/ 7، 8)
شرح غريبه:
القصد: هو الوسط بين الطرفين والمعتدل الذي لا يميل إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط (النهاية/ قصد/ 4/ 67).
قرة عين: سرورها وفرحها، أقر الله عينك: أي بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره (النهاية/قرر/4/ 37، 38).
الفوائد:
(1)
أن الحاجات التي يطلبها العبد من الله منها ما هو خير محض كسؤاله الخشية والتقوى والجنة ونحوها فهذه تطلب من الله بلا تردد ولا تعليق، ومنها ما لم يعلم هل هو خير للعبد أم لا كالموت والحياة والغنى والفقر والولد وسائر حوائج الدنيا التي تجهل عواقبها فهذه لا ينبغى أن يسأل الله منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد، فإن العبد جاهل بعواقب الأمور، عاجز عن تحصيل مصالحه ودفع مضاره فيتعين أن يسألها من العالم القادر، ولهذا شرعت الاستخارة في الأمور كلها.
(2)
أن من نزل به الضر وعجز عن الصبر قد أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدعاء لئلا يتمنى الموت لأنه جاهل بعواقب الأمور (شرح حديث عمار لابن رجب /13 - 16).
(3)
في الحديث أبين البيان وأوضح الوضوح أن لله عز وجل وجهاً يتلذذ بالنظر إليه من مَنَّ الله عليه وتفضل بالنظر إلى وجهه لأنه لا يعقل أن يسأل النبي ربه ما لا يجوز كونه، وقد سأله في هذا الحديث لذه النظر إلى وجهه الكريم (التوحيد لابن خزيمة 1/ 30). وقد صنف ابن رجب كتاباً في شرحه هو (شرح حديث عمار بن ياسر {اللهم بعلمك الغيب
…
}).