الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محكم بن طفيل، وكان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ودعا قومه للإسلام فأسلموا حتى ردهم مسيلمة، وكان من أعقل أهل اليمامة وأخطب العرب، وكان أعز القوم، فلما ارتد قومه قام فيهم خطيبا يرغبهم في الإسلام ويعلمهم أن مسيلمة رجل كذاب، ثم قال:
مسيلمة الجاني عليا الدمار
…
دع القوم عنك الزهار المساسا
تناولت أمرا لم يكن لنا له
…
مستلم حتى يصبح البحر باسا
فما حال من أهل اليمامة والله لكننا
…
بالجنب قوما معابسا
وكانوا أفراشا طار في نار موقد
…
يفتح مروسا هناك وراسا
جرت على أهل اليمامة سنة وعارا
…
لم كلا ترك الرتاكسا
فيا ويلهم لو قد رأوا في ديارهم
…
فواس فيحا الرياح داعسا
وذكر أبياتا طويلة، فلما سمعها مسيلمة قال: يا بني حنيفة، ما لكم عد نفر هذا، فقالوا: الدماء ولسنا نخاف يده، ثم إلى مجاعة في طلب نفر من بني تميم قاصدة حل حاله مثل أصحابه إلا هو وسارية، فقال سارية: يا خالد، إن كنت بأهل الرب شر مجاهد وإن قيل.
ذكر المزي خبره مع خالد أنه كان قاعدا معه، فقال خالد: قل بربك. انتهى كلامه، وفيه نظر.
4423 - (م 4) مجالد بن سعيد الهمداني، أبو عمرو، ويقال: أبو عمير، ويقال: أبو سعيد الكوفي، والد إسماعيل
.
قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.
وقال يحيى بن معين: صالح.
وذكر المروذي أنه سأل أبا عبد الله: كيف مجالد؟ فقال: روى عنه يحيى، قلت: يحتج به؟ فتكلم بكلام لين.
وقال أحمد بن صالح العجلي: جائز الحديث، حسن الحديث، إلا أن ابن مهدي كان يقول: أشعث بن سوار أقوى منه، والناس لا يتابعونه على هذا، فإن مجالدا أرفع من أشعث، وكان يحيى بن سعيد يقول: كان مجالد يلقن في الحديث إذا لقن، وقد رآه وسمع منه.
وذكر ابن بنت منيع عن يحيى بن معين: هو أحب إلي من ليث وحجاج.
وحسن أبو علي الطوسي حديثه لما خرجه.
وقال البخاري في «التاريخ الصغير» : مجالد صدوق.
وقال الجوزقاني: ضعيف، منكر الحديث، يسرق الحديث.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه «المثالب» : كان مجالد أحفظ الخلق لعلم الشعبي، ويقال: إن جده عميرا «ذا مرن» يجولان، فنزل بصعدة، فأتى امرأة يقال لها: جم، فجاء الإسلام ومعها ثلاثة غلمة؛ سعيد، والزبير، وذكر آخر، فنسبت سعيد إلى حمير في ذي مران، والزبير إلى رجل من حضرموت، فقال المذبوب الهمداني لنجالد:
لا تفخرن فإن جما لم تدع
…
لك يا مجالد في العشيرة مفخرا
أنت إليها وأبوك بيضة بلدة
…
فاصبر على الحسب الميتم مغيرا
وفي كتاب «الضعفاء» لابن الجارود: مجالد وليث وحجاج سواء، لا يحتج بهم.
وقال يعقوب بن سفيان: تكلم الناس فيه، خاصة يحيى بن سعيد، وهو ثقة.
وعن أحمد: أحاديث مجالد كانت حلما.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» عن الدارقطني: ليس بثقة، يزيد بن أبي زياد أرجح منه، ومجالد لا يعتبر به.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للساجي: ما أتاك عن مجالد وعن الجلد بن أيوب فلا عليك ألا تتعب بالنظر فيه، وإن كان مجالد كثير الرواية، فإن بعضهم يحتمل حديثه لصدقه، وقال سفيان بن سعيد: أشعث أثبت من مجالد، وعن مجالد قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جدي عمير بن ذي مران كتابا. . . الحديث. روى يحيى بن سعيد عنه أحاديث، ثنا بها بندار، فيها نحو من عشرين مسندا.
