المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقال الرازي رحمه الله تعالى (1): مطلع هذه السورة عجيب؛ - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ٤

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: وقال الرازي رحمه الله تعالى (1): مطلع هذه السورة عجيب؛

وقال الرازي رحمه الله تعالى (1): مطلع هذه السورة عجيب؛ لأنهم لما نازعوا كأنه قيل: إما أن تنازعوا في معرفة الله، أو في النبوة، فإن كان في الأول: فهو باطل؛ لأن الأدلة العقلية دلت على أنه حيٌّ قيوم، والحي القيوم يستحيل أن يكون له ولد، وإن كان في الثاني: فهو باطل؛ لأن الطريق الذي عرفتم أن الله تعالى أنزل التوراة والإنجيل هو بعينه قائم هنا، وذلك هو المعجزة. انتهى.

‌3

- هو سبحانه وتعالى {نَزَّلَ عَلَيْكَ} يا محمَّد {الْكِتَابَ} ؛ أي: القرآن بالتدريج بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة، وإنما فسرنا كذلك؛ لأن فعَّل المضعف يدل على التكرير، وأتى (2) هنا بذكر المنزل عليه وهو قوله:{عَلَيْكَ} ولم يأتِ بذكر المنزل عليه في التوراة، ولا في الإنجيل تخصيصًا له وتشريفًا بالذكر، وجاء بذكر الخطاب؛ لما في الخطاب من المؤانسة، وأتى بلفظة {على} لما فيها من الاستعلاء كأن الكتاب تجلله وتغشاه صلى الله عليه وسلم.

فإن قلت (3): إن القرآن وقت نزول هذه الآية لم يتكامل نزوله؟

قلت: إما أن يراد بالكتاب ما نزل منه إذ ذلك، أو يقال: الفعل مستعمل في الماضي والمستقبل.

وقرأ الجمهور: {نَزَّلَ} مشددًا {الْكِتَابَ} بالنصب. وقرأ النخعي والأعمش وابن أبي عبلة رحمهم الله تعالى شذوذًا: {نزلَ} مخففًا و {الكتابُ} بالرفع، وفي هذه القراءة تحتمل الآية وجهين:

أحدهما: أن تكون منقطعة.

والثاني: أن تكون متصلة بما قبلها؛ أي: نزل الكتاب عليك من عنده.

(1) البحر المحيط.

(2)

البحر المحيط.

(3)

الجمل.

ص: 172