الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في السفينتين، وذكر بعضهم أن هذا هو الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عمرو بن يحيى.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الصحابة ممن لم يشهد بدرا ولهم إسلام قديم وشهد أحدا وما بعدها، وقال: أمه أشعرية، وهاجر إلى الحبشة، في روايتهم جميعا، ثم قدم مكة فأقام بها، وتأخرت هجرته إلى المدينة، ثم هاجر بعد ذلك، ويقولون أنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية، يختلفون فيه وفي خراش الكعبي، وهو الذي كان يرجل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
أبنا محمد بن عمر، أبنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيى بن حبان أن الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية معمر العدوي.
وفي كتاب الزبير: أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم داره التي بالسوق، وهي التي يجلس إليها عامل السوق.
4680 - (د) معمر بن المثنى، أبو عبيد التيمي مولاهم، البصري النحوي
.
ذكره ابن حبان في كتاب «الثقات» ، وقال: كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر، ومات سنة عشر ومائتين، وقد قارب المائة.
وفي كتاب الخطيب: تفي سنة ثلاث عشر ومائتين بالبصرة وله ثمان وتسعون سنة.
وفي «مراتب النحويين» للبغوي: وكان في هذا العصر ثلاثة هم أئمة الناس في اللغة والشعر وعلوم العرب، لم ير مثلهم كلهم، ولا يرو هم معهم أحد من الناس حل ما في أيديهم من هذا العلم بل كله؛ وهم: أبو زيد، وأبو عبيدة،
والأصمعي، وكلهم أخذوا عن أبي عمرو اللغة والنحو والشعر، وكلهم أخذوا بعده عن يحيى بن يحيى وأبي الخطاب ويونس بن حبيب، وعن جماعة من الأبواب، وسالهم مثل أبي مهدية وأبي طعيدة وأبي خيرة وعمرو، وكان أبو عبيدة []، وكان أعلم الثلاثة بكلام العرب وأجمعهم لعلومهم وأجل القوم، ومع ذلك [] ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وقال يزيد بن مرة: ما كان يسئل عن علم إلا كان من سأله عنه يظن أنه لا يحسن غيره، وقال: ما التقى []، وكان يميل إلى مذهب الإباضية، وقال أبو حاتم: كان []، وكان يظنني من خوارج سجستان، وكان []، وتوفي سنة إحدى.
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: أبو عبيدة معمر بن المثنى بهت الناس.
وفي كتاب أبي سعيد السيرافي: وممن اختص بالأخذ عنه حتى نسب إليه التوزي وزياد أبو غسان.
وفي كتاب «أدب الخواص» للوزير أبي القاسم، وزعم أنه رآه بخط يعقوب السكيني: سبخت لقب أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة تسع ومائتين.
وفي كتاب أبي الفرج الأموي: لقب بذلك أبو عبيدة تعريضا بأن جده كان يهوديا، وسبخت اسم من أسماء اليهود، قال محمد بن معاذ في هجائه محمد بن عبد الوهاب الثقفي أخي عبد المجيد من أبيات يعرض فيها:
ألم يبلغنك لذي العلامة المرتب
…
وما ينبغي لكم يا قوم من المنكر يجيء
فقال الشيخ: ما []، فخذ من ورق الدقل، وخذ من ورق القتب، وخذ من طين العير، وخذ من عصب []، وخذ من بعر كيسان، ومن أظفار سبخت []، وأسقط بذا في دابة أفنى.
قال أبو الفرج: وكان أبو عبيدة وسخا، طويل الأظفار والشعر أيضا، وكان يغضب من هذا اللقب، ولما كتب على السارية التي يجلس إليها أبو عبيدة:
صلى الإله على لوط وشيعته
…
أبا عبيدة، قل بالله: آمينا
فقال لأبي حاتم السجستاني: اصعد على كتفي فامحه. قال: فمحوته إلا الطاء، فقال له أبو عبيدة: لا تتركها؛ فهي شر حروفها. قال أبو حاتم: وكان يميل إلي لكوني من خوارج سجستان.
وفي «تاريخ المنتجالي» : كان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره، ويخطى إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج، وتوفي سنة عشر أو إحدى عشرة ومائتين وقد قارب المائة. زاد المنتجالي، قال: رفعت إلى جعفر بن يحيى أمثالا في رقاع، قيل له: كم كانت؟ قال: أربعة عشر ألف مثل من أمثال العرب، وكان يرمى بالقدر.