وقال عبد الله: سألت أبي عن مجالد، فقال: كذا وكذا، وحرك يده، ولكنه يزيد في الإسناد.
وعن ابن مثنى: مات سنة أربع وأربعين ومائة، وكان عبد الرحمن يحدث عن سفيان عن مجالد، وقيل لخالد بن عبد الله الواسطي: دخلت الكوفة فلم تكتب عن مجالد؟ فقال: لأنه كان طويل اللحية. وعن أبي الوليد: كان أسوء حالا من الأجلح، يعني الكندي.
وقال ابن مثنى: يحتمل حديثه لصدقه.
وفي كتاب «الطبقات» لعمران بن محمد بن عمران الهمداني: عمير ذو مران الناعطي بطن من همدان، وهو جد مجالد، كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى الملوك، وهاجر، ونزل الكوفة.
وفي كتاب «الجرح والتعديل» للعقيلي: قال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف، فذكر له أشياء عن مجالد، فقال: كم من أعجوبة لمجالد. وقال عبد الله بن إدريس: رأيت ثلاثة من المحدثين لا أروي عنهم شيئا، منهم مجالد، رأيته يعرض قصص الناس على السلطان، فيقول: اجلدوا هذا سبعين، وهذا كذا، وهذا كذا.
وفي كتاب الأثرم: ضعف أبو عبد الله أمره في أمانة الإسناد.
وذكره أبو العرب، وابن طاهر، والبيهقي، والبلخي، والدولابي، والبرقي وقال: كان يحيى بن سعيد يوثقه، والحربي، والفسوي، وابن شاهين في «جملة الضعفاء» .
وفي قول المزي: قال البخاري: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين ومائة، نظر في موضعين:
الأول: البخاري لم يذكره إلا رواية، لم يقله استقلالا، بيانه قوله في «تاريخيه الأكبر والأوسط»: حدثني أحمد بن سليمان، عن إسماعيل بن مجالد قال: مات مجالد سنة أربع وأربعين ومائة.
الثاني: ذكر ذي الحجة لم أجده في «تواريخ» البخاري الثلاثة، فينظر، وكذا نقله أيضا عن البخاري غير واحد من غير ذكر الشهر.
ولما ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة قال: توفي سنة أربع وأربعين، وكان ضعيفا في الحديث. قال يحيى بن سعيد القطان: ما كنت
أشاء أن يقول لي مجالد في حديث من رأى الشعبي عن مسروق إلا فعل، قال ابن سعد: وروى عنه مع هذا.
وقال الهيثم بن عدي في الطبقة الثالثة: توفي سنة أربع وأربعين ومائة
وفي «تاريخ» ابن أبي خيثمة: قال محمد بن بشر: رأيت مع إسماعيل بن أبي خالد خشبة معففة الرأس غليظة من هذا الخيزران، قلت: من أين لك هذه؟ قال: أعطانيها مجالد، قال: وكان مجالد يصنع الطعام ويدعو إسماعيل يتغدى عنده، قال: فصنع يوما طعاما، وطلب إسماعيل فلم يجئ حتى فرغوا، فلما جاء إسماعيل قال: هاتوا نصيبي، قال: قد رفعناه لك، فأتي به. قال أبو بكر: وسمعت يحيى بن معين يقول: مجالد بن سعيد ثقة، وهو يرد ما ذكر المزي، حيث ذكر صاحب «الكمال» عن عباس وعبد العظيم عن يحيى: مجالد ثقة، هذا وهم؛ لأن مجالدا هذا القصاب، هذا القول في مجالد القصاب، لا هذا، لمتابعة ابن أبي خيثمة عباسا على هذا، والله أعلم.
وفي «تاريخ» يعقوب: وأما مجالد والأجلح فقد تكلم الناس فيهما، ومجالد على حال أمثل من الأجلح.
وقال خليفة بن خياط في الطبقة السادسة: مات سنة أربع، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.