وحكى أبو حاتم أنه خرج إلى بغداد، فدخل على جعفر بن يحيى، فقال له: مثلك لا يدخل على الخلفاء. فقال: لم؟ قال: لأن فيك توضيعا واضحا، فلا تدخل على أمير المؤمنين، قال: فأرجع خائبا؟ قال: لا، أنا أعطيك.
وخرج أبو عبيدة إلى إسحاق بن عبد الرحمن الهلالي بفارس، فقال لغلمانه: احذروه؛ فإن كلامه كالدنق. فدخل عليه يوما فأتى بعض الغلمان بالطعام، ولا يعرفه، فأكب منه على طرف ثوبه، فقال له الهلالي: يا أبا عبيدة، قد أصاب ثوبك المرق وسوف أكسوك عشرة أثواب بدله، فقال: لا أبالي، لأنظر مرقتكم ليس لها ردك. قال: فهم مسبون به إلى اليوم.
وقال أبو عمر في «الاستغناء» : سئل عنه يحيى بن معين، فقال: ليس به بأس. وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان شعوبيا، يبغض العرب، يذهب مذهب الخوارج فيما قيل.
وفي «الكنى» للحاكم: روى عن رؤبة بن الحجاج، والأصمعي، والأمغر بن لبطة بن الفرزدق، وغيلان بن محمد اليافعي.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ» : وفيها - يعني سنة عشر - مات أبو عبيدة، وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتابا، وكان يرى رأي الخوارج، ومات وهو ابن مائة سنة.
وذكر الصولي أن إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فقدم في سنة ثمان وثمانين ومائة، فقال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره، فدخلت عليه وهو في مجلس طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، فسلمت، فضحك إلي، واشتد يأتي، حتى جلست معه، فدخل رجل له هيئة فأجلسه إلى جانبي، ثم قال: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة، علامة أهل البصرة، استقدمناه لنستفيد منه.
وفي «تاريخ بغداد» عن سلمة قال: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين سوطا لتصنيفه كتاب «المجاز» . وعن التنوري قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعب عليه تأليفه كتاب «المجاز» وأنه يفسر القرآن الغريب، فدخل عليه، فقال: يا أبا سعيد، ما تقول في الخبز؟ أيش هو؟ قال: هو الذي نأكله ونخبزه، فقال: يا أبا سعيد، قد فسرت القرآن برأيك؛ فإن الله تعالى قال:«أحمل فوق رأسي خبزا» . فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، ولم أفسره برأي. فقال أبو عبيدة: وكذا أنا؛ بان شيء فقلته، ولم أفسره برأي، ثم قام
وانصرف. وقال إسحاق الموصلي للفضل بن
الربيع يهجو الأصمعي:
عليك أبا عبيدة فاصطنعه
…
فإن العلم عند أبي عبيده
فقدمه وآثره عليه
…
ودع عنك القريد بن القريده
وعن أبي عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد، فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل وأحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما نصنع بالكتب؟ نحضر فرسا ونضع أيدينا على
عضو عضو، ونسميه ونذكر ما فيه. فلما جيء بالفرس قام الأصمعي فوضع يده على أعضائه، ويقول: هذا قال فيه الشاعر كذا وكذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول في الذي قال يا معمر؟ فقلت: أصاب في بعض وأخطأ في بعض، فالذي أصاب فيه فمتى تعلمه؟ والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به، وقال أبو غسان: تكلم يوما أبو عبيدة في باب من العلم ورجل يكسر عينه حياء له، يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة:
يكلمني ويخلج حاجبيه
…
لأحسب عنده علما دفينا
وما يدري فتيلا من دبير
…
إذا قسم الذي يدري الظنونا
قال زياد: فكنت أرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر، قال المرزباني: كان يقول شعرا ضعيفا، ومنه ما يروي له، فذكر هذين البيتين، وقال: توفي سنة تسع ومائتين. وعن الخليل بن راشد قال: أطعم محمد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، فكان سبب موته، ثم أتاه بعد ذلك أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال: ما هذا يا أبا جعفر؟ قال: موز. فقال: قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلني به! لقد استحليت قتل العلماء.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» .
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه كان يتهم بشيء من رأي الخوارج، ويتهم أيضا بالأحداث.
وقال أبو عبد الله الحاكم فيما ذكره مسعود: من أئمة الأدب المتفق على إتقانهم، أولهم الخليل بن أحمد، ثم أبو عبيدة، ثم أبو عبيد القاسم بن سلام.